شاكيلا عزيز زاده - قطّة مستلقية تنتظر - ت: عاشور الطويبي

يالدا
تؤلمني رؤية ذراعيك يختفيان
في صينية العجينة؛
رؤيتك تستعملين
قطعة قماش طويلة لتربطي
ثدييك كعنب ناضج.
رؤيتك تتخلّين عن طفلك،
تشقّق جانب فمك،
آلمني.
حصاةٌ واحدة قُذفت على ظلّكِ
كانت كافية لتأخذ الدم من على شفتيك،
أيّ لعاب تبقّى لي، سأبصقه
في وجه من قذفه كائناً من كان.
الكلمات جفّت في فمك.
الأعوام مرّت بطيئة،
تحوّلت إلى غبار ودخان.
غادروا يجرّون أقدامهم
لكن في بيت أبيك
تركت الليالي معلّقة

***

شاهدة قبر
لمن الأنفاس الميتة
النائمة
في عينيك العسليتين
أيّ تحديقة طفل صغيرة
تصير خاوية عند زنادك؟
من أجل أيّ صبية،
قلبها على كفّكَ
سيقان مدمّاة، ينبض قلبكَ؟
أيها الجبليّ!
أيّ قدر سيهدم الأجراف
من تحت قدميك؟
أيّ امرأة ستحسّ بحلمتيها تتشوّقان
لجدائلك السوداء في الغبار،
أيّ أم لولدها؟
أخبرني،
في عمق عيون مِن
ستجد أنفاسُك الميّتة السلام.

***

قطّة مستلقية تنتظر
لا تتنبأ بشكل صحيح،
هذه الكلمات.
لا تقل لي الباب إلى الجنة
بين شفتيّ.
في الشقّ بين ثدييّ،
تعثّر الإله نفسه.
سآتي
ومرّة ثانية
نَفَسُكَ سيتنفّسُ
في داخلي،
رئتاك ستمتلئان
برائحتي،
لسانُك
سيُمطر، يمطر،
يمطر ثانية على جلدي.
سأستسلم.
وهذه المرّة،
حين تأتي بلمعةٍ
في عينيك، ناوياً
تمزيقي، ستكون،
دون أدنى شكٍ
كالقطّة السوداء التي نطّتْ الآن
من المخبأ، قاطعةً دربي،
طاردتْ السنونو
عند بابك
إلى أن وقعت
دائخةً وأسيرةً.




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاكيلا عزيز زاده (Shakila Azizzada): شاعرة وقاصّة ومسرحية أفغانية من مواليد مدينة كابول عام 1964، تقيم في هولندا. من أعمالها الشعرية “ذكريات عن اللاشيء”.
 
أعلى