ابن معتوق - سفرتْ فبرقعها حجابُ جمالِ

سفرتْ فبرقعها حجابُ جمالِ = وَصَحَتْ فَرَنَحَّهَا سُلاَفُ دَلاَلِ
وجلتْ بظلمة ِ فرعها شمسَ الضّحى = فمحى نهارُ الشّيبِ ليلَ قذالِ
وتبسّمتْ خلفَ الّثامِ فخلتها =
ورنتْ فشدَّ على القلوبِ بأسرها = أسدُ المنية ِ منْ جفونِ غزالِ
وا كنتُ أدري قبلَ سودِ جفونها = أنَّ الجفونَ مكامنُ الآجالِ
بِكْرٌ تَقَوَّمَ تَحْتَ حُمْرِ ثِيَابِهَا = فِيْهِ عَلَى الإِجْمَالِ كُلُّ فَضِيلَة ٍ
ريّانة ٌ وهبَ الشّبابَ أديمها = لطفَ النّسيمِ ورقّة َ الجريالِ
عذبت مراشفها فأصبحَ ثغرها = كَالأْقْحُوَانِ عَلَى غَدِيرِ زُلاَلِ
وَسَخَا الشَّقِيقُ لَهَا بِحَبَّة ِ قَلْبِهِ = فاستعملتها في مكانِ الخالِ
حَتَّامَ يَطْمَعُ فِي نَمِيرِ وِصَالِهَا قلبيْ فتوردهُ سرابَ مطالِ
عُلَّتْ بِخَمْرِ رُضَابِهَا فَمِزَاجُهَا لَمْ تَصْحُ يَوْماً مِنْ خُمَارِمَلال
هيَ منيتيْ وبها حصول منيّتي = وضياء عيني وهيَ عينُ ضلالي
أَدْنُو إِلْيْهَا وَالْمَنِيَّة ُ دُونَهَا = فأرى مماتي والحياة ُ حيالي
تخفى فيخفيني النّحولُ وينجلي = فيقومُ في اللّيلِ التّمامِ ظلالي
علقتْ بها روحي فجرّدها الضّنى = مِنْ جِسْمِهَا وَتَمَلَّقَتْ بِمِثَالِ
فلو أنني منْ غيرِ نومٍ زرتها = وَتَتَبَّعُوا الآثَارَ مِنْهُ فَحَاوَلُوا
لم يبقِ منّي حبها شيئاً سوى = نَفَرٌ إِذَا سُئِلُوا فَأَبْحَارٌ وَإِنْ
مَنْ لَمْ يَصِلْ فِي الْحُبِّ مَرْتَبَة َ= الْفَنَا فوجودهُ عدمٌ وفرضُ محالِ
فكري يصوّرها ولمْ ترَ غيرها = عيني ورسمُ جمالها بخيالي
فوقي وقدّامي وعكسهما أرى = منها المثالَ ويمنتي وشمالي
بَانَتْ فَلاَ سَجَعَتْ بَلاَبِلُ بَانَة ٍ= إلا أبانتْ بعدها بلبالي
أَنَا فِي غَدِيرِ الْكَرْخَتَيْنِ وَمُهْجَتِي = معها بنجدٍ في ظلالِ الضّالِ
حيّا الحيا حيّا بأكنافِ الحمى = فَأَتَى بِكُلِّ مُطَهَّرٍ مِفْضَالِ
حيّا حوى الأضدادِ فيهِ فنقعهُ = ليلٌ يقابلهُ نهارُ نصالِ
تَلْقَى بِكُلٍّ مِنْ خُدُودِ سَرَاتِهِ = شمساً قدِ اعتنقتْ ببدرِ كمالِ
جَمَعَ الضَّرَاغِمَ وَالْمَهَى فَخِيَامُهُ = كُنُسُ الْغَزَالِ وَغَابَهُ الرِّئبَالِ
وسقى زماناً مرَّ في ظهرِ النّقا = وليالياً سلفتْ بعينِ أثالِ
ليلاتِ لذّاتٍ كأنَّ ظلامها = خالٌ على وجهِ الزّمانِ الخالي
نُظِمَتْ عَلَى نَسَقِ الْعُقُودِ فَأَشْبَهَتْ = بيضَ اللآليْ وهي بيضُ ليالي
قَلْبي وَكُلُّ جَوَارِحِي وَمَفَاصلِي = كمْ بينَ منْ جلّى وبينَ التّالي
للهِ كَمْ لَكَ يَا زَمَانِي فِيَّ مِنْ = جُرْحٍ بَجَارِحَة ٍ وَسَهْمٍ وَبالِ
صَيْرَتَني هَدَفاً فَلَوْ يَسْقِي الْحَيَا = جَدَثِي لأَرْبَتْ تُرْبَتِي بِنِبَالِ
سَمْحٌ بِهِ انْفَرَجَتْ عُيُونُ قَرِيحَتِي = مَسَحَتْ عَلَيْهِ رَاحَة ُ الإِقْبَالِ
بنداهُ علّمني القريضَ فصغتهُ= فَأَتَيْتُ فِيْهِ مُرَصَّعَ الأَقْوَالِ
وَلَهِجْتُ فِيْهِ وَكَانَ دَهْراً عَاطِلاً = فأزنتهُ منهُ بحليِ خصالِ
وَلَفَظْتُ بَعْضاً مِنْ فَرَائِدِ لَفْظِهِ = فَجَعَلْتُهُ وَسَطاً لِعِقْدِ مَقَالِي
أتلو مدائحهُ فيعبقُ طيبها = وكذا القوافي العالياتُ غوالي
يا زينة َ الدّنيا ولستُ مبالغاً = وأجلَّ أهليها ولستُ أغالي
هُنِّيتَ بِالأَفْرَاحِ يَا أَسَدَ الشَّرَى = بختانِ سبطٍ أكرمَ الأشبالِ
سبطٍ تشرّفَ في أبيهِ وجدّهِ = وَنَجَابَة ِ الأَعْمَامِ وَالأَخْوَالِ
مَا فِي أَبِيهِ السِّيدِ الْلاوِي بِهِ = منْ فتكة ٍ وسماحة ٍ ومعالي
منذُ استهلَّ بهِ تبيّنَ ذا ولمْ = تلدِ الأفاعي الرّقمُ غيرَ صلالِ
بالمهدِ قدْ أوتي الكمالَ وإنّما = غَلَبَتْ عَلَيْهِ عَادَة ُ الأَطْفَالِ
نُورٌ أَتَى مِنْ نَيِّرَينِ كِلاَهُمَا = منكَ استفادا أيِّ نورِ جلالِ
سَعْدَاهُمَا اقْتَرَنَا مَعاً فَتَثَلَّثَا = بجبينِ أيِّ فتى ً سعيدِ الفالِ
يجري الصّبا في عودهِ فتظنّهُ = نصلاً ترقرقَ فيهِ ماءُ صقالِ
وَيَلُوحُ نُورُ الْمَجْدِ وَهْوَ بِمَهْدِهِ = فِيْهِ فَتَحْسَبُهُ شُعَاعَ ذَبَالِ
فَعَسَاكَ تَخْتُنُ بَعْدَهُ أَوْلاَدَهُ = فِي أَحْسَنِ الأَوْقَاتِ وَالأَعْمَالِ
وَعَسَى لكَ الرَّحْمنُ يَقْبَلُ دَعْوَتِي = ويجيبُ فيكَ وفي بنيكَ سؤالي


j1jalky3qol11ea9x220.jpg
 
أعلى