الحرية للشاعر أشرف فياض

1000 قصيدة ولوحة لتحرير شاعر

سنزداد كرها لك
ستزداد عزلة ايها النظام


في السعودية يحكمون على شاعر بالقتل بسبب قصيدة شعرية، وما مرعام لم نسمع فيه تضييقا على حرية الرأي او محاكمة مبدع من المبدعين، شيء سخيف وبغيض ان يحارب الخيال وتقص اجنحته من يمين ومن يسار في مملكة المخافر والاقبية والعلاقات المريبة مع الشيطان، حيث لا اعتراف بالبلاغة والدلالة والكناية والمجاز، ولا تسليم بأن المكتوب حمال أوجه، وحيث لا أمان ولا آذان صاغية، ولا قلوب ترتجف لنداء العجائز والشيوخ والأرامل والأمهات، وحيث الفضيحة بجلاجل والفجيعة بخفايا وظلال، وحيث لا دستور في البلاد، ولا قوانين الا ما يعلي من شأن الإمارة، ولا منطق للتاريخ والجغرافيا الا من منطلق السلالة ومضارب القبيلة، وحيث وحيث لا حرية ولا احتجاج الا بما يتفضل به الأشرار، ولا هواء الا بما تجود به رياح السموم وشريعة الغاب، من نحو مائة عام بالسيف والظلم والظلام وفتاوى الدم. منذ أن نبت هذا النظام الدموي كطيئة داعشية في تخوم الثلث الخالي، وها هم يجرون الشعراء الواحد تلو الآخر الى المشانق والمقصلة ليكنسوا هواء المملكة من الشعر ومن الحلم ومن الفرح.


صورة مفقودة


http://48pulse.com/wp-content/uploads/2015/11/freedomforashraf.jpg
 
مريم الساعدي
حرية شاعر


أضحك كلما سمعت خبر اعتقال شاعر، أضحك لأنها حركة هزلية، لا تبدو حقيقية، لا يمكن أن تكون كذلك، فنحن في الألفية الثالثة بعد الميلاد، وليس قبله!. وأتساءل حقاً كيف يتوقف الزمن في بعض أجزاء هذه الكرة الأرضية على الرغم من الثورة التكنولوجية، كيف يتمكن البعض من أن يقفل بالمتاريس الثقيلة كل أبواب عقله!

يأخذون الشاعر، يجلسونه أمام المحقق، يحضرون ديوان شعره، يقلبون في صفحاته، ينبشون في كلماته، يسألونه «هل تعرف الله؟»، «هل تحب الله؟»،« ما هي علاقتك بالله؟»، «متى آخر مرة صليت فيها؟» و«كيف تصلي؟». يحضرون أداة قياس، يضعون بدايتها على قلب الشاعر، ويصعدون بنهايتها إلى السماء ويقيسون حجم المسافة بين السماء وقلب الشاعر، وإذا نبض قلب الشاعر فسقط المقياس قالوا «كافر»؛ في إعادة عصرية لمحاكم التفتيش الكنسية في عصور الظلام يخضع الشاعر والتشكيلي الفلسطيني أشرف فياض، منذ أسابيع لعملية تحقيق دقيقة حول ديوانه الشعري المعنون بـ« التعليمات بالداخل» والصادر عن دار الفارابي عام 2007. بعد سبع سنين على نشر الديوان قرر الرقيب أن الوقت قد أزف لفك طلاسمه الشعرية وحماية البشرية من فجور محتمل ودمار متوقع وكفر قد يكون متخفياً بين السطور؛ يخافون من كلمة، من فكرة، من ديوان شعر وضع فيه الشاعر أحلامه، خيبات أمله، إحباطاته، تأملاته، أرقه وسهره، هوانه على الدنيا، سير هذا العالم، وتفكره في شؤون الحياة. يظن المحقق أنه يفهم في الكلمات، أنه أكبر من الكلمات، أن لديه المفتاح السحري لفك المعاني الشعرية والتراكيب اللغوية، أن هذه الحيل اللفظية لن تنطلي عليه، أنه يعرف النيّة وراء هذا البيت، وذلك الشطر، وتلك القصيدة. ويؤمن أنه حارس الفضيلة، مقاوم الرذيلة، الواقف بصمود على بوابة السماء، وأنه العليم بالنوايا وما تخفي الصدور. نفس هذا المحقق لو سأله الشاعر «هل تحب زوجتك» لاعتبرها إهانة وانتفض ورفض الإجابة نظراً لخصوصية السؤال. فحب الزوجة للقلب وحب الرب للشعــب. بهكذا منطق يتعاملون مع الإبداع، ظانين أن لديهم تفويضاً إلهياً بالتفتــيش في قلوب البشر عن وجود الرب، يبحثون عن الرب في قلبك، يدققون فيك، في خلايا فكرك، في مسام روحك، يبحثون بعين لا تهدأ عن إيمانك، وإذا اطمأنوا إليه، منحوك صك غفران، وإلا فالويل لك. أيها الرقـيب: ما رأيك لو تفتش في قلبك أحياناً؟ من باب التغيير.

حرية التعبير ليست ترفاً استهلاكياً، إنها دليل على التطور الفكري للشعوب، وكلما ظل الفرد متطلعاً بعين خائفة وقلب راجف إلى عين رقيب فاحصة لا تهدأ، راجياً رضاه خائفاً من سخطه، من شكه، من اشتباهه فيه، كلما رزحت الشعوب في الظلام على الرغم من كل الإضاءات الكهربائية. وكلما تقهقر الإبداع عن اللحاق بركب الإبداع الإنساني الحضاري المشع بنور المحبة وقوة الفهم وحيوية الفكر وحدة الوعي بمحنة الحياة وألقها.

الإبداع ليس كتاباً مقدساً تبحث عن التحريف فيه، إنه أرق وجودي، محاولة لفهم العالم، دع الشاعر وشأنه، ففي قلبه ما لا يحتمله قلبك من همّ، وروحه تئن من وطأة الإحساس بك.. لو تفهم.

في «التعليمات بالداخل» يحكي فياض محنة اللجوء وحلم العودة وضياع وطن:

( اللجوء: أن تقف في آخر الصف..
كي تحصل على كسرة وطن.
الوقوف: شيء كان يفعله جدك.. دون معرفة السبب!
والكسرة: أنت.
الوطن: بطاقة توضع في محفظة النقود.
النقود: أوراق ترسم عليها صور الزعماء.
الصورة: تنوب عنك ريثما تعود.
والعودة: كائن أسطوري.. ورد في حكايات الجدة.
انتهى الدرس الأول.)
 
بالضبط اخي جبران
امر غريب ما يجري في هذه الارض الغريبة التي تفتقر الى دستور وتتحكم في ارواح العباد بالباطل .. وتسلط شياطينا من المطاوعة ليدسو انوفهم في شؤون الناس.. جهاز شبيه بالمقدمين في بلدنا
انه لامر مؤسف



صورة مفقودة
 
صلاة (إلى الشاعر أشرف فياض مرة أخرى)
نور الدين الزويتني

(إلى الشاعر أشرف فياض مرة أخرى)

%D8%A3%D8%B4%D8%B1%D9%81-%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%B6.jpg


قل لهم أيها الله
شيئا صريحاً،
كَأنْ يتركوك لحالكَ
صمتكَ
حزنكَ
أن يرجعوا حيث جاؤوا
إلى نُوقِهِمْ
ليعود الهواء
ولو مرّة في الزمان
نقيّاً
……
قل لهم أيها الله
شيئا
……
ألم يُتعِبوك بكل الرؤوس
التي يقطعونَ
وكل القلوب
التي يذبحونْ
………….
وهذا السُّعارُ
وهذا الجنونْ !

