عبد المحسن يوسف - التي أجالت الذهول في مرايا الوادي

في "السادسة عشرة "منها عمرها ،
وقيل في السابعة ..
لها رائحة المسافرين القدامى ،
والمشتاقين الخلَّب /
والمحارات العابقة .

انهمرت أمام دارنا
وليمةً بريئة لوحوش التفاصيل
وجائبي التمائم ،
لكنها ربحت فتىً أزرق الكفين ،
يرشق الجبل بالبحر ،
والأعالي بعلامات الاستفهام ،
والطرائد بالحكايات .

ريفية الوجع هبطت ْ ،
لكأني بها وقد أخذ المنجل ُ
الكثير من نور يديها وهي
تقطف ما أينع من الذرة ،
وكأني بنورها وقد زاد شذى
وحريرية ... وبالمنجل
وقد انحاز لبياض معصميها
وطراوة الزرع .

هي سلوى ،
وهي ..........
وهي صاحبتي التي جاوزت
أسماؤها اللاحسنى المئة
ذات نص وزارني الجحيم بسببها.

أتذكر حاصدة "وردزورث "
وهي تغني في أطراف الحقل
وتصنع مآذن من النغم مثلما
أتذكرها وهي تطل من القصيدة
شقراء من غير اعتدال .

إنها كل النار ،
وكل الهواء ،
السديم والنتائج ،
العلل والفوضى ،
تلك التي تسيل بين أصابعي
دون أن يتقص منها شئ .

حين تجهش بالجهات لاتجدي
معها المقاييس /
وحين تصلي يبيض شعر أبيها
الشيخ الذي أدخل القليل الجنة
واخرج منهاالأكثر .
وحين تغفو تمسك نفسها الأزمنة
وتصغي لبهائها الشموس .

تدَّخر المقيمين للراحلين
والنظام للفوضى /
والتمهُّل للعجل ،
والرجال للنساء .

اختارتها جدتي لتفتح صنبور الدار
فقامت بالمهمة على أتم قلب /
أخذت الغلام إلى أبعد أغوارها
وحين أعادته ... أعادته يرفل بالصواب ،
ليتها لم تنجز المهمة وليتها لم ....

كلما تذكرتها تلك الفكرة العذراء
والنافذة اليتيمة ، تحبل المحارات
باللؤلؤ /
والقديسات بالمساجد ،
والأوطان بالثورات ،
والمرايا بالخدود النواظر
والأذهان بالقصائد ،
..........................
وكلما مر بخاطري اسمها
يسقط مني مغشياً عليه
نبي ٌ ضيعه قومه .



.
13887346667.jpg
 
أعلى