موقع الانطولوجيا في عامه الأول

في مثل هذا اليوم من السنة الفارطة انطلقت أنطولوجيا الإيروتيكا العربية ، و هي مبادرة إبداعية لا تخلو من مشقة ، و لا تخلو من متعة ، و لا تخلو من مجازفة في نفس الآن وسط هذا الهشيم ، سنة عملنا خلالها على أن يكون الموقع أحسن تأثيثا، و أن نكون أكثر حرصا على المستوى الجمالي للنصوص ، و أشد مراعاة لمختلف الأذواق و الحساسيات ، منسجمين مع قناعتنا بجسامة المهمة ، محترمين الشروط الأدبية و الجمالية في توصيل المعلومة ، مبصرين بعين اليقين و التوجس لكل ما من شأنه الحط من قيمة الإنسان و قدره ، منصتين بأذن الرضا لكل من يعترض على نشر نص من نصوصه ، و انتقائيين في اختياراتنا للنصوص مخافة السقوط في مطب الابتذال و الحذلقة لأن " اختيار الكلام أصعب من تأليفه" كما يقول أحمد ابن عبد ربه ، و في نيتنا أن تكون هذه الأنطولوجيا رسالة مفتوحة للمحبة و المودة، و أرضا مشاعا لزرع بذور التسامح والإنفتاح ، و بوابة مشرعة على الجمال ضد مظاهر القبح ، و الانفتاح ضد التحجر و الانطواء على الذات ، و التسامح ضد التطرف و الكراهية ، وإلإنتصار لجمالية اللغة ضد قبح العالم وبؤسه ، و الإيمان بالإختلاف ضد التعنت و الفردانية، و نصرة الفكر المتحرر ضد الإسفاف و الإثارة الجنسية و الكبت و تفريغ الشهوات مما تسعى إليه المواقع الإباحية الرخيصة ، في مجتمع يعرف انتكاسة على كل مستوياته السياسية و الاجتماعية و الفكرية ، انتكاسة جسيمة عرفت ذروتها مع هبوب رياح ربيع مخيب للآمال ، ركبت عليه قوى الظلام التي لم تكن بدورها اقل دموية و فسادا و تخلفا و تسلطا و نهما للسلطة من هذه الأنظمة الفاشية .. و حرمت كل ما يخرج عما خطه قطيع لا يفرق بين الأدب و لذته ، و الحواس و شهوتها ، فيما يبيحون لأنفسهم ما لا يتيسر من المحرمات و الرجس و الفحشاء ما ظهر منها و ما بطن و لو بالأحزمة النازفة ، و إغراق العالم في الدماء..

إن الأدب قدرنا و يحفزنا على اختراق أوقيانوسات مجهولة مكتظة بالسؤال ، و لا يمكن باية حال فصله عن سياقه الجغرافي الذي كتب فيه ، فــ « ليس هناك فن غير ايروتيكي » على حد زعم بيكاسو ، و بالتالي ليس هناك أدب بريء ، و بهذا فإننا نؤمن بأن الاقدمين من الفقهاء و الأئمة و الشيوخ و رجالات الدين و كثير من أهل الكلمة و الفكر من مختلف الجنسيات و اللغات و العصور و الامصار ممن تعرضنا لإبداعاتهم لا يمكن الا أن يكونوا أكثر إيمانا بحرية الفكر ، و أكثر تسامحا و تحررا من الاوصياء على العبادات و عرابي الفتاوى التكفيرية التي تدعو إلى تهذيب الذوق و تشذيب الإرث البشري بما حمل ، و الى ان نعود القهقرى لنرجع فيه البصر كرتين كي نشاطرهم كراهيته

إننا ندرك منذ اطلاق هذا المشروع الثقافي اننا نسبح ضد تيار الممارسات الثقافية السائدة التي تعيد انتاج نفسها ، و تتنافر مع كل صنف أدبي و فكري معاير ، مسلحين بحرص كبير لا يوازيه سوى ايماننا برسالة الادب و الفكر و حرية التعبير ضمن شروط معينة تقطع مع كل ما يدعو للاثارة و الشبق و الكبت و الخربشات البورنوغرافية الساقطة و الهجينة التي تستسهل الكتابة الادبية و تسعى لتمييعها .. و هذا خط نرفضه جملة و تفصيلا للحفاظ على المستوى الجمالي و الفني للنصوص المختارة

و قد حاولنا بكل ما اوتينا من جهد التعريف باكبر عدد من النصوص الادبية و الفكرية لكبار الادباء و المفكرين و الشعراء من مختلف البلدان ، و المصنفات التراثية التي خطها الشيوخ و الفقهاء و الائمة المسلمون من مختلف الحقب التاريخية ، و التي تظهر الى اي مدى كان الاسلاف متقدمين و متحررين في افكارهم ، كما اشرعنا موازاة مع هذا كوة للدفاع عن ضحايا حرية التعبير ، و اثارة مواضيع حقوق الانسان و ازمة الحريات التي تستهدف الادباء والمفكرين

و إننا إذ نحتفي بشرط المناسبة نهتبل هذه الفرصة الجميلة لنحيي كل صديقات و أصدقاء الأنطولوجيا الجميلين من شعراء وقصاصين و أكاديميين على لطفهم وثقتهم وتعاونهم كي نصوغ معا فضاء استثنائيا يعكس أمالنا في غد أجمل للإبداع و الفكر و المحبة و التسامح

مع تحيات
أسرة تحربر موقع الأنطولوجيا

01.jpg
 
قامت أنطولوجيا الإيروتيكا العربية بمجهود أساسي للأخ نقوس، و إليه يرجع الفضل في إقامة هذا الصرح الغني.
أتمنى أن يزداد الموقع ازدهارا و أن يكبر إشعاعه أكثر فيما يأتي.

كل الود
 
تحية اخي جبران الشداني وشكرا على لمساتك البديعة وجهودك الجميدة والتي لولاها لما انوجد هذا الفضاء الجميل
 
تهانيا أستاذنا الكبير نقوس المهدي ، سنة من العطاءممزوجة بكل قيم التحدي لنبق دوما منارة فكريه ساطعه ، بوركت جهودكم
ومن أعماق القلب كل التحايا والحب ،
 
أعلى