الحرية للشاعر أشرف فياض

عزالدين بوركة


ما معنى أن يُعدم الشاعر؟
ما معنى أن تعدم القصيدة؟
الشعر أبعد من أن يصير تهمةً، الشعر روح الشاعر التي لا تنضب ولا تفنى.
أشرف فياض أو فانوس الشعر، خطفته أيادي الظلام السعودية لتأخذه إلى غياهب استبدادها. إلى حفرها المظلمة، حيث ينتهي العالم، ويبدأ الظلام، حيث لا نور ولا قلب ولا حب، ولا شعر طبعا..
كيف للمجاز وللرؤية أن تُتّهم؟
الشعر أعظم إنجازات الكائن، لمواجهة الاستبداد والظلام، بكلمة مسالمة، لا تبتغي دما ولا قتلا.. إنه الروح السامية التي تدبّ في ذات الشاعر، الشاعر ها هنا: أشرف فياض، الذي أعتقل أول مرة وحوكم بأربع سنوات سجنا و800 جلدة، (2013) إلا أن هذا الحكم التعسفي الظالم، ما فتئ يتحوّل بعد استئنافه إلى حُكم الإعدام الغاشم. بتهمة المس بالذات الإلهية، عبر مجاز قصيدة. فكيف لشاعرٍ أن يُعدم بسبب ديوانه الشعري: "التعليمات.. بالداخل" (الفارابي، 2008)، عجيب هذا الأمر حدّ الجنون..
إنه جنون ظلامي، داعشي وإجرامي.. ومن هناك حيث أختطف منا أشرف، تنبع الظلامية والداعشية. فأليس قتل شاعر أو الحكم عليه بالقتل جريمة؟ أليس هذا عين ما تفعله تلك العصابة الوهمية الدموية داعش؟
أشرف فياض، ليس شاعرا فقط، بل فنان ورسام، إنه مبدع كأقل ما يمكن القول عنه. فالكلمة كما الرسم تنطلق عند من الذات وما يدور حوله في العالم، إنه يتفاعل فيقول فيفعل فيبدع. فنكون مع هذا الحكم الأسود نقف عند تسجيل تاريخي، لعملية استئصال للثائرين على الفكر الرجعي الديني، الذي لا يبتغي سوى العودة إلى الخلف. إلى عهد السيف وقطع الرأس.
كل ما نمتلكه الآن سوى تلك الكلمات البيضاء، المسالمة والثائرة في وجه أعداء الشعر والمستقبل. أشرف فياض لم يعد فقط شاعرا أو رساما وكفى بل صار رمزا نضاليا وإبداعيا، لمواجهة سرطان الداعشية والراديكالية الدينية التي تنطلق من حيث هو مسجون.

* من العدد الأخير لمجلة الموجة الثقافية (الذي تجدونه في الأسواق) ص6


.
 
You cannot keep a captive long
Ismael Santos

For Ashraf Fayadh
***

You cannot keep a captive long
Give him or her a song
and they’ll fly away
from the roost you’ve tried
to hide them in, bind them in-
You cannot keep someone down-
You cannot sentence them to death and think
all is right with the world, no matter how hard
you try and spin things around-
The people aren’t stupid, the government is criminally
so-It is criminal, to keep a man locked up
for expressing his soul, for writing down words
plucked from his mind, from the ether, from the wind and the sun itself:
To sentence a man to death for words
is stupid. Point blank. End of story.
The jail cell is but a trifle of a thing, as any poet
will turn into a bird
and fly through the bars
to shout poetry at the sky
some more.
“It is not a crime to hold an idea”.
It’s a crime
keeping a poet
locked up
to die. Free him. Now.

.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ديم إسماعيل
الخيط الذي صار مشنقة
***


إلى أشرف فياض
**

تنضوي الزهرة تحت إبطِ الريح
تقاوم نزعتَها للهبوب، والعَرَقُ إبريقُ اللذة
تمطُّ عنقَها كشريطةٍ حمراء في شعر طفلةٍ تقف في طابور الصباح
وترددُّ النشيد الوطنيَ
يقصمُها الطوفانُ فيغرقُه الطّلع
*
جعفرُ في أرضٍ صلدة
انسيابٌ ناعمٌ ضدّ الجرانيت والإحداثيات الديكارتية
باردٌ كٓكنيسةِ أَحَدٍ تطفو على طقسٍ ينقرُ في الـمَـلـلِ والسّطوة
تطفئه الريحُ فيضيء
*
سنجابٌ يخزّن الكستناء في النار
تذوي بين الحُلمُ والشهوة
اللهبُ يغفلُ عن طقطقة الكستناء فَتربطُه في قِماط
تنبتُ شجرةٌ ضخمة
*
الكلمةُ معلقةٌ بخيط
تحبلُ بالقصيدة من دون رَجُل
قصيدةٌ يتيمةٌ لا تنتظرُ الإرث ولا النّيشان
ابنٌ سفاحٌ، الخيطُ الذي صار مشنقة !
*
الحُقَنُ تأخذ شهيقاً لِسَحب الدم في المختبر
فُرقاطاتُ الدّم تحجُّ صوبَ المجاز
يُرجم رَحِمُ القصيدة
تنزفُ دمها، وتجفّف ساق التأويل
تعيش وتكتحلُ بالمكحلة !


.




