قصة ايروتيكية رئيفة المصري - خاصرة منكشفة

بعدما اقترن الليل بالنهار، واجتمع الأجداد لعجن صلصال جسد يضاهي الشفق ضياء، جمعوا العطر من زهر الغاردينيا قبل أن يجف نداه، ولملموا نجومهم حقنوها في العروق استعاروا من النهر دلالة على الشجر، ومن الأغصان التواءات دلع إلى السماء. ثم مسحوا بالنار لفحة على الوجنتين.
بعدما اختلط الثلج بالفحم، وانطفأت النار بالبرد، مرتعشاً بجنون اللهفة على شفّة الماء، وانساب الموج مبتعداً لمحيطه، يغوص في حنايا الصخر تحت الروح، وقبل التقوى نامت على هدب شمعة تتلذذ بالعتمة، وتداعب ظلامها داخله. في حلم ينشق كانبلاج الصبح ويتداخل في ذاكرة التاريخ منسلاً عبر متاهات الحاضر إلى ماضٍ هو ماضٍ في تفاصيل اندهاش الصوت ارتقاءً لسماء وردية تلوح مبتعدة ... مبتعدة إلى ما لا نهاية. هناك اختبأ خلف السطور ضوء خفيف لقمر ناعس وهناك وارت ظلها.
لو.... تفتح عمل القلب. اقترَبَت منه مسافة قهوة فاستسلم لصمت الزوايا. في اللاهناك تسلّلَت أناملها على فنن، أمسك نفسه عن ثمر، وعن انحناء الحنّة على ساق شمّرت الأطلس عن مرمرها، وشقّت الثوب عن سنابلها، تنقلب الأقنعة حتى تتساوى في القسوة مع القرابين. سال داخل قطره خصرها، ومال نحو سيله وصفها، ثم ارتقى عليين. تمدد تحت ظله ظلها وانثنى تحت كله كلها وتداخلت القوى لتلوي ضلعاً استقام قبل النشء ومال إلى الخاصرة المنكشفة على الهوى لتهوى مرة.
للهوى قهوة مرة وهال، انهال على غليانها، اختبأ البرد في جيوبه واختفى في سترته لا سترها ولا انسترت تحت عباءة العمر تنتظر الفَرَج.
انفرجت إليه وانهالت كتراب جفّ على ورد ميّت لا هي قادرة على إحيائه ولا حياة قبله مجدية.
في اللا هناك صرخت ذئبة تتسلق شمسها الشاحبة، وتلملم ألواناً انهدرت على عاطفة وتميل ميل الليل المضيء تعوي ... نسيت صوتها تحت مظلة عمره ينقلها نحو القطب، لا قطب له ولا مركز لحنينه منسحباً بدمع أجدادها على صلصالها هل كان منه أم كان منها.... هناك في اللا هناك هبطت إليه ورؤوس الأصابع يلسعها الخوف فتقبّل دربه العاصي.
اختلاط الحقيقة بالحقيقة والوهم بالوهم والصورة بالمشهد والمشهد بالواقع. واقع لا محالة. محالٌ على محالٍ لا مجال فيه إلا لمشهد ضيّق داخل عباءته لفّها وجمع ما تبقى من انكساراته وانهالها تراباً على عينيه وانهالها بكاءً على ملامحه وانهالها شوقاً من تراب لتراب.



رئيفة المصري 11/11/2011
 
أعلى