كامل النجار - الحب.. الجنس.. والإسلام

1/2
بدأ الإنسان الأول حياته في مجموعات صغيرة لا تعدى العشرات من الرجال والنساء. ولم تكن هناك قوانين ولا أديان، فمارسوا الجنس دون قيود. ومع مرور الزمن ومعرفتهم أن قوتهم وقابليتهم للبقاء تعتمد على قوة مجموعاتهم وكثرة رجالها الذين يصدون الحيوانات المفترسة ويصطادون الطعام، فقد شجعت هذه المجموعات من البشر الاقتران بين النساء والرجال للتناسل لتعويض ما يموت من أفرادها. ولم تكن هناك ملكية فردية، كل شيء كان مشاعاً بما في ذلك الجنس. وكما قال الدكتور علي الوردي، عالم الاجتماع العراقي إن مثل هذه المجتمعات لم تكن تعرف الآحادية، فهم يشبعون جماعةً إذا اصطادوا حيواناً ويجوعون جماعة إذا لم يصطادوا. وكذلك كان الجنس عندهم جماعياً مشاعاً.
وعندما اكتشف الإنسان الزراعة والاستقرار وكبرت المجتمعات، كان قد تعدى فترة عبادة الأسلاف في أغلب المجتمعات وتعرّف على المعابد التي بُنيت لإقامة الآلهة. وحتى في هذه الفترة كان كل شيء مشاعاً وخاصة الجنس. فقد عكفت بعض المجتمعات على وضع كمية من النساء والفتيات الجميلات ليخدمن المعابد ويقدمن الجنس لزوار المعبد وللمسافرين والغرباء وغيرهم. وقد قدسوا هؤلاء النساء اللاتي خدمن آلهة السماء. وإذا انجبت إحداهن أصبح مولودها من املاك المعبد وقام على تربيته كهنة المعبد من رجال ونساء. ورغم أن هذه المجتمعات اعتبرت أن المرأة نجسة في فترة حيضها وحرمّت الاتصال بها جنسياً، فهي لم تفصل بينها وبين الرجال. وفي مثل هذه المجتمعات نشأت الموسيقى وازدهر الغناء في مواسم الحج لتلك المعابد لتشجيع الآلهة على منحهم الخصوبة والإنجاب والمطر. وخلقوا أعياداً للحب كان لحمتها وسداها الموسيقى والطرب والرقص والجنس.
وقد استمرت أغلب المجتمعات على هذا المنوال من الحب والإنجاب دون قيود وكثر أفراد تلك المجتمعات التي لم تضع قيوداً على الحب. فمجتمعات شرق آسيا التي لم تعتنق الديانات السماوية المعروفة وطورت ديانتها الأرضية مثل الصين والهند واليابان وفيتنام ازداد عدد السكان فيها بشكل ملحوظ. أما مجتمعات الشرق الأوسط التي ظهرت فيها اليهودية في القرن الثاني قبل الميلاد، فقد قننت الاتصال بين المرأة والرجل وجعلت له عقوداً ملزمة وفصلت المرأة عن الرجل وجعلت المرأة ملكاً للرجل لا تعاشر سواه مدى حياتها وسنت عقوبة الرجم لمن تخالف القانون السماوى وترتكب جريمة الزنا. ولذلك ظلت حجم اتباع الديانة اليهودية صغيراً رغم أنها أقدم الديانات السماوية المدونة. وبما أن طبيعة الرجل والمرأة تجعل اللقاء بينهما يقود في أغلب الأحيان إلى ممارسة الجنس، فقد فرضت اليهودية على المرأة أن تتحجب في حضرة الرجال الغرباء وأن لا تغريهم بجسدها. وأعطت الزوج الحق إذا شك في أن زوجته لها علاقة مع رجل آخر أن يأخذها غصباً عنها إلى المعبد ليستجوبها الحاخام استجواباً دقيقاً ويهددها بالانتقام الإلهي أن هي كذبت عليه. ورغم أن الحاخام والزوج والجميع كان يعرف أن المرأة لن تعترف إن كانت لها علاقة برجل آخر لأن ذلك يعني قتلها، وأنها سوف تكذب سواء أأنتقم منها الإله أم لا، فقد اقنع الحاخام والزوج نفسيهما بأن نكرانها يعني براءتها. واستمرت الممارسات الجنسية ولكنها اتخذت شكل الخفاء بعد أن كانت معلنة للجميع ولا يستتر منها أحد. فكل ما فعلته اليهودية يمكن تلخيصه في أنها دفعت بالعلاقات الجنسية تحت الأرض وسنت لها قوانين صارمة لا تشجع المرأة أو الرجل على الاعتراف بالعلاقة. ولكن سيئ الحظ الذي يُضبط متلبساً بالجريمة أصبح عقابه رادعاً.