.
atargatis mag
 
بيان للمثقفين العرب ضد محاكمة الشاعر أشرف فياض


نحن الموقعين أدناه أدباء وكتاباً وفنانين وإعلاميين وأكاديميين نرفض بشدة محاكمة الشاعر الفلسطيني أشرف فياض بسبب نشر ديوان شعر والحكم عليه بالإعدام في المملكة العربية السعودية.
إن الشاعر أشرف فياض قام بنشر ديوان "التعلميات.. بالداخل" عن دار الفارابي في لبنان (العام 2008) ويحاكم اليوم في السعودية بتهمة نشر أفكار إلحادية.
إن هذه النظرة الضيقة للأدب والإبداع تعزز من الظلامية الفكرية، ولا تساهم في تعزيز بناء مشهد ثقافي حضاري قائم على التعددية التي هي المحور الأساسي لتقدم الأمم وبناء حضارتها.
وبالتالي فإن تعزيز الثقافة العربية بحرية الإبداع، يشكل مناخا ثقافيا قادرا على مواجهة التحديات الفكرية والثقافية، التي تهدد دور المثقف العربي، وتحيلنا إلى حالة من الركود والإحباط.
إن دور المثقف الفرد والمثقف المؤسسة بحاجة إلى مناخ حيوي من الحرية، للاستمرار في مسيرة التنوير الفكري القائم على احترام التعددية وحرية الإبداع.
إن رفضنا للمحاكمة والحكم يأتي من انحيازنا المطلق للحياة والانسان في مواجهة التحديات الفكرية التي تكبل مشهدنا الثقافي العربي، لذا وانطلاقا من هذه المسؤلبة الأخلاقية والثقافية، نطالب بضرورة الإفراج الفوري عن الشاعر أشرف فياض، ووقف هذه المحاكمة التي يمثل استمرارها والقبول بالحكم الصادر عنها، تعزيزاً لكافة القيم المناهضة للحرية والإبداع، الذي هو جزء من مساهمة الثقافة العربية في الحضارة الفكرية الكونية.

https://docs.google.com/forms/d/1EgrTGZ4ocTRbk6ZMhCRq3fiqWtlBpP7O3KEyeZALHJI/viewform


* آخر موعد للتوقيع على البيان ٢٥ من شهر تشرين ثاني الحالي لعام


.
 
محمد عيد إبراهيم
نشيدٌ، بكرامةٍ نسبية


(*) إهداء: إلى السحين أشرف فياض

رُفِعتُ إلى مكانٍ عَلِيٍّ
بصوتٍ من كتلةِ الجسدِ،
لأموتَ مِيتةً شنيعةً…
*
الكلّ مِطواعٌ، وأنا (برأسي)،
أرغبُ في العودةِ، فلا أُولّي الأدبارَ
بمزيدٍ من الشائنِ…
*
وَعيدي لقيصرَ والعَجماواتِ:
1 ـ أُبلّلهُ بدمِ الحيضِ، وأقطِفُ متاعَه.
2 ـ بأثداءٍ مَحروقةٍ، أنجو من الرِقِّ.
*
كلّ عذابٍ، أمامي، أَبسُطهُ
كلّ باكيةٍ، خلفي، وأتحصّنُ
كلّ كتاب، حولي، أعمىً بعكّازةٍ
لكن قَبري خفيفٌ، كمِظلّيٍّ البحَريّةِ.
*
بروحٍ، تُشبهني، عندَ الرقادِ،
أقومُ، وأبكي، لأصلَ طريقي
إلى الهاويةِ، ونارٌ بعينَيّ، هُبّي
حياتي: بيضةٌ في العُشّ تنفجرُ!
...............

.
صورة مفقودة
 
ميلينا أودا لاسكا
الأرواح القديرة
ترجمة: محمد عيد إبراهيم


فلنتنفّس معاً بحريةٍ
كضمائرَ حرة
كأرواحٍ حرة
فلنتنفّس عميقاً
ولنقُم بفعلٍ
يُرجّع الصدى
بصِلاتنا الروحيةِ
فلنتلُ الصلاةَ
لنوقف مَن يُدمن القوةَ
أن يدمّرنا.
نوقف جَورَهم، وَحشيتَهم
حانَ الوقتُ أن نقولَ: كفى هي كفى.
إننا الأرواحُ القديرة.
كفى من الأبرياء القتلَى
كفى من السجونِ والمُعاقباتِ للأرواحِ الحرة.
سنُبدّل الآنَ نظامَ العالمِ الجائرَ
سنُبدّل الأحكامَ الجائرةَ
نُقوّمها
لأجلِ عقول منفتحةٍ قويمةٍ مجردة
فهل واتَت الفرصةُ،
لكأنّ إرادةَ الله
هي قوةُ حياتنا
وبها نتكلّم.
سنُبدّل العالمَ الظالمَ
فلنوزع الأرواحَ الحرة
محطّمي الكواسرِ
مناهضي الأعرافِ
الطليعيين
الحالمين
لنجهَر بصوتنا
لا تدَعوا أرواحكم الحرةَ تركنُ للمنامِ
خائفةً من السلطة.
فلنمتثل لتبديلِ العالمِ
نحن الطليعيين الأعظم
بكلماتنا القديرة
حانَ وقتُ التبديل.
لن توقِفَنا
خرافةٌ دينيةٌ أصوليةٌ متطرفة
حيثُ نرى
ما لا يراهُ الآخرون
نَنظُم كلّ شيء بالكلماتِ
بالتأثيرِ
ضمنَ عوالمنا الصغيرةِ الجليلةِ
لنربط عوالَمنا الصغيرةَ
بما هي أكبرُ قوةً
كأرواحٍ حرة
محطّمي الكواسرِ
مناهضي الأعرافِ
الطليعيين
الحالمين
لتبدو الطريقُ الجديدة
الحقائقُ
لدينا القوةُ الأخطر
ضدّ المؤسسةِ، وضدّ الجَورِ
والرقابةِ
معاً كلنا
تُرشِدنا القوى الأعلى
فلنتنفس بعمقٍ ولنضع للعالمِ نظاماً جديداً.


