خالد بن صالح - حين نتأله في العشق

الجدران أربعة وجوه بليدة
النافذة ثقب معلق في السماء
دخان سيجارتي غزلان تتقافز أمامي
كأسي فارغة ؛
وعلى صدر القصيدة التي تقرئين
جرح ينزف كمدا . .

بياض الجهات . .
فاكهة تدحرجني إلى مهاوي العصيان
مدائن تصغر في يدي
ولأصابعك شهوة حلم لم ينضج بعد
لم تكن تفاحتنا قمرا
لم يكن لها جناحان . .
لكنها الأشهى كانت برائحة المجهول .. !

لا تكتمي شيئا يخشاه الصمت
هكذا وسوس لي السحاب
توبة المطر يفسدها عشب يتوالد كالأحزان
لا تكتمي ما لا يحفظ أسراره الدمع
لا تخشي مشيئة الأمكنة ،
لنا هنا كل شيء ـ
لنا معاني الأسماء بعد الصلصال
لنا ارض تتشح بالعراء
لنا من الأوراق ما يستر سوءة الشجر
لنا ما تضمِر لنا الأيام
وما جال بخاطر وطن ؛
. .. ... .... .....
صباحات حزن خالد
سمر ليالٍ تشتعل بالنبيذ
رقصة مساء شارد ـ
ولا شيء

يغتالني كبرياء النوارس ساعة الرحيل
وتشوهني ندوب الغربة على وجه مرآتي
دعي الحيرة لمن قتل أخاه
وتعالي لنصنع من الريش الأسود
سريراً ، تصغر فيه الميتات .. !
تلك حكمة الغراب ،
وحكمتي أن أضمك إلى صدري
لتفور جراحي وتجهش دمائي بالغناء
. .. ... .... .....
ولي شطآن أحن إليها في بحر عناقنا
لك الأفق الموشى بخيوط البكاء
لك كف الريح إذا ما حملتْ ورد الكلام
ولي أن أصير في حضرة البوح إله
لأُنزل السماء من عليائها
لأرفع الأرض من تخومها
لأطبق الحب على شفة القيامة
وتخر الشموس بين يديك سُجدا

لك ولي
لك / لي
ما لنا سوانا ،
نتأله في العشق
حتى لا ننقشع عن الموت كالضباب


.
 
أعلى