سحبان السواح - ممارسة الجنس عمل إبداعي

ليس موقع ألف موقعا متخصصا بالإيروتيك، ولكن الإبداع الإيروتيكي، من ضمن اهتماماته، واهتماماته هذه لم تأت من فراغ، وإنما من وجهة نظر محددة، تريد أن تقول إن الإبداع عمل إنساني، والجنس أيضا عمل إنساني يمارسه البشر في كل لحظة من حياتهم، إما حقيقة أو في الخيال، الرجل والمرأة لا يتكاملان إلا بممارسة الجنس، ولا يستمر الجنس البشري إلا به، ولم يكن الجنس يوما وسيلة للإنجاب فقط، إنما هو وسيلة للمتعة أيضا، فجسد المرأة بالنسبة للرجل كما جسد الرجل بالنسبة للمرأة هو قضية جمالية، وقضية إبداعية، ممارسة الجنس بحد ذاته عمل إبداعي، ومن لا يمارسه معترفا بهذه الحقيقة يفقد الكثير من جمالية الحياة.
منذ أن صرخت إنانا منادية دوموزي بقولها:
أما من أجلي، من أجل فرجي،
من أجلي، الرابية المكومة عاليا،
لي أنا العذراء، فمن يحرثه لي ؟
فرجي، الأرض المرويةـ من أجلي،
لي أنا الملكة، من يضع الثور هناك.
دوموزي تأتيه الحمية فيصرخ مجيبا:
"أيتها السيدة الجليلة، الملك، سوف يحرثه لك، دموزي الملك، سوف يحرثه لك".
فتصرخ إنانا منتشية
" أحرث لي فرجي يا رجل قلبي " .
إنانا كانت تصرخ راغبة في الجنس، ولأن الحرث مرتبط بالزراعة والخصب، كان هذا الارتباط بين خصب المرأة وخصب الأرض.
ولكن اهتمامنا بالإيروتيك لم يكن توجها عاما للموقع، وإنما واحدا من توجهاته التي تتعلق بمخاصمة السلطة، أيا كانت، وعلى مساحة الأرض الناطقة بالعربية، والوقوف بوجه كل التابوهات التي قيدت بها مواطنيها.
إذن نحن أصحاب قضية، وقضيتنا أن نكون ضد كل ما تضعه السلطات السياسية من قوانين في وجه الإنسان، لكي تظل مسيطرة عليه، مستعينة حينا بغباء ووصولية رجال الدين. الذين يجعلون من المساجد والكنائس أمكنة للدعاية للسلطات المدنية والسياسية، ومستعينة حينا آخر بالقمع والسجن وسد منافذ الحياة اليومية في وجه مواطنيها.
من هذا المنطلق كان اهتمام الموقع بالحديث عن الدين، ونقد الأصولية، والبحث عن منفذ لفصل الدين عن الدولة، وجعل الناس متساوين أمام القانون بمختلف دياناتهم، على أن لا يحاول دين فرض معتقداته على دين آخر، وألا يفرض أحدهم وجهة نظره بالله وجوده من عدمه، أو بانتمائه لهذا الدين أو ذاك، ويرغب بفرض دينه على الأديان الأخرى. فالدين لله والوطن للجميع.
قضايا حقوق الإنسان، والمجتمع المدني، والسلام العادل بين الشعوب، وقضايا المرأة عموما.. وأمور أخرى كثيرة تخص الوطن والمواطن هي من اهتمامات الموقع، وإذا كنا قد اخترنا من كل ذلك الجانب المتعلق بالثقافة، فلأننا نرى أن الثقافة وحدها هي القادرة أن تجعل المواطن يفهم حقوقه وواجباته.
ما دفعني لقول هذا رسالة جاءت من شاعر معروف يقول فيها هل يجب أن أكتب الشعر الإيروتيكي لكي تنشر مادتي, ولم تكن مادته قد وصلت إلينا لسبب نجهله.
يسيئنا جدا هذا الكلام، يسيئنا أن لا يرى شاعر معترف به، في موقع ألف سوى الإيروتيك، كما يسيئنا أن يكون الإيروتيك هو الأكثر قراءة في الموقع، في حين أن هناك مواد تستحق القراءة أكثر من عمل إبداعي إيروتيكي .
ولكننا مستمرون في توجهنا، مقتنعون بأننا على حق في خيارتنا، على حق في أن نقف مع، وفي صف التابوهات الثلاثة، التي حاولت السلطات العربية، منذ تأسست كسلطات عربية، أن تبعدنا عن الحديث عنها:الدين، السياسة، الجنس.



* عن موقع الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان

صورة مفقودة
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى