قصة ايروتيكية عبد الباقي قربوعة - جَرَّةُ حَلمة

- تُرى أين هي ذاهبة بصدرها هذا المساء؟
لست وحدي من تساءل، المتكئون تحت الحائط كلهم، والجالسون على الرصيف، والعابرون إلى كل اتجاه.. الذاهبون والقادمون كلهم قالوا هذا.!!
طالما أن الموضوع لا يتعلق بهزة أرضية، فماذا تُصنف هذه الهزة وقد أحدثت في نفسي كل هذه الكارثة؟
أنا مع ما ذهب إليه الإمام جارنا بتحريم الكعب العالي، فلا أحد أدرك درجة هذا الاهتزاز، ولا أحد استطاع أن يحصي خسائري إلا هو.
جَرّةُ حلمتها وهي تحرر التقرير تكاد تمزق الفنيلّة البيضاء، ثم تناثرت خصلات شعرها فكانت بمثابة الفقرة التي تؤكد هلاكي، بعد مضيّها غدا ذلك الحائط الأغبر قبرا يشهد على حجم الكارثة التي هزت كياني.
من ثقب الباب
التحم وجهها بوجهه كأن القمر على حين عطش طلع عليه من دون الناس جميعا، وقع رمشها على رمشه، وأنفها على أنفه، ثم تسربت إلى فمه مُضغة حمراء تقطر بلعاب أعذب من العسل، تمص تارة وتبل عوده تارة أخرى، تفاقم من حوله شعرها وغمرته بما يشبه الليل، تعبت يداه تبحث عن مسام ليرى بصيصا من الضوء، مختنق هو يكاد يموت من اللذة.. أيقظته واستفاقت.. وكصحراء عطشى نظرت خلفها وراحت تهتف كمن يحكي حلما:
- مطر.. مطر.. مطر..
أخفت ارتواءها وعدلت من ثوبها، مسكت شعرها إلى الخلف ثم فتحت الباب.
من فرط انبهاري لم أقل شيئا وسألت بإشارة أصبعي؟ تلكعت في الإجابة: لا ليس بالداخل، بل هو موجود.. لا.. لا، دعني أرى أهو موجود أم لا.!!


* عن موقع الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان


.
w826b5v904snx0kk1as.jpg
 
أعلى