سوسن السوداني - أتقرَّبُ منكَ ... كأفعى..

المساءاتُ موبوءةٌ بوجودِكَ
الذي يتخذُ...
شكلَ هواءٍ معلبٍ شديدَ الصلابةِ
كأفعى تمْضُغُ عُشْبَ الخلودِ
أَتقرَّبُ منكَ
أتملى طعمَ الجيرةِ ونكهةَ القربِ
أتتبع حاجةً دفينةً داخلي

***

كنتُ عاريةً
إلا من المُوسيقى الباردةِ
التي تمكثُ في قيعانِ روحي

***

ثمراتٌ حمراءَ في غدرانِها
مشبعةٌ برائحةِ التوتِ
كان دَمُهَا ينزُّ من على سفوحِها
ففي حندسِ الليلِ صقيعٌ...
يكمنُ تحتَهُ حسيسٌ خفيٌّ

***

دعنا نتقاسمُ دفءَ بعضِنا
فُحبُّكََ يغلي تحتَ صقيعي
وأنتَ تمكُثُ تحتَ لوعتي
حَاضِرٌ في طياتِ شوْقي إليْكَ
كأفعى تمْضُغُ عُشْبََ الخلود
خُلُودٌ يكمنُ تحتَ ملاءتِكَ..
وَفِي كُلِّ أرجائك

***

يا حبيبي ...
أيها الأغنيةُ الصافيةُ لعذاباتِ الروحِ وبوحِها
لا تخفْ فلنْ أخلعكَ كجلدٍ
حتى وانْ أُحببتُك كحَيَوانٍ رعديدٍ
فحالما أُلامِسُ بشرتَكَ التي بلونِ القمحِ
اشعرُ أنني لامستُ أعماقاً سرّيّةً
لا عهدَ لي بلذّتِها

***

الوحْدَةُ قارورةُ الموتِ
والعشقُ لهبُ الوجودِ
وأنا... كأفعى ...
امْضُغُ أعشابَ خلودِكَ

***

يبدو أننا كنّا نمارسُ أدواراً مختلفةً
أنتَ تمثّلُ دورَ ذَكَرِ عنكبوت
يموتُ وهو يتذوّقُ الحبَّ
وأنا أعيشُ دورَ أنثى تولَدُ فيه

***

اكاسيدُكَ لا تكادُ ترتعشُ
يبدو أنها لا تشتعلُ ...
ولا تساعدُ على (الاشتعالِ)

***

عندما توهّجَتْ غيومي
أمطَرَتْ صواعقَ رغباتٍ
بينما لا تمطرُ غيومُكَ إلا رمادَ فجائع!


* سوسن السوداني

.

صورة مفقودة
 
أعلى