قصة ايروتيكية خالد خان - الفاكهة المحرمة

طاولة مستطيلة عليها مالا يقل عن عشرين زجاجة من أفخر أنواع المشروبات الروحية.. يجلس على الكرسي التابع لها رجل آسيوي ستيني بدا عليه التعب من شدة السكر.. إضافة إلى الذهول الذي كانت تنم عنه عيناه المتقافزتان صوب خشبة الأداء.تساءلت كثيراً: كيف لرجل بهذه السن أن يستمتع برؤية فتيات صغيرات متعريات! مهنتهن التعري.. التكسب من التعري على مرأى من الرجال.
تخيلت نفسي وقد طاف بي الزمن حتى حل بي في محطة الستين خريفاً.. هل يعقل أن ألجأ إلى هكذا نوع من التسلية والترفيه؟ أم أنني سأكون مشغولاً جداً ببحوث من نوع آخر مثل البحث عن قيمة الحياة وحتمية الموت.. ومفارقة العيش بينهما.. في ظل يأس يحدوه الأمل وأمل يمحوه اليأس في كل لحظة! لا طموحات لدي باستشفاف الأسرار الكبرى في الكون، ولكن على الأقل سوف أكون منهمكاً في مثل تلك السن بأسئلة كبرى من هذا النوع..أو هكذا يهيأ لي!

أمامي زجاجة بيرة لا طعم لها.. لأن شرب البيرة بمثابة ترف حتمي لمن يعرف عالم الويسكي!
كنت هارباً من صخب المدينة إلى صخب من نوع آخر: الجنس مغلفاً بوهم جميل: رقص الأجساد العارية على أنغام موسيقى أقل ما يقال عنها أنها مجنونة. الإثارة هنا ليست لغريزة الجنس في شكلها المتفجر بعد حرمان طويل..
وإنما هي محاولة مستميتة لإثارة من قتلهم البحث عن الجنس والتمرغ في وحوله حتى سئمو منه وسئم منهم! حديث الأجساد العارية وتمايلها يستثير غرائز عديدة ليست أقواها غريزة الجنس.
فجأة..تجلس بجانب الرجل الآسيوي الستيني المقابل لي فتاة لا يزيد عمرها عن العشرين ربيعاً..تقريباً عارية فهي تضع على جسمها فستاناً شفافاً تظهر من تحته كل كنوز الدنيا.. إنها في غاية الجمال والبضاضة..
يالهذا المسن من رجل متهتك!
كنت سارحاً في اللاشيء لكن عيني كانتا مصوبتان نحو الفتاة دون أن أراها على الحقيقة.. ونسيت نفسي على تلك الحالة مدة من الزمن.. وفجأة يلتفت الاثنان في اتجاهي بنظرات مستفسرة غاضبة.. أخفض رأسي وأومئ بيدي معتذراً.. بعد قليل يتقدم الرجل باتجاه طاولتي مترنحاً.. ويسألني بانجليزية جيدة وبلكنة آسيوية: من أين أنت؟ فأجيب: من كوبا!.. فيرد: ليحيا كاسترو.. ولتسقط أميركا!
أضحك ببلاهة..ضحكة مصطنعة..

يدعوني للانضمام إليه ومشاركته في السهرة لتناول ما لذ وطاب من الثمرات المحرمة..
أوافق فوراً..لاقتناص فرصة الحديث معه في محاولة مني لاكتشاف إجابة على سؤال لايزال يحيرني..
يقدمني إلى الفتاة..يقبلها..ثم يعصر ثدييها بيديه بقوة.. تتأوه الفتاة قليلاً من الألم وابتسامة خرقاء ثابتة على شفتيها.. يقترب منها ويهمس بصوت مسموع: سأناديكِ فيما بعد.. اذهبي الآن

أنا من اليابان.. هكذا قدم نفسه إلي!
سألته دون تفكير: ماذا تفعل هنا؟..
أحاول الاستمتاع حتى آخر دقيقة وآخر قطرة من عصارة حياتي المملة.. هكذا أجاب. ماذا تفعل أنت هنا؟ سألني..
قلت: لا أعلم!...
ضحكنا ضحكة هستيرية نحن الاثنان..
ظل السؤال يدور في عقلي: ماذا يفعل هذا الرجل الذي يكاد يقع في قبره في مثل هذا المكان؟ ألم يكن الأولى أن يقضي وقته مع عائلته وفي بيته.. بينما يستغل أوقات فراغه في التأمل ربما أوالاستعداد لحياة من نوع آخر..كمن يقرأ افكاري بدأ يحكي عن حياته وتجارته وأبنائه وزوجته.. ثم قال: أنا أقضي بضعة أشهر من كل سنة متجولاً بين فيتنام وتايلاند والفلبين..
سألته لماذا؟..
فأجاب: الجمال الموجود في هذه البلدان الثلاثة ليس كمثله شيء في العالم.
كنت أظنه يقصد جمال الأرض.. ولكنه نفى ذلك بشدة قائلاً: أقصد جمال النساء!.. أنا هنا فقط لأستمتع بجمال المرأة.. ولا يوجد سبب آخر لوجودي هنا..
ولكن ماذا عن زوجتك.. أين هي؟.. سألته..
فأجاب: هي مستسلمة لرحلتها القادمة إلى عالم العدم.. ومطمئنة لذلك!
سألته: أنت بوذي.. ألست كذلك؟..
قال: كلنا يا صديقي متجهون إلى اللاحياة (وكأنه ينفي وجود الموت.. أو هكذا فهمت)..
فاقطف من ثمرات الحياة قدر الاستطاعة.. وخاصة الفاكهة المحرمة.. كل أسرار الوجود موجودة بين فخذي المرأة مثلما أن أعظم اللذات تكمن مختبئة هناك.. فقط اسمح لنفسك بالذوبان بينهما دون تفكير!
ثم أضاف بعد أن سكت لوهلة: كلا.. كلا يا صديقي.. أنا لست بوذياً.. أنا أؤمن بالعدم.. أو بالأحرى لا أؤمن بأي شيء.. حتى العدم!


.
Fredericke Maria Beer,
par Gustav Klimt
gustav-klimt-fredericke-maria-beer-I.jpg
 
أعلى