جلال الدين السيوطى - صفة صاحب الذوق السليم

صاحب الذوق السليم من النساء
صينة، دينة، الجنة لها معينة، لينة المعاطف، قلبها من الله خائف، لا يتكلف بعلها ما لا يطيق، فهي من المؤمنات بتحقيق، ليست سخابة ولا كذابة، جفونها وسنة، وألفاظها حسنة، تفنع باللباب ولو كانت الخيشة لها جلباب، شفوقة، رفوقة، فهي نعمة وثيقة، تأكل من ماله بالمعروف، وذبح كل يوم خروف، لا تشكو بعلها للجيران، خائفة من النيران، نهارها صيام، وليلها قيام، ودينها تمام، كثيرة السكون، سوداء العيون، عاشقها مفتون، كيسة ظريفة، عفيفة شريفة، لطيفة نظيفة، لا تنقض العهود، قليلة الصدود، ناعمة الخدود، الملكين لها شهود، لاتسفر عن وجهها لغير بعلها، ولا تلين كلمتها إلا لأهلها، تزيد محاسنها بالعبادة، وتتخذ الخير عادة، داعية إلى الله أن تموت على الشهادة.

وضد ذلك المسلوبة الذوق من النساء
سخابة، سخاطة، حمرية، شرواطة، حرفوشة، عياطة، لا يصطلى لها بنار، وهي من الأشرار، تتمنحس وتغير، وزوجها معها كالأسير، تكلف زوجها م لا يطيق، فهي في جهنم بتحقيق، لا تقنع بالقليل، ولا تراعي في الأنام خليل، كثيرة الملل، ولو لبست حلة من الحلل، زرافية المعنى، فافهم هذا المعنى، ويعجبها كل من حصل، تكره الحلال، وتبدي له الضجر والملال، كثيرة الرفاق وتهوى السحاق، قال فيها بعض الحذاق:
شَيخَة الفُسقِِ والمغانِي جَميعاً ... حَللت فِي الحَرامِ ما لا يَجُوز
ساحقت طفلة، ولاطت وزنت كهلة، وقادت عجوز مكارة، عيارة، يركبها صغار الحارة، كأنها حمارة الراهب زرارة، نحسها معروف، وكم أنفق عليها من الألوف، حالها متلوف ولو ذبح لها كل يوم خروف.
فرحم الله امرأة تأملت هذه الخصال وجعلت بينها وبينها انفصال.

صاحبة الذوق السليم من الجواري
صحة وسلامة من كل عار، راشدة ورشيدة، مباركة وسعيدة، ناعمة ولذيذة، أحسن من حضر في المقام، تفتن الأنام حلوة وسمرة، زهرة خضرة، فهي لمن حصل بها طيبة وانشراح، كأنها نور الصباح، تعد من الملاح خود رداح، تصلح للنكاح، خصائلها ملاح، بها زاد المال كثيرة الاحتمال، ربيت في الدلال، يرى الخير بها والأعتدال وكيد الحسود، وسيدها عليها محسود، ناعمة الأكعاب، فهي من الأتراب، تهدي للأحباب من باعها خاب، ومن اشتراها أصاب، أحسن من غزال وأحلى من وصال، جوهرة يتيمة، هدوة كريمة، لها فنون وذوق، ولها زاد الشوق، أزكى من نيلوفر ونسرين وتفاحة وياسمين، فهي شمس الضحى، للملوك صالحة، وصل للحبيب، من عاش بها يطيب، أنعم من حرير فهي شفاء القلوب، لقاء المحبوب، بفن العود مشغولة ونقر الطار، فهي طرفة بين الجوار.

وضد ذلك المسلوبة الذوق من الجواري
لا صحة ولا سلامة، في كل عار، أفشر من فشار، تصلح لتصفية الأمزار ولسلخ جلد الفار، ولجمع الزبل والأقذار، وفي المعاصر لوقيد النار، بائعها عيار وشاربها حمار، سارقة هاربة، بالليل والنهار، لا راشدة ولا رشيدة، ولا مباركة ولا سعيدة، متعوسة، منكوسة، كأنها وجه جاموسة، صنانها فاح، معكوسة الصياح، لا يحصل بها طيبة ولا انشراح، إذا خرج خلقها تختنق بنتها، وأيضاً تقتل ستها، وتشتم سيدها بالسوداني، وتعاكسه في جميع ما يعاني، إن طلب منها زبدية، تجيئه بركوكية أنحس الجنوس. وتفهم المعكوس، ما تسوى أربع فلوس، ما يجيبها إلا قلس من القلوس، أو سحيتي منحوس، كثيرة الدمدمة، وأقبح ظلمة من أعوان الظلمة، لا هي نصرانية ولا يهودية ولا مسلمة، لو أقامت عند أستاذها عشر سنين، كانت تتحدث بالسين، كردوشة، منبوشة، سرموجة، برطوشة، ما تسوى قرقوشة، قحبة كورة، تربية النورة.

.

.
436x328_15218_228459.jpg
 
أعلى