عماد فؤاد - على أطراف أناملنا

رميننا بعيونهنَّ
وتركننا منصوبين خلفهنَّ كأخيلةِ المآتة
العاشقاتُ
مؤوّلاتُ الأحلامِ
وقارئات الغيب في نظراتنا
عددْنَ أصابعَنا العشرَ على نهودهنَّ
وهنَّ يستعذن من تربيتنا السيئة
مسحنَ مياهَنا البكر من فوق جلودهنَّ المصقولة
بعيونٍ راضية
لكنَّها مذلولةٌ
بالخجل.
قلن كلاماً
تبسَّمن
دحرجن ضحكهنَّ خلف خطونا المرتبك
وذكَّرننا بالصلوات الخمس
لو افتقدناهنَّ
تركنَ في أدراجنا مناديل مزينة بشفاههنَّ
وخلَّفننا ورائهنَّ
نقفُ في منتصف الطريق
يحفُّ بوجوهنا الهواءُ
وتضربنا الريح الخفيفة
فيهتز عودنا الهشِّ
وتفرُّ من كفوفنا لمستهنَّ الدافئة.
بناتُ الصُّدفة
والصبا القريب
أطعمناهنَّ خبزَنا وجبننا الرَّخيصِ
في بيوتِ أصدقائنا
ليدخلننا جنَّات الله في الأرض
قاسمناهنَّ سجائرَنا التي نسرقُها خلسةً من علب آبائنا
ليعلِّمننا من أين تنبع المحبَّة
وكيف تكبر جزر العزلة فينا
قبَّلننا القبلة الأولى
فعرفنا أن لشفاهنا وظيفةً أخرى
غير الصَّفير
خلف فرائس الطريق.
أُرسلن لنا
بباقات زهر ملفوفةٍ بعنايةٍ
محمَّلات بفاكهة من عنبٍ وتين
وشعورٍ طويلة تنسدل على أوراكهنَّ
كأغصان الكافور
نمنا في أحضانهنَّ عمراًً
أكلنا وشربنا معهنَّ
بصحبة موسيقى شرقيَّة
تنزُّ كالمياه من بين أصابعهنَّ
عرَّفننا طعم طفولتنا التي نسيناها على حلمات أمهاتنا
وجعلن منا رجالاً
ندوس على قلوبهنَّ بأحذيتنا
دون رفَّة ندم.
رحلنَّ عنا كطيور
تهاجر من أرض إلى أرض
قفلن صناديق متعهنَّ على أطراف أناملنا
فجأةً
تاركين كدمةً تزرقُّ فوق أصابعنا
ودمعة من شجن.
لا اليد التي قبَّلناها خلسةً
ولا السَّلالم الغريبة التي صعدناها كي نسرق محبَّتنا
لا شبابيك الأهل التي أُغلقت في وجوهنا
ولا انكسار نظراتنا في البكاء
لا شيء يُمحى من عقولنا
وليس للنسيان في قلوبنا جلالُ!




* عن موقع ألف لحرية الكشف في الانسان والكتابة

.


صورة مفقودة
 
أعلى