صورة مفقودة
 
هذا زمن آخر
للشاعرة الفرنسية: كاميلا ماريا سدرنا
ترجمة الشاعر وليد الخشاب .

الصديق العزيز، أشرف فياض
الشاعر العزيز،
الشاعرُ شاعرٌ
"هذا زمن آخر"
ليس زمن المجاملات
ولا المشاعر
السماء أبوابها موصدة
وجحيم من غيوم سوداء
توشك على الانفجار
المدينة متاهةُ رعب
في حالة طوارىء
زمن تعس
زمن الألوية

عزيزي أشرف
مضى الربيع
"هذا زمن آخر"
زمن الجنون
والكراهية
حين نقتلُ الشعراءَ باسمِ الأنبياء
يبكي الكون
هذا زمن البرابرة
لكن يا عزيزي أشرف
لا تحزن
لا نبالي بالنفس ولا الجسد ولا القلب ولا العقل ولا الأحلام ولا الرغبات
ولو بمقدار شعيرة من فتيل
اليوم لا شيء أكثر إلحاحاً
من سلامتك
قلباً وجسداً وشعراً
فالشعر
أيها الشاعر العزيز
شاعرٌ
رجلٌ حر


***


C'est un autre temps

Camilla Maria Cederna

Cher ami, Ashraf Fayadh
Cher poète
Al-shā’ir
شاعر
« C’est un autre temps »
Pas le temps de compliments
Ni des sentiments
Le ciel est fermé,
Un enfer des nuages noirs
Prêts à exploser
La ville un labyrinthe de terreur
Etat d’urgence
Triste temps
Temps de drapeaux
Cher Ashraf
Ce n’est plus le printemps
« C’est un autre temps »
Le temps de la folie
De la haine
Quand on tue les poètes
Au nom des prophètes
L’univers pleure
C’est le temps de la barbarie
Mais, cher Ashraf
N’aie pas peur
Ame, corps, cœur, esprit, rêves, désirs
Fibre par fibre
Rien n’est plus urgent maintenant
Que toi
Cœur, chair, de la poésie
Shiʿr شعر
Cher poète
al-shā’ir
Homme libre
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
جائزة أشرف فيّاض
نجوان درويش



في مطلع أيار/ مايو 2014 قامت جائزة عربية تحمل اسم حاكم عربي راحل بمنح جائزة "شخصية العام الثقافية" إلى ملك عربي لم ينسب له أي تأليف أو إنتاج ثقافي، وقبلها بعام كانت قد منحتها لـ"شيخ الأزهر".

وإذ طالما طرد الحكّامُ الشخصيات الثقافية، بطرق وسياقات مختلفة، من بينها الجوائز بالمناسبة (فهي أداة استتباع وطرد في آن)؛ لكن تلك الجائزة الممنوحة باسم حاكم راحل إلى حاكم في سدّة الحكم وقتها، تعدّ سابقة في إلغاء صورة المثقف حتى كموضوع لتفضُّل أولي الأمر.

أي "توسّع" أو خرق في المفهوم الغرامشي للمثقف يمكن أن يصير معه أي حاكم عربي، شخصية العام الثقافية؟ تلك القصة لم يجر الوقوف عندها، وجرى بلعها في ثقافتنا التي باتت تبلع كثيراً، سيما حين يتعلّق الأمر بجوائز سخيّة هي محط الأنظار.

لم نسق هذه المقدمة لإعلان موقف متأخر، فالكثير مما يحدث في الثقافة العربية منذ سنوات يدخل في باب الكوميديا السوداء والهزل الكئيب ولا يستحق غالباً التعقيب عليه.

لكننا نسوق ما سبق للحديث عن شخصية العام الثقافية في 2015 وهي في تقديرنا الشاعر والفنان الفلسطيني أشرف فياض، الذي لا نرى "الحكم عليه" بالإعدام إلا تمثيلاً رمزياً لـ"الحكم" على ثقافة كاملة بالموت.

دعونا إذاً نحتفل بأشرف، شخصية عامنا الثقافي، في وجه ومواجهة كل ما تعرفونه.



