قصة ايروتيكية عبد الباقي قربوعه - رقصة الخيانة.!

عبدالباقي قربوعة

عبد الباقي قربوعه روائي وقاص جزائري.
بمعدل نصف سيجارة في الهزة الواحدة.. طفحت المطفأة ونفذت كل الخراطيش! صار سيجارة مشتعلة، توهج فصعد نارا ودخانا، راح يطفئ جسده من سحرها وعطرها، رقصت كالخطاف أعلى رأسه، ثم حطت كالطاووس بمحاذاة قدميه، ابتهج بنزولها وامتد ساقها ناحيته كالحلوى.

كيف ما تشتهي أنبت لها عشبا ووردا وأشجارا، وكلما توغلت في ترابه وهوائه، زادت شوارعه إضاءة ودفئا، أرخى لها كل مماراته، جسوره، ومعابره، فتفرعتْ برحالها ومتاعها، ابتهج بوصولها، وكالهاربة أخذت تطرق على صدره، فدخلت وغلقت الأبواب، ثم أذابت مفاتيحه في صدرها، فانجرت بينهما براكين خمور وعطور، ومما أثمرت أشجاره ظللها وأطعمها، ومن ذراعيه ابتكر لها أرجوحة بديعة، وتارة وسادة كانت من قبل خالية، لعِبت، اتكأت.. تسكعْت حتى تعبَت، وعندما شهق على ركبتها كالمقبل على الموت، صارت المدينة كنزا فوق سرتها، عندما استيقظ وجد الراية غير الراية، حرك رجله فانسكب عطر مزيف على جذوة السيجارة، فاحترق الوطن، ثم امتدت النيران إلى كتب التاريخ النادرة.



.
صورة مفقودة
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى