خالد منتصر - الثقافة الجنسية ليست حراماً واسألوا مالك والبخارى

كنت قد عاهدت نفسى ألا أدافع عما أكتبه وألا أوزع كتالوجاً لتفسير ماأقصده، وتمنيت ألا أقع فى الفخ، الذى تحدث عنه الخميسى حين قال إنه لايعزف على قيثارته لأنه مشغول بالدفاع عنها، ولكن ما وصلنى من هجوم على سلسلة مقالاتى عن الثقافة الجنسية، واتهامى بالإباحية وخدش الحياء وقلة الأدب، يجعلنى اليوم مضطراً إلى إنعاش ذاكرة هؤلاء باقتباسات من كتب التفاسير والحديث والفقه التى تتحدث عن الجنس بكل جرأة، أصحابها كانوا يعيشون مجتمعاً صريحاً غير منافق لايدعى الورع الزائف، ولم يتاجروا بالدين مثل مجتمعنا المريض المكبوت.

لنقرأ ما رواه البخارى ومسلم، عن حديث السيدة عائشة الشهير الذى جلست فيه إحدى عشرة امرأة فتعاهدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئاً، والحديث طويل جداً وسنكتفى ببعض الشرح المذكور فى كتاب فتح البارى ففى شرح قول إحدى الزوجات عن زوجها إنه عياياء طباقاء،

قال الكتاب «العىّ هو الذى تعييه مباضعة النساء، والطباقاء هو ثقيل الصدر عند الجماع ينطبق صدره على صدر المرأة فيرتفع سفله عنها، وقد ذمت امرأة امرأ القيس فقالت له: ثقيل الصدر خفيف العجز سريع الإراقة بطىء الإفاقة!!»، هذا ماقاله فتح البارى فى حديث عائشة فماذا قال فى شرح حديث الرسول الذى يسأل فيه جابر بن عبد الله عمن تزوج؟، فيرد جابر أنه تزوج ثيباً- أى سبق لها الزواج- فقال: مالك وللعذارى ولعابها؟،

فيقول الكتاب فى أحد الشروح «المراد به الريق وفيه إشارة إلى مص اللسان ورشف الشفتين وذلك يقع عند الملاطفة والتقبيل»، كما ذكر فتح البارى مص اللسان فقد ذكر الإمام مالك نوعاً آخر، ففى موطأ مالك أن رجلاً سأل أباموسى الأشعرى فقال: «إننى مصصت من امرأتى من ثديها لبناً فذهب فى بطنى»، وكان يستفتى هل تحرم عليه أم لا وطمأنه عبدالله بن مسعود بأنه لارضاعة إلا ماكان فى الحولين.

أما ابن القيم فى كتابه «زاد المعاد» فقد كتب فى الجزء الثالث صفحة ٢٣٦ (مما ينبغى تقديمه على الجماع ملاعبة المرأة وتقبيلها ومص لسانها، وأحسن أشكال الجماع أن يعلو الرجل المرأة مستفرشاً لها بعد الملاعبة والقبلة وبهذا سميت المرأة فراشاً)، ويقول أبوحامد الغزالى الذى يتهمه البعض بالتزمت الشديد فى كتابه «إحياء علوم الدين» «إذا قضى الرجل وطره فليتمهل على أهله، حتى تقضى هى أيضاً نهمتها، فإن إنزالها ربما يتأخر فيهيج شهوتها، ثم القعود عنها إيذاء لها، والاختلاف فى طبع الإنزال يوجب التنافر مهما كان»،

وهكذا تحدث الغزالى عن القذف السريع ووصفه بالتفصيل، ويقول الغزالى أيضاً وهو يحث على استمتاع أفضل «وللزوج أن يستمنى بيدى زوجته»، ويقول أيضاً «وعن ابن عباس فى تفسير قوله تعالى «ومن شر غاسق إذا وقب»، فقال هو قيام الذكر وقد أسنده بعض الرواة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنه قال فى تفسيره الذكر إذا دخل، وقد قيل إذا قام ذكر الرجل ذهب ثلثا عقله».

ولم يقتصر الحديث فى هذه المواضيع على الفقهاء فقط بل تناولته سيدات ورجال لانشك فى تدينهم، ودعنا نقرأ مايلى «لما زفت عائشة بنت طلحة إلى زوجها مصعب بن الزبير سمعت امرأة بينها وبينه وهو يجامعها شخيراً وغطيطاً فى الجماع لم تسمع مثله، فقالت لها فى ذلك، فردت عليها عائشة: إن الخيل لاتشرب إلا بالصفير!!»

ما رأيكم ياأصحاب الفضيلة والعفة ووكلاء قطع غيار الأخلاق من المهاجمين المتربصين، هل يكفى ماسبق لإثبات أننا لم نرتكب فاحشة عندما تحدثنا بطريقة علمية عن الجنس؟، أم لزاماً علينا أن نحصل على لقب داعية حتى تتسامحوا معنا وتمنحونا التصريح؟!.

.
Mouvement
Vassily Kandinsky
صورة مفقودة
 
أعلى