الحكيم البابلي - المسطرة الجنسية بين الحلال والحرام

الأديان غَوَلَت الجنس وما دَرَت أن نفس الغول سيبتلعها حين يجوع !.
البابلي

الجنس غريزة بشرية طبيعية في حياة الإنسان ، وضرورية كضرورة الأكل والشرب والتنفس رغم إنها بخلافهم يُمكن التحكم بها لوقت أطول ، لكن ذلك قد يكون له مؤثرات سلبية مُختلفة الحجم والنوعية على كيان الإنسان والمجتمع وبحسب طبيعة ذلك الإنسان وذلك المجتمع .
كبت الغريزة الجنسية وقمعها قد يُدمر بعض أو كل صمامات الأمان في النفس البشرية ويقود أي شخصية إنسيابية سوية إلى تفجير ذاتها بصور قد تؤدي لأضرار وتدمير جزئي أو شامل للفرد والمجتمع على حد سواء .
وربما تكون أقدس غرائز البشر هي غريزة الجنس ، والتي بها تستمر ديمومة الجنس البشري على الأرض ، أما منع الجنس ومصادرته وتقنينه وحبسه وتحجيمه وإعطاءه الشرعية الوحيدة من خلال ورقة بائسة من الكاهن أو المعبد !!، فهو إجحاف وظلم وغفلة عن حقيقة ودور الجنس في حياة وأحاسيس وسلوك الجنس البشري ، والذي من المفروض أن يأخذ شرعيتهِ الوحيدة من خلال رغبة أنثى وذكر ببعضهما فقط .
الزواج مقبول وجميل لو كان يتضمن حقاً رضى الطرفين ( البالِغَين ) ، ولكن … كم من المتزوجين في كل العالم تمتعوا بهذا الشرط قبل زواجهم ؟.
وحتى بعد الزواج … لا يحق للرجل مواقعة زوجتهِ بدون رغبتها ، وإلا تم إعتبار ذلك إغتصاباً يُحاسِبُ عليه القانون كما يُحاسِب أي جريمة إغتصاب أخرى ، وهذه إحدى قوانين الولايات المتحدة الأميركية ، وهي تأييداً لرأيي في أن أي علاقة جنسية بين ذكر وأنثى من خلال رغبتهما ببعضهما هي العلاقة الطبيعية الوحيدة ، وإن لم تكن فهي علاقة شاذة من طرف واحد ونوع من الإغتصاب قد لا يفهم أبعاده كل من تدنت مفاهيمه الإنسانية والحضارية .

لا أفهم كيف ولماذا ومتى سمح البشر عبر ليل الزمن الطويل بكل التشويهات والنفاق وتقاطع الأخطاء الذي ولدته الديانات التوحيدية ( الترهيبية ) في موضوع الجنس ؟ والذي جعلت منه خطيئة مُميتة إبتدئها رب إفتراضي في عقابهِ وطرده لآدم وحواء الوَهمِيَين المُفتَرَضَين من الجنة ، علماً بأن هاتين الشخصيتين تم إقتباسهما من الموروث السومري القديم !!، يعني خرافة في خرافة !!.
هكذا إستغفلوا البشر وجعلوا من الجنس وحشاً شيطانياً بأنياب ومخالب وخاصةً في اليهودية ونسختها الكاربونية الإسلام ، بحيث أصبحت بعض الممارسات الجنسية للإنسان الحر تؤدي لعقوبة الرجم والموت بأشكال قد لا تخطر على بال !.
المضحك لحد البكاء أن نفس هذه الأديان تمارس وتُحلل أقذر أنواع الجنس لأنبيائها وحكامها ومُشَرِعيها وبنفس الوقت تمنع الجنس الطبيعي عن شعوبها وتُهددهم بكل أنواع العقاب الذي سيسلطه عليهم رب ظالم شبقي منحرف يأمر بالقتل والدمار والسبي والإغتصاب ، يُحلل ويُحرم على هواه ، ويُبارك كل من يتبع تعاليمه كما سنرى لاحقاً في هذا المقال !.
وكأمثلة بسيطة لما نقول ، نقرأ في التوراة قصصاً لا حشمة لها ، يخجل من تفاصيلها الخجل ، لا بل يخجل من تفاصيلها حتى مفهوم الزِنا الذي تمتع من شاء التمتع به من ملوك وأمراء وأنبياء ، وحُرِمَ منه بقية الشعب عبر قوانين وعقوبات وشرائع ترهيبية لا حصر لها !!.

غالبية قصص التوراة تدور حول ( زِنا المحارم ) !، كقصة لوط "النبي"!!، الذي أسكرته إبنتاه لليلتين متعاقبتين ، فضاجع الأولى وحبلها فولدت له ولداً ذكراً أسمتهُ ( مؤاب ) وقالت تُفسر إسمه : "لأنه جاء من أبي" !!، فكان أبا المؤابيين .
ثم ضاجع الإبنة الثانية وحبلها فولدت له ولداً ذكراً سمتهُ ( عمون ) وفسرتهُ بِ "بن عمي" ! فكان أبا العمونيين ( سِفر التكوين 19 : 30 - 38 ) .
والغريب في الموضوع أن التفسير المدراشي في اليهودية يُبرئ الفتاتين من غشيانهما للمحارم ، ويدعي أن الرب هو الذي أوحى لهما بذلك !!. فأي رب هذا ؟
ملاحظة : المدراش : هو التفسير والتعمق في فهم آيات التوراة ، وعدم فهمها بصورة سطحية !!!!!.

ونختصر لكم قصة ( يهودا ) الذي إحتالت عليه كنته ( ثامار ) فضاجعها وولدت له توأمين ( فارص وزارح ) !، وغض الرب ويهودا والناس النظر عن جريمتها التي كان حكمها الموت حسب شرائعهم !، وكسائر النساء الإسرائيليات النبيلات في التنبؤ !، تنبأت ثامار بأن المسيح سيجيئ من نسلها ، فكان !!!.
وهذا ( داود ) "النبي" ، ويُعتبر أحد أركان اليهودية ، وتقول التوراة - ربما تفاخراً - بأنه نكح ( 99 ) إمرأة !!، ، وإستحوذ على زوجة واحد من قواد جيشه ، بعد أن أرسلهُ عمداً للخطوط الأمامية للحرب وأمر بإغتياله من الخلف ، ويروح يُضاجع زوجته الأرملة تسعة مرات في ليلة واحدة !!
الحق لم أجد أية ضرورة في ذكر فتوحات قضيب الملك داود في كتابِ يزعمون أنه مقدس !!.

أما ركن التوراة الآخر سليمان "النبي" أيضاً ، والذي يقولون أن الرب خاطبه : " أعطيتك قلباً حكيماً ومميزاً ، حتى أنه لم يكن مثلك أحد قبلك ولن يأتي من بعدك نظير" !!، ( سِفر الملوك الأول 3 : 13 ) . وأول عمل قام به سليمان بعد تنصيبه ملكاً هو قيامه بإغتيال أخيه أدونيا لئلا يُزاحمهُ في عرش والدهما داود !! .
وتذكر كتب اليهود أنه ضاجع الف إمرأة ولم يشبع !، لدرجة أن جوعه الجنسي إضطره أن ينكح كَنَتيهِ ـ زوجتي ولديهِ - في ليلة واحدة !!، ، ويُقال أنه عبد آلهة كل أنثى عشقها في حياته !!، وعلى قول أبو العراء المعري :
وأشرفُ من ترى من الناس قدراً ===== يعيشُ الدهرَ عبد فمٍ وفرج
ويُقال أن سليمان عندما وصل لأرذل العمر وعجز عن النكاح ، كان يضطجع في فراشه مع عدة صبيات ليُدفئوا جسدهِ المقرور !.
هؤلاء هم ( بعض ) أنبياء اليهود ، بعضهم فقط !، ولا يتسع المقال لذكر البقية ، وكما يقول المثل الأميركي : ( ترى واحداً منهم تكون قد رأيتهم جميعاً ) .