* العربي الجديد
 
قصيدة للشاعر اللبنانيّ جوزيف دعبول



* إلى كل شاعرٍ مدانٍ من قبلِ أصحابِ المناظيرِ الليليّةِ : الشمسُ فوقَ الليلِ يا سادة.
...
سطّروا تحت هذه "الكلمة":
ماء مرنٌ وفضفاضٌ يتسّع للجميع.
وسطّروا تحت هذه:
الصحراء القاحلة.
والرابط هي " الكلمة".
متى زار العقل خلايانا الميتة؟!
في الصحراء انهدام وحطام،
سفنٌ تمشي على وهمها وأيادٍ تقطفُ وهمَ الفاكهة،
*هاه إنها الجنة،
-الجنة المجتزأة من زئير الأخ القاتل والأخ المقتول وما بينهما رائحة شواء وعواء منقطع النظير،
*ولا جنة إذاً؟!
اركضْ نحو ما لاحَ لك من مملكةِ السراب
عوّد نظركَ على ريشِ الطواويسِ المستسرّةِ في الأسرّة
والجنسِ والشراب.
والكتابُ كتابُكَ لكنه مرميّ في حوضِ الخلاء.
كم كتاباً لديك أيها الطاووس وبمَ تقرأ :
بعضوكِ أم بالعقلِ الذي يعدّد خلاياه القتيلة؟!.
ويقول شاعرٌ :
أنا لم أقلْ ما قلتم
ولي أصدقاءٌ كثرٌ في الأرضِ وفي السماء
وعندما قلتُ ما قلتُ كنتُ استحمّ في جداولَ مرفوعةٍ على أيادي العقولِ الحيّة.
هل رأيتم منارةًً في الغربِ أو في الشرق
وهل رأيتم خيمةًً تطوفُ بالأرواحِ البيضِ؟!
في كلّ معنى معنى
وفي كلّ كلمةٍ آلافُ الكلمات،
لا الأبجدية بمستطاعها أن تنيركم
ولا الرموزُ،
ولي في كل رمزٍ منارةٌ وبحرٌ يطوف ، لا تقارنوا بين الدود العفنِ وبين اخضرارِ الإله،
هي الأهلّة وأنا سادرٌ في كل الاتجاهات
أبحث عني وعنكم،
ولا ألقاني إلا بين المدنِ الضالعةِ بالأفكارِ المولّدة.
سؤالٌ: كيف تستطيعون النومَ بين الجدران؟
ها الشوارع ها الشطآن والأرصفة وأيادي الصبايا والأمهات ورائحة القهوة المريمية وعناق مرجان البحار لمرجانات البر،
والرقص على حفاف البوح ، وتنشيط المقولات عن الجميل بلغة الواقع المرهون للصعاليك السحرة،
من يدي أطلق ألف عصفور وحمامة بيضاء تحط على مناقير النسورِ وتقودها صوبَ الواحاتِ
ومن فمي أزمنةُ الحروفِ أصقلها بلساني البليغ.
*كم كتاباً قرأتَ؟
-قرأتُ الجنان كلّها وأعلمُ من أين تنبعُ الجذور.
على شبه الممالكِ التي تضمّكم ديدانٌ سودٌ وثعالبُ وكلابٌ تسعّرُ النارَ في النارَ ولا ضوءٌ يُهدي
وثيابكم البيض لا تخفي عوراتكم وهياكلكم العظمية المتفحّمة من جراء الخورِ والخوار
وانتظامُ ليلكم ونهاركم
وهل قطفتم يوماً قمراً وعلّقتموه مكان جماجمكم
وهل جمعتم الشمس الصفراء الحمراء البيضاء بين أياديكم ورششتموها في سماوات خلاياكم اليابسة؟!
ها يتصاعد صوت الأوبرا في منتصف الليل في منتصف النهار
وأنا أنصت بكليّتي
وأنتم تصمّون آذان البرق والرعد عن المطر.
سطّروا أيضاً تحت هذه "الكلمة"
من أنتم ومن أنا؟!
وحولي آلاف الموسيّات، وسافو تراقص أفعاي وتنتفض أشجاري بألحان الرعاة.
أيها المتفائلون بالفراغ،
لقد امتلأتُ أنا بمقاهي الوجود وأقاحه وأحببت دفقََ الحرفِ من الحرفِ
(البيانات في الداخل ولن تسبروا غورها)
معلقاً على مصابيح الشوارع الممتلئةِ بالأممِ.
ولا أمّةَ لي،
حرفٌ وقلمٌ وورقةٌ ومزاميري من حواة الأنهرِ والضفافِ المزهرة
وكلما قرأتُ كتاباً كتبتُ آخر، وأعلم أني سأظلّ مسافراً ولن تسبقوني إلى موعد الرفاق.
نهارٌ ليلٌ وليلٌ نهارٌ وأنا أندهُ الجبال إليّ بعكس ما تقرأون.
وإلى كمّ من ثلجٍ ماطرٍ تحتاجون؟!
هنا الضباب الملوّن يرفعني
والرفاق يصفّقون
وسأهتم بقمة السماء كثيراً لكنني أحب الأرضَ أكثر.
افتحوا أبوابَ شبهِ الممالكِ على المدائنِ "أصحابِ" السيادة.
أنا الذئبُ الذي أحبّه القمرُ فلمَ لمْ تحبّوني
( اصعدي أيتها الأجنحةُ بالكتابِ الذي لا يمسّهُ إلا المتطّهرون).
كم الساعةُ الآن؟!
لقد حانََ موعدُ صلاتي،
ولكم صلاتُكم ولي صلاتي.
النرجسُ: هل تحققتم من رائحةِ العطرِ المميّزة؟!
(المقهى الآنَ بانتظاري وسأبدأ الكتابةَ من جديد.)
...
زينون؟ هل سمعتَ النبأَ الأخير؟!
نعم نعم. وكنتُ أظنُّ لذّةَ العقلِ هي الغالبة.
سقراط؟ سأقرأُ محاكمتكَ من جديدٍ
نعم نعم. افعلْ ذلك:
إني أرى الجموعَ تقرأُ محاكمتكَ أيضاً!
وتمتشقُ الأضواءَ
لتحتفلَ بالأبجديّةِ الجديدةِ.

.
 
