جمال الدين أبي بكر الخوارزمي - مفيد العلوم ومبيد الهموم..

كتاب في الباه وفيه عشرة أبواب
(الباب الاول في مصالح الباه ومفاسده)
وليحذر المباشر أن يجامع وهو قائم وجالس ومضطجع فاحذر هذه الحالات وإنما الاشهى والاولى أن ينوم المرأة على الفراش الوثير بحيث ان يكون رأسها وأعاليها مرتفعة، ورأس الرجل وأعاليه منخفضة، ولا يتكلم وقت المجامعة ولا يأتيها في حال الحيض فان الولد يكون دميما فإن أردت أن يزداد دماء ظهرك فكل السمك الطري الحار مع البصل وتحرز من السمك البارد ولحم الجمل والبصل والبندق، والاستكثار من دخول الحمام ولحم فراخ الحمام مما يزيد في المنى.

(الباب الثاني فيما يضر بالباه)
السداب والشبت والبوذنيخ والغبيراء والكمون وكل حار يابس بالغاية كالخرنوب والجارش وكل بارد رطب بالغاية كالكافور والشعير والاشياء المرة الحريفة مثل الرمان والحصرم والفرصاد والتفاح الحامض والمشمش والكمون وشرب ماء الكثيراء.

(الباب الثالث فيما ينفع الباه)
كل غذاء يجتمع في طبعه الحرارة والبرودة مثل العنب الحلو وماء الحمص واللوز الحلو والفستق والترنجبين وحب الصنوبر ولحم الدجاج له خاصية واللوزينج والقطايف والحمام والتمريخ بدهن الورد، ولين الثياب والجلوس عليها وبزر الابخرة وأنيسون وزنجبيل وزعفران وقسط وسنبدان وبزر الكتان ولسان العصافير وسك وخصى ثعلب ودارفلفل وخولنجان وعاقر قرحاء وحب الزلم واللوبيا والعسل مع السمن وبيض الدجاج والعصافير والتين النضيج والجوز.

(الباب الرابع في المعاجين)
تأخذ رطلين من الحليب البقري وكفين من الترنجبين وتغليه بنار لينة حتى يستغلظ مع العسل وتأخذ كل يوم أوقية معجون يصلح للمحرورين وتأخذ الزنجبيل والدار صيني من كل واحد جزأين وبزر الانجرة وعاقر قرحاء والفلفل من كل واحد جزأين وسنبدان جزء يدق ويخلط ويعجن بالعسل ثم يستعمل بقدر معلوم. (معجون آخر) لا يصلح للمحرورين تأخذ ماء البصل الابيض بمقدار وتطرح عليه أضعافه من العسل ثم يغلى على نار لينة بحيث يذهب ماء البصل ويستعمل عند النوم ملعقتين نافع ان شاء الله تعالى.

(الباب الخامس في صفة المعجون اللؤلؤي)
وله سبع منافع أحدها يقوي الذكر ويفتح الاوعية والثالث يقوي أعصاب الدماغ والرابع يزيد في الشهوة، والخامس يكثر الانعاظ والسادس يحبب الرجال إلى النساء والسابع يغير الدم تغييرا شديدا حتى تخرج النطفة بلذة شديدة، أخلاطه: يؤخذ لؤلؤ غير مثقوب ومسك من كل واحد مثقال أنيسون وبهمن أبيض من كل واحد ثلاثون مثقالا، كاكنج وأصل اللبلاب من كل واحد نصف مثقال تفاح الاذخر والسعد وكرماذج من كل واحد ثلاثة مثاقيل سليخة ودار صيني وأسارون ومصطكي من كل واحد ربع مثقال صمغ وكثيراء من كل واحد سدس مثقال تجمع هذه الادوية مسحوقة منخولة وتعجن بمثلها عسل منزوع الرغوة وتودع في إناء زجاج ويتناول عند النوم مثقال نافع إن شاء الله تعالى.

(الباب السادس في ذكر الطلاء)
الذي يطلى به الاحليل دهن الاترج ودهن الآس ودهن النار دين ودهن الياسمين تؤخذ مرارة ثور وعسل منزوع الرغوة فيدلك به دلكا جيدا يؤخذ بورق ويدق وينعم سحقه ويديفه بعسل ويطلي به القضيب والعانة فإنه ينعظ حتى يضجر منه. دواء يعظم الذكر حتى ينتفخ، يؤخذ الخراطين فيغسل ويجفف ويسحق ناعما ويدلك بدهن سمسم ويطلى به القضيب ويؤخذ لبن النعجة والملح الابيض ويدلك به الذكر فإنه يكبره.