فاجهَروا، يا شعراءُ ويا كتّابُ وفنانون
لا تركَنوا للمنامِ مِن الخوفِ.
عقلُنا جامحٌ ويهدّدُ السلطةَ
حانَ وقتُ أن نهدّدَهم
وإن بكلمةٍ واحدة.
أنتم العقلُ الجَسورُ
إبداعكم يلهمُ العالمَ
وطاقتكُم لا تُكبَح
فهي تحفظُ للعالمِ مسيرَه…
فلنتنفس بعمقٍ
في السجنِ
في الخوفِ
في الحريةِ
أينما كنتُم ـ فكلّنا معاً.
فلنُثبِّت نظامَ عالمٍ جديداً
فلنُثبّت سلاماً وحريةً، وليكُن الحبّ
على رأسِ أحكامِنا.


أنّى لكُم تقتلونَ نبضةَ الحياةِ البريئةَ، يا مَرضَى وبشِعين؟
أأنتُم تَحسِمون حياةً أخرى؟
مَن أنتم لتَقضوا على حياةِ امرئٍ؟
ببساطةٍ تقتلون، أو تُفخِّخونَ القنابلَ؟
لن نَعمَى عنكُم!
لن نُذعِنَ لأحكامِكم!
قد نسألكُم: كم هي غاليةٌ حياتكم وحياةُ الآخرين!
أتعرفونَ أنكم ستموتون
غداً
اليومَ
لا يدري أحدٌ
متى تغدِرون بالآخرِ
ستفتّشُ وقتَها عنكُم الدنيا
وتندمون، ترتعدون
من حريقٍ
بمنزلكم
كلّ سجنٍ نَصَّبتُموه للأرواحِ الحرة
لتَحرِموها الحياةَ
داخلكُم يا أرواحاً ميتةً بائسة
فلتعلموا كم هو قاسٍ
أن نعيشَ مع الشياطين.


الإقدامُ هديتُنا
سنُحرقُ
نحنُ الناشطين
كافةَ السجونِ
للعقولِ الحرةِ البريئةِ
بنارنا الروحيةِ ـ
الحبّ.
فالروحُ الحرةُ
النادرةُ الجَسورةُ، في حاجةٍ
لتحطيمِ الأحكامِ الجائرةِ
ولنجهَر القولَ
باسمِ الحريةِ
الحبّ
أن نقاومَ لتحريرِ
مَن يقاسِي
نحنُ، وأولئك
مَن
سيقاومُ
في الظلالِ الداكنةِ
ملاذُنا بيتُ الكلماتِ
قبلَما يتبدّلُ شيءٌ إلى الجَورِ ثانيةً.
قبلَما يعتنقُ أحدٌ أنهُ الصوابُ أو الخطأ
ثم يموتُ من أجلهِ
فلنقُل
مِن الآنَ
ثمةَ أحكامٌ جديدةٌ للعالمِ،
لن يُقتلَ أحدٌ مقابلَ حريةِ الكلامِ
لن يُقتلَ أحدٌ مقابلَ فرحةِ الحياةِ
لن يُقتلَ أحدٌ مقابلَ رفاهيةِ الحياةِ
سنُقتَل الآنَ مقابلَ الحبّ
وهو يُصدِرُ أمرَه المقدّسَ
ملموساً في عيونِ الجمالِ
بأحاسيسِ المجدِ
فليكُن الحكمُ الجديدُ، ببساطةٍ:
لنا الحقّ، جميعاً، أن نتنفّسَ بحريةٍ.
فتنفّسوا!


