قصة ايروتيكية سمارة سلام - أحك حلمتي اليمنى

أول مرة كانت غرفة الفندق أضيق مما توقعت، بكيت واهتز الماء في الإناء، والطاولة كانت تتلوى، أدرت الكاميرا وصورت نفسي ابكي، يستمر الفيديو لخمس دقائق أقوم باتصال هاتفي لأقول لأحد ما أني أبكي ..

انتهي..

أطفئ الكاميرا وأحاول التأقلم مع المساحة، فأغمض عينيي.

تعلمت لاحقا أن مساحات الجدران المتعفنة مقارنة بحجم الإناء المهتز هي خدعة بصرية، الكثير من المساحات مرتبطة بطول شعر الرأس أو شعر الفخذ، أبصق على الضوء لأن لا علاقة له بانشراح الصدور.

في المرة الثانية

المساحة التي تمنحها السجائر للرأس لا نهاية لها، والديكور خارجا هو درج وممر مغلق ليس بطويل، اعترفت حينها وأنا أمص السيجارة أني لا أؤمن بمفهوم السلطة : “ملاحظةُ توضح أن اليوم كل المساحات مفتوحة”، أفضل في هذه المناسبة أن أدير الكاميرا، وأن أدور حول ثلاث كواكب .

في المرة الأخيرة ارتميت فوق السرير في المنزل، اقترحت أن نقوم بفتح صالون لتدليك الأثداء، كان يضحك ابن العاهرة، واستمر بالسخرية الى أن أقنعني أن لايمكنني أن أثق بأي نوع من التدليك يدّعي أنه يقوم به .

مع ذلك، كنت أدخل الى المطبخ أدلك رئتي بالصابون وأعود إلى السرير ،هو كان يستيقظ صباحاً ويدعي اني متماهية مع السرير، وياكل الإفطار وحده، واقفا، ثم يذهب ليمارس الرياضة ، يتمرن لساعة كاملة وأنا أحسب الوقت.

عند اكتمال الساعة أجد وضعية مناسبة لجسدي مع المحيط ومع منظور الباب، حتى يتورط هو عند دخوله بحسابات أخرى للمقارنة بين أهمية مؤخرتي وبقية أنحاء المنزل .

دائما انجح باغرائه وأسخر منه مع نفسي عندما يستخدم كل مرة نفس الجملة وهو يقترب مني ، يحتضن مؤخرتي ويقول لي انه كان يفكر بها ثم يبتسم ببلاهة وينتظر رد فعلي للإيماء له بالموافقة.

يرفعني إلى السرير.

كان يخاف على أثاث المنزل من أي تلوث بصري، ولكنه لا يبدل غطاء السرير غير مرة فصليا . ثم يحاول جاهدا أن لا ينطفأ أمامي.. أن لا تنهار سلالم الصعود بهذه السرعة…ثم يعود ليبتسم ببلاهة

فجأة، سألني عن احتمال لقاءه العديد من الأشخاص الذين قتلهم .

اهتز السرير حتى طارت جميع السلالم بغير عودة، رميته بأحد أول الأجوبة التي فكرت بها وقلت له أتمنى ذلك .

لم يسمعني، رفع جسدي ورمى بي على وجهي .وطفا فوق ضهري أصوات كل الأطفال الذين تمزقوا، اشعر بالغثيان وهو مازال يبتسم، ويقول أيضا نفس الجملة عندما ينتهي، ويشير إلى ظهري ويقول : “انظري دليل الحب ..”

بكيت بعدها لآخر مرة، لكني لم أعد أدير الكاميرا، قال لي أحد أصدقائي أن أمه كانت تسجل لوالده في الغربة كاسيتات وهي تبكي…فتوقفت .

لم يقل ما كان والده في المغترب يطعم الكاسيتات ..

غالبا الكثير من الصمت.

الصمت، مساحة هائلة للحياة .

أدلك اثدائي وحدي باليد اليسرى وأتأمل إناء الماء، باليمنى آكل أصابع بسكويت مملح، واجعل من جسدي مساحة مفتوحة للملح والماء .




صورة مفقودة

.
eisman-semenowsky
 
أعلى