علي المقري - كان الوقت من عينيكِ

كان الوقتُ من عينيكِ لا مِنْ ذَهَبٍ
أتذكّرُ الكلماتِ وهي تسَّاقَطُ مبتهجة بلا معنىً.
أتذكّرُ تأليفنا (فنَّ القُبلاتِ) الذي لم نلْقَ ناشراً لهُ غيرَ شفائِفِنا وألسنَتِنا،
تطبيقِنا(فنَّ الأتيكيت الجنسي)الذي يبدأُ بالنظراتِ وينتهي بِهَا.
أتذكّرُ لعناتِنا إذْ نسكرُ ، وضَجَرَنا إذْ نفيقُ،
إشاراتِنا إلى جهات سبعِ لنَخْتَبِرَ وجودَنا المشكوكَ بهِ ،
إشاراتِنا وهي تتوزَّعُ من أصابِعِنا مع كلِّ كلامٍ لتعودَ إلينا،
سخريتنا من أنفسِنا إذْ نتحدَّثُ للمرآة،
فرحنا إذْ نتضاجعُ عارِيَيْنِ وعيونُ الشبابيكِ مفتوحةٌ علينا.
أتذكّرُ الفقرَ إذْ كنَّا نقتُلُه أحلاماً ونكسِرُهُ ضحْكةً
أتذكر دموعاً على كأس خمر ٍ اكْتَرَعَ،
ودموعاً من كأس خمر أفرَحَنا
كان الوقتُ من عينيكِ لا من ذهبٍ
بغمزةٍ أنقذتاني من تعثُّر خمرٍ وفضيحة جنسٍ،
وحمتاني من فلتةِ الكلامِ
عيناكِ نفسهُما اللتانِ كانتا تبكيان إذا مِتُّ خُدعةً
وترقصان إذا بُعثتُ بقدرتِهِ،كما كنا نقول ، مبنيين للمجهول
أتذكّرُهُما ترقبانَنِي حيناً، وتُبعدانني من لفتاتِ الرَّصاصِ حينا آخر
أتذكّرُهُما تقولانِ لي: انْتَبِهْ
وتغمُضانِ عليَّ في الظلام



.

cleo_merode_hi.jpg


Cleo de Merode - József Rippl-Rónai
 
أعلى