.
- ميلينا أودا لاسكا : شاعرة تشيكية
 
أشرف فياض.. فانتازيا سوداء
باسم النبريص


الفانتازيا السوداء وُجدت في بلادنا قبل اكتشافها في الفن الأوروبي. ومن آخر تجلياتها، ما حصل مع الشاعر والفنان التشكيلي السعودي من أصل فلسطيني: أشرف فياض.

كان أشرف قد أصدر عام 2008 ديوان شعر بعنوان "التعليمات.. بالداخل" (لم ينتبه إليه أحد)، وبعد مرور سنوات، كان في المقهى يتابع مبارة كرة قدم مع صاحبه السعودي، فحدثت مشادّة بينهما، فهدّده الأخير، صاحب العلاقات مع "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بترحيله إلى موطن أمه وأبيه.

بعد لحظات اعتُقل أشرف (المولود في السعودية) من قبل الهيئة بتهمة "إطالة شَعر الرأس"، ثم أُخلي سبيله، ثم عاد إلى السجن مرة أخرى، بتهمة من نفس المقام اللغوي: "تطاول شِعْره على الذات الإلهية"، ومكث من جرّائها في السجن عاماً ونصف العام.

الآن، تصل الأخبار بالحكم عليه بالإعدام دفعةً واحدة. لا نستطيع استيعاب الخبر الذي تؤكده مصادر صحافية مختلفة، لكننا، في كل الأحوال، متأكدون من بديهية ساطعة: إنّ هذه الهيئة الأكثر تحضّراً على الكوكب الأرضي، لن تبخل علينا بالمزيد والمزيد من شاكلة هذه الأخبار.


* العربي الجديد
 
عبد الهادي السعيد
لقد قتلوا حلاق القرية
(إلى الشاعر أشرف فياض)




* (إلى الشاعر أشرف فياض، المعتقل بسجون الظلام والإستبداد)




أيّتها الآلهةُ تَعالي
على مائدتنا جبنٌ ونبيذ
قاسمينا هذا الثراء
وهذه الضحكةُ الرنانة
الصاعدة من حلق طفل صغير
أعينينا لنوزّعَها ما بيننا بالعَدل
مستعملين
شَفْراتِ قلوبنا الحادة
لقد قتلوا أمسِ حلاق القرية
ثم نهبوا الشموع
وألقَوْا بأعواد الثقاب في التّرعة
تعالي أيتها الآلهة واشربي
ما أوفر الدماء على مائدتنا
سنمكث هنا ألفَ عام أخرى
إلى أن تنحَلَّ عقدة لسانك
عليك أن تخبري الأحياءَ بكل شيء
بُوحي بأسرارك للأطفال
لمذيعات الفضائيات الجميلات
وللطيور
كي تصعد بها إلى الغيمات البعيدة
فتهطل علينا الحقيقة
خذي من وقتنا ألف عام
شَرْطَ أن تفرغي من هذا الأمر
قبل حلول الظلام
لقد نزحت كل أغانينا
حاملةً في متاعها الوجوهَ التي نحبّ
أسرعي
فقد يأتي الظلام
ولا نجد جبيناً واحداً
نستعملهُ
كقنديل

.
 
عزالدين بوركة
إله جبان


*(إلى الشاعر أشرف فياض)



1-
حضرة
الله وردتي الوحيدة
ودعاء لا يتجلى
الله المصلوب في جثة كلمة مُقدّسة
ومُهملة
يراقب هذه الحرب
بنظارات شمسية
وقيامة معطلة
هو الآن يرمقني
وجها لوجه
حضرة تشيخ
وحياة تأخر فرحها
….

2-
تماما مثل إله:
إني لأرجع دائما إلى الخلف لأرى العالم
أصغر من إبهام يدي،
ليس لأني مثل اينشتاين –مثلا:
أفكّر في حبيبتي، وأضع يدي على قضيب حديد ساخن.
لا، أبدا.
فقط، لأني جبان مثل ذلك الإله، الذي مازال، يرجع إلى الخلف دائما.

.
 
كالفراشات البهيجة


* (إلى الشاعر السجين أشرف فياض في أقبية السجون السعودية)



تكتبُ
لأنك تحلم بأغنية نظيفة لمساء العائلة
لضحكة الفتيات تطيرُ
كالفراشات البهيجة
للعالم
كي ينصت
لصهيل القصائد
للنهارات الطرية
للناس في مخاوفهم
للعشاق يخبئون الكلمات في الوشم
تكتبُ
لأنك تدري
أن الكتابة كالهواء
رئة للوجود.