وعندما جاءت المسيحية التي مشت في خطى اليهودية، حاول المتزمتون رجم المومسات مع أن الدعارة كانت تقدم خدمة جليلة للمجتمع باشباع رغبات الرجال الذين لا يستطيعون الزواج والمسافرين الذين تركوا أزواجهم خلفهم وبذلك منعت جرائم الاغتصاب واتاحت للمومس دخلاً يتيح لها العيش، حتى وإن كان بلا كرامة. ويبدو أن السيد المسيح كان يعرف أن الإنسان مجبول على النفاق والكذب، فعندما حاولوا أن يرجموا مومساً قال لهم: (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر) وطبعاً لم يستطع أحد أن يرميها بحجر لأن أغلب الرجال الحاضرين كانوا يرفلون في الخطيئة السرية وقد اتخذوا تدابير تمنع اكتشافهم وتعرضهم إلى المحاسبة. وفي القرون الوسطى في أوربا عندما كانت المسيحية هي الحاكم عن طريق الكنيسة، وضعت الأخيرة قوانين صارمة فرضت على النساء زياً معيناً وجعلت العلاقات الجنسية قبل الزواج "تابو" يعاقب عليه المجتمع من يرتكبه، وقننت الزواج الأبدي ومنعت الطلاق، إلا أن طبيعة الإنسان وميله التلقائي إلى الجنس تغلب في النهاية على قوانين الكنيسة وأصبح الجنس الآن في أوربا وفي جميع الأقطار المسيحية، خاصة أمريكا اللاتينية، في شبه المشاع كما كان في المجتمعات البدائية. ولم تتضرر هذه المجتمعات من إباحة الجنس، بل بالعكس قد حررت عقول الرجال والنساء وجعلتهم يمنحون كل وقتهم اثناء العمل إلى التفكير في زيادة الانتاج وكسب الخبرة، بدل التفكير المستمر في الجنس. وازداد عدد السكان في أوربا زيادةً عظيمة في السنوات الأخيرة بعد أن كسر الناس قيود الكنيسة على الجنس ومارسوا الحب والإنجاب بحرية كاملة.
وجاء الإسلام وكان متسامحاً مع الحب والجنس حتى في أيام المدينة عندما كان الرجال يأتون النبي يشتكون من أنهم وجدوا رجالاً مع أزواجهم. وكل ما فعله النبي كان أن أتى بآيات الملاعنة التي ترغم الزوج الذي يرمي زوجته بتهمة الزنا ولا يملك أربعة شهود أن يحلف هو وتحلف زوجته خمسة مرات أنه كاذب. ورعم أنه بالضرورة لا بد أن يكون أحدهما كاذباً، فلم يُشرّع النبي لهم عقاباً إنما اكتفي بالتفريق بينهما، أي الطلاق. والرجل يستطيع بكل الأحوال أن يطلقها دون أن يحلف خمسة مرات. فلا عقاب هنا على المدعي ولا المدعى عليه. ولكن تحت إصرار عمر بن الخطاب أتى النبي بالحجاب وأمر النساء أن يقرن في بيوتهن ولا يبرحنها إلا بإذن أزواجهن وجعل المرأة الخادمة المطيعة لزوجها، وقال: (لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها.) ثم أباح ملك اليمين وأصبحت المرأة سلعة تباع في سوق النخاسة. وعندما جاء العصر العباسي استغل الخلفاء ملك اليمين أسوأ استغلال فاقتنوا الجواري بالمئات. ذكر الأصفهاني أنه كان للرشيد زهاء ألفي جارية. وعن المسعودي، كان للمتوكل أربعة آلاف جارية. وفعل الفاطميون في مصر نفس الشيء وكذلك ملوك الأندلس. ولم ينحصر ملك الجواري في قصور الملوك والأمراء، بل تعداهم إلى منازل الخاصة وأرباب اليسار من تجار ومالكين وعلماء، ومن يليهم من طبقات الشعب (أمراء الشعر العربي في العصر العباسي،أنيس المقدسي، ص 54). وكانت أثمان الجواري تختلف من عشرات الدناير إلى الألوف. وكان الأمراء يتهادون الجواري، فقد أهدى طاهر إلى المتوكل هدية بها مائتي وصيفة ووصيف. بل كانت المرأة أحياناً تهدي زوجها بعض الجواري كما فعلت زبيدة مع الرشيد. وانتشر الغناء والنبيذ بين الطبقات العليا من المجتمع. وبلغ التحرر الجنسي أعلى مستواه في الدولة الإسلامية لدرجة أن ولادة بنت المستكفي، أخت الخليفة الأندلسي، كانت تقول:
أمكّن عاشقي من صحن خدي **** وأعطي قبلتي من يشتهيها
وانتشر شعر الغزل والموشحات وقصص الحب، وصرف الناس طاقاتهم في الأندلس للعلم والبناء بدل التفكير في الجنس الممنوع. ثم تحرك مارد الصحوة الدينية في أشخاص الأئمة ومن أتى بعدهم فحرّموا الغناء والموسيقي وجعلوا الحجاب واجباً على كل النساء وحجزوهن بالبيوت وبالقصور وأصدر السلطان العثماني فرماناً يأمر بحمل المرأة التي تخرج إلى الشارع بدون حجاب على حمار ويُطاف بها في شوارع اسطتنبول للتشهير بها، بعد أن يقصوا شعرها. وازداد فصل النساء عن الرجال مما أدى إلى انتشار عادة مصاحبة الغلمان في الدولة العثمانية وفي مستعمراتها مثل العراق ومصر.
