عدنان الصائغ - زوبعة العطر

هدأتْ
زوبعةُ العطرِ،
على المقعدِ
عشرُ أنامل،
من بلورٍ، حائرةٌ
حطّتْ فوق حقيبتها
وابتدأ العالمُ يلهثُ..
……………
………………!
تتململُ
إذْ تضبطني، أتلصّصُ مرتبكاً
تسحبُ للأسفلِ،
تنورتها الضيقةَ المحسورةَ، عن ساقيها
في خجلٍ,
أو ضيقٍ
…………
……………!
(– هل تسمحُ، سيدتي،
لو…….)
كانتْ عيناها – عبرَ زجاجِ الباصِ –
تجوبان، الأوجهَ،
والأضواءَ،
الأسواقَ،
محلاتِ التجميلِ
وقد تتوقفُ – دون مبالاةٍ –
في وجهي…
…………
……………!
(– … كأساً أخرى.. سيدتي؟
ندلفُ للمشتلِ
ملتصقين، ومحترقين، من الوجد
– احترقي يا أيامَ الوحشةِ والبرد –
نختارُ – بعيداً عن صخبِ الناسِ،
بعيداً تحت ظلالِ الشجرِ المتشابكِ –
مصطبةً فارغةً..)
…………
……………
…………
– …… سيد… تي…!!
كانَ الباصُ، يحشرجُ،
في الموقفِ،
مرتجفاً
وأنا كنتُ، لوحدي…



23/11/1984
السليمانية
- عدنان الصائغ
 
أعلى