ثم يأتينا "خاتم الأنبياء" و "صاحب السيرة العطرة" و "أشرفُ الخلق" ، محمداً إبن عبد الله "صلى الله عليهِ وسلم" !، الذي تأثر بالأديان الترهيبية التي سبقتهُ ، وتعلم كل أحابيلها من معلميه : القس ورقة بن نوفل ، ربان بحيراء ، وسلمان الفارسي ، ونراهُ شغوفاً بالتوراة لحد التقليد المُمِل والفاضح ، فيروح يقتبس ويسرق منهم أغلب سلبياتهم ليصبح القدوة والمثال الأعلى لمن تبعه من عرب الوبر والمدر الذين لبسوا ما فَصَلَ لهم وعلى مقاسهم البدوي من الشرائع التي منحتهم ما كانوا يحلمون به ويعيشون من أجله من نكاح وكل أنواع الزِنا والغزو والسلب والهيمنة على أراضي وأموال ونساء وأرواح ومعتقدات الأمم التي حللها وباركها لهم بإسم إلهه التوراتي الغيبي الجذر ، المزعوم !!.

من خلال المسطرة الأخلاقية نرى أن الرب يُكافئ أنبياءه دائماًعلى ذكورتهم وفحولتهم !!، ونرى مدى إختلاف وتناقض شخصية ذلك الإله وتخبطه اللا أدري بين مفهوم الخير والشر من خلال القواعد التي يقولون إنه إشترعها للأخرين ، ونراهُ لا يُقيم وزناً للقواعد الأخلاقية في تعامله مع خلقهِ !، ولهذا تبقى هناك العديد من علامات الإستفهام حول حقيقة هذا الإله وصورته المشوشة غير الواضحة عند غير المؤدلجين دينياً الذين لا يؤمنون بغير الحقيقة المنطقية المُقنِعة العلمية .

أما في المسيحية فنعرف أن المسيح قال بضرورة الإعتراف والتناول التي تقود المؤمن لنيلِ مغفرة خطاياه !، ولكن المسيح لم يقل بأن الخطيئة ممكنٌ إرتكابها كل يوم من قبل نفس المؤمن والذي سيحمِلها في نهاية الإسبوع في كيس ويذهب ليعرضها أمام كاهن الكنيسة الذي سيعطيه قصاصاً أوتاميتيكياً بات يعرفه حتى أطفال المسيحيين : ( عشرة تلاوات لصلاة "أبانا الذي في السماوات" ، وعشرة تلاوات لصلاة "السلامُ عليكِ يا مريم" ) !! وإلى اللقاء في الأحد القادم مع خطايا جديدة وندم جديد لمغفرة كل الخطايا الجديدة !!!. وهلللويا جديدة !. وما أسهل ذلك !.
هذا لم يكن ما عناه المسيح بالضبط !، والذي راحت تُمارسه الكنيسة مع الخطاة كل اسبوع ، موهمة إياهم بأن القس يملك صكوكاً للغفران !
صحيح أن غالبية المسيحيين لا يتصرفون بهذاالغباء ، ولكن هل من أحد ينكر أن ملايين منهم يفعلون !؟.
كل هذا وبصورة غير مُباشرة خَلقَ ثغرة بديلة لممارسة الجنس الذي يتوق له الناس ، لأنه حرية ومتعة وحق طبيعي ، ومن ثم مسح ومغفرة كل الخطايا أسبوعياً !. وحتماً هذا رائع لأغلب البشر
والكل فهم أن الندم ( الحقيقي ) على الخطيئة يغفر الخطيئة ، وأعتقد هذا تماماً ما قصده المسيح ، لكنه لم يقصد أن نخطأ كل اسبوع ونندم ( بصدق حقيقي ) كل اسبوع ، ويُغفر لنا كل اسبوع !!!!، هذا إستغلال فاضح ومضحك لمسطرة المسيحي الأخلاقية بين الحرام والحلال ، والأجدر "بقطيع المؤمنين" ترك التقية والخزعبلات واللعب على ذيل الدين والعودة لممارسة حرياتهم الطبيعية في الجنس ، بدون إستجداء المغفرة من القس أو الرب ، لأن الجنس غريزة طبيعية وحق صريح من حقوق البشر .

يقول صادق جلال العظم في رائعته "ما بعد ذهنية التحريم" ( بتصرف ) : [ ليس عيباً في طبقة الأسياد والنبلاء والأرستقراطيين في كل زمان ومكان ومجتمع وحضارة وثقافة - تقريباً - أن تتكثر العلاقات الجنسية وتتنوع وتتشابك للرجال والنساء على السواء ، شريطة أن لا يؤدي ذلك إلى فضيحة مكشوفة في أوساط العوام !!.
يضحك هذا النوع من الملأ الخاص من أخلاقويات "البرجوازية الصغيرة" وتزمتها وصغر عقلها ومحدوديتها وهواجسها بالنسبة لكل ما يرتبط بشؤون الجنس وشجونه وعلاقاته وقِيَمِهِ .
ونعرف أن الملأ الأعلى يعتبر هذه الأخلاقويات الضيقة قيداً ضرورياً على السذج والبسطاء من الناس ، وكابحاً لا بد منه في حياة العوام والدهماء وما شابههما من أصناف البشر ، لأن هؤلاء لو علموا الحقيقة لفقدوا صوابهم وإرتكبوا الحماقات ولإقترفوا ما لا تُحمد عقباه في حق أنفسهم وحق غيرهم من الناس !.
طبعاً وحتماً سيستمتع العوام في الجنة بالمباهج الجنسية وغير الجنسية ذاتها التي تُمارسها الأرستقراطية تلقائياً في هذه الحياة "الفانية" وبدون أي حاجة لضبط النفس !!. ] إنتهى
تصفيق للسيد صادق جلال العظم ، فهذه حقائق للشطار فقط .

كل ما يتعلق بالجنس من مفاهيم وضوابط وقوانين وشرائع وحلال وحرام هو من صنع مجتمعات بشرية تختلف نظرتها للجنس كإختلاف البحر عن اليابسة ، ودائماً يأخذ الجنس شكل الإناء الإجتماعي الذي يُسكبُ فيه ، والتابع لتابو المجموعة المهيمنة على غالبية الناس في ذلك المجتمع البشري ، فما يُعتبر زِنا في مجتمع ما يُعَدُ قداسة أو تصرف طبيعي يومي للإنسان في مجتمع آخر ، ومن ضمن حقوقه الطبيعية المشروعة ككائن حي ليس من المفروض بأحد أن يقول له كيف يتصرف بجسده . ولهذا يُزمجر الغرب اليوم بوجه الشرق الذي يحاول فرض رأيه في مسائل الجنس والعلاقات الجسدية بين البشر .