والغريب أن الشيوخ قد رووا حديثاً عن النبي يقول: (تناكحوا تناسلوا فإني مباهي بكم الأمم يوم القيامة). ومع ذلك ضيقوا الخناق على النساء والرجال ومنعوا الاتصال بينهم وانكبوا على تأليف الكتب التي تقنن كل شيء للمرأة حتى فترة حيضها واستحاضتها وطهورها ونجاستها ومتى يحل لها أن ىتجامع زوجها، وهل يجوز لها أن تمص لسانه أو عضوه التناسلي، وما إلى ذلك. والنتيجة الحتمية لهذا الهوس الجنسي كانت ازدياد اللواط في المجتمعات المسلمة مع ازدياد أعداد العوانس، وانغماس النساء في السحاق لاشباع الغريزة الجنسية التي لا يستطيع الإنسان السيطرة عليها. وهاهي دول الخليج الآن تعاني أشد المعناة من ظاهرة العنوسة بين فتياتها بينما يسافر شبابها ورجالها إلى جنوب شرق آسيا وأوربا لممارسة الجنس والحب.
وبزوال الدولة العثمانية واقتسام فرنسا وإنكلترا البلاد العربية، تحررت بعض البلاد العربية مثل مصر والسودان ولبنان وسوريا وبلاد المغرب من تحكم رجالات الدين وأصبحت للنساء حرية الخروج والتعليم والعمل واختيار ما يحلو لهن من ملابس ومستلزمات تجميل. واختلط الشباب في الجامعات وانتشرت دور السينما والأندية الليلية. وأصبح الشرق يتخلى عن الثيولوجية ويسير نحو العلمانية والتقدم التكنولوجي بعد أن تحررت عقولهم من التفكير في كيفية الحصول على الجنس وإضاعة الوقت بالتفكير فيه. ولكن لعنة البترودولار حلت بالبلاد العربية، وفي ظرف وجيز بعد استقلال تلك البلاد بدأت الصحوة الدينية الثانية التي دعمتها الدول الخليجية بدولاراتها. وكالمتوقع فإن رجال الدين كانوا المستفيدين الوحيدين من هذه الصحوة التي ملأت جيوبهم ذهباً وفتحت لهم القنوات الفضائية ليحرضوا العامة ضد المرأة التي تخلت عن الموضة والتفت بالعباءة وانفصلت عن زملائها الرجال في مجال العمل والدرس. وبمساعدة القنوات الفضائية ودور الفتوى استطاعوا أن يغسلوا عقل المرأة حتى أنها صارت تطالب بأن تُسجن في دارها وتُحرم من المكاسب التي اكتسبتها بكفاحها قبل ظهور الصحوة الإسلامية. فأصبحت النساء في البرلمانات العربية يطالبن بتطبيق الشريعة في اللبس والإرث والطلاق، أكثر مما يطالب بها الرجال، ويطالبن بإلغاء مواد دستورية تبيح للنساء المساواة بالرجل، كما حدث في البرلمان العراقي. والشخص مغسول الذهن لا يختلف عن المريض الذي يُحبس في مصحة عقلية عالية الجدران كل حياته فتصبح المصحة بالنسبة له هي العالم الطبيعي. فإذا أرادوا اخراجه من المصحة يرفض ذلك لخوفه من العالم المجهول خارج أسوار المصحة، كما في الفيلم One Flew Over the Cuckoo’s Nest.
