علوان حسين - شاعرية الجمال.. هيفاء وهبي مثالا ً

هل نحن أمة تكره الجمال ؟ السبب الجوهري الذي يكمن خلف هذا السؤال هو حالة الكراهية والرفض التي تفشت في أوساط الناس لتلك القصيدة التي خطها الخالق بأنامله ساكبا ً فيها من السحر والإعجاز والجمال البديع هي ( هيفاء وهبي ) . في سماء أمريكا بزغت ( مارلين مونرو ) جميلة الجميلات , جعل منها الأمريكيون أسطورة ً سحر جمالها العالم فخلدت في الذاكرة كأيقونة ورمز لايفنى مع الوقت . لو قيض لهيفاء وهبي أن تولد في مدينة كنيويورك أو ميامي وليس في بيروت لهرعت إليها هوليود بكامراتها ومنتجيها وكل صناع الفن السابع راكعين على أقدامهم كي يستثمروا منجم الجمال والعذوبة الذي تمثله هيفاء وهبي . قرأت في موقع إيلاف خبرا ً عن قيام مجموعة من كارهي هيفاء بحملة تشهير ضدها .. عجيب من الذي يكره القمر ؟ هيفاء وهبي هي قمر لبنان الذي يضيء عتمة ليل العرب . في جمالها شاعرية وفتنة هي سر الغواية الذي وضعه الله في الأنثى , هو ضعفها الجميل وسطوتها التي تفتن الخيال . هيفاء نتاج فن تمازج التراب بماء القمر مع قطرات من ذهب الشمس . أغلب الظن بأن قطرة سالت من أصابع ملاك سماوي على الأرض فتشكل من شعاعها جسد امرأة أسمها هيفاء وهبي . ملامح وجهها توحي بطفولة ناضجة , بقمر شهواني وجمال نائم في غابة . جمالها كلما إلتهمته العيون يزداد جمالا ً , وهو يؤذي أحينا ً لفرط سطوعه . الجمال يفيض منها , يتدفق كما تتدفق الينابيع في قرى الخيال . ليست الكتب من يروي ويخلد حاضرنا , هو الجمال الهيفاوي من يدون للآتين أساطير حياتنا . لو أرخت أزرار قميصها وشع القمران على صدرها وسال عريها على الأرض لنبتت الأقمار فيها . في كل قطرة من عريها يتفتح نبع . ضحكتها ضحك الشلالات في الصيف وقامتها تـُقاس ُ بقامة الضوء . حين تتفتح شفتاها يتفتح حقل ٌ من الزهور , وحين تزمهما تلتم وردة ٌ على أسرارها . كلما أرنو للصباح أخال الصباح يولد من عينيها , والوقت واقف كالعبد بين يديها حتى تأخذ زينتها , لاحاجة ليهفاء للتبرج .. هل تتبرج الشمس ؟هي فقط تغسل وجهها بندى الصباح , حينها يبتكر الندى بياضه منها سارقا ً لمعة الماس من خدها . هيفاء وهبي هي طفولة الورد , وهي أجمل ما أبدع الله من آيات جمال أرسلها كي يغوي الأرض فتغار منها لتنبت زهورا ً وبحيرات وغابات وتلال زنبق . هي الشفافية مختبئة في جسد . ليست هيفاء بالجميلة , بل هي الجمال في لحظة الخلق الإولى . الجمال في جنونه وتحولاته وبراكينه ووداعته الآسرة . جمالها يثير رعشة ً في الجسد والروح . ما حاجة هيفاء وهبي للغناء والظهور إلا كحاجة الشمس في الشروق كل صباح . مالها والغناء والعصافير في شعرها تنام ؟ ترقص هيفاء فيتحرك الحجر من مكانه , وتدوخ الجبال , وترقص على رقصها الكواكب والأكوان . قالوا للجمال أسم سري وسحري حروفه الهاء والياء وألف تحتها همزة . ليس النساء وحدهن من يُشعرن بالغيرة من جمالها , الأشجار وأناث البجع وطائر البطريق وعرائس البحر وأنا بالطبع أغار منها ومستعد أن أجن أو أموت من أجل لمسة من يدها التي لو لامست صخرة ً لتفجر منها الماء .. هل تراني قلت شيئا ً عن هيفاء وهبي .. أجيب قطعا ً بلا .



* عن موقع ألف لحرية الكشف في الإنسان والكتابة

.

صورة مفقودة

MINAEV Sergey
 
أعلى