في جولة تأريخية سأخذكم معي لنرى كيف تَعامَل أسلافنا مع الجنس ، وكيف كان لكل منهم مسطرته الأخلاقية الخاصة
********************
( العهر المقدس في المجتمع البابلي وغيره من المجتمعات )
الديانة في بلاد ما بين النهرين - الميزوبوتاميا - لم تكن قد تأسست على شرع أخلاقي بحت كما كانت عند مؤسسي التوراة ومُشرعيها مثلاً ، ومفهوم ( الحرام ) في بعض المجتمعات القديمة جداً لم يخرج عن معنى ( العار ) !!. لكن "هبوط" الأديان التوحيدية علينا أدخل الجنس إلى قفص الإتهام ورسم حوله دائرة التحريم الخطرة ، وأعطى الحلال تأشيرة المرور فقط عِبرَ الزواج الذي سيُباركه الرب ، وما عداه حرام وعيب وجريمة !!.
في اللغة السومرية كانت العاهرة تُسمى ( حريمتو - Harimtu ) وتقابلها في اللغة الآكادية كلمة ، Kid-car ، ومنها جاءت الكلمة العربية ( حُرمة ) أي إمرأة ، وغريبٌ هو المجتمع الذكوري في كل زمان ومكان ، لأن الإشتقاق القديم لكلمة ( حُرمة - حريم ) إنما جاء من جذر آكادي يعني : ( البغي - العاهرة ) !!.
يقول المؤرخ والرحالة ( هيرودتس ) : [ أن واحدة من التقاليد البابلية المقدسة كانت تُحتم على كل إمرأة مولودة في بابل ، وخاصة العذارى ، أن تذهب إلى هيكل الإلهة ( ميليتا ) مرة واحدة في حياتها لتضاجع أي رجل غريب ] !.
ملاحظة : ميليتا هي الإلهة السومرية الأم الرئيسية والتي أصبح إسمها عند البابليين بعد إقتباسها ( عشتار ) إلهة الحب والجمال والخصب والحرب ، وزوجة الإله تموز ، وقد حورَت الشعوب إسمها في إقتباساتهم الكثيرة لشخصيتها . وهي إلهة الزهرة ونجمة الصباح والمساء ، والأم القوية التي تحمي العاهرات في بابل ، ورمزها النجمة الثُمانية ، علماً بأن أشهر أسماءها هي "العذراء - البتول" !.
بعض الكتاب والمؤرخين يقولون بأن شخصية ( مريم العذراء ) هي إشتقاق وإستمرار لشخصية عشتار عبر التأريخ !، ولديهم من الأدلة ما يجعلهم يعتقدون ذلك ، وهو موضوع ربما القينا عليهِ بعض الضوء في مقالات قادمة .

في المعبد تقوم المرأة بمرافقة أول رجل يقع إختياره عليها ، والذي سيرمي لها قطعة نقود ويقول لها : (( أريدك بإسم ميليتا ، وسأصلي لها كي ترعاكِ )) ، فتقوم المرأة بمرافقته إلى خارج المعبد لتضاجعه وتتحد به جسدياً !.
بعدها تأخذ تلك المرأة وثيقة رسمية مُصدقة من المعبد كإثبات على أنها قامت بواجبها الديني المقدس للآلهة ، وتصبح مقدسة وكل نسلها مُبارك من قبل كل الآلهة ، ولا يُمكن النيل من جسدها بعد ذلك إلا بالزواج !.
والكثير من الأناث في زمن اليهود والتوراة كُنَّ منذورات من قبل عوائلهن للمعبد ، وحسب قناعات الناس يومها فإن المنذورة إذا حملت يكون حملها من صُلب الإله وليس من صلب البشر !!.
أما النقود التي ستحصل عليها المرأة ، فتذهب لصندوق المعبد !! ( وهذا معناه لجيوب الكهنة ) ، وهنا يزول بعض عجبنا من فكرة العهر المقدس يومذاك ، ويتوضح أن التشريع لهذه الظاهرة كان بسبب جشع الكهنة الذين كانوا يمتهنون - على ما يظهر - حرفة ( القواد ) الشرعي في كل هذه العملية !.
وعبر كل العصور نجد نفس السلوك في إستغلال جسد الأنثى !، مجتمع الذكور هو من أوجد البغاء المقدس وغير المقدس ، في البداية كانوا يستخدمون النساء من طبقة العبيد ، لكنهم بعد ذلك أوجدوا تشريعات مقدسة ودينية لتحليل البغاء وإستغلال النساء ، وبهذا فقد شمل البغاء كل سيدة في المدينة ولو لمرة واحدة !!.
وكما رأينا في حالة "البغاء المقدس" فالرجل الزبون تمتع بالمرأة بأبخس الأثمان ، والرجل الكاهن قبض ثمن جسد المرأة بلا تعب !!!، فأين مسطرة الحلال والحرام هنا !؟ هي مسطرة مصالح ليس إلا ، ومن مَثَلَ الدين والمقدس كان المستفيد ، أما المتضرر الوحيد فكان المرأة المسكينة .

طقوس "العهر المقدس" لم تكن محصورة في المجتمع البابلي فقط ، بل شملت أغلب جغرافيات العالم القديم والأقوام "السامية" ، في مدينة بعلبك كان العرف يقضي على كل عذراء أن تضاجع أحد الغرباء في معبد عشتروت ، وفي أرمينيا كانت بنات العائلات النبيلة يُكَرَسنَ لعهر المعبد في هيكل ( إكسيليسينا ) ، هذه الممارسات كان الغرض منها تحريض عوامل الإخصاب والعطاء للأم الأرض !. وإستمرت تلك الطقوس لأزمان طويلة تعدت زمن ولادة السيد المسيح ، ويُقال أن من ألغى تلك الطقوس كان الإمبراطور قسطنطين سنة ( 325 ) ميلادية ، علماً بأن هذه الطقوس لا زال معمولٌ بها في الهند وفي بعض الأماكن ألأخرى من العالم المعاصر .
عند العبريين كان "العهر المقدس" شائعاً وطبيعياً في معابدهم ، وكانوا يعتقدون أنه يجلب الحظ والبركة لكل من يُمارسه من عاهرات المعبد !! وهذه حجة إقناع جديدة للمرأة ، ثم تم تحريمه في سِفر التثنية ، لكنه خرج من الباب شرعياً ودخل من الشباك عبر أشكال ووسائل جديدة مموهة ومُزوقة بصورة أذكى لكنها جميعاً تقود للجنس !.
في اليونان كان "العهر المقدس" يُمارس في معبد الآلِهة ( أفروديت ) ، وكان من عادة الناس أن ينذروا بناتهم لخدمة العهر المقدس كلما قامت الحرب ، ويُخصصون ريع عُهر بناتهم للمعابد الدينية !!!. وهذه مسطرة أخلاقية تقبلتها الآلِهة بكل سرور على ما أظن !.
عند الأقوام الأمورية كان قانونهم يُجبر أي فتاة أمورية أن تقضي سبعة أيام قبل زواجها خارج أسوار المدينة ، تهب جسدها لكل من هب ودب من الغرباء !. وكانت ثامار التي حبلت من والد زوجها يهودا قد قامت بممارسة العُهر خارج أسوار المدينة لمدة أسبوع كامل قبل زواجها من إبن يهودا ، لأنها كانت إمرأة أمورية .
في أثينا والإغريق ( بلاد اليونان القديمة ) قام سولون ببناء بيوت عهر ملكية ( مواخير ) !، وكانت الدولة تشتري إناثاً آسيويات خصيصاً لغرض العهر ، وتحتجزهن في بيوت جاهزة لإستعمال الرجال مقابل مبالغ ضئيلة من المال !. وهنا تقول لنا المسطرة أنه حتى الملك أصبح قواداً !.

