قصة ايروتيكية روبين سليك - جميلة - ت: صالح الرزوق

أول فكرة خطرت لغوردون كالتالي: حسنا. يا يسوع. في المرة القادمة سأكون جاهزا لأزمة قلبية وسأتعلم كيف أغض بصري. ولكنه لحس شفتيه متعللا بما سيحصل ومال بقامته إلى الأمام مع ابتسامة ثعلبية.
" لقد غابت حقا وفعلتها. يا لحسن حظها".
جلس خلف طاولته في الغرفة ضعيفة الإضاءة وفرك يديه ببعضهما بعضا. وخلفه، الأغراب الذين يلفهم الضباب بالكاد واضحون من النافذة التي يغطيها زجاج يغلفه الغبار.
كل شيء هناك.
يد بين فخذين عاريين ممدودين، ولمعان خاتم زواج يبرق على إصبع لها طلاء أظافر.
حلمات الثديين المنتصبين بلون بني متورد.
يا لهما من ثديين بلون القشدة.
التعبير الأجوف والممسوس.
همس يقول لها:" أنت جميلة".
***
في بيت ريفي على الطرف الآخر من الأطلسي، عثر عليهما دانييل. وأجيرت شهقته أليسون للاندفاع نحوه قبل أن يتمكن من إيقافها.
لقد شهقت وقفزت إلى الخلف.
" آه يا إلهي! هذا أكثر المشاهد التي رأيتها إزعاجا".
" هذا اعتراف". حاول أن يبعد عينيه لكنه فشل. كانت أليسون تتحرك مثل المكوك إلى الأمام والخلف فوق البساط الشرقي.
"يا صاحبي. كنت أعلم ذلك. أنها أعلم مزمعة على شيء".
" نعم، نفس الشيء هنا. ولكن يجب أن تعترفي. لقد أقرت بكل شيء أمامنا عيانا جهارا".
" ليس هكذا. لم تفعل".
" صحيح. ولكن علينا أن نتوقعه. من الواضح أنها ليست سعيدة على الإطلاق".
"لماذا هذا؟ أعتقد أنك مخطئ. هما أضداد. ألم تتساءل لماذا يستمران معا؟".
أصرت أليسون بقولها:" إنهما يحبان بعضهما بعضا".
"ألم تشاهدها وهي هنا؟ وهي تتكلم وتسخر من نفسها؟".
كذبت بقولها:" كلا".
"حقا؟. إذا لماذا تقولين إنها كانت تزمع على شيء ما؟. فأنا لا أفهم دوافعها ". كان دانييل محتارا، هذا فوق استيعابه فهو لا يزال بعمر خمسة عشر عاما فقط.
" ربما للتسلية واللهو؟. كانت تعبث فقط ثم أفلتت الأمور من بين يدها؟". كانت أخته بعمر سبعة شعر عاما، وعلى نفس المقدار من السطحية.
" لا أعلم. هل تعتقد أنها فعلت ذلك إكراما لشخص ما؟".
" كلا. من فضلك توقف أنت ترهقني. من الشاذ بيننا لهذه الدرجة...؟".
" هذا هو بالضبط. لسنا شاذين. اعترف بذلك - نحن لا نعرف شيئا عنها".
" كل ما أريده أن أمحو تلك الصورة من ذهني".
حك دانييل ذقنه وضحك ملء فمه. وقال:" أنت تفهم أننا بحاجة لأطباء نفسيين الآن".
" علينا أن نبلّغ الوالد".
"كلا!. هذا آخر شيء أفكر به. من حسن الحظ أنه بعيد عن الحالة التي وصلت بنا إلى هذا الحد".
وسمعا صوت احتكاك مفتاح في القفل وانفتح الباب الأمامي. نهض دانييل ووقف إلى جانب أخته.
" مرحبا؟". دخلت أمهما إلى الغرفة، ووجهها الجميل محتار. ألقت معطفها على الكرسي وخلعت حذاءها وألقت بهما بعيدا.
" يا له من يوم عمل فظيع. يا إلهي كم أكره عملي. لماذا لا تلقيان علي التحية، وتقولان مرحبا يا أمي؟".
حافظا على صمتهما. ولم يبرحا المكان.
" هيا. ماذا حصل لكما يا أولاد؟".
ردا بصوت واحد تماما:"لا شيء".
" أشك بذلك – كلاكما تتصرفان بشكل غريب ولا أحب ذلك. هل عاد والدكما إلى البيت؟".
ردا بنفس الوقت أيضا:" كلا".
قطبت جبينها وتخطتهما وقالت:" هيا توقفا عن ذلك".
راقباها بقلق وهي تجلس على الطاولة. وسأل دانييل:" ماذا تفعلين؟".
ردت بتردد:" أتأكد من بريدي الإلكتروني. هل لديك مانع؟".
لم يرد دانييل. وعوضا عن ذلك نظر إلى أخته. وضعت أصبعا على شفتيها. ورسمت علامة برأسها ليقترب. أطاعها. ولكن عذبته الصور والخيالات المبعثرة.
يد ترتمي بين فخذين عاريين وممدودين. وبريق خاتم زواج يلمع في أصبع لها طلاء أظافر.
حلمات الثديين المنتصبين بلون بني متورد.
يا لهما من ثديين بلون القشدة.
التعبير الأجوف والممسوس.
***
تمطى غوردون وتثاءب. كان يشرب السيدر طوال الأمسية وبالكاد يمكنه أن يقف على قدميه. ولكن قبل أن يغلق وينصرف ليلا تذكر أن يدفن أوراق الكلينيكس المدعوكة الدبقة في أسفل سلة النفايات الموجودة قرب طاولته ثم كتب ملاحظة لها.
يا إلهي. ماذا قلت. عض شفته السفلى لدقيقة من الوقت وهو يفكر، ثم بابتسامة رضا ضغط على زر " إرسال". حسنا. أطفأ المصباح وبحث عن طريقه وهو يصعد على السلالم ، وارتمى بوجهه نحو الأسفل بجوار زوجته البدينة التي تشخر.
***
" أنت جميلة جدا".
هي ثلاث كلمات فقط ظهرت على الشاشة ولكنها فتنتها. وهي تحلم لعبت بخصلة من شعرها الأسود الطويل، دون اهتمام بالشخصين الواقفين خلفها، وعيناهما وفماهما تاما الاستدارة بشكل حرف o.




* روبين سليك Robin Slick: كاتبة أمريكية. من أهم أعمالها ( ثلاثة أيام في مدينة نيويورك)، ( قضمة أخرى من التفاحة). وهذه القصة منشورة في وورد ريوت word riot ( ثورة الكلمة)، عدد أيلول 2014 .
 
أعلى