الشِّعرُ سَماءُ الشُّعَراءِ
عبد الله بن ناجي/ المغرب

* (إلى الشاعر أشرف فياض)


اَلشُّعَراءُ الْيَتامَى أَجْراسُ قَصائِدِهم تُحيطُ بها النَّوازِلُ
أَزْهارُ قُرَيْشٍ لا تُزْهِرُ
على أعتابها جمرُ المشانقِ تغلي عليهِ المَراجِلُ
لا زهرَ تفوحُ من ثنايا حرائقِهِ الحروفُ لا عطرَ يَنتشرُ
اَلموتُ إلى الشعرِ أقربُ منكِ يا حياةُ إليَّ
ضُمي يديَّ يَدايَ عسايَ لا أنتهي
على أعتابِ البيتِ نِعالُهُم تَنْهالُ عليّ
غُصَّةً في الحلقِ تقرعُ النايَ مُنايَ أَلْقَى وجهاً يُرافقني
أسألُ السَّيافَ: متى؟ يَسألُني: كيف؟
أخافُ إنْ مالتْ عليَّ المَنايا بلا وهجٍ
في الريحِ خلفَ سنابكِ الخيلِ في الليلِ
لا قصيدةَ لي يُضيءُ مَجازاتِها المَطرُ
خيامُ قُريشٍ أَضْنَى حِبالَها الفيضُ
فاضَ بهِ الشعرُ والشجرُ
أسمعُ القصيدةَ أنتظرُ الموتَ يأتي بهِ الخبرُ
ألتمسُ مَلْمَسَ الأناملِ تُلامسها السماءُ
تَملأُ الشمسُ قصائدَ الشعراءِ بالهواء
يشيخُ الموتُ بدماءِ الغرباءِ لأجلِ الهَباء
فارِقيني
بحبالِ المشانِقِ
عانِقيني بلا خنجرٍ في القلب
سيفُ مودّتي شغَفٌ
سيفُ محبّتي شرَفٌ
سيفُ سيفي حرْفٌ
سيفُ حرفي قَصْفُ الخِيامِ بالسّلام
فلسطينُ شَتاتُنا شِتاؤنا الطويلُ صباحُكَ
صَهْوَةُ فُرْسانِكَ قَصائِدُكَ
لَوْما رحلتَ ما مَدَّ الموتُ يَدَهُ إليكَ
رصاصةٌ
من عَدُوِّكَ أهونُ من حِبالِ صديقكَ
تنالُ من وَهجِ حُروفكَ
آثارُ قوافلِ الأمراء
سُفُنٌ تَجري بلا شرائعَ تدفعُ الموتَ عن الشّعراء
الحرفُ عَدُوُّ الموتِ الأوَّلُ
حِبالُ المشانقِ لا تَحْنو تَعْدُو خلفَ قَصائدِنا
ليتَ أشرفَ العدوُّ ليس العدوَّ أشرفُ
الشِّعرُ مسيرةُ الشّعراء
جَناحا يَمامةٍ في المنامةِ
ريشةُ رَسّامٍ يسيرُ خلفَ خُطى المَودّةِ
الشِّعرُ مَيتمُ الشّعراء
ليسَ في الشِّعرِ بأسٌ
البأسُ حياةٌ بلا شِعْرٍ يُظلِّلُني
بلا فأسٍ يَحفرُ خلفَ صحراءِ اليأسِ
عَنْ أغنيةٍ للأصيلِ حينَ يشتعلُ المَدَى قمراً
يَفيضُ الكأسُ بلا شِعرٍ يفيضُ بالكأسِ القَصيدُ
الشِّعرُ صديقُ العالمِ الوحيدُ
لا شيخَ في الشِّعرِ عدوُّهُ المُريدُ
الشِّعرُ سماءُ الشِّعرِ للشُّعراء
أنامُ بين حُروفِ الْهِجَاء
قافٌ تَقُودُني إليَّ
صادٌ تَصيدُ معي الأسماكَ في النَّهرِ
ياءٌ تَخيطُ يَدَيَّ بالحِنّاء
دالٌ تَمُدُّ لِي مُنْجِدَ الأحلامِ حينَ أنام
تاءٌ تُرابِطُ معي لياليَ الشِّتاءِ في العَراء
الشِّعرُ مَربِطُ الشّعراء
للأمهاتِ في الشِّعرِ النَّصيبُ الأوفرُ
هل رأيتَ حليبَ الأمهاتِ بلا قصائدَ في البَياض
بلا شِعرٍ تَضُمُّ الأمَّهاتُ الوليدَ بلا وَهجٍ
الشِّعرُ وَهجُ الحياةِ صَيْفاً تُراقِصُ شُموسَه الكلماتُ
الشِّعرُ مِصْيَدَةُ الشُّعراء
يَراعُ الموتِ يتَعَقّبُهُ الشِّعرُ
مِنهُ أعْصِرُ الماءَ بينَ أصابِعي
أراوغُ الموتَ بِالهَواء..


27/11/ 2015

.
 
أَعدِمُوا الشَّاعرَ
حمدي الجزَّار


* إلى اشرف فياض

(1)

أَعدِمُوا الشَّاعرَ فقَد تَجَاوزَ كُلَّ حَدٍ
اذبَحُوه بسَيفٍ عَتيقٍ
مَنقُوعًا فِي السُّمِ
أَيامًا وشُهورًا وقُرُونًا
ضَعُوه فِي يدِ الجَبلِ الصَارمِ
وفِي يَدِ العَبدِ الأَشرمِ
هَاتُوا الشَّاعرَ وغُلّوه
أَعطُوه لطَاهرِ اليدِ
لِمَنْ بَيدهِ الأَصفَادُ
والأَوتَادُ وحَبسُ النَفسِ
وعِنْ يَمينهِ ضَعُوا جَليلَ الذَقنِ
كِي يُلقِنَهُ الشهَادةَ
فَمن دُونِهَا لاَ يَصحُ قَتلٌ.
( (2