كان "عهرالمعبد" قد إنتقل لاحقاً إلى الكثير من المجتمعات القريبة جغرافياً من منطقة الشرق الأوسط ، ومنها قبرص ، حيث يقول الكاتب ( علي الشوك ) في كتابه ( كيمياء الكلمات ) : [ أن أحد ملوك قبرص ( كنيراس ) كان قد أشاع عبادة أفروديت الألهة في تلك الجزيرة ، وأدخل البغاء المقدس إلى قبرص ] . حتماً للربح المادي وليس من أجل عيون الآلهة !.
كذلك كان معبد أورشليم القدس ، ولحد مئة وخمسين سنة قبل ميلاد السيد المسيح ، وكان ذلك المعبد المكان المُفضل والمناسب لتجمع العاهرات .
في معبد الإله ( شمش ) في مدينة ( سبار ) كانت الكثير من النساء العاقرات يعملن في العهر المقدس ، وكن يحملن تسمية ( Naditum ) أي ( البائرة العاقر ) !، لأنهن كنَّ
عقيمات ، وهذا كان يُجنبهن الكثير من مشاكل الحبل ، ويُقال أن بعض تلك الشعائر الجنسية "المقدسة" كان يُرافقها تعابير جنسية فاحشة جداً !. وكان العهر المقدس يُلاقي تأييد وتشجيع ورغبة الرجال في تلك المجتمعات !!، ولِمَ لا ؟ فالرجل هو الناكح وليس المنكوح !!.

أما في قبيلة ( قريش ) المكية ، فلم تكن مهنة البغاء مقدسة ، لكنها كانت منتشرة بصورة كبيرة جداً ، حتى إعتقد بعض العلماء أن البغاء المقدس كان موجوداً في التأريخ السحيق لمكة وكجزء من الطقوس الدينية القديمة ، وكانت البغي تنصب على باب خيمتها أو بيتها رايات وشعارات حمر للتدليل على مهنتها ، وتروح تُضاجع كل من أراد وصلاً من رجال مكة ، ولو حصل أن حملت ووضعت ولداً … الحقوا ولدها بأي رجل سبق أن واقعها ، والذي لن يمتنع عن إتخاذه ولداً رغم جهله التام بهوية الأب الحقيقي للولد !.

ربما تكون ملحمة كلكامش أول وأقدم وثيقة عن الجنس حملتها لنا أول كتابة للبشر ( المسمارية السومرية ) ، وفي مقطع صغير من هذه الملحمة يقوم كلكامش بإرسال الأنثى ( شمخة أو شمخات ) إلى الوحش - نصف البشري - أنكيدو ، وشمخة هي البغي التي تحترف فنون العشق والغرام والمضاجعة ، كي تغوي أنكيدو وتصطحبه معها إلى مدينة الوركاء المقدسة .
وحين يصل أنكيدو إلى نبع الماء هو وقطيع الغزلان ليشربوا ، يهمس كلكامش لشمخة مُحرضاً إياها على القيام بالمهمة التي أوكلها لها ، وهي تليين وحشية أنكيدو بمفاتن جسدها :
هذا هو الوحش أيتها البغي شمخة
فإكشفي عن نهديكِ
إكشفي عن عورتكِ
لينال الوحش من مفاتن جسدك
لا تحجمي … بل راوديه
وإزرعي فيه الرغبة والشبق والهيام .
وهنا تبرز شمخة لأنكيدو وهي تخطو بتغنج كاشفة مفاتنها وبيت أنوثتها ، فيترك أنكيدو قطيعه ، ويقضي أياماً وهو ينهل من عسل شمخة . ويحدث التأثير السحري الكبير في حياته وصفاته .
ويصف النص البابلي للأسطورة حالة أنكيدو بعد ممارسة الحب والجنس مع الأنثى شمخة بأنه : صار واسع الفهم والمعرفة
تعثر أنكيدو في جريهِ
لكنه صار ذكياً … واسعُ العلم والمعرفة !.
أعتقد أن الأسطورة قالت لنا بوضوح أن الجنس والحب والجسد له تأثير السحر على الكائنات الحية ، وذلك في مثال الوحش أنكيدو ، وهو قياس معرفي جيد لتجارب المسطرة الأخلاقية .
وبعكس النتائج الإيجابية الجيدة التي حصلت للوحش أنكيدو ، نرى توحش ملايين من البشر في عالمنا الأرضي اليوم بسبب الحصار الجنسي الديني والإجتماعي المضروب عليهم وحولهم لدرجة مَسَخَ وشَوَه نفسية ومعالم وشخصية هؤلاء الناس من كلا الجنسين .
ملاحظة : إسم ( شمخة ) من الأسماء السومرية التي لا تزال تستعمل لحد اليوم في العراق ، كذلك يستعلمون للرجل إسم ( شمخي ) وأعتقد معناه : الرجل الكريم

( الحلال والحرام في الإسلام ) :
الحق هذا موضوع كبير وشائك ، ولا يُمكن إختزاله بصفحة أو صفحتين ، ولكن لا بد من ذكر بعض الأشياء المهمة . يقول جواد علي في كتابه ( المفصل في تأريخ العرب قبل الإسلام ) : [ وفي الفقه الإسلامي يُعَبَر عن الزواج ب ( النكاح ) ، وهو ( العقد ) في الأصل ثم أستعير للجماع ، ومن هنا أطلق الفقهاء على الزواج ( النكاح ) ، وعُبر عنه ب ( العقد ) و ( الوطء ) .
أما إذا كان الإتصال بين الرجل والمرأة إتصالاً جنسياً بغير عقد ولا خطبة ، فهو زِنا ! ، ويُقال للمرأة عندئذٍ : ( زانية ، بغي ، فاجرة ، عاهرة ، مُعاهرة ، مُسافحة ) ] .
ملاحظة مهمة : لم تقل لنا كتب الفقه الإسلامي ماذا يُسمى الرجل في هذه الحالة ؟ إذ لا عملية جنسية تتم بدون رجل وإمرأة ، فلماذا تستر الفقهاء عن تسميات الرجل ! ؟ .
تكملة النص المُقتبس : [ ولا بد للزواج أن يكون برضى الطرفين !، وبموافقتهما أو بموافقة الوالدين أو المتولي للأمر ، وإذا كان أحد الطرفين قاصراً فلا بد من أخذ موافقة القَيِم على أمرهِ ، وإلا تعرض الرجل والمرأة أو إحدهما للمسؤولية ] !! إنتهى .
أية مسؤولية ؟ أن فهم هذا التشريع الإسلامي على حقيقتهِ يجعل من غالبية المسلمين المتزوجين ( زناة ) !!، إذ كم منهم وخاصة فئة النساء تزوجوا "برضاهم" الحقيقي كما يقول التشريع هنا !؟ أما زواج القاصرين منهم فهو عرفاً وقانوناً وأخلاقاً جريمة في أغلب المجتمعات المتطورة المتحضرة اليوم !!، فأين المسطرة الأخلاقية في قياس الحلال والحرام وبأخلاق نبيلة هنا !!؟ .
هذه التشريعات والممارسات والإنتهاكات لبنود وقوانين حقوق الإنسان ليست معطوبة وتحتاج للإصلاح فقط ، بل بحاجة لإلغاء كلي تقوم به السلطات والقوانين الدولية .

