صفي الدين الحلي - لم أدرِ أنّ نِبالَ الغُنجِ والكَحَلِ،

لم أدرِ أنّ نِبالَ الغُنجِ والكَحَلِ، = تحتَ السوابغِ تصمي مهجة َ البطلِ
لعلّ طرفكَ من أسمائهِ ثعلٌ، = كذلكَ الرميُ منسوبٌ إلى ثعلِ
لواحظٌ حاذرتْ ألحاظنا، فغدتْ = بصارِمِ الغُنجِ تَحمي وَردَة َ الخَجلِ
لقد تعدتْ علينا غيرَ راحمة ٍ،= فظَلّلَ الحُسنُ ظِلاًّ غيرَ مُنتَقِلِ
للهِ ليلتنا بالمجمعينِ، وقد = حالتْ، وتذكارها في القلبِ لم يحلِ
ليل تَنَعمتُ في وصلِ الفتاة ِ بهِ، = حتى توهمتُ أنّ البدرَ من قبلي
لمياءُ جادتْ لنا بالوصلِ، إذ علمتْ = أنّ الترحلَ قد زمتْ بهِ إبلي
زلتْ إلى صدرها صدري مودعة ً، = وزَوّدَتني من الإرشافِ والقُبَلِ
لمّا أحَسّتْ بوَشكِ البَينِ فانسفَحَتْ = دموعُ مُنتَحِبٍ في إثرِ مرتَحِلِ
لاحتْ صروفُ النوى حزناً وقد نثرتْ = عَقيقَ أدمُعِها من نَرجسِ المُقَلِ
لَجّتْ، فقُلتُ لها كَيما أُعَلّلها، = كمن يعللُ بعدَ النهلِ بالعللِ
لَعَلّ إلمامَة ً بالجِزعِ نابتَة ً، = كيما يهبّ نسيمُ البرءِ في عللي
لوتْ إليّ عنانَ الذلّ قائلة ً: = علامَ تعجل الأسفارِ والنقلِ
لمن تؤملُ بالإعسارِ؟ قلتُ لها: = على ابنِ أرتقَ، بعدَ اللهِ، متكلي
الباسِمِ الثّغرِ، والأبطالُ عابسَة ٌ، = والمخصبِ الربعِ، والأرضونَ في محلِ
لمن أضاءَتْ بنُورِ اللَّهِ دولَتُه، = كأنها غرة ٌ في جبهة ِ الدولِ
لهُ يَراعٌ، وعَضبٌ ما جَرى وبَرَى إلاّ قضى ، ومضى بالرزقِ والأجلِ
لُذنا بهِ، فرأينا من مَناقِبهِ ما لاتشاهدهُ الأبصارُ في رجلِ
لَيثٌ أضافَتْ سَجاياهُ حَماسَتَهُ إلى السماحِ، وناطَ العلمَ بالعملِ
لكَ الفَضائلُ، يا نجمَ المُلوكِ، لقد = جرَيتَ في المَجدِ جَريَ النّومِ بالمُقَلِ
لَزِمتَ حَدّ التّقَى عن كلّ فاحشة ٍ، = حتى كأنكَ معصومٌ عن الزللِ
لربّ لَيلِ عَجاجٍ كانَ أنجمَهُ = شهبُ الصفاحِ وأطرافُ القنا الذبلِ
لذَّ الوغى للمواضي، فانثنتْ طرباً = به، وماسَ القَنا كالشّارِبِ الثَّمِلِ
لولا فرارُ الأعادي من يَديكَ بهِ، = لأصبَحُوا في فَمِ الأيّامِ كالمَثَلِ
لَقيتَهُم بجِيادٍ قد كَفِلَت لها = أن لا ترى الشوسُ منها صورة َ الكفلِ
لي أيّها المَلِكُ المَنصورُ فيكَ فَمٌ = ما صاغَ قَبلَكَ تِبرَ المَدحِ في رَجُلِ
لهوتُ عن مدحِ أهلِ الأرضِ مرتفعاً = عنهم، وعضبُ لساني غيرُ ذي قللِ
لو كانَ مثلُكَ مَوجوداً نَظَمتُ بهِ = أضعافَ ما نَظَموا فيهِ ذووالطَّوَلِ
لكَ الوِلاية ُ، فارْقَ في عُلاكَ على = هامِ السماكِ بعزّ غيرِ منتقلِ



.


72856594.jpg


Artiste Issami Mohammed
 
أعلى