هَا هُو يَتقَدمُ
بَينَ الجَليلَيْن مَحْشوُرًا
نَحِيلاً
خَفيفًا
وَدِيعًا
كَطفلٍ بينَ يَديّ أُمّ
الشَّاعرُ خَفيفُ الوَزن
لاَ يَأكلُ اللَّحمَ
الشَّاعرُ مُنتصِبُ الظَهرِ
وشَاردُ الوَجْه
يَحدُ بَصرَه
فِي الفَرَاغِ
أَمَامَه
فِي طَريقِه للذَّبْحِ
تُخَايلهُ قَصيدةٌ
الجَبلُ الصَارمُ عَن يَسارِه
زَادَ فِي الغِلّظةِ وغَلقِ القَيّد
والشيخُ عَن يَمينهِ
مَشغولٌ بَالتسّبيحِ
بَالتَهليلِ وبَالتَكبيرِ
فِي السّرِ
لمْ َتَبقَ سِوَى خُطواتٍ
الشَّاعرُ لاَ يَخشَى المُوتَ
فَقد مَاتَ مِنْ قَبلٍ مَرةً
مَرَاتٍ
ومَرَاتٍ
ثمَّ عَادَ
الشَّاعرُ لاَ يُحبُ الدّمَ
ولاَ يَمقتُ أَكثرَ مِن القَهرِ
الشَّاعرُ لاَ يُحْنِي الهَامةَ
تحْت وَجْهِ السّيفِ
يَدَّخرُ الخَفضَ لجَميلةٍ
وَراءَه
تَبْكِي فِراقَه
وتَلطمُ الخَدَّ
يَدَّخرُ الخَفْضَ لأَطفَالِ الرَّبِ
ولمَنْ يَأَكلُون
مِنْ عَرقِ اليَد
ولمْ يُحْنِ هَامَتَهُ للسّيفِ
مِنْ قَبْل
الشَّاعرُ حَزينٌ
مِنْ مَشّهدِ السّفكِ
الآن
يَقُولُ فِي نَفسهِ
فَقْط لَو
لَو فَكُوا قَليلاً القيدَ
رُبمَا تَأتِي
القَصيدةُ
وأَحفظُهَا
رُبمَا تُفيدُ كَتَمتَمةٍ
وأَنَا تحْت السّيفِ
خُسَارَة
كُنتُ أُريدُ أَنْ أَقُولَ فِيهَا
إِنَّ الله هُو الحُبُ
خُسَارة
لنْ يَسمعهَا أَحدٌ مِنْ أَهلِ الأَرْضِ.

(3)

هيَّا
قَدمُوه قُدمُوه
هَاتُوهُ إِليَّ
أَنَا أَمْهرُ قَاطِع رَأَسٍ
هيَّا يَا بُنيَ الشَّاعِر
فَمنْ ذَلكَ لاَ مَفَر
مِن يدِي لاَ مَفَر
مِنْ سَيفِي لاَ مَفَر
هيَّا هيَّا
وُجهُ العَدلِ
وَجهُ المُطلقِ
وُجهُ الغَاضبِ
يُريدُ الثَّأَر.
(4)

أَبدًا لَنْ يَكُون
قَدّمُوه فِي الأَصْفَادِ
إِلىَّ أَنَا
قدّمُوُه
أَنَا أَمْهرُ مَنْ يَجِزُّ الرَأسَ
دُونَ إِرَاقةِ دَمّ!
أَنَا حَامِي السّمَاء
والأَرْض
أنَا نَارُهَا فِي وُجهِ الكُفْرِ
أَنَا مِنْ نُعُومةِ أَظْفَارِي
أَكْرَهُ الشُّعَرَاء
وأُغَردُ مِنْ أَجلِ الفِقْه.

(5)

تَقدَّمْ يَا بُنّي
اخِفضْ رَأَسكَ
تَحتَ السيّفِ
أَعِدُكَ بِضَربةٍ وَاحدةٍ
شَافَية
لحْظَة
وأُرِسلكَ إِلى الفِردَوْس.

6))

الشَّاعرُ للسَّماءِ رَفعَ الرَأَس
ولمُ يُحْنهَا
أَبدًا
تَحتَ السيّف
كمَا قُلتُ
الشَّاعرُ مِنْ قَبل مَاتَ
مَرةً ومَراتٍ
ومُنذُ أَزْمَانٍ
لمْ يَعدْ خَوفُهُ المَوُت
الشَّاعرُ وُحدَه
ذَهبَ وعَادَ
ولمَّا أَرّقَه الشوقُ
وفَاضَ بِه الوَجدُ
تغَنَّى بالشَّمس
عِندَ أُذنيّ الزَّهْر
لَلأَزْهَارِ كَتبَ القَصِيدةَ
لَمْ يَأَثمْ لمَّا حَملَ الكَلِمةَ
لأَهلِ الأَرْضِ
هَاتُوُه
فَاشنُقُوه
واذَّبَحُوه
واحْرِقُوه
لعلَّ العَدلَ يَهبطُ
علَى الأَرْضِ
لَعلَّ النَّاسَ يَبقُوا بِلاَ إِثّمٍ
لَعلَّ شَرِيعةَ الرَّبِ علَى الأَرضْ
تَسكنُ وتَحلُ
ولَعلَّ السّيدَ
الأَبَ
ولَعلَّ الشَّاعرَ
يَشفَى
ويَرتَاحُ
يَحيَا فِينَا
وفِي القُلُوبِ يَحلُ
لَلأَبدِ يَخلدُ
ويَبقَى فِي تَمامِ العِزّ
وليَحيَا فِينَا
مَعشُوقًا..
مَعشُوقَا وإِلهًا.