( حق الليلة الأولى ) :
لم تكن هناك تقاليد عبودية ورقيق في المجتمع الأوربي السابق بقليل لأواخر الجاهلية وبداية صدر الإسلام ، خاصة بعد إنتشار المسيحية هناك ، لكن كانت هناك تقاليد غريبة في تلك المجتمعات الفلاحية التي تَحَكَمَ فيها الإقطاعي الظالم المتنفذ المُهيمن المستحوذ بصورة شبه كلية على حياة وأمور الفلاحين الفقراء المعدومين مادياً والمسحوقين إجتماعياً وطبقياً ، لدرجة قد تقترب أحياناً من معنى وحدود العبودية !.
مثلاً … كان الإقطاعي يتمتع بما يُسمى "حق الليلة الأولى" !!، وهذا الحق يُخولهُ مضاجعة أي عروس وفض بكارتها في ليلة عرسها قبل العريس صاحب الحق الأصلي !! .
أحياناً كان الإقطاعي يتنازل عن حقه هذا لقاء مبلغ من المال يتفق عليه الطرفان ، وخاصةً لو كانت العروس غير جميلة أو لا تُثير شهوات الإقطاعي المتخوم جنسياً !. ، لهذا كانت الكثير من الزواجات تُعقد في السر والخفاء ، لكنها كانت مجازفة تُعَرِضُ مُرتكبيها لعقوبة الإعدام ! .
Braveheart ونجد هذه الظاهرة القبيحة معروضة بدقة في فلم
الذي مثلهُ وأخرجهُ ( ميل كِبسون ) ، وكانت القصة تدور بين الشعبين الإنكليزي والآيرلندي .

هذا وتذكر بعض الكتب أن "حق الليلة الأولى" كان معروفاً أيضاً في ( سلطنة لحج ) في اليمن !، ولحد عشرينيات القرن العشرين ، حيث كانت العرائس يُقَدَمنَ للسلطان الذي يكون أول من يفتض بكارتهن !.

والأغرب من كل ذلك ما يذكره الكاتب علي الشوك في كتابهِ ( الأساطير ) : [ أن حق الليلة الأولى عند بعض القبائل البدائية يقوم به في بعض الحالات أبو الفتاة المقدِمة على الزواج !!!، وفي حالات أخرى شيخ القبيلة !.
وقد أشار المؤرخ الرحالة (هيرودوتس) إلى هذه العادة عند (الأدرماخيديين) أيضاً ، وهم من ليبيا .
ولا يزال العريس في بعض بلدان الشَرقَين الأدنى والأوسط يعمد - وللتأكد من عذرية عروسه في ليلة العرس - إلى إستعمال أصبعه !!.
وكانت النساء الكنعانيات يُمارسن الجنس قبل الزواج ، وهذه من بعض تقاليد المجتمعات الأمومية في شرقي البحر المتوسط ] . إنتهى .
وفي الأسطورة العربية عن ( عمليق وجديس ) نجد أن الملك عمليق كان يُرغم أفراد قبيلتهِ أن يُحضروا له كل عروس ليلة عرسها ليقوم بفض بكارتها !!، وكانوا يُسمون ذلك بِ ( الزواج التبتي ) ، نسبةً إلى بلاد التبت .
كذلك يذكر الكاتب علي الشوك في مقطع آخر من نفس الكتاب ( بتصرف ) : [ ويزعم البعض أن من عادة الآراميين في الأزمنة الغابرة ، أن يفتض الأب بكارة إبنته العذراء قبل زفافها . وأن ( بتوئيل ) إبن أخ ابراهيم الخليل همَّ بإفتراع إبنته ( رفقة ـ أصل الأسم : ربقة ) لولا أن المنية وافته فجأةً ، ويُقال ان بتوئيل هذا وبوصفه ملك حران ، كان يتمتع وحده بحق إفتراع عذرية العرائس ، وعندما خُطِبَت إبنته ( رفقة ) إجتمع أمراء البلاد وقالوا : إن لم يفعل بتوئيل مع إبنته رفقة مثلما فعل مع بناتنا ، فسنقتلهما سويةً ] . إنتهى
هل مازال القارئ معي يقيس الحلال والحرام عبر المسطرة الأخلاقية ؟ .

( الجنس في بلاد أشور ) :
في مقطع من كتاب ( قوة آشور ) يقول الكاتب ( هاري ساكِز ) ( بتصرف ) : [ تم إكتشاف عدد من الأختام الإسطوانية ودمى الطين وهي تصور العملية الجنسية في أوضاع مختلفة للجماع منها : الوجه مقابل الوجه .. وهي الصورة المعروفة أكثر من غيرها في عالم اليوم .
كذلك وجدوا إتيان الرجل للمرأة من الخلف ، والتي فسرها بعض العلماء باللواطة ، وحتماً أنها مسألة معروفة في كل مجتمعات العالم ، سببها رغبة في تغيير موضع الجماع ، أو ربما كانت نوعاً من وسائل منع الحمل ، وما يؤيد ذلك هو إشارات واضحة للكاهنة العليا في المعبد وهي تتلقى الجماع في الدبر ربما كوسيلة عرفها كل البشر لمنع الحمل . إذ لم يكن من المفروض بالكاهنة العليا أن تحبل
كذلك هناك إشارات لممارسة العادة السرية ، ولإستعمال التزييت لتسهيل عمية الجماع .
وهناك ايضأ نصوص تُشير إلى طبقة من كاهنات المعبد تُسمى ال ( ناديت ) التي كانت نسوتها يحافظن على نظافة أرحامهن بطرق فنية لم تذكر النصوص تفاصيلها ، وأيضاً هناك إشارات إلى إستخدام ( تحاميل ) في المهبل لغرض منع الحمل ، وبنفس الوقت كانت تُستخدم أنواع من العقاقير والتعاويذ لغرض منع الحمل ] . إنتهى
كل هذه التفاصيل الدقيقة تقول لنا كم كان هؤلاء البشر مهتمين وعارفين بضرورة الجنس ، وكم كانوا يتجنبون الحمل إلا إذا كانوا راغبين فيه ، وكل هذا غير موجود اليوم في مجتمعاتنا التي جاءت بعد خمسة آلاف سنة من حضارة وادي الرافدين !!، والحق هي مُقارنة يجب أن يخجل منها كل إنسان شرقي . وأكبر دلالة هو الزحام السكاني الصرصري رغم وجود عشرات الطرق لمنع الحمل اليوم !.

[ اللواط كان معروفاً في المجتمع الآشوري كأي مجتمع إنساني آخر ، والغريب أن عقوبة اللواط هي أن يُلاط بذلك الشخص ومن ثم يُخصى !!!، وعلى الغالب كانت هذه العقوبة الصارمة القاسية توقع بحق الجاني المُغتصب !!، وعلى العكس من كل ذلك لم يكن في بابل أية عقوبة على اللواط .

