عقيل عبد الحسين - كتب رعب

كتاب (تحفة العروس ومتعة النفوس) لـ(محمد بن أحمد التجاني) المتوفى سنة (710هـ)، واحد من كتب التراث المختصة بأحوال المرأة زواجا وطلاقا وتملكا وصفاتٍ وأحوالا.. وكل ذلك من منظور ديني بحت. وفيه عدد كبير من الأخبار تتوزع بين المحذور منه في المرأة كالخيانة والفتنة، والمرغوب فيه منها كحسن المنطق والحجة والتفكير والتصرف.

وكثير من الأخبار يشدد على أن المرأة سبب من أسباب الفتنة كما حصل للحسن البصري وهو فقيه معروف ومُحدِّث وعابد. يقول عنه أحدهم أنه ما رآه طيلة ثلاثين سنة يعرفه فيها يتحدث عن غير الخوف من الله ومن القبر، ولكنه في إحدى المرات جاءته امرأة تسأله هل يحل لزوجها أن يتزوج غيرها وليست تشكو من مرض وليست قبيحة؟ فيقول لها الحسن: نعم.. يحق له! فتكشف عن وجهها، فينظر إلى جمالها، فيبهت، وتظل تتبعها عينه إلى أن تغيب. ويقول الراوي ولم أرَ الحسن مفتونا قبل هذه المرة!

وتتفرع من هذه الأخبار أخبار تظهر المرأة مجبولة على الخيانة وسرعان ما تنسى عهودها، فهي تحلف لزوجها الأيمان كلها ألا تتزوج بعده، وما أن يموت حتى تنسى الوعود، فهذه واحدة تلطم وجهها وسط الناس حزنا على الزوج، فيرسل إليها أحدهم من يقول لها على لسانه: لا تلطمي وجهك فإن لنا به حاجة. يقول الراوي ((فاسترخت يداها وعُرف ذلك في وجهها)). ثم بعد ذلك تزوجته.

وفي الكتاب أخبار عن طريقة معاملة المرأة في ذلك العصر، فهي بضاعة تُباع وتُشترى. وللرجال، خاصة الحكام، منها ما يفوق عدده العشرات والمئات في بعض الروايات. وهي تتزوج مرات متعاقبة، لا لعقلها ولكن لقدرتها على إرضاء الرجل وإمتاعه ولرضاها بأن تكون لعبة كما تقول إحدى الروايات التي تصف المرأة بلعبة الرجل.

وهنَّ يُزوجن صغيرات جدا، ولرجال شيوخ، خاصة من الذين لا يُردون لأنهم خلفاء أو أمراء، فأحدهم يطلب من آخر ابنته، فيخبره الأخير أنها صغيرة! ولكن الأول يصر على أن يتزوجها، فيرسلها لأب إليه ليراها طمعا في أن يجد أنها صغيرة حقا، ويعود عن رغبته في أن يتزوجها. ولكن الرجل يتمسك بها أكثر! بل هو يكشف عن ساقيها فيما تنصرف عنه، وينظر إليهما. وحين تذهب وتقول للأب: إنك أرسلتني يا أبتي إلى رجل سوء. يقول لها: ولكنه زوجك يا بنيه!

تبدو هذه الأخبار للقارئ المعاصر مسلية في قسم منها وصادمة في أغلبها. ولكنها في جميع الأحوال ترينا جانبا من جوانب ثقافتنا التي لا نتمنى أن نستمتع بها من دون أن ننتبه إلى ما يكمن في داخلها من نوايا سيئة تجعلنا من غير أن نشعر نقبلها، ولا نستنكر إحياءها من جديد.

هذا فيما يخص المسلية منها أما الصادمة فإنها ترينا حجم الخطر الذي ينتظرنا إذا ما كُتب للفكر المتشدد أيا كان نوعه أن يحقق مزيدا من السيطرة في النفوس أو على الأرض.


.

www.u-iraq.org_d0dd94704c0f.jpg
 
أعلى