اليونيني - ذيل مرآة الزمان

وله أيضا
قد اثقلت ظهري أوزاري ... لي الويل إن ناقشني الباري
كم ليلة أسرعت منها الخطا ... إلى الخطايا حلف إصراري
وكم تجرأت على فاحش ... ولا أجير الأسد الضاري
كيف يكون العذر في موقف ... يذلّ فيه كل جبار
وتشخص الأبصار في حيث لا ... دار سوى الجنة والنار
يا رب عفوا عن ذنوبي فما ... سألت إلا عفو غفار
وقال عند قبر ابراهيم الخليل صلوات الله عليه
خليل الله قد جئناك نرجو ... شفاعتك التي ليست ترد
أنلنا دعوة واشفع تشفّع ... إلا من لا يخيب لديه قصد
وقل يا رب أضياف ووفد ... لهم بمحمد صلة وعهد
أتوا يستغفرونك من ذنوب ... عظام لا تعد ولا تحد
ولكن لا يضيق العفو عنهم ... وكيف يضيق وهو لهم معد
وقد سألوا رضاك على لساني ... ألهي ما أجيب وما أرد
فيا مولاهم عطفاً عليهم ... فهم جمع أتوك وأنت فرد
وله رحمه الله:
يا مالك الملك يا من لا شبيه له ... عطفا على عبد سوء قد أساء الأدبا
أحسنت مدة أيام الحياة له ... فما قضى ذلك يوما بعض ما وجبا
وله رحمه الله:
ذكر الصبا فصبا وكان قد ارعوى ... صب على عرش الغرام قد استوى
تجري مدامعه ويخفق قلبه ... فترى العقيق على الحقيقة واللوى
وإذا تألق بارق من بارق ... طفقت تنم عليه أسرار الجوى
لا يستطيع إذا جرى ذكر اللوى ... أن يطمئن فلا سقى الله اللوى
وأنا نذير العاشقين فمن يرد ... طول الحياة فلا يذوقن الهوى
فخذوا أحاديث الهوى عن صادق ... ما ضل في شرع الغرام ولا غوى
وبمهجتي رشأ أطالت عذلى ... فيه الملام وقد حوى ما قد حوى
ما أبصرته الشمس إلا واكتست ... خجلاً ولا غصن النقا إلا التوى
قالوا فعيه سوى رشاقة قده ... وفتور عينيه وهل موتى سوى
وروى الأراك محاسناً عن ثغره ... يا طيب ما نقل الأراك وما روى
ولقد يعز علي موتي ضامياً ... لمقبل منه الأراك قد التوى
وله رحمه الله:
قد رأيناك والغزالة تسنح ... فرأينا حلاك أحلى واملح
وترنحت والقضيب ولكن ... لم يدع ناظراً إلى الغصن يطمح
ولقد غض ناظر النرجس الغض ... حياء من مقلتيك وأفلح
أي عين ترى له عيني ... ك فترنو من بعد ذاك وتفتح
وادعى الورد أنه لون خدي ... ك ولا شك أنه كان يمزح
فلهذا صبا بحسنك قلب ... كان يدعى إلى الغرام فيجمح
وعهدت الرقاد يألف جسمي ... فرأى جفنك المليح فرجح
وله أيضاً رحمه الله:
عانقته فسكرت من طيب الشذا ... غصن رطيب بالنسيم قد اغتذى
نشوان ما شرب المدام وإنما ... أضحى بخمر رضابه متنبذا
يا ناظري أما وقد عاينته ... والله لا رمدا تخاف ولا قذا
مهما اكتحلت بخده وعذاره ... لم تلق إلا عسجدا وزمردا
جاء العذول يلومني من بعد ما ... أخذ الغرام علي فيه مأخذا
لا أرعوى لا انثنى لا انتهى ... عن حبه فليهذ فيه من هذا
والله لا خطر السلو بخاطري ... ما دمت في قيد الحياة ولا إذا
إن عشت عشت على هواه وأن أمت ... وجدا به وصبابة ياحبذا
وقصد جمال الدين المذكور الأجتماع بالصاحب معين الدين ابن الشيخ فقيل له أنه يزور الشافعي رحمة الله عليه فقصده واجتمع به في قبة الشافعي فقال.
