جكو محمد - رحيل في ساعة متأخرة

رجل من هلام
و ثريا نُحاسية عتيقة الضوء
و محطة قِطارٍ سريع
على جانب كومة من راحلين
فصلٌ من روايةٍ تعتنق خلود الأوجه
على أرصفة الثلج المتناذر عن طبقاته
و فتاة من جليدٍ , خاصرتاها رصيف
محدد الفقه عن هطولات ليلها المفسد
تخبو على قناديلها خافتة البكاء
بدموعِ مجانينَ مرّوا من تحت كلماتها
ذاكَ هو الرحيل الأخير لها
و هي تنضوي على غيابٍ فاضح العنوان
ساعتها متأخرةُ الحياة إلا دقائق
عانقت فيها كل كلمات من تهافتوا
على مراجيح صمتها و أقوالها
بأنها لا سماء لحب و لا أرض لذي زرع
هو الهلامُ الغاغرُ في طروادته العتيقة
مخمور العظام و شاحب الحقيقة
يعتمرُ ألماً بكل ألوان التراب
و رماد صوته الضائع
رحيله كالح الخطوِ كأرجوحة خراب
في آخر الرواية يصهل القطار و يبقى
لتغادر الأرصفة أرواح لا صوت لها


===============
جكو محمد - بيروت


.

[SIZE=6]آنا مندييتا[/SIZE]
http://www.fobyaa.com/wp-content/uploads/2010/11/53.jpg
 
أعلى