وقد وجدوا إشارة واحدة تدل على وجود السحاق ، وبعكسها وجدوا تلميحات كثيرة جداً إلى زوجات لهن عشاقاً من الرجال ، رغم أن عقوبة المرأة المتزوجة في حالة ضبطها مع عشيق ـ وبعد الإثبات - كانت أما أن يقتلها زوجها مع عشيقها ، أو أن يجدع أنفها ويخصي عشيقها !!!، وكان القانون ينص على أن تُعامل المرأة وعشيقها إما بالعقاب أو بمسامحة كليهما .
كما تم ذِكْر الزنا بالمحارم في بلاد آشور ، مثل زِنا الرجل مع أخته أو إبنة أخته أو إبنته ، حماته ، أمه بعد وفاة أبيه ، والجدير بالذكر أن شريعة حمورابي ( بابل - مطلع الألف الثاني ق. م ) تضمنت بنداً قانونياً يأمر بإحراق الأم مع ولدها بالنار في حالة ضبطهم متلبسين بجريمة زِنا المحارم . أما بكارة الفتاة فلم تكن تعني للآشوريين الشيئ الكثير كالذي غالت جداً في ذِكرِهِ والحرص عليه وتهويله كل شرائع الأديان التوحيدية ] . إنتهى

( المسطرة في مصر القديمة )
الحق لم أتوصل لمصادر دقيقة عن الجنس في مصر القديمة ، والقلة القليلة التي أعرفها تقول أنه كان هناك تركيز على أخلاقيات الجنس ، ومنها تشددهم في فعلين جنسيين هما : أن لا يُلاط بالغلمان في أي حال من الأحوال ومهما كانت الأسباب ، لأن الغلام قاصر ولم تتكون عنده ملكة التمييز بين النافع والضار ، وهذا رائع
أما الفعل الثاني فهو مضاجعة إمرأة متزوجة !، وما يدعو لعدم القناعة هنا ، هو أن المُشرع يقول : (( أن مضاجعة إمرأة متزوجة هو خرق لحقوق وحرمة زوجها )) !!، وهذا يعني أن المُشرع كان - كالعادة - يُفكر بمصلحة الرجل ومشاعره فقط ، ولم يكن يحسب أي حساب للمرأة ومشاعرها وعواطفها وألأسباب المهمة حتماً لإتخاذ عشيق لها ! .
هي ظواهر سلبية يعج بها تأريخ المجتمعات الذكورية ، حتى المسطرة الجنسية تم صبغها باللون الرجالي والتلاعب بأرقامها لحد التزوير !.

( زِنا المحارم ) :
زواج الأخوة بالأخوات كان معروفاً في الأزمنة القديمة عند أغلب الشعوب ومنها مصر والفرس ويهود إسرائيل ، وخاصةً عند العوائل الحاكمة والملوك والأمراء والطبقات العليا في المجتمع ، بغية الحفاظ على نقاوة الدم ونبله وأصالتهِ !!، ولا يزال زِنا المحارم مُمارَساً لحد اليوم في بورما وسيام وأوغندا وسيلان وأماكن أخرى من العالم . والجدير بالذكر أن الإله البابلي تموز كان قد تزوج أخته عشتار ، كذلك فعل إيزيروس المصري مع شقيقته إيزيس ، وأمنون الذي عشق وأغتصب أخته تامار !، وهم أولاد النبي داود !.
في سِفر التكوين التوراتي هناك نص صريح يقول أن ابراهيم الخليل تزوج أخته غير الشقيقة ( سارة ) ، وقد تجاهل المفسرون المدراشيون هذه الحقيقة والمعلومة ، وإدعوا أن سارة كانت إبنة أخت أبراهيم ، حيث أن العقيدة الموسوية تسمح بزواج الرجل من إبنة أخته !!.

وفي كتاب ( الأساطير ) يقول علي الشوك : [ كانت ظاهرة الزواج بالأخت مُتبعة عند معظم شعوب العالم ، بما في ذلك الشعوب السامية بلا إستثناء ، وكانت متبعة عند اليهود حتى أيام حزقيال في القرن السادس ق. م ، الذي وبخ بني جنسه على ذلك ] .

عند عرب الجاهلية كان الرجال ( يَرِثونَ ) المرأة وفرجها كما يرثون الأرض والدواب والمال ، وهذا يتجلى في ( نكاح المقت ) ، فحين كان يموت الرجل ، يقوم أبنه البكر بإلقاء ثوبه أو عباءته على زوجة أبيه فيرث نكاحها !!، ويملك الحق بتزويجها بمهر جديد ، وكان هذا النكاح ممقوتاً رغم شيوعه ، ولهذا سُمي بنكاح المقت .
في عالمنا المعاصر اليوم لا زال نكاح المحارم متفشياً بدرجة كبيرة في أغلب مجتمعات العالم .. ولكن بسرية ، ويتم بشكلين : أما عن طريق القسر والإغتصاب ، أو عن طريق إتفاق ورغبة بين الإثنين وهذا نادر الحصول .
نكاح المحارم معروف في الغرب ونسمع أخباره كل ليلة عبر نشرة الأخبار وبالإسم والصورة والتفاصيل !!، فالغربي لا تهمه الفضيحة في مجتمع لا يعرف الجار من هو جاره إلا بالصدفة . لكن زِنا المحارم متفشي في الشرق بصورة أكبر مما يتصورها المتعصب لقومهِ والناكر للحقائق التي تدور في مجتمعهِ والمتستر عليها ، وأول أسبابه هو الكبت الجنسي وتحريم الجنس إلا عن طريق الزواج ، وكثير من الناس ليسوا بقادرين مادياً على الزواج ، بحيث يلجأ كلا الجنسين لهذا النوع من الزِنا كبديل لما حُرموا منه من حريات جنسية مع الغرباء .
في الشرق لا أحد من العائلة سيفضح الآخر إلا ما ندر ، لأن مجتمعهم سيُسقطهم من حسابه كبشر ، إن لم يتم تصفيتهم جسدياً خلال ساعات !. وعادةً ما يكون منفذ العقاب بالضحية هو صاحب الجريمة ، الأخ ، الأب ، العم ، الخال ، أحد الأقارب !!.
ما يتحتم ذكره هنا هو أن أغلب ما يحصل من زِنا للمحارم يقوم به الرجل القوي تجاه المرأة الضعيفة التي لا تعرف كيف ستتصرف من خلال كل هذا الواقع القبيح .
وهنا لا أحد بإمكانه قراءة أرقام المسطرة الأخلاقية ، لأنها تكون قد فقدت كل قدراتها في التجلي والوضوح