زرت الإمام الشافعي ولم أكن ... لزيارتي يوماً له بالتارك
فوجدت مولانا الوزير يزوره ... فظفرت عند الشافعي بمالك
وقال
حلفتم لنا أن لا تخونوا فخنتم ... وأن لا تميلوا للوشاة فملتم
فإن كان هذا الغدر فيكم سجية ... فمن كان الجأكم إلى أن حلفتم
عفا الله عنكم ما أقل وفاكم ... ومن كرمى قولي عفا الله عنكم
فيا ساكني قلبي المعنى بحبهم ... أما لكم قلب يرق ويرحم
بحقكم ألا جنحتم إلى الرضا ... وقد طال هذا العتب منا ومنكم
أحبكم في حالة السخط والرضا ... وأهواكم أحسنتم أو أسأتم
ولي عاذل في حبكم ليس ينثني ... ولكنني عنه أصم وأبكم
وله أيضا رحمه الله:
ولما جفاني من أحب وخانني ... حفظت له الود الذي كان ضيعا
ولو شئت قابلت الصدود بمثله ... ولكنني أبقيت للصلح موضعا
وقد كان ما قد كان بيني وبينه ... أكيداً وكنت رعيت وما رعى
سعى بيننا الواشي ففرق بيننا ... ذلك الذنب يا من خانني لا لمن سعى
وله أيضا رحمه الله:
يا قلب جاءك من تحبه ... وحنا ورقّ عليك قلبه
فاغفر له ما قد جنا ... ه وإن تعاظم منه ذنبه
حب الحبيب إذا متفضلا ... يا قلب حسبه
مستسلما بيساره ... كفن وفي يمناه عضبه
أرضى وزاد على الرضا ... فحسيب من أغراه ربه
وكتب إلى بهاء الدين زهير رحمه الله من آمد وهو محصور بها يقول
سطرتها والسمهرية شرع ... من حولنا والمشرفية تلمع
وعلى مكافحة العدو ففي الحشى ... شوق إليك تضيق عنه الأضلع
؟ومن الصبا وهلم جرا شيمتي هذا الوفاء فكيف عنه أرجع وله في المعنى:
أصدرتها والعو إلى شرع ترد ... في موقف فيه ينسى الوالد الولد
وما نسيتك والأرواح سائلة ... على السيوف ونار الحرب تتقد
وله أيضاً: ؟هي رامة فخذوا يمين الوادي وذروا السيوف تقر في الأغماد
وحذار من لحظات أعين عينها ... فلكم صرعن بها من الآساد
من كان منكم واثق بفؤاده ... فهناك ما أنا واثق بفؤادي
ياصاحبي ولي بجرعاء الحمى ... قلب أسير ماله من فادي
سلبته من يوم رامة مقلة ... مكحولة أجفانها بسواد
وبحي من أنا في هواه ميت ... عين على العشاق بالمرصاد
وأغن مسكي اللمى معسوله ... لولا الرقيب بلغت منه مرادي
كيف السبيل إلى وصال محجب ... ما بين بيض قنا وسمر صعاد
في بيت شعر نازل من شعره ... فالحسن منه عاكف في بادي
حرسوا مهفهف قده بمثقف ... فتاشبه المياس بالمياد
قالت لنا ألف العذار بخده ... في ميم مبسمه شفاء الصادي
وله أيضاً:
علقته من آل يعرب لحظه ... أمضى وأفتك من سيوف عريبه
أسكنته بالمنحني من أضلعي ... شوقا لبارق ثغره وعذيبه
يا عائبي ذاك الفتور بلحظه ... خلوه لي أنا قد رضيت بعيبه
لدن وما مر النسيم بعطفه ... أرج وما نفح العبير نجيبه
وقال وهو متمرض
يا رب إن عجز الطبيب فداوني ... بلطيف صنعك واشفني يا شافي
أنا من ضيوفك قد حسبت وإن من ... شيم الكرام البر بالأضياف
وله أيضا رحمه الله:
من لي بغصن باللحاظ ممنطق ... حلو الشمائل واللمى والمنطق
مثرى الروادف مملق من خصره ... أسمعت في الدنيا بمثر مملق
وغريرة زارت على بخل بها ... لما بعثت لها زيارة مشفق
لم أدر ما قالت وقد لمست يدي ... ماذا لقينا منه أو ماذا لقي
خافت عواقب محنتي من أجلها ... فبكت لشمل دموعي المتفرق
لا شيء أكتم من دجنة شعرها ... لو أن صامت حليها لم ينطق
حتى الحنى لحسنها متوسوس ... فاعجب لحنى الجماد المنطق
خد توقد إذ ترقرق ماؤه ... لهفي على المتوقد المترقرق
ويروقني منها أخضرار خضابها ... والغصن ليس يروق ما لم يورق
فبحسنها هي زهرة للمشتري ... وبطيبها هي زهرة المستنشق
ونظيرها الغصن النضير إذا انثنت ... في حلة حضراء من استبرق
تعصى العذول عن الهوى وتطيعني ... فأنا السعيد بها وعاذلي الشقي
