عمر ابن أبي ربيعة - رَأَيْتُ بِجَنْبِ الخَيْفِ هِنْداً، فَرَاقَني

رَأَيْتُ بِجَنْبِ الخَيْفِ هِنْداً، فَرَاقَني = لما هيدُ ريمٍ زينتهُ الصرائمُ
وَذو أُشُرٍ عَذْبٌ كَأَنَّ نَبَاتَهُ = جنى أقحوانٍ، نبته متناعمُ
نَظَرْتُ إلَيْهَا بِکلمُحَصَّبه مِنْ مِنًى = ولي نظرٌ، لولا التحرجُ، عارم
فَقُلْتُ: أَشَمْسٌ أَمْ مَصَابِيحُ بيعَة ٍ، = بدتْ لك تحتَ السجف أم انت حالم؟
مُهَفْهَفَة ٌ، غَرّاءُ صِفْرٌ وشاحُها، = وفي المرطِ منها أهيلٌ متراكم
بعيدة ُ مهوى القرط، إما لنوفلٌ = أَبوها، وإمّا عَبْدُ شَمْسٍ، وَهَاشِمُ
ومدّ عليها السجفَ يومَ لقيتها، = على عجلٍ، تباعها والخوادم
فلم استطعها غيرَ أنْ قد بدا لنا، = عشية َ راحتْ، كفها والمعاصم
مَعَاصِمُ لَمْ تَضْرِبْ عَلَى البَهْمِ بِکل ضُّحَى = عصاها، وَوَجْهٌ لَمْ تُلِحْه السَّمَائِمُ
نضيرٌ، ترى فيه أساريعَ مائه، = صبيحٌ، تغاديه الاكفُّ النواعم
إذا ما دَعَتْ أَتْرابَها، فکكْتَنَفْنَها، = تَمَايَلْنَ أَوْ مَالَتْ بِهِنَّ المَآكِمُ
طَلَبْنَ الصِّبَا حَتَّى إذا ما أَصَبْنَهُ = نزعنَ، وهنّ المسلماتُ الظوالم
فَذَكَّرْتُها داءً قَدِيماً مُخَامِراً = تَقَطَّعَ مِنْهُ إنْ ذَكَرْنَ الخَيَازِمُ
وَقُرْبُكِ لا يُجْدي عَلَيَّ، وَنأْيُكُمْ = جوى داخلٌ في القلبِ يا هندُ لازم
فَإنْ بِنْتِ كَدَّرْتِ المَعَاشَ صَبَابَة ً، = وإنْ تصقبي فالقلبُ حيرانُ هائم
وقد زعمتْ أنّ الذي وجدتْ بنا = مقيمٌ لنا في أسودِ القلبِ، دائم



.
صورة مفقودة
 
أعلى