.
 
أشرف فياض
شوارب فريدا كالو



سأتجاهل رائحة الطين ، وتأنيب المطر ، والغصة التي استقرت في صدري طويلاً
وأبحث عن عزاء ملائم لوضعي الذي لن يسمح بأن أفسر شفتيك على النحو الذي أتمنى
أو أن أنفض قطرات الندى عن بتلاتك المائلة للاحمرار
أو أن أخفف من حدة الهوس الذي ينتابني كلما أدركت أنك لست بجانبي في هذه اللحظة
ولن تكوني كذلك .. عندما أضطر إلى تبرير موقفي للصمت الذي يعاقبني به الليل .
تظاهري أن الأرض صامتة مثلما نراها من بعيد ، وأن كل ما حصل بيننا لم يكن أكثر من مزحة ثقيلة ؛ لا يفترض بها أن تصل إلى هذا الحد !
***
ماهي فكرتك عن أيامي التي اعتدت قضائها بدونك ؟
عن كلماتي التي كانت تتبخر بسرعة
عن وجعي الثقيل
عن العُقَد التي ترسبتْ في صدري مثل طحالب جافة.
نسيت أن أخبرك .. بأني معتاد على غيابك من الناحية العملية
وبأن الأمنيات ضلت طريقها نحو رغباتك
وأن ذاكرتي قد بدأت بالتآكل !
وأني لازلت أطارد الضوء ، ليس رغبة في الرؤية ؛ بقدر أن الظلام يبقى مخيفاً .. حتى وإن اعتدنا عليه !
***
هل يكفيك اعتذاري ؟ عن كل ما حدث اثناء محاولاتي اختلاق أعذار مناسبة لكِ
كلما تهيجت الغيرة في مكان ما .. داخل صدري
كلما أتلَفتِ الخيبة يوماً جديداً من ايامي الداكنة ..
كلما كرَّرْتُ لك أن العدالة ستبقى تعاني من اضطرابات الدورة الشهرية
وبأن الحب رجل متخلف في خريف العمر.. يعاني مشكلة في الانتصاب !
***
سأضطر للتحايل على ذاكرتي
والادعاء بأني أنام جيداً
وسأمزق كل ما تبقى من الأسئلة
الأسئلة التي أصبحت تبحث عن مبرر للحصول على إجابات مقنعة
بعد أن أُسقِطتْ كل علامات الترقيم المعتادة
بدافع شخصي بحت !
***
دعي المرآة تشرح لك كم أنت جميلة !
أزيلي كلماتي المتراكمة مثل غبار
تنفسي بعمق ، وتذكري كم أحببتك ، وكيف تحول الأمر إلى مجرد التماس كهربائي
كاد أن يتسبب بحريق ضخم .. في مستودع فارغ !


.
 