فلكم بها من حلوه كرضا بها ... كعتا بها كتملقي
وأقول يا أخت الغزالة ملاحة ... فتقول لا عاش الغزال ولا بقي
يا شمس قلبي في هواك عطارد ... لولا تعلقه بها لم تحرق
وأجل ذنبي عندها عدم الغنى ... فكأنه شيب ألم بمفرقي
قالت سل الأملاك قلت أنا امرؤ ... يأبى السؤال خلائقي وتخلقي
وإذا سألت سألت رباً رازقاً ... قطعت يد مدت إلى مسترزق
لا كلفن الجرد ما لم تستطع ... صبراً عليه بيعملات الأنيق
من كل ضامرة إذا سرت الصبا ... في إثرها عادت بسعي مخفق
إن لم أنل بالمغرب الأقصى المنى ... حاولت ذلك ولو بأرض المشرق
وكيف وكفى يسيرا من حسامك أن يرى ... قدم الفوارس وهو جد مخلق
من معشر نسقوا سطوراً في العلى ... وغدا سواهم مثل دف ملحق
وإذا الحديد حمي عليهم أبردوا ... بالمسح في بحر الحديد الأزرق
لولا تكذبني قوائم بيضهم ... أقسمت أن أكفهم لم تطبق
لم تقتطع يد السارق من مالهم ... إذ كان بيت المال ليس بمغلق

وقال وأمر أن تكتب على قبره
أصبحت بعقر حفرة مرتهنا ... لا أملك من دنياي إلا كفنا
يا من وسعت عباده رحمته ... من بعض عبادك المسيئين أنا
وقال يمدح الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن العادل رحمه الله.
وافي وأقبل في الغلالة ينثني ... فأراك خط المجتلى والمجتنى
ورنا فما تغنى التمائم والرقي ... وأبيك من فتكات تلك الأعين
رشأ من الإعراب مسكنه الفلا ... ولكم له في مهجتي من موطن
أغناه ذابل قده عن ذابل ... وبشعره عن بيت شعر قد غنى
قل للعواذل في هواه ألا انتهوا ... لاأرعوى لا انتهى لاانثنى
يا لائمي في العشق غير مجرب ... أنا في الصبابة قدوة فاستفتني
لا يخدعنك لفظ طرف فاتر ... أبداً ولا تأمن لعطف لين
فالخمر وهي كما علمت لطيفة ... ولها من الألباب أي تمكن
وبليتي من صائد لي نافر ... ومتى ينال الوصل من متلون
ألبستني يا سالبي ثوب الضنى ... وأخذتني يا تاركي من مأمني
حتى فؤادي خانني ووفى له ... وكذا الرقاد صبا إليه وملني
سيا قلب ماآنست بعدك راحة ... فمتى أراك ويا كرى أوحشتني
عهدي به ويدي مكان وشاحه ... والوجد باق والتجلد قد فنى
وشدا بشعري فافتتنت ويالها ... من فتنة شنعاء لو لم افتن
شعري ومحبوبي يعنيني به ... فهناك تحسن صبوة المتدين
لا شيء يطرب سامعاً لحديثه ... إلا الثناء على علام شاه أرمن
الأشرف الملك الكريم المصطفى ... موسى وتمم بالكريم المحسن
ملك إذا أنفقت عمرك كله ... في نظرة من وجهه لم تغبن
ومتى انتخبت له دعاء صالحاً ... لم تلق غير مشارك ومؤمن
يا أيها الملك الذي من فاته ... نظرإليه فما أراه بمؤمن
أفنيت خيلك و الصوارم والقنا ... وعداك والآمال ماذا تقتني
أبقت ذلك الذكر الجميل مخلداً ... شيم لها الأملاك لم تتفطن
وشجاعة رجف العدو لذكرها ... وشهامةً وبلاد عبد المؤمن
ولى الخوادذمي منها هارباً ... وخلم جراً قلبه لم يسكن
ودعاؤه في ليله ونهاره ... يا رب من سطوات موسى نجني
ما كان أشوقني للثم بنانه ... ولقد ظفرت بلثمها فليهنني
ودخلت من أبوابه في جنة ... يا ليت قومي يعلمون بأنني
يا مكثري الدعوى أخفضوا أصواتكم ... ما كل رافع صوته بمؤذن
أنا من تحدث عنه في أقطارها ... من كان في شك فليتقن
هذا مقام لا الفرزدق ماهر ... فيه ولا نظراؤه لكنني
إن شئت نظماً فالذي أمليته ... أو شئت نثراً فاقترح واستمحن
عاشت عداك ولا أشح عليهم ... عمى النواظر عنك خرس الألسن
وله قصيدة يمدحه بها رحمهما الله تعالى
يا شمس قلبي في هوا ... ك عطارد وقد احترق
يثنى عليه عدو ... ه فيقول حاسده صدق
وقال عند اجتماعه بشمس الدين صواب العادلي بحران.