ليلة 21نوفمبر 2015
 
لا تقتلوا فياض
ناصر النوبي
***

لا تقتلوا فياض يا اهل الرياض
يا اصحاب لغة الضاد
انا بعيد عن مقاصلكم بوادى النيل
اكفر بالله فى اليوم مرتين
وفى الليل انظر الى السماء
وارى النجوم تضحك معى
وتطلب منى ان اتوب
وابتسم لها
وانظر فوقها الى السماء
الى الكواكب المهجورة
المسكونة بالغازات الخاملة
يحدثنى عطارد والمريخ
لماذا تقتلون القصيدة
وتذبحون شاعرا ذبحا حلالا بأسم الله
تبارك الله بيده الملك )
الذى خلق الموت والحياة)
كيف تستعجلون الموت
عشنا فى كواكبنا بلا خطيئة بلا معصية
وحقت علينا لعنة الدوران فى الفراغ
الا تعرفون ان الخطيئة هى نعمة الحياة
هل كفر والحد فياض بكم ام بالله؟!
انا بوادى النيل اكفر بكم
ولا تستطيع مقاصلكم ان تنال منى
ولن احج الى بيت الله
ولن اذهب الى المدينة
مادامت ارض الله واسعة
ابنى كعبتى
وبيتا لله فى خيالى
معصيتى هى نجاتى
خطيئتى هى ملاذى
اكفر به فى اليوم مرتين وهو فى قلبى
الومه كثيرا
اغضب منه كثيرا
ويسامحنى ويعفو عنى
واكفر به فلا يقتلنى او يعذبنى
يفتح لى ابواب النور
ومن عفا واصلح فأجره على الله
ومن كفر بى احبه اكثر منكم
ان الله يحب التوابين)
لا تقتلوا فياض بأسم الله
الله منكم براءة فهو البديع
الذى خلق لفياض قلبا
واحساسا ولسانا عربيا يابنى عبد الوهاب
لا تقتلوا الشعراء يالغة الضاد
الحرية لفياض
والمجد لله وللشعر والقصيدة
 
قصيدة ليس لها إله:
محمد بنميلود

* إهداء: إلى أشرف فياض

إن الشعراء يحبونك
أكثر مما يحبك الأنبياء
وأكثر مما يحبك الفقهاء
يا الله
لذلك يغضبون منك
يثأرون منك في قصيدة ليس لها إله
ويذهبون
وحيدين
يهجرونك سنوات طويلة
وكل ما تفعله في غيابهم
هو البكاء فوق الحقول وأدخنة المصانع والقلاع المهجورة
بأمطار بلا نهاية

الشعراء أطفالك
الذين كسروا الألعاب
ورفضوا العشاء
وقلبوا الموائد
ونامو باكرا
بأحذية الرحيل الباكر في أقدامهم

وأنت
من سماواتك العالية
من سحابك الأبيض الناصع
ونجومك
وجنتك
وتفاحك السحري
وجحيمك الكبير
تظل تراضيهم
غير حافل بالأنبياء والفقهاء
وبلمعان الماس في تيجان السلاطين
أنت صديق الوحيدين
لأنك وحيد
صديق الذين ضاعوا والذين سيضيعون
تحزن لحزن شاعر
فتنكس أعلام الكون ثلاثة أيام
وكل يوم من أيامك
آلاف مما نعد

الأنبياء والفقهاء يغارون من ذلك
فيقتلون الشعراء الوسيمين
باسمك


.
 
أيها الملحد
محمد علوش

* ( إلى أشرف فياض )



ملحدٌ أنت
إن بصقت بوجه الأمير
ملحدٌ أنت
إن جاهرت بحزنك
أو شققت رغيفك
عن قلبك المطير
ملحدٌ أنت
إن أطلقت على وهم الوراقين
مقام الحقيقة
إن أدرت ظهرك للمداحين
إن صرت ندا للخليفة الجديد
إن أسرجت البحر
حصاناً في صهيل الزنود
إن غرزت يديك في عين جرحك العتيق
وفتحت عباءة روحك للريح
ملحدٌ أنت
وان صرت حماماً زاجلاً
تمتهن الحزن
ترسم أشرعة الصباح ،
بريشة الوجع المدمى
تقتلع بأظافرك حنظل هذا الرمل الأعمى
تتمرد في وجه الظلمة
ملحدٌ أنت
وكم نبيلٌ إلحادك
في وجه الغرابة
ومقارعة الجهلاء
إذ هموا بالحرابة
ما أجمل إلحادك بالعتمة الأزلية .

.
 