( الذاكرة الشعبية - عودة المكبوت ) :
يُلاحظ المراقب الدقيق أحياناً ، أن الذاكرة الجمعية الشعبية لأغلب الأقوام والشعوب تتذكر عبر التناقل الشفاهي والقراءات الجنسية التي يتبادل أخبارها الناس بتلذذ وشغف في الخفاء ، الكثير من قصص الجنس والإباحيات والحريات الجنسية التي كان مارسها الأسلاف في أزمنة بعيدة أو قريبة ، مما يجعل تلك الذاكرة تحن وتتشوق لممارسة تلك الحريات الجنسية رغم إباحية بعضها ، وهو ما نسميه بِ "عودة المكبوت تأريخياً " ، من خلال تجاهل الشرائع والمحرمات الدينية وتهميشها وحتى الإنتقام منها ولو لوقت قصير في السر أو العلانية وليحدث ما يحدث بعد ذلك ، فعندما تتحكم الرغبة في الجسد تهون المجازفة وترخص الأرواح وينتهي دور الرب !!.
هناك أمثلة كثيرة لعودة المكبوت ، منها ما يحدث في المجتمعات الإسلامية ( سنية أو شيعية أو غيرها ) ، ويظهر هذا من خلال نكاح أو زواج ( المتعة ، المسيار ، المسفار ، المصياف ، ونكاح البدل ونكاح الشِغار ونكاح المحارم ونكاح الضعينة ونكاح الخِدْن ونكاح الرهط )، وغيرها الكثير من الأساليب والوسائل التي تؤيد معلومة "عودة المكبوت" بهذه الطريقة أو تلك وحنين الشعوب لذكريات الماضي السحيق يوم كانت كل النساء للرجال وكل الرجال للنساء ، والتي يُحللها بعض رجال الدين رغم مخالفة بعضها وتعارضها مع الشريعة الإسلامية الصارمة ( فقط ) بحق المؤمنين والمساكين وخراف المقدس !، ونرى هذه الممارسات عادية جداً عند شيعة إيران و ( بعض ) شيعة مناطق الجنوب العراقي !.
ومنها كمثال ما يحدث من إنفلات جنسي يُغَض النظر عنه من قبل الغالبية في تلك المجتمعات أيام وليالي عاشوراء !!. وأخبار القبيسيات في سوريا ، وتحليل رجال الدين العراقيين لنكح النساء في حفلات جماعية إباحية كمكافأة للذكور المقاتلين في المليشيات الإسلامية !! .
في كتابهِ ( فصول عن المرأة ) يقول الراحل هادي العلوي البغدادي ( بتصرف ) : [ تَوَسَعَ الشيعة في أحكام الجنس : ويدخل فيه إباحة المتعة المُحرمة عند غيرهم ، ومنهم الشيعة الإسماعيلية الذين يُخالفون الإمامية فيها . ومن الجانب العملي مُورست المتعة في الوسط الشيعي كصيغة شرعية للبغاء ، وهي تُمارَس اليوم في إيران وكذلك في حي السيدة زينب بدمشق على نفس النحو ، ولهذا تُمنَع منها بنات العوائل وتقتصر على من هي في حكم المومس . والفقهاء الذين سمحوا للبكر الراشدة أن تُمتِع نفسها بدون أذن وليها ، لا يسمحون لبناتهم أو أخواتهم بذلك !!. أما الشيعي العادي فيقتلها غسلاً للعار إذا فعلت !!.
وأحل الشيعة جماع ( الفُهْر ) للجواري ، وهو أن ينام الرجل بين جاريتين ويتنقل بينهما في الإدخال ، ثم يقذف في إحداهما !، أو أن يُجامع الجارية والأخرى قريبة تُتابع ما يجري بينهما ، فينتقل إليها عند ذروتهِ ليُفرغ فيها !.
وفي أبواب النكاح من كتب الشيعة باب يُسمى "إعارة الفرج" ، إستقصاهُ الطوسي من "الإستبصار" نقلاً عن محمد الباقر وإبنه الصادق ، وهو أن تكون للرجل جارية فيعيرها لقريبه أو صديقه يتمتع بها ثم يُعيدها إليه بعد أن تنتهي حاجته منها !. فهي شيئ مملوك تُعار كما تُعار النخلة للإستفادة من ثمرها .
بعض الشيعة يتهم الفرس الشيعة في أمور كهذه ، مُستندين إلى أن الفرس قبل الإسلام كانوا يُمارسون نكاح المحارم ] . إنتهى .

يقول د. جواد علي في كتابهِ الشهير ( المُفصل في تأريخ العرب قبل الإسلام ) : [ وقد ذكر علماء التفسير أن أهل الجاهلية كانوا يُحرِمون ما ظهر من الزِنا ، ويستحلون ما خفى ] !. إنتهى
وأرى أن الدكتور جواد علي قد أصاب جداً في ملاحظته هذه ، لكن ربما فاته أن هذا السلوك لا زال جارياً ومأخوذٌ به عند غالبية الناس الذين يُكَوِنون مجتمعاتنا الشرقية اليوم ، وهذا يشمل كل المتدينين في الشرق وبغض النظر عن دينهم !.
وهنا يصبح إستعمال المسطرة إنتقائياً كعصا موسى التي كان له بها مآرب أخرى !.

شاهدوا هذا المقطع القصير المُخجِل رجاءً، وهو عن أسعار المتعة في إيران
وبعد مشاهدته، هل من الصحيح أن يُحَرَم الجنس ويُشوه ويُستَغَل بهذه الطريقة مثلاً ، أم أن يُترك على سجيته يتنفس أوكسجين الحرية ويكون مُلكاً وتصرفاً وحرية شخصية لصاحبهِ ؟

كل ما تقدم لحد الأن يقول لنا بوضوح أن الأديان فشلت في بناء المتاريس والسدود لصد غريزة الجنس الطبيعية عند البشر، لأن الأديان ليست من عند الله الذي يقولون بكمال أعمالهِ، ولأن الله حتى لو إفترضنا وجوده.. لن يخلق غريزة ومن ثم يندم ويُحاول محاربتها بكل الوسائل السخيفة التي تقيئتها الأديان!، وكان الأحرى به إصلاح العطب إن كان هناك أي عطب، أولم يقولوا لنا بأنه "على كل شيئ قدير"!!؟

( حكايات عن الجنس )، وليفسر منها ما أرادَ المُفسِرُ
يقول الكاتب ( رابرت هيلند ) في كتابهِ ( تأريخ العرب في جزيرة العرب ): [ كان للعرب في الجاهلية تفضيلات بالنسبة للزواج، بعضهم يُحبذ الزيجات بين أبناء العمومة، والبعض الآخر يرى أن الزواج من الغرباء ينتج أطفالاً أصلب وأجود، ولكن الغالبية كانت تنبذ الزواج من أقوام ذوي عادات مُختلفة جداً وهجينة . هكذا يُعَبِرُ شاعر من قبيلة ( هذيل ) من أيام الجاهلية عن سخطه من فكرة أن عليه البحث عن عروس من قبيلة الحميريين، الذين يقول عنهم "لا يختنون نساءهم، ولا يتقززون من أكل الجراد"!!، ويروح يسخر من قبيلة الشاعر ( تأبط شراً ) لأنهم زوجوا واحدة من بناتهم لرجل من قبيلة تعودت على أكل لحوم البشر]!!.
وهنا نسمع أو نقرأ لأول مرة عن قبيلة عربية كانت من أكلة لحوم البشر!!، كذلك نجد هنا إشارة سبقت الإسلام في تبنيها لختان النساء ، ولا عجب لو تبنى محمداً فكرة ختان النساء ، فهو مُقلد لكل ما سبقه، لكن العجب في إدعاءهِ محاربة العادات والتقاليد السيئة في الجاهلية!، والظاهر أنه أبقى من العادات أغلب ما كان يُشين المرأة، وأضاف لها الكثير من عندياتهِ وما إقتبسه من اليهود. أوليس في كل محاولاته لتذليل المرأة رائحة إنتقام من الهيمنة المطلقة التي كانت لخديجة الكبرى عليه، والتي تفجرت لاحقاً ـ بعد موتها ـ عن ردود فعل رهيبة تقتص من كل إمرأة ؟

نكاح الإستبضاع : كان الرجل في العصر الجاهلي يقول لإمرأته إذا طَهُرت من طمثها ( حيضها ) : أرسلي إلى فلان فإستبضعي منه، أي: إطلبي منه الجماع لتحملي منه!، ويقوم الزوج بإعتزال إمرأتهِ ، يفعل ذلك كضمانة لولد فيه خصال الرجل الذي نكح زوجتهِ !.
في مجتمعاتنا الحاضرة، تقوم الكثير من ( المتزوجات قسراً ) بأزواج لا تربطهن معهم أية علاقة سوى الزواج ، بمحاولة البحث عن صديق أو عاشق أو محب يستبضعن منه بولد لا يُريدونه على صورة وخصال وأخلاق أزواجهن!!، وهنا نرى مدى الدمار الذي حققته الأديان عن طريق الزواج القسري وفرض النكاح على إمرأة لا ترغب بزوجها ولم يُترَك لها حق إختيارهِ!.

