عبد الرحمن الماجدي - سراويل يوسف

1-
فاحَ عطرُ الشهوةِ،
ونعسَتِ الحشمةُ
في بيتِ السيّد،
حينَ لبّى "يوسفُ" رسولَ الهُيامِ،
تدلّى جمعٌ من الملائكةِ، مُتزاحمينَ، على حبالِ الفضولِ،
يتتبعون "راعيلَ" الرغوبَ تغلّقُ الأبوابَ وتزيحُ ستائرَ العفّةِ،
تتهيّأ تائقةً،
تطوّقُ، صوبَ المخدعِ، من هامتْ بهِ وهامَ بها:
2
“يا يوسف: ما من بشرٍ أجمل منك،
جسدي لهثانٌ،
وبُليتُ بزوجٍ عِنّين،
فقمْ إسقِ أرضي.
وشم عطرَ روحي
لقد "هِئْتُ لكْ"
3
على قَفاها استلقتْ عاريةً،
فمدّ الشهودُ، المتدّلين، رقابهم أطولَ مما يجب.
حَلّ الهِميانَ، مفتوناً، وجلسَ، يتجردُ بين رِجليها،
ساعدهُ ملاكٌ عجولٌ، فتدلّتِ السراويلُ على إليتيه.
ارتعشَ فرجُها، الموشكُ أن يُفتضَّ ختمُه،
وضاقَ أُخدودُ ظهرهِ بمياهِ الغُلمة.
4
نهرَ اللهُ الملائكةَ المتسرّبينَ من الخدمة
كي يدركوا النبيَ الجميلَ عُرياناً يتفخّذُ حبيبتَه.
عرضوا صورةَ أبيهِ، غاضباً، على جدارِ المخدعِ يعضّ كفّه الأسيفة،
سَحبوا سراويلَه من على ثيابها وغطّوا رِدفيه،
فغزا الخَجلُ وجهَهُ الناضرَ وانهدت هِمّتُه.
5
وصلَ السيّدُ،
وقفلُ الشمعِ لما يزلْ على محبسِ العسلِ.
اقتيدَ يوسفُ يُردِّدُ: هي روادتني عن نفسي، ولَمْ أَخُنِ السيّدَ بالغَيْب.
غمزهُ جبرائيلُ: ولَا حينَ هَمَمْتَ بِهَا فَحَلَلْت سَرَاوِيلَك يا يوسف؟
فآثرتْ راعيلُ معشوقَها المطأطئَ، الصامتَ يوشكُ أنْ يقرَّ،
لابسةً، وحدَها، ثوبَ الضَّلال.

.

photo5-600.jpg
 
أعلى