ولماتيممناك قال رفاقنا ... إلىأين تبغي قلت خير جناب
وقلت لصبحي شرقوا تبلغوا المنى ... فغير صواب قصد غير صواب
وقال أيضاً في كتاب ورد عليه من أبيات .
ولم ترى عيناي من قبله ... كتاباً حوى بعض ما قد حوى
كأن المباسم ميماته ... ولاماته الصدغ لما التوى
وأعينه كعيون الحسان ... تغازلنا عند ذكر الهوى
كتاب نسينا بألفاظه ... زود وذكر الحمى واللوى
وقال في دارا والشهاب ابن قاضيها المشهور
ولا سقيت داراً ولا أهلها ... ولا ابن قاضيها الوقاح البذي
ولا رعى الله له ذمة ... أعنى شهاب الدين ذاك الذي
وقال وقد أمر بالسفر من دمشق.
يقولون سلفر من دمشق ولا تقم ... وذلك أمر ما علي به بأس
فقلت على عيني وسمعا وطاعة ... فما جلق الدنيا ولا أنتم الناس
وقال من جملة أبيات.
فنعم فتى الأحيا ومستنبط الندى ... ومفرغ محزون وملجأ لاهث
عباد بن عمرو بن الحليس بن صالح بن ... زيد بن منظور بن زيد بن وارث
وله أيضاً رحمه الله
خذوا قودى من أسير الكلل ... ويا عجبا لاسير قتل
وقولوا على إذا نحتم ... طعين القدود جريح المقل
وما كان يعلم أن العيون ... وأن القدود الظبا والاسل
ولي جلد عند بيض الظبا ... وبالأعين السود مالي قبل
وبي قمر ما بدا في الدجى ... وقابله البدر إلا أفل
يضل بطرته من يشا ... ويهدي بغرّته من أضل
وقد أخجل الشمس من حسنه ... ألم تر فيها اصفرار الخجل
ويا فرحة الظبي لما غدا ... شبيهاً له في اللّمى والكحل
لقد عدل الحسن في خلقه ... على أنه جار لما عدل
فعمّ معاطفه بالنشاط ... وخص روادفه بالكسل
وجاد الزمان به ليلة ... وعما جرى بيننا لا تسل
فانحلت قامته بالعنا ... ق وذبلت مرشفه بالقبل
وما أثرالمسك في راحتي ... وهذا فمي فيه طعم العسل
وكم تهت في غور خصر له ... وأشرفت في نجد ذاك الكفل
وأذنت حين تجلّى الصبا ... ح بحى على خير هذا العمل
وقد علم الناس أني امرؤ ... أحب الغزال وأهوى الغزل
على . . قدرة الله سبحانه ... بإيجاد مثلك فليُستدل
وله رحمه الله
أجبتكم من قبل رؤياكم ... لطيب ذكر عنكم قد جرى
كذلك الجنة محبوبة ... بوصفها من قبل أن تبصرا
وله أيضاً
بابي غزال تائه متصلف ... لانت معاطفه ولا يتعطف
حلو الشمائل والتثنى واللمى ... من يجتلى من يجتنى من يرشف
سكران لا يصحو وليس بمنكر ... قد صح أن الريق منه قرقف
شاكي السلاح وما تكلف حمله ... اللحظ سيف والقوام مثقف
هجر الكرى جفنى وواصل جفنه ... يا قوم حتى النوم لي يستضعف
وسرى إلى جسدي ضنى أجفانه ... لا ياضنى جسدي أرق وأضعف
لما بدا للغانيات وقد بدا ... من حسنه للعين ما لا يوصف
قطعن أيديهن حين رأينه ... لما افتتن وقلن هذا يوسف
اشكو إليه وما عسى أن اشتكي ... هو بالذي ألقاه مني أعرف
كبد يفيض نجيعها من أدمعي ... حتى كأني من جفوني أرعف
ووحقه لم يبق في بقية ... ولقلما يلقى الكئيب المدنف
ولربما أخلو به متعففاً ... والنفس من وجد به تتلهف
