سفيان الخزرجي - لماذا كتب عالم وامام جليل اربعة كتب في الاوضاع الجنسية؟

انه العالم والامام الجليل جلال الدين السيوطي، وهو احد اشهر مفسري القرآن في التفسير المسمى: تفسير الجلالين، وهما جلال الدين المحلي ، وجلال الدين السيوطي. وهناك نبذة مختصرة عن الامام السيوطي في موسوعة ويكيبيديا، ومن يريد ان يتعرف عليه عن قرب فهناك فصول عن حياته وعلمه في معظم كتبه وبضمنها الكتب الاربعة المعنية هنا. اختلف الدارسون في عدد كتبه التي (اثرى) بها المكتبة الاسلامية، فمنهم من يرى ان العدد 561 كتابا وهو ما ذكره "فلوجيل" واما " بروكلمان" فقد عد له 415 كتابا. (من مقدمة كتاب: نواضر الايك في معرفة النيك) واما الكتب التي خصصها للاوضاع الجنسية او ما يسميه هو النيك ، هكذا بلا لف ودوران من منطلق (لا حياء في الدين) فهي اربعة:

ـ نواضر الأيك فى معرفة النيك
ـ رشف الزلال من السحر الحلال
ـ الوشاح فى فوائد النكاح
ـ شقائق الأترج فى رقائق الغنج
سأضع في آخر المقالة روابط هذه الكتب.

ولم يفته ايضا ان يشرح النكاح ومعانيه اللغوية في كتابين: الافصاح في اسماء النكاح ضوء الصباح في لغات النكاح ويبدأ العالم والامام الجليل جلال الدين السيوطي كتابه:"نواضر الايك في معرفة النيك" بتعريف النيك لغويا: "ذكر النووي في تهذيب الاسماء واللغات: قال الازهري في تهذيب اللغة: قال الليث: "النيك معروف، والفاعل نايك، والمفعول به: منيوك ومنيك، والانثى: منيوكة" (الصفحة 31 من الكتاب) والسيوطي يذهب الى ان اصل كلمة النكاح هو الوطء او الجماع، واما الزواج فقد جاء لاحقا من هذا المعنى، ويستشهد بقوله تعالى: الزاني لا ينكح الا زانية (النور 3) فلا يستقيم المعنى شرعا اذا كان النكاح في هذه الآية يعني الزواج، حيث ان الزواج لا يتم شرعا في حالة الزنا وانما المقصود ان الزاني لا يطأ الا زانية، وقد جاء ذلك في تفسير ابن كثير والقرطبي لهذه الآية.

فالسيوطي لا يستعمل كلمة "نكاح" في كتبه الجنسية الا بمعنى الجماع او النيك على حد تعبيره. وهذا الشيخ الامام لا يبدو بريئا في تناوله للجنس في هذه الكتب كما قد يتبادر للقاريء الورع، فكتاباته غاية في المجون او بعبارة ادق غاية في الاسفاف الاخلاقي، وهو لا يوردها ناقدا لها او ساخرا منها وانما متغنيا بها ومنتشيا لروايتها. واذا سمح لي القاريء ان اذكر بعضا من رواياته، وكتبه تزخر بمثلها بل باكثر منها فحشا: انشد الاصمعي هارون الرشيد هذه الابيات: تزوجت واحدة منكمو...فنكت بشفعتها اربعينا ونكت الرجال ونكت النساء ونكت البنات ونكت البنينا وارسلت ايري في داركم...فطورا شمالا وطورا يمينا قال الرشيد: هذا يصلح المقطوع ويقيم النائم (الصفحة 38 الى 39 من الكتاب اعلاه) والامام الجليل يروي هذه الابيات كفاكهة المجالس دون تحفظ على بذائتها.

لا بل انه يورد ابياتا تتغنى بالاغتصاب: الذ النيك ما كان اغتصابا...بمنع الحب او خوف الرقيب (الصفحة 39 من الكتاب اعلاه) ويتلذذ هذا الامام المتعبد بروايات ماجنة ومخلة بالدين والادب كما في الصفحة 110 من الكتاب اعلاه عن المغنية التي صلـّت بمجموعة من السكارى وحين ركعت بان حرها... الى آخر الرواية. ويشط امامنا المبجل كثيرا حين يقلد السجع في سورة الرحمن ويضمن نصه الاباحي آية من سورة الرحمن. ففي الصفحة 93 من كتابه: رشف الزلال من السحر الحلال يكتب: "بدا لي حر ريان واليتان، مرج البحر فيهما يلتقيان" والحر هو عضو الجنس عند المرأة. والاكثر غرابة انه يصف نساء اهل الجنة بالقحاب، ففي كتابه شقائق الأترج فى رقائق الغنج وفي الصفحة 69 يقول عن قوله تعالى: فجعلتهن ابكارا. عـُرُبا اترابا (الواقعة 36ـ37 "اطبق المفسرون واهل اللغة على ان العـُرُب جمع عربة او عروب وهي القحبة"

اما طرق النيك والاوضاع الجنسية التي يوردها الامام الجليل فلا اعتقد انها تصلح الا كطرائف ثقيلة الدم، والا فاي بهلوان في سيرك يستطيع ان يقوم بهذه العملية الجنسية التي يوردها في الصفحة 140 من كتاب نواضر الايك: نيك المرجوحة النيروزي: يقعدان: كل في مرجوحة، وظهرها لوجهه، ويحرك المرجوحتين، ويولجه، فكلما بعدت المرجوحة: خرج منه، وكلما قربت: دخل فيها. فكم شيخ جليل من علمائنا الافاضل قام بتعليق مرجوحتين في غرفة نومه ليطبق هذا النيك الغريب؟

هذا غيض من فيض، ومن يقرأ كتبه تلك يجد ما تعجز عن الاتيان به اكثر الافلام الجنسية اباحية في العالم الغربي. فلماذا امضى هذا العالم والامام الجليل وقتا ثمينا من حياته في تأليف هذا الكم من الكتب في النيك وطرقه وفي الفحش وادبياته؟


.

صورة مفقودة

Jan Sluijters
(1881-1957)
 
أعلى