مهدي النفري
أسمع المطر كأنه قلبي


* الى اشرف فياض




ثمة فرقا كبيرا بين أن تصطاد عصفورا ميتا وبين أن تضع رأسك تحت صخرة تُكذِبُ فيها على نفسك وتقول إنها وطن/ هو مشهد صار يتكرر في رأسي كلما حاولت أن استدرج المطر إلى قلبي/ كأنني ارتب لهذه الأفكار طريدا أصنعه بيدي وأطلقه للريح ثم اجري امامه !!! ياللعجب انني افكر في الضحية/ لا ...... أبدا أفكر في الجلاد/ طوال النهار والليل وانا أحتضنه أريد له البقاء اطول في ذاكرتي/ ماعاد للضحية
***
من نافذة في بيتي/ اعرف جيدا إن هذه الصور تبدو مشوهة لديكم لكني أراها بوضوح أراها وجها لوجه أكاد أجزم لكم أنها تفترسني كل لحظة حتى لا تترك لي أثر لكني في لحظة النهاية اقف من جديد وأجري ورائي نعم أجري دون توقف حتى تعود عظامي ولحمي من جديد ثم أعيد الكرة مرة أخرى فاعود واقفا وجها لوجه امام الجلاد ويعود هو يفترسني مرة أخرى /اليوم فكرت بشي اخر فكرت في شبيه لي أسند اليه هذه الحرية وأكون أنا الضحية لاتخلص مني/ لكن كيف ؟ أنا أكره الضحية/ كلما تذكرت الضحايا كلما بدأت أرتعد ليس من الموت بل من النسيان/ فالجلاد يبقى دائم الحضور والضحية قبر من الوحدة والحزن وحيدا
 
صالح لبريني
بصيرة العصافير

* ( إلى الشاعر أشرف فياض في محنته )


هَذَا الْعَرَاءُ لِي
فِي صَحْرَاءِ اللَّيْل
حَيْثُ يَأْخُذونَ قَمَراً
سَاطِعاً فِي سَمَاءِ الْعَرَب
هُمْ يُحِبُّونَ صَدَاقَةَ الرَّمْل
وَيَطْرُدُونَ مِنَ الشَّجَرِ شَحَارِيرَ الْمَاء
خُضْرَةَ الْحَيَاة
يَرْتَدُونَ عَبَاءَةَ الْعَمَاءِ مَخَافَةَ النَّهَار
يَنْبُذُونَ بَصِيرَةَ الْعَصَافِيرِ
وَيَعْشَقُونَ سِيرَةَ النَّعَامَةِ
هَذَا الْحُزْنِ لِي
الطَّرِيقُ إِلَى اللَّهِ أَقْرَبُ لِي
مَحَبَّةُ الْحَقِّ سَبِيلِي إِلَى السَّالِكِينَ
سَمَاءَ الْبَوْحِ
الْقَانِتِينَ فِي عِشْقِ الطَّيْرِ
الْهَاجِدِينَ فِي مَحَارِيبِ الدَّهْشَة
هَذَا الْوَجَعُ لِي
فِي أُفُقِ الْمَدَى
أَرَى لَيْلَ الْعَشِيرَةِ
فِتْنَةَ الْخَرَابِ
مَوْتَ الْحُبِّ
فِي عَيْنَيْ بِلَادِي
وَأَنَا وَحِيدٌ
أَتْلُو كِتَابَ حُبِّي إِلَى اللَّه
وَأَشْهَدُ
أَنِّي عُصْفُورٌ أَكْرَهُ الْأَقْفَاصَ
وَأَعْشَقُ الْوَحِيدَ اللَّهَ
وَأَرْتَضِيهِ خَلِيلَ عَرَائِي
 
مايكل ماكلور
نفوس مسلمة كبيرة ..
ترجمة: نور الدين الزويتني


* إلى اشرف فياض



أيتها النفوس المسلمة الكبيرة
أشرف فياض
هو واحد منكم



افتحوا باب رحمتكم
عدلكم،
سماحتكم العظيمة



أشرف فياض
هو واحد منكم
أيتها النفوس المسلمة الكبيرة



شخص جدير بالفخر
على باب رحمتكم
باب عدلكم



سماحتكم العظيمة،
لطفُكُم زهرةُ الذهب
لأجل إنقاذه



افتحوا باب سماحتكم العظيمة،
كبرياؤه هو كبرياؤكم
وقد أحناه الروح



سماحتكم العظيمة
وقد أحناها الروح
ستنقذه فيكون



ستنقذ أشرف فياض
فيكون ابنا
للطف وكبرياء عدلكم



شعراء كل العصور
الفخورون البسطاء
يتوسلون نفوس المسلمين الكبيرة



جميعهم يطلبون الرحمة، العدل،
اللطف لأشرف فياض
دعوا بسمة العدل تفيض



على هذا الشاعر
بقلب سمح
جدير بنفس مسلمة كبيرة

………………..
 
قصيدة للشاعرة الكندية راتشيل روز الى فياض

Poem for Ashraf

*****
Rachel Rose
***

Dear Ashraf, I write to you
from a room in my house not far from the sea
having learned recently of your imprisonment
and the death penalty. We don’t have time to waste
Ashraf, so let me call you my friend
though we might never meet in this world.
My friend in poetry, my friend the poet
who is now locked away.
Far from you my dreams are broken
in sadness at your fate.

I have a boat.

I have a boat I keep on a beach called Jericho
and for you, Ashraf, I will leave my boat
late tonight, when the city is sleeping,
and the moonlight has poured its molten gold
on the green depths of the sea.
Years ago, my father made this boat.
It can sail in a wind or be rowed through calm seas.
The oarlocks are polished brass.
My boat is made to carry one person
and that person will be you, poet.

