عبد المحسن يوسف - التي تداعب " جنرالي " الصغير .

ننام في الندى
ونسترخي في نجمة .
وفي فناء ٍ يعبقُ بالريحان ِ
والشيح ، وتينة ٍ واحدة .
نحطُّ رحالنا الصغيرة
وننجزُ مسراتنا الفريدة .


الأسرّةُ مجدولة ٌ
من سعف ٍ وأحلام ،
من حرائق الصبا
ورغبات ٍ في التفتّح الأول .


الأسرّة ُ مرايا متجاورة !


حين يهبط الليلُ
كعانس ٍ ضرير
يبلل الفُرُش
َ والشراشفَ
وأجسادَنا الناحلة .


بردٌ قليلٌ ،
ورطوبةٌ طاغية .
براءاتٌ باذخةٌ ،
وغواياتٌ تتربص .


في أسّرتنا الحافية ِ
نندسُّ عِشاءً
نعبثُ كما يليقُ بجرذان ٍ صغيرة
نتسامر ..
نتضاحكُ ..
ونملأ الفناءَ بالمرح العذب ِ
المرح الذي يفيض
ويتدفق في الدروب اللصيقة ِ الضيقة
ويتسلل على أطراف الأصابع ِ إلى بيوت الجيران .


كسنبلة ٍ ممتلئة ٍ
تهبطُ إلى مخادعنا صبيّةُ الندى .
تسترخي في الجوار ِ
وتندسُّ تحت الشرشف ِ المبتل
بنجمة ِ الليل ِ
وغيمة ِ الرغبات .


تضعُ جمرها كله
تحت أصابعي
وثمارها في فمي
وتمرّرُ يدي على جنتها تارة ً
وعلى جحيمها تارة ً أخرى .
وتقولُ لي :
ـ آنَ أن تتنزه ،
آنَ أن تحترق !


أتصببُ خجلا
أتصبب خوفا
أتصبب همسًا :
ـ مكشوفان نحن
للريحان ِ
للريح ِ
للشيح ِ
لليل ِ
وللرفاق ِ القليلين .


مكشوفان ..
لنوافذ مستريبة ٍ
لأبواب ٍ ذات شهوة ٍ
ولجدران ٍ ماجنة .


مكشوفان
لسقف ٍ عال ٍ
يتسلى بالمتع ِ
ويضيق بالماتعين .


كلما فاتحتها بمخاوفي
تقترب أكثر
كمهرة ٍ ضليعة ٍ
في ثقافة الالتصاق .
أنفاسها في أنفاسي
وشموسها في شموسي
والنصلُ في المرمر ِ
والأقمارُ تشعلُ الأقمار .


هي تكدحُ في البذل ِ
وتمعنُ في الهتك
حقلها البضُّ
الوافرُ
السافرُ
المكينُ
الدفين ُ
يموجُ تحت يدي .


وأصابعها النشيطة ُ الناحلة ُ
تتنزه في سهولي وأوديتي
ولا تكف عن الجريان كجدول .
أصابعها تنشرُ النملَ في الجسد
والمن في العتبات .


ضليعة ٌ في الدعك
وخبيرة ٌ في المداعبة
وبإخلاص ٍ متناه ٍ
توقظُ " جنرالي " الصغير .


كلُّ الشراشف
عامرة ٌ بالنائمين
وعامر ٌ شرشفنا
بالمغامرة ِ الأولى .
وتحته نتلقى الدرس الأول
في نصوصية الجسد
والمحاولة الأولى
للإقامة ِ في السعير .


نشحذ الدفء بالدفء
والعشب بالعشب
والجمرة بالجمرة
والماء بالحليب .


تلك الصبيّةُ ذات دربة ٍ
ومكر ٍ
وتجارب ..
في العتمة ِ العمياء
دلّتني على الضفاف
وبنجاح ٍ باهر ٍ
اقتادتني إلى النبع


تلك الصبيّة ُ
حرضتني على الفتوحات
وأرشدتني في ليلة ٍ
ذات برد ٍ قليل ٍ
ورطوبة ٍ طاغية ٍ
إلى طريق " الحرير "
تلك الكلمة الناعمة التي
تنتظر ُ مشاكسًا فريدًا
كي يحذف منها حرفيها الأخيرين
الفائضين عن هذا النص .


.

13929988852.jpg
 
أعلى