(الباب السابع في علاج العقيم)
هذا معجون لا يخطيء يؤخذ بهمن أحمر وكثيراء وسقنقور ومرارة الثور ودونج من كل واحد مثقالان ومسك وخولنجان مثقال لؤلؤ غير مثقوب وخردل أبيض من كل واحد مثقال يجمع ويسحق ويعجن بالعسل المنزوع الرغوة ويستعمل ثلاثة أيام متوالية، في كل غداة مثقال حتى يصفي المنى من العكر ويجامع في اليوم الرابع فإنه يولد له إن شاء الله تعالى.
(الباب الثامن في الآفات اللاحقة للانسان عند الجماع)
وذلك خمسة أحدها الفزع والثاني الحياء والثالث البلغم اللزج المجتمع لانه اذا حميت أعضاء الجماع وكدت الحاجة انصب ذلك البلغم عليها فأطفأها وأطفأ حدتها والرابع تنقيص الشهوة التي تدنو منه خاصة ان قضي وقام لغير شهوة منه غريزية الخامسة قلة العادة.

(الباب التاسع في قطع شهوة الجماع)
يؤخذ البوذينخ والسداب والكمون والسعد والجنار من كل واحد وزن درهمين ويدق ويتناول كل غداة وعشية قدرا من هذا فانه يبرد شهوة الجماع ويميتهما، وقيل طسوح من الكافور يميت الشهوة سنة، ومن الاطباء من قال إن الدودة التي في أصل شجرة المشمش من يتناولها قبل أن يأكل شيئا فإنه يذهب شهوة الجماع والله تعالى أعلم.

(الباب العاشر في الادوية المكثرة للمنى)
يؤخذ من لحم جمل فتيّ جزآن ومن البصل جزء ويصب عليه الأفاويه ويطرح عليه عودودار صيني ويغمر حتى يتهرّى ويدمن أكله فانه نافع. نوع آخر يجعل في بيض السمك عجة بصفرة البيض ويكثر توابله ويؤكل، نوع آخر يعصر البصل الابيض ويطبخ جزء منه مع جزأين من عسل بنار لينة إلى أن يذهب ماء البصل ويأخذ منه ملعقتين عند النوم. نوع آخر يؤخذ من عصير البصل جزء ومن لبن البقر جزءان حليب وفانيد يطبخ الجميع ويخلط ويشرب منه أوقية هذا أكثر توليد للمنى. نوع آخر ينقع الحمص الكبار في ماء الجرجير الرطب بقدر قليل لا يحتاج أن يصب عنه حتى يربو ثم يجفف في الظل ويعجن بدهن الحبة الخضراء والفانيد مثله؛ تم كتاب الخواص بعون الله.



.

