زينب حفني - وسادة لِحُبَّك

من فصل بدايتي /2:
أثناء حضوري محاضرة دينيّة، أتمنى لو أملكُ الجرأة لطرح السؤال الذي يُورِّق فكري على واحدة من الداعيات، سؤال حول حقي في ممارسة العادة السرية. إن كانت تدخل في دائرة المحرم أو المباح!! كان حيائي يمنعني. في إحدى المرات استجمعتُ شجاعتي. قررتُ سؤال الداعية بعد أن تفرغ من إلقاء محاضرتها. كان مضمون المحاضرة يومها يدور حول العلاقة الجنسيّة بين الزوجين. قاطعَتها إحدى الحاضرات بسؤالها: "هل أدَعُ زوجي يلهو بصدري؟! هل من حقِّه أن يرضع حلمَتيَّ؟!".

تجهَّم وجه الداعية. أجابتها بنبرة جافة: "هذا الموضع خلقه الله من أجل أطفالك وليس لكي يعبثَ فيه رجلك".

غُصتُ في مقعدي. كأنَّ لساني التصق بسقف حلقي. كتمتُ سؤالي في سرّي. نقلتُ حيرتي لصديقتي رابحة. أجابتني ضاحكة: "لا عليكِ. لو كان التخيُّل حراما، لأوقع القضاة عقوبة الزنا بنصف نساء الأرض لكونهن يتخيَّلن رجالا في سرائرهن وهنَّ في أحضان أزواجهن. لا تعتقدي أن الرجل وحده من يتخيّل أخريات. بعد سنوات من الزواج تتآخى الأجساد يا صديقتي. تفتر الرغبة. لذا لا بد من مُحفِّز خارجي يبعث الحرارة والدفء في الأجساد التي قتلها صقيع الروتين. البحث عن لحظات حميميَّةٍ في الفراش تُجبر النساء أيضا على مضاجعة رجال غرباء في مخيلتهن. لكن هناك خطوط حمراء لا تستطيع المرأة تجاوزها؛ الخوف من عقاب ربها، والحفاظ على أسرتها من التفكك، ونظرة المجتمع لها إن فُضِحَ أمرها. العيش في دنيا الأحلام هي أقصى ما يحق للمرأة بلوغه. الرجال أوفر حظاٍ منّا، أتدرين لماذا!! لكونهم قادرين على إقامة علاقات محرَّمة على أرض الواقع من دون أن يُحاكمهم المجتمع، أو ينصب لهم المشانق بسبب نزواتهم الطائشة!!" يظهر يا صديقتي أن الحرام له نكهة فوَّاحة، رغم عواقبه الوخيمة الإلهية الصنع!".



.
1317991463_dusza-i-motyl.jpg
 
أعلى