محيي الدين ابن عربي - بين الحشا والعيونِ النُّجلِ حرْبُ هَوًى

بين الحشا والعيونِ النُّجلِ حرْبُ هَوًى = والقلبُ من أجلِ ذاكَ الحرْبِ في حَرَبِ
لمياءُ لعساءُ معسولٌ مقبِّلها = شهادة ُ النّحلِ ما يَلقَى منَ الضَّرَبِ
رَيّا المُخلخَلِ، ديجورٌ على قَمَرٍ، = في خدِّها شفقٌ، غصنٌ على كُثُبِ
حسناءُ حالية ٌ ليستْ بغانية ٍ، = تفتَّرُ عنْ برَدٍ ظلمٍ وعن شنبِ
تَصُدّ جِدّاً، وتلهو بالهَوى لَعِباً، = والموتُ ما بينَ ذاكَ الجدِّ واللَّعبِ
ما عسعسَ اللَّيلَ إلاَّ جاءَ يعقبهُ، = تنفسُ الصُّبحُ معلومٌ منَ الحقبِ
ولا تَمُرّ على رَوْضٍ رِياحُ صَباً = تحوي على كاعباتٍ خُرّدٍ عُرُبِ
إلاّ أمالَتْ ونمّتْ في تنسّمِها، = بما حَمَلنَ من الأزْهَارِ والقُضُبِ
سألتُ ريحَ الصَّبا عنهمْ لتخبرني، = قالت: وما لك في الأخبارِ منْ أرَبِ
في الأبرقينِ، وفي بركِ العمادِ،وفي = بركِ العميمِ تركتُ الحى َّ عنْ كثبِ
لا تستقِلُّ بهمْ أرْضٌ، فقلتُ لها: = أينَ المفرُّ، وخيلُ الشَّوقِ في الطَّلبِ
هيهاتَ ليس لهم مَعنًى سوَى خَلَدِي، = فحيثُ كنتُ يكونُ البدرُ فارتقبِ
أليسَ مطلعها وهمي، ومغربها = قلبي، فقدْ زالَ شؤمُ البانِ والغربِ
ما للغرابِ نعيقٌ في منازلنا = وما لَهُ في نِظامِ الشَّملِ من نَدَبِ

.
Cornelie Statius Muller
4070263_femme_ronde.jpg
 
أعلى