This boat speaks no languages
cares nothing about politics.
It does what a boat does and nothing else.
It is waiting to carry you alone
into the endless ocean toward a shore
we can only imagine.

Your feet will get wet as you launch
the boat. You will shiver at your mysterious
fate. Soon you will pick up the oars
pull yourself through the spilled gilded light
into the compassionate, rustling night
 
عبد الله بن ناجي
الشِّعرُ سَماءُ الشُّعَراءِ

* (إلى الشاعر أشرف فياض)



اَلشُّعَراءُ الْيَتامَى أَجْراسُ قَصائِدِهم تُحيطُ بها النَّوازِلُ
أَزْهارُ قُرَيْشٍ لا تُزْهِرُ
على أعتابها جمرُ المشانقِ تغلي عليهِ المَراجِلُ
لا زهرَ تفوحُ من ثنايا حرائقِهِ الحروفُ لا عطرَ يَنتشرُ
اَلموتُ إلى الشعرِ أقربُ منكِ يا حياةُ إليَّ
ضُمي يديَّ يَدايَ عسايَ لا أنتهي
على أعتابِ البيتِ نِعالُهُم تَنْهالُ عليّ
غُصَّةً في الحلقِ تقرعُ النايَ مُنايَ أَلْقَى وجهاً يُرافقني
أسألُ السَّيافَ: متى؟ يَسألُني: كيف؟
أخافُ إنْ مالتْ عليَّ المَنايا بلا وهجٍ
في الريحِ خلفَ سنابكِ الخيلِ في الليلِ
لا قصيدةَ لي يُضيءُ مَجازاتِها المَطرُ
خيامُ قُريشٍ أَضْنَى حِبالَها الفيضُ
فاضَ بهِ الشعرُ والشجرُ
أسمعُ القصيدةَ أنتظرُ الموتَ يأتي بهِ الخبرُ
ألتمسُ مَلْمَسَ الأناملِ تُلامسها السماءُ
تَملأُ الشمسُ قصائدَ الشعراءِ بالهواء
يشيخُ الموتُ بدماءِ الغرباءِ لأجلِ الهَباء
فارِقيني
بحبالِ المشانِقِ
عانِقيني بلا خنجرٍ في القلب
سيفُ مودّتي شغَفٌ
سيفُ محبّتي شرَفٌ
سيفُ سيفي حرْفٌ
سيفُ حرفي قَصْفُ الخِيامِ بالسّلام
فلسطينُ شَتاتُنا شِتاؤنا الطويلُ صباحُكَ
صَهْوَةُ فُرْسانِكَ قَصائِدُكَ
لَوْما رحلتَ ما مَدَّ الموتُ يَدَهُ إليكَ
رصاصةٌ
من عَدُوِّكَ أهونُ من حِبالِ صديقكَ
تنالُ من وَهجِ حُروفكَ
آثارُ قوافلِ الأمراء
سُفُنٌ تَجري بلا شرائعَ تدفعُ الموتَ عن الشّعراء
الحرفُ عَدُوُّ الموتِ الأوَّلُ
حِبالُ المشانقِ لا تَحْنو تَعْدُو خلفَ قَصائدِنا
ليتَ أشرفَ العدوُّ ليس العدوَّ أشرفُ
الشِّعرُ مسيرةُ الشّعراء
جَناحا يَمامةٍ في المنامةِ
ريشةُ رَسّامٍ يسيرُ خلفَ خُطى المَودّةِ
الشِّعرُ مَيتمُ الشّعراء
ليسَ في الشِّعرِ بأسٌ
البأسُ حياةٌ بلا شِعْرٍ يُظلِّلُني
بلا فأسٍ يَحفرُ خلفَ صحراءِ اليأسِ
عَنْ أغنيةٍ للأصيلِ حينَ يشتعلُ المَدَى قمراً
يَفيضُ الكأسُ بلا شِعرٍ يفيضُ بالكأسِ القَصيدُ
الشِّعرُ صديقُ العالمِ الوحيدُ
لا شيخَ في الشِّعرِ عدوُّهُ المُريدُ
الشِّعرُ سماءُ الشِّعرِ للشُّعراء
أنامُ بين حُروفِ الْهِجَاء
قافٌ تَقُودُني إليَّ
صادٌ تَصيدُ معي الأسماكَ في النَّهرِ
ياءٌ تَخيطُ يَدَيَّ بالحِنّاء
دالٌ تَمُدُّ لِي مُنْجِدَ الأحلامِ حينَ أنام
تاءٌ تُرابِطُ معي لياليَ الشِّتاءِ في العَراء
الشِّعرُ مَربِطُ الشّعراء
للأمهاتِ في الشِّعرِ النَّصيبُ الأوفرُ
هل رأيتَ حليبَ الأمهاتِ بلا قصائدَ في البَياض
بلا شِعرٍ تَضُمُّ الأمَّهاتُ الوليدَ بلا وَهجٍ
الشِّعرُ وَهجُ الحياةِ صَيْفاً تُراقِصُ شُموسَه الكلماتُ
الشِّعرُ مِصْيَدَةُ الشُّعراء
يَراعُ الموتِ يتَعَقّبُهُ الشِّعرُ
مِنهُ أعْصِرُ الماءَ بينَ أصابِعي
أراوغُ الموتَ بِالهَواء..


27/11/ 2015

* عبد الله بن ناجي/ المغرب
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى