ملف حول محاكمة مهدي موسوي وفاطمة اختصاري

محاكمات الأدب:
خنجر في ظهري، لُعبة الكلمة!: مهدي موسوي
ترجمة الشاعر المصري محمد عيد إبراهيم


أصدرت المحكمة الإسلامية في طهران حكما بسجن كل من الشاعر مهدي موسوي وفاطمة اختصاري لأحد عشر عاما، والضرب بالعصا 99 مرة على مرأى من الناس بتهمة تقويض أمن البلاد.
فيما يلي ترجمة عربية لقصائد مهدي الموسوي ووقائع المحاكمة وكلمتين لعلي الخامنئي مرشد الثورة الإسلامية والذي يحدد من خلالها للشاعر وظيفته ومضامين وأركان شعره تجاه الثورة.


منقول

1446486330169916400.jpg
 
مهدي موسوي
خنجر في ظهري، لُعبة الكلمة!
ت: محمد عيد إبراهيم



الملائكُ تنتحرُ 1

أتسمَحين أن أنطقَ اسمَكِ؟
أنسلخَ عن عواطفِ رجُلٍ سالفةٍ؟
أتسمَحين، هل، أن أحبّ، أرفعَ روحي
لأطويها ضمنَ راحَتَيكِ المُبلّلتَين بالعَرَق؟
لأعودَ طفلاً، من جديدٍ، صارخاً من غيرِ عُذرٍ،
أرمي الأحجارَ، ثانيةً، على سِربٍ من الطيرِ.
أتشكّلُ قصيدةً، من جديدٍ، بركنِ غرفتي العَبوسِ،
أم، لا! أتّصلَ بكِ هاتفياً.
أُقعي هناكَ مع فستانِ زفافكِ وهو مُبلّلٌ،
لا يزالُ ينتظرني أن أُجري المكالمةَ.
أما فصولُ حياتكِ الأولى،
فأنّى لي أن أقُصّ آخرَ الحكايةِ؟
لقد عُدتِ، من جديدٍ، إليّ، لكي أحبكِ،
وأنا، يا حبيبي، لم يعد لي الحقّ أن أنسَحِبَ!


الملائكُ تنتحرُ 2

جنبَ النافذةِ، ثمةَ مَن يَرقُب حياتَه وهي تنفَضُّ.
الزّهو يُرِيني سُلطانَه.
أهوَ المَحاقُ؟ شمسُ منتَصفِ النهارِ، كئيبةٌ،
توفِد مواساتِها للسماءِ.
أرثي لنفسي قليلاً، لو وَهَبَتني
عبثيةُ عالمكَ الفرصةَ.
يقمَعني الزمانُ تحتَ قدمَيهِ،
ودائماً، يرهنُ دَوري للآخرين.
رفعَ الولدُ الشَفرةَ، شَقّرُسغَه،
بينما واصلَ أبوهُ إطعامَ طفلهِ المتَخيَّلِ.
ثم وقعَ الزلزالُ، فانفتَحَت عيناي
لتريا مَن كانَ يهزّني في المنامِ.



.
 
مهدي موسوي
الطائر الصغير ليس طائراً ولا صغيراً
ت: محمد عيد إبراهيم

أتسَمّرُ كالصّخرةِ، كي أتحدّى التَهشيمَ.
قد جَرفَتني الروافعُ بعيداً، الآنَ.
إلى معبودٍ لم نعُد نَعبدهُ.
كلّ علّةٍ تُفضي إلى عكسِها.
نأسَى على ماضٍ تبدّدَ، ننتظر
غداً على غِرارِ حَفرياتٍ.
عَفافي يدمّرني؛ وأصحابي والبلدَ؛
وإن دمّروني الآنَ، فلي أبياتُ شِعري.
مِلفٌّ منبوذٌ بأرشيفي أنا؛
فتعالْ اقرأني بعيداً عن هذا النصّ المَرصوفِ.
لم يكُن مطراً، معَ أن وَجهي مُبلّلٌ.
ولا عبءَ مطلوبٍ، بل خِنجرٌ في ظَهري.
كفاكَ التماسَ الأسماءِ، هي لُعبةُ الكِلمةِ الخؤونِ!
قابيلُ أيضاً، صاحبي، حملَ اسمَ "أخي".
من المَهدِ فصاعداً، والألمُ حليفُكَ.
صاحبُكَ الأوحدُ الوحيدُ، الألمُ حليفُكَ.
واستَحلتَ شاعراً، لقَطيعٍ من الأدنياءِ.
استَحلتَ شاعراً، ولا شِعرَ غيرُ الألم.

.
.
 
أعلى