حازم شحادة - النائِمة

تَعَرّت ونامت كالملاكِ يَضُمّها = نسيمٌ من البحرِ الرحيبِ عَليلُ
وجادَت على الفرشِ الوثيرِ بجسمها = فأدركَ أنّ المُستحيلَ هَزيلُ
وحاصرهُ وجدٌ تتالت جيوشهُ = فأصبحَ دمعاً كالجنونِ يسيلُ
وأما الغطاءُ المستنيرُ بنورها = بخيلٌ بما ضمّت يداهُ بَخيلُ
فإن غافلتهُ واستدارت بنومها = أُزيحَ وشقّ العتمَ نهدٌ جميلُ
وَساقٌ كما الأحلامُ في رحلةِ الهوى = يَطيبُ عليها إذ تبانُ الرحيلُ
أحاطت برفقٍ أختها وتنعّمت = وليسَ بِسرٍّ أن يَحِنَّ النخيلُ
دعتني إليها شامةٌ في غِنائها = حنينٌ وحُبٌّ جارفٌ ودليلُ
فما ذنبها كفّي إذا ما تبحّرت = بفيضِ عطاءٍ من كريمٍ يكيلُ
وأحسبُ أن الشِّعرَ باركَ وجهتي = فمنهُ تبدّى في الشتاتِ السبيلُ
ولمّا أفاقت حاورتني بِغنجِها = وذاكَ حديثٌ آخرٌ وطويلُ

* (من ديوان أوراق نساء)

.

Louis Emile Pinel De Grandchamp
(1831-1894)
صورة مفقودة




.
 
أعلى