وإذا سمعت بعاشق متعفف ... فاعلم باني العاشق المتعفف
وله أيضاً
ما زلت نحو لقا ... ئه متشوفا
اذكى العيون عليه ... حتى زارني متخوفا
فظفرت منه بزورة ... يوماً وقد برح الخفا
وشكوت ما ألقى إل ... يه فرقّ لي وتعطّفا
وعتبته حتى استقال ... وقال مثلك من عفا
وغدا يلاطفني ولم ... أر مثله متلطفا
يومى الى بخده ... فإذا هممت تصلّفا
ويهز نحوى عطفه ... فإذا عزمت تأففا
إني لعف في هوا ... ه وأعشق المتعففا
وقال في غرض عرض
سمعتها تشتكي لدايتها شكوى ... تذيب القلوب والمهجا
تقول يا دايتي بليت به ... وما أرى من هواه لي فرجا
ومثل ما بي به ولا عجب ... هوى بقلبي وقلبه امتزجا
أهل سبيل إلى الوصول له ... ولو ركبت القفار واللججا
وان درى والدي بقصتنا ... أراق يا دايتي دمى حرجا
فُرحت بما سمعت في طرب ... كشارب الراح راح مبتهجا
وله رحمه الله
أهواه أسمر في اعتدال الأسمر ... يختال في روق الشباب الأخضر
مترنح كالغض أو متألق ... كالبدر أو متلفت كالجؤذر
من لم يشاهد شعره وجبينه ... ما فاز ناظره بليل مقمر
لعبت ذوائبه على أردافه ... كالأقحوان على كثيب أعفر
صدقت أن بوجنية جنة ... لما وجدت رضا به من كوثر
ولقد غنيت بخده وبثغره ... ما شئت من ذهب وقل من جوهر
ويقال أن الطرف مني فاسق ... صدقوا ولكني عفيف المئزر
وقال واظنها في الملك المعظم توران شاه بن الملك الصالح.
يا بعيد الليل من سحره ... دائماً يبكي على قمره
خل ذا واندب معي ملكاً ... ولّت الدنيا على أثره
كانت الدنيا تطيب لنا ... بين باديه ومحتضره
سلبته الملك أسرته ... واستووا غدراً على سُرره
حسدوه حين فاتهم ... في الشباب الغض من عمره
وله أيضاً
سيف بجفنيك إذا ما انتضى ... فلّ شبا الأسمر والأبيض
قتلاه من أكبر عشاقه ... والحب من أعجب شتى قضى
من عجب الدنيا وما تنتهي ... عجائب الدنيا ولا تنقضي
توفر الرغبة في زاهد ... وشدة الميل إلى معرض
تغاير الورد على خده ... فامتزج الأحمر بالأبيض
وله في الملك الناصر داود
ثلاثة ليس لهم رابع ... عليهم معتمد الجود
الغيث والبحر وعززهما ... بالملك الناصر داود
وله في بدر الدين صاحب الموصل وقد ركب في شبارة
لله شبارة حوت ملكاً ... كأنما الأرض في يديه كره
فاعجب لها اذجرت به ... وبها انمله وهي أبحر عشره
وله أيضاً
انتبه من نوم سكرك ... واسقني من خمر ثغرك
فإذا ما شئت فانبذ ... ني ولكن خلف ظهرك
وله رحمه الله
بات في أثناء صدري ... غصن نيط ببدر
بدوى نازل من شع ... ره في بيت شعر
حامل نجداً وغورا ... منه في ردف وخصر
ما رنا واهتزالا ... كان في بيض وسمر
حبذا ليلة وصل منه ... بل ليلة قدر
أشرفت عن نور وجه ... وسنا كأس وثغر
وتعانقنا فما ظن ... ك في ماء وخمر
وتعاتبنا فقل ما ... شئت من ذل وسحر
ثم لما أدبر اللي ... يل وجاء الفجر يجري
قال إياك رقيبي بك يدري قلت يدري
وله رحمه الله:
وافي كتابك بعد فتره ... فنفى المساءة بالمسره
