قصة ايروتيكية صهيب أيوب - كيلوت “لافندر”

فكّرت أن أقتلها. لأنها تبقي برازها في غرفة النوم. تشرب كثيراً. “ويسكي مضروب”. تعرف انها لن تحصل على سواه من مالها القليل الذي تأخذه من ابننا محمد. تشتمني طوال الليل. تقول لي: “انت حيوان اير ومخ اخو شرموطة”. كنت اسكت متراجعاً. لا تزال تأخذ ادويتها من دون انتظام. لم استطع الحصول عليها من جمعية باب الرمل، ولم تعطني وزارة الصحة اي شيء. عامل الضمان سبني وطردني من المركز. فكرت في قتلها مراراً. صرت أقول بصوت خفيض في رأسي: علي ان اشطر عنقها بالسكين. ان ار بأم عيني كيف ينفر الدم من عنقها، وهي ترجوني ان اتركها تموت وحيدة. لن افعلها حينها. سأدخل اصابعي جيداً في رقبتها، وانتزع صوتها الحاد منه. سأنتقم من جلدها المتقشر. واضع يدي بكاملها في احشائها. ربما، ستخرج كلاباً وضفادع وارواحاً شريرة. كانت ترفض ممارسة الجنس معي “على الواقف”. لم أكن ارغب بها اكثر الاوقات. لكني كنت افتقد طعم جسمها وملوحته. ربما الادوية تترك ملوحة في جلدها. افعلها على عجالة. لأمرن أيري مجدداً على نياكتها. فكرت لو ان منال مكانها. لو تزوجتها بدلاً منها. كل مرة كنت انيكها اصطحب منال في مخيلتي. اتخيلها تمص لي قضيبي المنتصب، وتضع لسانها بين بيضتي المندفعتين الى إستي. كانت خَرفة ولا تجيد الطبخ وتترك الاولاد بلا عناية ورائحتها بشعة. تبقى بلا استحمام لأيام، وفجأة تستعيد حبها للدنيا. فتعطر البيت وكيلوتها يصبح مشبعاً بعطر اللافندر. يتحول مزاجها. يصبح اللافندر طيف يومياتها الآسر. كأنها تغرق به. وتتذكر امها. تحكي عنها لأيام. “كانت تشطفني بعطر اللافندر” تقول باستفاضة، وهي تمسد بذهول أسفل قدمها. ترقص في الغرفة وتغني متشظية، فوق بلاط غرفة الجلوس. ثم تسقط كأنها تمثل فوق خشبة مسرح. لكن لا أحد هناك يصفق لها. نتركها على حالها. نقول جميعاً بتواطؤ: انه تأثير الادوية. امرر يدي على عنقها وهي متخمة بالنوم قربي في السرير. افكر بمنال. استعيد نساء الحي اللواتي مررن في ذاكرتي. صدر اختها التي بقيت عندنا في امتحاناتها الثانوية. ومناصف التي تسدل شعرها الكستنائي الى ظهرها مرتدية “كومبلازون” احمر اللون وتمشي على بلكونها، قبل ان يفرض اخوها الحجاب على نسوة البيت ويصبح شيخاً في الحي. مغلقاً منافذ الشقة والفرندا التي بقي عليها دراجة حديدية صدأة. كان يمكن من بلكون شقتنا رؤية بنات الحي كلهن ماشيات او جالسات على شرفات شققهن، او من بين فتحات النوافذ وهن يمشين بين الغرف ويصرخن على اخوتهن او يدرسن. طلبت من ابني عاصم ان يحضر لي ركوة القهوة باردة من فوق المجلى. وأبقيت عيني نحو الاوتوستراد، الذي انشأ في زمن نجيب ميقاتي حين كان وزيراً للاشغال العامة. ابحث عنهن. اعود افكر بقتلها، لكن كيف وهي دوماً تعيدني الى جسمها، الى تكوراته المنتفخة، الى صوتها المجعد. لا بد من ان اقتلها يوماً قبل ان تقتلني.


.



صورة مفقودة

Cherkaoui Ahmed
 
أعلى