الحرية لأشرف فيّاض!
إسحاق يعقوب الشيخ



إن ارهاب الدولة العبرية الاسرائيلية يحاذي ارهابها ارهاب الاسلام السياسي.. في مطاردة ابدية للمبدع الفلسطيني الحر.. اينما حل واينما ارتحل!! فالارهاب في صلب تكوينية عقائدية دينية متطرفة معادية بطبيعتها المغلقة للإبداع والمبدعين.. والفن والفنانين.. ومن واقع ان الابداع بطبيعته يعري زيف ذوي الاتجاهات الدينية المتطرفة ويفضح اكاذيبهم وادعاءاتهم الباطلة كونهم يمثلون حقيقة الدين دون غيرهم وان ارادة الله في السماء انعكاس ديني لإرادتهم وضمن وجهة نظرهم على الارض. ان الارهابيين بطبيعة غريزتهم الفقهية يتشكل العسس فيهم عقيدة دينية في البحث عن نوايا ذوات الآخرين كفرض عين ديني في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولضرورته الدينية ضد الفن والابداع من واقع ان تقصي حقيقة عنفهم وارهابهم وادعاءاتهم الباطلة انهم يمثلون الحقيقة الاهلية الدينية في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر!! انهم يتصيدون اهل الابداع والفن ويتحينون ختل ابداعاتهم الثقافية والفنية ويؤولونها تأويلات ما انزل الله بها من سلطان كونها تناكف الذات الالهية وتغمز من قناة قداستها العبادية. انهم يتلصصون نبشا في الايحاءات الفنية التي يجهلون ايماءاتها الفنية الابداعية.. وقد دفعوا بالشاب الشاعر حمزة كشغري والكاتب والروائي المعروف الدكتور تركي الحمد وغيرهم من كتاب الادب والفن والابداع الى السجن وهاهم ينقضون على الشاعر الفلسطيني والفنان التشكيلي اشرف فياض ويدفعون به الى السجن وانه من المؤسف بمكان ان تأخذ وشايات الارهابيين ودعاة العنف والتطرف اذنا صاغية في الوقت الذي ينادي به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالعمل على رد كيد الارهاب والارهابيين في نحورهم والعمل على الاجهاز على مواقعهم وقطع دابرهم في مؤسسات المجتمع التعليمية والثقافية ووسائل الاعلام.. وقد تم ايقاف اشرف فياض من لدن هيئة التحقيق والادعاء العام فرع (ابها) بتهمة التعدي على الذات الالهية بوشاية من عيون الارهاب التي ما فتئت تراقب وتتلصص وتؤول انشطة الكتاب والفنانين والمثقفين الليبراليين واليساريين على وجه التحديد. وتتوجه حملة واسعة من المثقفين في بيان وقع من كتاب وفنانين وصحفيين وناشرين وناشطين حقوقيين بالمطالبة بإطلاق سراح اشرف فياض الذي القي القبض عليه واودع السجن قبل أكثر من شهرين!! ان كل الشرفاء الحريصين على ازدهار الفن والابداع في عالمنا العربي والمناهضين للاسلام السياسي الارهابي بشقيه السني والخميني مدعويين بعمل تضامني من اجل اطلاق سراح الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني اشرف فياض!! ان الفن والابداع هما الاداة الأكثر تأثيرا تنويريا ضد الظلام في المجتمع ومن اجل النهوض بالحياة الى عالم الحرية والديمقراطية والتقدم والازدهار!! ان الشاعر والفنان التشكيلي اشرف فياض ملاحق ظلما وعدوانا في فنه وفكره وابداعه.. وقد تم اعتقاله سابقا قبل خمسة شهور بناء على وشاية تقدم بها احد اعضاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر تشير الى ان اشرف فياض «يحمل افكاراً ضالة مضلله». ومعروف ان الارهابيين اذا استهدفوا احدا يصبح الاستهداف عندهم فرض عين ديني ضد المستهدف وملاحقته وتسليط اضواء الافتراءات على انشطته الفكرية والثقافية والفنية الى ان يقع رهن ادعاءاتهم الباطلة في محاكم قضائية البعض من قضاتها عجينة من ذات طينتهم الارهابية.. وان ما يؤسف له انه في الوقت الذي يسلط خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ارادته الملكية المباركة ضد الارهاب نرى ان هناك من يتعاطف مع الارهاب ويحنو على انشطته ضد الكتاب والفنانين السعوديين وغير السعوديين الوافدين اليها. في الوقت الذي ما زالت اصوات احرار الوطن تتضافر في ارادة خادم الحرمين الشريفين في اجراء دفع الارهابيين وغلاة التطرف الديني خارج مؤسسات الدولة والعمل على فتح ابواب المجتمع لحرية الكلمة وديمقراطية الحرف.. فالدين الاسلامي في عقيدة انسانية متسامحة في حرية الحرف وديمقراطية الكلمة للمبدعين والفنانين والكتاب والادباء والشعراء والمسرحيين على ارض الوطن!! الحرية للشاعر والفنان التشكيلي اشرف فياض!!


.
 
كيف لم تنتبه ؟
محمد خضر


إلى اشرف فياض

كان يمكنُ أن تَحذرهم ، وأنتَ تعرفُ أنّهم عشاقُ البغتة وطعنةِ الظهر ، حفاةُ الروحِ وسدنةُ الرمل ،كان يمكن ألا تنعسَ بين أيديهم لئلا يأخذوك من تلابيب رؤياكَ إلى هاويةِ التأويلِ، وكي لا تنالهم الغبطةُ في أذيتك ، وكان عليكَ أن تُعيدهم باكراً إلى البيتِ تطبطبُ على رؤوسهم وأنتَ تعلمهم درساً عن السماءِ ، تأخذهم على قَدر العماءِ الداغرِ في دروبهم ، على قَدر قِلَّتهم في البياض ، وهزالِ أرواحهم ،وعلى قَدر كلِ واسعٍ فيكَ وكل ضيقٍ فيهم ، كيفَ لم تنتبهْ للحجارةِ والرمل في أكفهم ؟ وأنت تحفظُ عن ظهر قلبٍ مكانَ اللدغةِ.. وذقتَ جهلهم شارعاً شارعاً ، كنتَ تربي حدساً عاقاً فيهم ، تربيه ولم تنتبهْ بأنهم يحملونَ شرخاً عميقاً لايمكن سدهُ تماماً إلا بك

.
 