ورجال الدين الذين أصبح شغلهم الشاغل فصل الرجال عن النساء يعلمون علم اليقين أنهم يخلقون مجتمعاتٍ منافقة، كنفاقهم. ولأن جل وقت رجالات الدين يذهب سداً في حديث وكتابات عن الجنس والعورة والعفة وهم يعلمون أن عفتهم التي يدعون لها ما هي إلا عفة بالإسم وفي مخيلتهم فقط. وبعد أن راءوا ما حدث في مجتمعات الخليج من ازدياد حالات الأمراض النفسية والإدمان والعجز الجنسي الذي يطال 34 بالمائة من الرجال السعوديين (سالمة الموشي، إيلاف 9 يناير 2005)، حاولوا الآن إباحة الجنس بطرق ملتوية مثل زواج المسيار وزواج الفرند الذي لا يختلف عن ما يفعله الغربيون من علاقة جنسية بين الرجل وصديقته، وقد ظل رجال الدين المسلمون يتهمون الغرب بالفساد الأخلاقي بسبب هذه العلاقات التي تبنوها هم أنفسهم الآن، بينما البلاد الغربية تفوق بلاد المسلمين في الأخلاق واحترام الإنسان وحقوقه واحترام الغير في كل المجالات. وعقول بعض رجالات الدين عبارة عن كهوف تسكنها شياطين الجنس، فلا يفكرون ولا يتحدثون إلا بما يمت إلى المرأة والجنس. ويبررون اغتصاب الأطفال بحوادث تاريخية حدثت في القرن السابع الميلادي، وما زالوا يدافعون عن زواج البنات في سن التاسعة. وقد أفتى الإمام الخميني بحلة مفاخذة الطفلة الرضيعة، وفعل كل شيء معها إلا الإيلاج. وهذه الأفعال تُعتبر جريمة نكراء في المجتمعات الغربية التي يرمونها بالفساد.
وكنتيجة حتمية لنفاق رجالات الدين فقد أصبحت بلاد الإسلام عبارة عن بؤر فساد يحاولون جاهدين أن يخفوها عن أعين الناس رغم أن رائحتها قد عمت جميع أنحاء العالم. فإذا أخذنا مثلاً إيران نجد أن الدعارة فيها بلغت أرقاماً قياسية رغم تغطية النساء بالشادور ورغم رجم بعض البنات الصغيرات اللاتي غرر بهن رجال في عمر آبائهن، كما حدث في إيران مؤخراً عندما شنقوا بنت عمرها ست عشرة سنة كان قد غرر بها سائق تاكسي في عمر أبيها. ونسبة لانتشار هذه الظاهرة، أخرج رجل الدين المحافظ مسعود دهناماكي فيلماً عن الدعارة في إيران. ويتعرض دهناماكي الى انتقادات من المحافظين والإصلاحيين لإخراجه الفيلم. فقد اشتاط المحافظون غضبا شديدا، ليس لأن واحدا منهم سلط الاضواء على مرض اجتماعي، وانما لكونه بدا متعاطفا مع المومسات. ويعتقد الإصلاحيون انه تعمد المبالغة في تصوير حجم المشكلة (نازيلا فتحي، الشرق الأوسط 27 نوفمبر 2005).
ويتجاهل الملالي ما يحدث من علاقات جنسية بين الشباب في المدن الإيرانية الساحلية حول بحر غزوين لأنهم لن يستطيعوا منعها. وكم من رجل دين استغل زواج المتعة ليروي ظمأه الجنسي من فتيات صغيرات معدمات. فلماذا يمارسون البغاء ويمنعون الشباب من الاختلاط؟
وكالعادة يدفن الملالي رؤوسهم في الرمال لتفادي رؤية المشاكل الجنسية التي تسببوا في خلقها بقوانينهم الجائرة، فقد أصدرت السلطات القضائية الإيرانية، قرارا بمنع صحافية إيرانية من العمل لمدة خمس سنوات، بعد نشر مقال لها حول الايدز يدعو الى معالجته في العلن، بدلا من التخفي والتستر عليه. وقال محامي الصحافية لوكالة أنباء «ايسنا» الطلابية، إن موكلته وتدعى الهام افروتان، منعت من العمل كصحافية، ومن ممارسة حقوقها الاجتماعية لخمس سنوات، بسبب مقالها في أسبوعية «تمادون ـ اي هرمزغان»، بعنوان «لنجعل موضوع الإيدز علنيا»، موضحا أن موكلته وهي في أوائل العشرينات من العمر، اتهمت بـ«نشر الرذيلة» بسبب المقال (الشرق الأوسط، 5 يوليو 2006). فهذه الصحافية تنشر الرذيلة بمطالبتها البسلطات بأخذ موضوع الأيدز مأخذ الجد، واللذين يبيحون مفاخذة الأطفال ينشرون الفضيلة الوهمية.