وفضضته فلثمته ... لما غدا في الحسن نُدره
واوية الأصداغ والألفات ... قامات به والسين طرّه
فطربت حين قرأته ... وسكرت لكن ألف سكره
فحسبت أن الطرس من ... ه زجاجة واللفظ خمره
وله رحمه الله
قسماً بفيك وما حوى ... قسمٌ عظيم في الهوى
ما ضلّ صاحب مهجةٍ ... ذابت عليك وما غوى
يا أيها القمر الذي ... نجم السلوبه هوى
ماذا أثرت على القلوب ... من الصبابة والجوى
واغن في أعطا فه ... هزوء بأغصان اللوى
أفدى الذي فاديته ... وركابه بيد النوى
مولاي حبّك نيتي ... ولكل عبد مانوى
وله رحمه الله
ما كنت أحسب أني بين أظهركم ... أني وأهلي مع مالي من الخدم
وكان عهدي بسيف الدين يذكرني ... والسيف يقطر حدّاه عبيط دم
فما له اليوم والأيام تخدمه ... أضاع حقي على ما فيه من كرم
وله أيضاً
وما للجمال بوجنتيك معين ... لو كان لي عندا الورود مُعين
لكن حمته أسنّة واعنّة ... فلكم قتيل حولها وطعين
كيف الورود حولها من تغلب ... أسدٌ لها زرق النصال عيون
سقط الجياد تحاورت أجسادهم ... وتراحمت أسد الشرى والعين
يفرى المهاة وما يليها ضيغم ... وترى الكناس وما يليه عرين
فهناك فوق الأرض أقمار الدجى ... يسعى بها تحت البرود غصون
فالليل ثم عبارة عن طرة ... إن كنت تفهم والصباح جبين
من كل ضاربة اللثام وإنما ... تحت اللثام محاسن وفنون
في خدها ورد ونسرينٌ ولا ... ورد حقيقي ولا نسرين
ولقد يلين لي الصفا وفؤادها ... كالصخرة الصماء ليس تلين
يا قلب ويحك ما تفيق من الجوى ... أمع الزمان توله وجنون
ذلك كل يوم صبوة عذرية ... أعليك نذر أم عليك يمين
وبكل قلب أنت صبٌ هائم ... وبكل خد مغرم مفتون
سُئل الضرائر عن حقيقة ثغرها ... يوماً فقلن اللؤلؤ المكنون
وأفادني المسواك أن رضا بها ... شهد ومسك والأراك أمين
وإذا تساقطك الحديث فإنما ... سحرواى نهُى هناك يكون
محجوبة في خدرها محبوبة ... إن الجمال يُحب وهو مصون
قارنت معترك المنايا فاتئد ... ودع التصابي عنك يا مسكين
ودنا رحيلك فاتخذ زاداً ولا ... تقلل فإن الشوط منك بطين
وبباب مولاك الكريم فقف ولا ... تسأم فإنك بالنجاح قمين
وله رحمه الله
هزوا القدود ورهّفوا سمر القنا ... واسترهفوا بدل السيوف الأعينا
وتقدموا للعاشقين فكل من ... أخذ الضمان لنفسه إلا أنا
لا إن لي جلداً ولكني أرى ... في الحب كل دقيقة ان افتنا
لا خير في جفن إذا لم يكتحل ... أرقاً ولا جسم تحاماه الضنى
وأنا الفد البابلي لحظه ... لا تستطيع الأسد تثبت إن دنا
إن البدور هوت من أفقها ... حتى يرى منها أتمّ وأحسنا
لما انثنى في حُلة من سندس ... قالت غصون البان ما أبقى لنا
هذا على إن الغصون تعلمت ... منه الرشاقة بينها لما أنثنى
وبخده وبثغره وعذاره ... عرف العقيقى وبارق والمنحنى
أقسى علي من الحديد فؤاده ... ومن الحرير تراه خدا إلينا
شبهته بالبدر قال ظلمتني ... يا عاشقي والله ظلما بيننا

.


Domenico Fetti - Sleeping Girl
صورة مفقودة
 
أعلى