زين العابدين فؤاد
الي الشاعر الفلسطيني اشرف فياض
اللي مستني الموت في زنزانة سعودية

شكرا
لانك السبب في اني افتكرت فاباتزاروف وبول ايلوار وناظم حكمت وفيكتور خارا وبرايتون براتن باخ
وافتكرت كل الشعرا اللي واقفين في وش الفاشية ايا كانت الاقنعة اللي لابسنها : فاشية بزي عسكري او فاشية بملابس فخمة او بجلابية ودقن
الشعر يفتح بوابات الجياة

* الي اشرف فياض الشاعر الفلسطيني اللي مستني الموت في زنزانة سعودية :


" الشعر يفتح بوابات الحياه
الموت يهاجر من قصيدة لقصيدة
تدخل نجوم وزهور وشمس جديدة
الشعر يفتح لينا حضن النهار
ندخل سوا : للبحر يا بحار
نفضل نعافر لما نوصل لشط
والشعر : خيط من كلام
وحبل نجاة
يدخل وطن ويبوح لنا باسمه
نكتب حروفه: بالعرق ، بالخط
نشبك زهور العشق في شعور البنات
الشعر يفتح لك كتاب الكون
الشعر يفتح خزنة الاسرار
الشعر: اسمك وفعلك
هدمتك
جنتك
نام في العيون
واتغطي بالاشعار
الشعر في سن القلم : بيسيل
الشعر يجري في العروق ، احمر حمار النيل
الشعر بيفتح لك بيبان السجن
الشعرييفتح بوابات الحياة

.
صورة مفقودة
 
صلاح فائق
قصائد الى اشرف فيّاض , القابع في احد سجون البداوة السعودية
مهددا بحكم دموي , استنكره وادينه .انظمة مجنونة تجدد المصير المأساوي للوركا
وماياكوفسكي . الحرية لأشرف فيّاض .


*


طردُ عزرائيل

*

مرة أخرى , وقت الفجرٍ , أراه يقتربُ
من بيتي . أصرخُ عليه , وأنا ارتدي بيجاما ,
بأنهُ أخطأ العنوان من جديد .
- أليس هذا بيتُ صلاح فائق ؟
- لا . أخبرتكَ سابقاً .
- أين هو إذن ؟
ـ كبف لي أن أعرف ؟ شاهدتهُ في جزيرة بعيدة
يثرثرُ مع حوتٍ أزرق .
يبتعدُ متذمراً : ذيله يتدلى
مثل كلبٍ عجوز .


*
أغنية جنرالٍ متقاعد
*
كنتُ وغداً في شبابي , قتلتُ عمال مناجم
ومهاجرينَ تظاهروا .
لم يبق لي إلا القليل من ألأيام , ربما أشهر
لا تسخروا مني أرجوكم , إشتموني بعد موتي
لا تفيدني ألآن أضواء النجوم
ولا أشجارٌ تنحني عليّ


*
من أجل مكتبتي
*
من أجل مكتبتي أعتني بهذه الجزيرة
أحميها من سياسيين ورجال أديان
أكرههم كأنهم ضباطٌ
ودبلوماسيينَ سمان :
يهمني ماذا يفكرُ نسرٌ يقفُ أمامي الآن
يحدّقُ فيّ , ولا يقولُ شيئاً
*
الكتب المقدسة كلمات , غير المقدسة كلماتٌ أيضاً
باكراً أدركتُ هذه الحقيقة
لذا تراني أتجولُ سعيداً
كأنّ أطفائيّ يخرجُ , سالماً, من حريق

.
 
الراعي
محمد بنميلود

الى اشرف فياض

لقد تكالبوا عليّ
كنت وحيدا
وبلا إخوة
كالراعي الذي سرقوا قطيعه
وبقيتُ أعزفُ على الناي
حتى تفرقوا
حذرين
 
أعلى