وفي بلد كالعراق تمزقه الحرب الأهلية بين السنة والشيعة باسم الله والإسلام، أصبح اختطاف البنات واغتصابهن وحتى بيعهن في أسواق الدعارة بدول الخليج أمراً مسلماً به حتى أن النساء لم يعدن يخرجن من منازلهن. ويقوم بهذه الأعمال الملتحون الذين تسلحوا للدفاع عن الإسلام والفضيلة. ويحدثنا رجالات الدين بالبصرة عن فرض الحجاب بالقوة على النساء حتى غير المسلمات من مسيحيات وصابئيات وغيره، للحفاظ على العفة، وجامعات العراق أصبحت لا تخفي الزواج العرفي الذي أصبح موضة بين الطلبة والطالبات، رغم فرض الحجاب عليهن.
أما الدعارة فلا يخلو منها بلد مسلم، عربي أو أعجمي، خاصة دول الخليج التي أصبحت من أكبر مراكز الدعارة في الشرق الأوسط وأصبحت تجلب المومسات من المغرب والعراق والجزائر ومصر ولبنان ودول الأتحاد السوفيتي السابقة، وحتى من روسيا. والبنات العربيات في أوربا يمارسن الدعارة في كل المدن الأوربية، خاصة في هولندا حيث يعملن في حوانيت الجنس المعروفة ب "المنطقة الحمراء" Red District. وتكفي زيارة واحدة إلى بيكادلي بارك في لندن لنرى كمية النساء العربيات اللاتي يبيعن الهوى.
وفي فرنسا، إضافة إلى الدعارة نجد الفتيات المسلمات اللاتي أصبحن يمارسن الجنس مع أصدقائهن قبل الزواج، يلجأن إلى الجراحين لترقيع غشاء البكارة الذي يبني عليه رجال الدين مفهومهم للعفة. فقد أجرى الجراح الفرنسي برنارد بانيال خلال العامين الماضيين فقط 200 عملية جراحية لفتيات مسلمات وكاثوليكيات ويهوديات، ولكن الأغلبية من هذه المجموعة من الجالية العربية. ويضيف بانيال: "أعرف الكثير من الجزائريات والتونسيات اللواتي يجرين هذه العمليات الجراحية في تونس لأنها قريبة وبسبب المشكل المادي، غير أنني أسعى بدوري لإجراء العمليات هنا في فرنسا لأني لمست عندما درست في جامعة عنابة في الجزائر أن معظم الطالبات تسألنني عن كيفية إجراء عملية خياطة غشاء البكارة" (شفاف الشرق الأوسط، 9 يناير 2006). وهناك من يجري هذه العمليات في مصر والسودان واليمن. وهناك مواقع على شبكة الانترنت الآن تعلن عن ترقيع غشاء البكارة بدون جراحة، في دبي ولها وكلاء في جميع الدول العربية.
ومع كل هذه الحقائق الدامغة في المجتمعات المسلمة يصر الملالي ورجالات الدين على الحديث عن العفة والشرف ويبالغون في فصل النساء عن الرجال كما يفعل خمسة آلاف ملتحي ينتمون إلى جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية. ولكنهم يبيحون لأنفسهم كل أنواع الجنس. فكم من شيخ ملتحي ومتعمم ضاجع امرأة لا تحل له في غرفتة بالفندق عندما كان في إحدى المؤتمرات في أوربا أو أحد عواصم الدول العربية. وكم مؤذن ومطوع ضاجع صبياً صغيراً قبل صلاة الجمعة عندما يهش بعصاه ليدفع الرجال إلى المسجد ويندفع هو إلى غرفة خاصة بالسوق.
فبدل أن يضيعوا مجهوداتهم في محاولة يائسة لفرض العفة على الطلبة والطالبات، بفصلهم عن بعض في الجامعات العربية في مصر والأردن والبحرين والسعودية وغيرها، لماذا لا يركزون مجهوداتهم في تنقية دينهم من الشوائب التي تكاد أن تقضي عليه، ويجعلونه ديناً يسراً لا يرهق المسلمين وديناً بين العبد وربه ولا دخل للدولة فيه ولا مكان لبوليس الآداب الذين يحاولون فرض المستحيل الذي يعارض طبيعة الإنسان والحيوان؟



.

صورة مفقودة

Visage obscure de Mesnani
 
أعلى