ابو حيان الغرناطي - أَذاتَ اللثامِ الحَمِّ وَالشَفَةِ اللَميا

أَذاتَ اللثامِ الحَمِّ وَالشَفَةِ اللَميا = بعادُكِ لي مَوتٌ وَقُربُكِ لي مَحيا
سكَنتِ فُؤاداً لَم يَزَل مِنكِ خافِقاً = وَصيَّرتِ حُلوَ العَيشِ يا مُنيتي شَريا
بِرُوحِي الَّتي زارَت بِليلٍ وَأَقبَلَت = تَجُرُّ عَلى آثارِها العُصبَ وَالوَشيا
هَداها سَناها نَحوَ طاوٍ ضُلوعَهُ = عَلى سَلوَةٍ ماتَت وَوَجد بِها حَيّا
تحلَّت بدُرٍّ فَوقَ لَبّاتِ نَحرِها = فَكانَ لِذاكَ الدُرِّ لَباتُها حليا
وَمَسَّت بِمِسواكٍ موشَّرَ ثَغرِها = فَذاقَت لَهُ مِسكاً وَمَجَّت بِهِ أَريا
وَأَلقَت بِهِ نَحوي لتُبرد غُلَّتي = بِرَشفِي لَهُ فازدادَ قَلبي بِهِ غَليا
مِن التُركِ ضاقَ العَينُ مِنها لِبُخلِها = وَلَيسَت مِن العِينِ الَّتي تُشبِهُ الظَبيا
سُمَيراءُ حاكى طائر السُمر قَدُّها = حَكاهُ وَلَكن أينَ أَردافُه الرَيّا
أَبى الدَمعُ إِلا نَشرَ حُبّي وَإِن غَدا = فُؤادي طَواه عَن جَميع الوَرى طَيّا


.


صورة مفقودة
 
أعلى