تذكُر أساطير اليونان أن بعض الآلِهات كُنَّ يسترجعن بكارتهن عند الإستحمام في ينابيع معينة، مثل الآلهة ( هيرا ) التي إعتادت الإستحمام في عين ( كاناثوس ) لتسترجع بكارتها التي كانت تفقدها دائماً ! ، كذلك كانت تفعل الآلِهة أفروديت في ( بافوس ) بقبرص!.
وربما من هذه الأساطير إقتبس محمد فكرة حورياته في جناته السماوية، حيث يُبشر من تبعه بأنهن يسترجعن بكارتهن كلما إفتضهن أحد المؤمنين من جنس الرجال فقط! والتفقيط هنا ضرورة محمدية بحتة !.

الحسن بن علي بن أبي طالب كان رجلاً مزواجاً ، بحيث أنه تزوج ( 90 ) إمرأة قبل أن يبلغ الخمسيبن من العمر!!!. وأعتقد أن المسطرة الجنسية في الحلال والحرام ستكون معطوبة تماماً لو حاولنا حشرها في غرابة هذه المعلومة!. والسؤال: ماذا سيقول أو يحكم أي مجتمع أرضي عن سلوكيات كهذه!؟، وهل هذا هو الدين الذي أغلق باب الجنس من جهة وفتحهُ على مصراعيه لمن يشاء من جهة أخرى؟. وكم كان جميلٌ قول عائشة بأن الله كان يُسارع لتحقيق رغبات محمد!!.

في بعض حروب أيام زمان كان هناك نوعٌ من التواطؤ غير معلن عنه بين الرجال المتحاربين من كِلا الطرفين، حيث كان رجال الجيشين منتصرين أو مهزومين يقومون بإستغلال أية فرصة أثناء القتال لإغتصاب نساء الطرف الآخر، والتمتع بهن مع غض النظر عن تمتع الطرف الآخر بنسائهم!!!.
طبعاً كانت النسوة دائماً يدفعن الثمن للرجال الخراتيت !. وكمثال نرى ما حدث أثناء غزوة ( عتبة بن غزوان ) ، حيث يقول البلاذري في هذا : [ أرسل عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان ليقاتل أهل الفرات ، وأثناء القتال قامت ( أزدة ) زوجة عتبة بن غزوان بتحريض جند العرب على القتال وهي ترتجز وتصرخ خلفهم: "إن يهزموكم يولجوا فينا الغُلُف" ] !!!.
والغلف في لسان العرب تعني: ذَكَرْ الرجل الذي لم يُختَن بعد ، وبدقة أكثر: الجزء الذي يُقطع في عملية الخِتان !، وكان الأعاجم يومذاك غير مسلمين، أي لم يكونوا مختونين، و( أزدة ) كانت خائفة من أن تُغتصب لو إنكسر جيش المسلمين .
وفي معركة ( أُحد ) قامت هند بن عتبة ، زوجة أبي سفيان بن حرب ، ووالدة معاوية ، ترتجز شعراً تخاطب فيه رجال مكة القرشيين :
نحن بنات طارقْ = نمشي على النمارقْ
الدُرُ في المخانقْ = والمِسكُ في المفارقْ
إن تُقبلوا نُعانقْ = أو تُدبِروا نُفارِقْ
فِراقَ غيرِ وامِقْ = زوج المولى طالقْ
وكان هذا الرجز تحريضاً وتحذيراً للمقاتلين من أن النساء سيمتلكهن العدو إذا خسرت قريش المعركة .
والحق هذا الشعر لم يكن لهند بنت عتبة ، بل كان لإحدى بنات الملك العربي العراقي النعمان بن المنذر أحد ملوك الحيرة ، قالته في إحدى معارك جيش أبيها النعمان ، لإلهاب حماس ورجولة وغيرة المقاتلين ، وتناقل العرب الإرجوزة إلى أن وصلت إلى هند زوجة أبي سفيان .
ما تعلمناه هنا أن الجنود - مؤمنين كانوا أم كفار - كانوا يكسرون مسطرة الأخلاق في الغزو والحروب !، ولا تنالهم تشريعات "رب الجنود" حين يغتصبون نساء الأقوام الموطوءة ، أما الحلال والحرام في مواقف كهذه ، فكان يوضع في ثلاجة الرب وإلى أجل غير مسمى !!.

تصوروا … في كتاب "تاج العروس" يقول الزبيدي في تعريف الحِذاء : [ هو الزوجة ، لإنها موطوءة كالنعل ] . !!!
ليَ المعلومة ولكم التعليق .

في عودة سريعة لعمق الزمن السومري ، ومن خلال قصيدة "ولادة الإله القمر" ، نقرأ أن الإله ( أنليل ) الشاب اليافع ، كان يزور الإلهة الأنثى ( نينليل ) خلال إستحمامها ، ولشدة إعجابه وحبه لها يقوم بإغتصابها ، ويُنجِبُ ذلك الإغتصاب إله القمر ( سين ) ، ويزعل أعضاء مجمع الآلهة من تصرف أنليل ، ويقومون بتأنيبه وتوبيخه ، لكن حبه ورغبته وشبقه إلى نينليل تضطرهُ للعودة لمضاجعتها لثلاثة مرات أخرى مُتنكراً في ثياب مُختلفة وينجب منها آلهة أخرى .
ومع هذا فالتراتيل الدينية تستمر في إطلاق لقب ( السيد ) عليهِ !!، ولا ننسى بأنه رجل ونينليل إمرأة .
شخصياً تعلمتُ من هذه الأسطورة أن البشر عرفوا منذ تلك الأزمنة أن غريزة الجنس حتى وهي في أخطر ظاهرة لها ( الإغتصاب ) تبقى من صفات البشر وخصائصهم ، لهذا تعاملوا مع الجنس بصورة أهدأ وأعقل وأكثر مرونة من طرقنا في التعامل معه اليوم .

أغلب الديانات والمجتمعات القَتْ كل اللوم في الشر على المرأة والأنوثة الساحرة الطاغية التي مرغ الرجل كيانه على أعتابها تأريخياً ، وتم ربط الأنثى بالشر والشيطان حتى في المجتمعات المتطورة ، ولكن الكثير من الرجال العقلايين المنطقيين الواقعيين تعاملوا من خلال الحقيقة ، لحد أن بعض الفنان



.
صورة مفقودة
 
أعلى