بيارو كرم - الخيال الإيروتيكي

عنصرٌ مهمٌ لكونه يكشف عن الرموز الجنسية المنطبعة في ذهن شخص ما وصورته عن نفسه وفي آلية تفكيره. وبشكل عام يُمثّل الخيال الإيروتيكي كل ما يمكن للشخص أن يحلم به ويتخيّله ويؤدّي إلى إطلاق شرارة إثارته الجنسية. مضمون هذا الخيال قد يتّخذ شكل فكرةٍ سريعة أو مشهدٍ عابر أو سيناريوهات مُختلفة على درجات متفاوتة من التعقيد.

قد يكون هذا المضمون تطفّلي، فضولي، إقتحامي أو تقبّلي ومنفتح يطغى عليه طابعٌ عاطفي أو تناسلي. يجد الشخص نفسه يلعب دور الممثّل أو المشاهد، كما قد يُشارك جنسياً أو لا يشارك. وتُقاس صحة الخيال الجنسي من خلال غنى السيناريوهات ودرجة تعقيدها وتطوّرها وعلاقة الشخص المعني مع رجولته و/أو أنوثته.

علاقة مباشرة تربط الخيال الإيروتيكي مع نمط الإثارة الجنسية. بعض الأنماط المحدودة والمقيدة قلّ ما تسمح بوضع سيناريوهات غنية في الخيال لأن على الشخص أن يُرّكز على إحاسيسه على مستوى أعضائه التناسلية بالتحديد لكي يحفّز ويزيد من إثارته الجنسية. فيما تُفسح أنماط أخرى مجالاً أكبر لظهور سيناريوهات إيروتيكية غنيّة في تركيباتها. بمعنى آخر؛ يُمكننا الإستطراد وتوسيع مجال ونطاق خيالنا الإيروتيكي من خلال تغيير وتعديل نمط إثارتنا الجنسية.

رموز ونظم الإنجذاب الجنسي: نظامنا النفسي ومفاهيمنا العقلانية تُحدّد أنماط الإغراء الجنسي لدينا وتؤدي إلى إطلاق شرارة ردّة فعلنا المُحفّزة لإثارتنا. ومن هذا المُنطلق، فهي تُشكّل مصدراً مهماً لإثارتنا الجنسية. قد يطغى الطابع العاطفي أي الحُبّ على أنماط الجاذبية الجنسية هذه فيكون إهتمامنا موجّهاً بشكلٍ أكبر إلى الخصائص الجسدية أو الشخصية التي ترتبط بالصفات التي نبحث عنها في الشريك الذي نُحبّ. كما قد يطغى الطابع التناسلي على هذه الأنماط بحيث يكون إهتمامنا أكثر توجّهاً نحو خصائص وميزات ذات صلة مُباشرة أو تشير مُباشرةً إلى الأعضاء التناسلية.

يختلف سجل أنماط الإنجذاب الجنسي من شخص إلى آخر وقد يكون محدّداً أو محدوداً أو حصرياً كما هو الحال لدى المولعين جنسياً بأشياء/أغراض/أمور(fé tichistes). أما في ما يختصّ بالصحة الجنسية؛ على أنماط الإنجذاب الجنسي أن تكون على درجة كافية من التنوّع بحيث تسمح للشخص بإضفاء طابع إيروتيكي على الحميمية وعلى الأعضاء التناسلية في آنٍ واحد.


* الدكتور بيارو كرم
الخيال الإيروتيكي

.
karl-schmidt-rottluff-jeune-femme-au-miroir
صورة مفقودة


.
 
أعلى