صورة مفقودة
 
كتاب عشرة النساء
وفيه سبعة أبواب
(الباب الأول في اختبار النساء وصفة الجميلة منهن)
إذا كانت المرأة حسناء خيرة الأخلاق سوداء الحدقة والشعر كبيرة العين بيضاء اللون محبة لزوجها قاصرة الطرف عليه، فهي على صورة الحور العين. فإن الله تعالى وصف نساء الجنة بهذه الصفة في قوله تعالى فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ
أراد حسن الخلق عُرُباً أَتْراباً
أراد العاشقة لزوجها المشتهية للوقاع وبه تتم اللذة والحور البياض والحوراء شديدة بياض العين شديدة سوادها، في سواد الشعر، والعيناء واسعة العين وحسن الوجه مطلوب واعلم يا سيد الوزراء والرؤساء أن حسن الوجه من عناية الله عز وجل قول النبي صلّى الله عليه وسلم: عليك بذات الدين يريد بذاك النهي زجرا عن النكاح لأجل الجمال المحض مع الفساد في الدين. وسئل سليمان عليه السلام وهو ابن سبع سنين عن تزويج النساء فقال عليك بالذهب الأحمر والفضة البيضاء. فسئل ثانيا فقال أما الذهب الأحمر فالبكر والفضة البيضاء الثيب الشابة، وإياك والعجوز ذات الأولاد.
وقال رجل لموسى صلوات الله عليه سل ربك حتى يعجل لي الجنة في الدنيا، فذكر ذلك عند ربه فقال عز وجل قد فعلت قد أعطيته امرأة جميلة حسناء موافقة. ويقال إن الله تعالى قرن ثلاثة بثلاثة قرن الشهوة بالتزويج فلولا الشهوة ما تزوج أحد ولولا الرياسة ما طلب أحد العلم ولولا الآمال ما عمرت الدنيا. وقال ينبغي للمرأة أن تكون دون الرجل بأربع أن لا تستحقره بالسن والطول والمال والحسب، وأن يكون فوقها بأربع بالمال والأدب والخلق والحسب. وقال فضلت النساء على الرجال بتسعة وتسعين من اللذة، وما خلق الله ألفة ومحبة بين الناس أعظم من محبة الزوجين لأن كل واحد يفاوض صاحبه في نيات صدره وكل ما خلق الله تعالى يمكن وصفه سوى لذة الجماع فإنه لا يمكن معرفتها إلا بالذوق وفي قول بعض العلماء نساء الدنيا أحسن من الحور العين. ومن دولة الرجل أن تكون له امرأة جميلة ودار فيحاء وله كفاية لا يعرف الناس ولا يعرفونه (تنبيه) خلق الله الرجل من الأرض فنهمته في الأرض والسعي فيها ولا يشبع إلا من التراب. وخلقت المرأة من الرجل فنهمتها في الرجل، وفي الخبر أربع لا تشبع من أربع عين من نظر وأذن من خبر وأرض من مطر وأنثى من ذكر. وخلق الله تعالى الحياء عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء في النساء وجزأ في الرجال وخلق الشهوة عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزائها في النساء وجزء في الرجال وإن النساء لا يعجزن عن حمل الحلى والذهب وحمل الرجل والصبي. وفي الخبر: كل من يكون أزهد فيكون إلى النساء أشوق وأشبق وما رأيت ناقصات عقل ودين أسلب لعقل الرجال منهن. قال عمر رضي الله عنه والله ما استفاد الرجل بعد الإسلام خيرا من امرأة حسنة الخلق ودود ولود وما استفاد الرجل بعد الكفر بالله شرا من امرأة حديدة اللسان سيئة الخلق والله إن منهن لغلاما يفدى منه وغنما ما يجدى. ومن تزوج الغنية كان له منها خمس مغالاة في الصداق وتسويف الزفاف ووفور النفقة وفوت الخدمة ولم يقدر على طلاقها لذهاب المال معها. وقال بعضهم لم يبق في الدنيا شيء أستلذه إلا ملاقاة الأخوان وشم الصبيان والخلوة بالنسوان، وإن محل الزوج من المرأة محل ليس لأب ولا ولد. ويروى أن حمنة بنت جحش جاءها نعي أبيها فقالت: إنا لله، ثم جاءها نعي أخيها فقالت: إنا لله، ثم جاءها نعي ابنها فقالت: إنا لله، ثم جاءها نعي زوجها فقالت: واحزناه فبلغ ذلك إلى النبي صلّى الله عليه وسلم فقال إن للزوج من المرأة موقعا. وفي الخبر تزوّجوا النساء يأتوكم بالأموال وقال تزوجوا الشواب منهن فإنهن أشد ودّا وحياء، وشباب النساء ما بين خمس وعشرين إلى ثلاثين ومن الثلاثين إلى الأربعين مستمتع فإذا اقتحمت العقبة حسكت. وسئل لقمان عن النساء فقال عليك بالبادنة الحمراء يعني الجارية الحمراء

وإياك وما دنس وأحب الرجال إلى النساء أشبههن خدودا بالنساء يعني المرد. وقيل الشاب العروس ملك سبعة أيام وقال صلّى الله عليه وسلم ثلاث فاتنات: الوجه الحسن والشعر الحسن والصوت الحسن. وسئل ابن المهدي عن تسمين المرأة فقال لا بأس ما لم تفسد الطعام أو تتقيأ. وقيل إذا كان لأجل الزوج يجوز بإذنه وفي الخبر طعام العروس فيه مثقال من ريح الجنة والله تعالى أعلم.
(الباب الثاني في صفات المذمومات منهن والعقيم)
قال صبية سوداء ولود خير من حسناء عقيم وتقول العرب لا تنكحوا من النساء ستا: أنانة ولا منانة ولا حنانة ولا حداقة ولا براقة ولا شداقة. أما الأنانة فالتي تكثر الأنين والتشكي وتعصب رأسها فنكاح المتمرضة لا خير فيه والمنانة التي تمن على زوجها وتقول فعلت لأجلك كذا وكذا والحنانة التي تحن إلى زوج آخر أو إلى ولدها من زوج آخر والحداقة التي ترمي بحدقتها إلى كل شيء فتشتهيه وتكلف الزوج شراءه والبراقة لها معنيان إحداهما إنها لا تزال طول النهار في تصقيل وجهها والثاني أن تغضب على الطعام فلا تأكل إلا وحدها وتستقل نصيبها من كل شيء، هذه لغة يمانية برقت المرأة إذا غضبت والشداقة كثيرة الكلام. وفي الخبر
لا تنكحوا أربعا: المختلعة والمبارية والعاهرة والناشزة. أما المختلعة فالتي تطلب الخلع كل ساعة من غير سبب والمبارية المباهية لغيرها والعاهرة الفاسقة المعاشرة لغير حليل وخدن والناشزة التي تعلو على زوجها في الفعال والمقال. وثلاث خصال في الرجال مذمومة وفي النساء محمودة: الكبر والجبن والبخل فإن المرأة إذا كانت بخيلة حفظت مالها ومال زوجها وإذا كانت متكبرة استنكفت أن تكلم أحدا وإذا كانت جبانة خافت من كل شيء فلا تخرج من بيتها. وقال النبي صلّى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من المرأة السوء فقال مثل صاحب المرأة السوء مثل رجل فوق قصر وعليه ثلج وبرد وليس له من سلم أن أقام عليه مات وإن وقع هلك ومثل امرأة السوء مثل حية في رقبتها طوق من ذهب. وقال لقمان لإبنه كيف وجدت أهلك قال خير النساء إلا أنها امرأة سيئة الخلق، فقال فارقها فإنها لا حيلة لها (فصل) اعلم أن المعتقدات لمذهب الإباحية لا يحل نكاحهن وكذلك معتقدة مذهب فاسد مثل المرتدة والباطنية والحلولية لا يحل نكاحها وقد نهى عن التزويج بالمرأة التي تريد الأمر إليها دون زوجها.
وسأل النعمان طبيبه عن السوأة السوآء والداء العياء فقال المرأة التي تعجب من غير عجب وتغضب من غير غضب إن كان مكثرا لم ينفعه ماله وإن كان مقلا عيرته بالفقر. فتلك التي أراح الله منها بعلها وضيق عليها قبرها. وأما الداء العياء فالشاب القليل الحيلة اللزوم للحليلة إن غضبت ترضاها وإن رضيت فداها فلا كان ذلك في الأحياء. وجاء حسان بن عطية إلى النبي صلّى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن لي امرأة وإنها أحسن الناس وإنها لا ترد يد لامس قال طلقها قال فإني أحبها قال فإذا أمسكها؛ واختلفوا في معناه فقيل إنها كانت مسرفة تبذل ماله. وقيل كانت فاجرة وعليه يدل قوله صلوات الله عليه احفظها لئلا يتبعها قلبه فتتوق نفسه إلى حرام وكل من أحس من زوجته بمحظور يجب أن يزجرها وإن أطاق أن يطلقها فذلك الدين القويم وإن كان يحبها فليحفظها لئلا يقع في حرام بعد طلاقها. وقال صلّى الله عليه وسلم إذا أراد أحدكم أن يتزوج امرأة فلينظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم، أي يؤلف من وقوع الأدمة على الأدمة وهي الجلدة الباطنة، وقال عمر رضي الله عنه إذا أراد أحدكم خطبة امرأة فليطل النظر فإنما هو مشتر. وقيل كل نكاح من غير نظر فإنما آخره غم وحزن، وفي بعض الكتب كل من تزوج من غير هوى حزن إلى يوم القيامة. وقال رجل يا نبي الله إني أريد أن أتزوج فادع الله أن يرزقني زوجة صالحة، فقال لو دعا لك جبريل وميكائيل وأنا ما تزوجت إلا المرأة التي كتب الله لك أن تتزوجها، يقال البكر لك لا عليك وأما الثيب فلك وعليك. وأما التي لها أولاد فعليك لا لك (حكاية) رجل من بني اسرائيل حلف أن لا يتزوج حتى يستشير مائة رجل فسأل تسعة وتسعين ثم قال غدا أسأل أول من لقيني فرأى رجلا راكبا على قصبة فاغتنم وقال: إنا لله!! مجنون كيف أسأله!؟ ثم قال: أسأله، فسأله فقال: البكر لك والثيب عليك وذات الولد فلا تقربها ثم قال ما أنا بأحمق ولكن تحامقت حتى أخلص من شرهم، والله تعالى أعلم.
(الباب الثالث في وقت النكاح وعقده)
سئل سفيان بن عيينة عن وقت النكاح فقال: الليل، ألم تسمع قول الله تعالى وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً
ووصف النهار بالنشور فقال تعالى وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً
وقال صلّى الله عليه وسلم: زفوا بالسحر وأطعموا بالضحى، وقالت عائشة رضي الله عنها تزوجني رسول الله صلّى الله عليه وسلم في شوال ودخل بي في شوال فأي نسائه أحظى عنده!؟ مني، وأما كراهة العامة النكاح في شوال فباطل من أخلاق الجاهلية يقولون إنه يشول بالمرأة فعافته الجهال. وقال ابن عباس يوم الأحد يوم عرس وبناء ويوم الأثنين يوم السفر ويوم الثلاثاء يوم الدم ويوم الأربعاء لا أخذ ولا عطاء ويوم الخميس يوم الدخول على الملوك ويوم الجمعة يوم تزويج ونكاح ويوم السبت مكر وخداع.
 
(الباب الرابع في آداب الجماع)
الشهوة تنبعث من اللمس والنظر والمداعبة فينبغي له أن يداعبها ويجاذبها ويقبلها ويعانقها ثانيا ثم يباشرها ثالثا، وفي الخبر لا يقعن أحدكم على أهله كما تقع البهيمة ولكن يقدم رسولا يعني قبلة ولمسا وإذا قضى أحدكم حاجته منها فليصبر حتى تقضي حاجتها منه ويقول بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ويستر نفسه وزوجته بدثار ولا يجامع في ثلاث ليال في أول الشهر وفي ليلة النصف وفي آخر الشهر، قيل إن الشيطان يحضر جماعه وقيل إن الشياطين يجامعون في هذه الليالي، وأولى الأيام بالجماع يوم الجمعة ولا يجامع في أيام الحيض فإن فعل خاطئا يستغفر الله تعالى وإن فعل معتقدا جوازه كفر ولا يعود، ويستعمل الطيب والروائح الفائحة لئلا تصير المرأة نافرة ويقصر شاربه لئلا تتضرر به (فرع) والعزل ليس بحرام ومعنى العزل أن يحفظ ماءه عن الإنزال وقت المباشرة فإن ترك النكاح ليس بحرام فالعزل لا يزيد على عدم النكاح، ولا وطء في حالة الحيض لئلا يكون الولد مجذوما (قاعدة) يجوز للرجل النظر إلى جميع بدن المرأة وكذلك المرأة من الزوج ولكن يكره النظر إلى الفرج والله أعلم.
 
(الباب الخامس في قدر ما تصبر المرأة عن زوجها)
اعلم أن غاية ما تصبر المرأة عن زوجها أربعة أشهر فما فوق ذلك ينفد صبرها وتخون زوجها. ولهذا ترى نساء الغائبين مائلات إلى الفسق لغيبة أزواجهن وتعطيلهن إياهن وأصل ذلك أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يعس ذات ليلة فسمع امرأة تقول:
ألا طال هذا الليل وازورّ جانبه ... وأرقني أن لا خليل ألاعبه
فو الله لولا الله لا رب غيره ... لزعزع من هذا السرير جوانبه
مخافة ربي والحياء يكفني ... وأكرم زوجي أن تنال مراكبه
فلما أصبح سأل عنها قالوا فلانة بنت فلان زوجها غائب فذهب إلى ابنته حفصة وقال يا بنية أنت زوج النبي صلّى الله عليه وسلم وأوثق نساء العالمين في نفسي وأني جئتك لأسألك عن مسألة من أمور المسلمين فلا تستحي مني وأصدقيني كم تصبر المرأة عن زوجها؟ قالت أربعة أشهر، قال وخمسة؟ قالت وخمسة، قال وستة؟ قالت لا إلا بمشقة، فأرسل إلى المرأة القائلة امرأة لتكون معها وكتب إلى أمراء الأجناد أن لا يغيبوا رجلا فوق أربعة أشهر فينبغي لكل أمير أو وزير أن يحفظ هذه القاعدة والله أعلم.
 
(الباب السادس في شكايات النساء والفرض لهن)
جاءت امرأة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فقالت يا أمير المؤمنين هل لك في امرأة لا أيم ولا ذات بعل؟ فعلم ما تعني فقال لزوجها وهو شيخ أما تسمع ثم قال، ولا في السحر قالت لا قال هلكت وأهلكت، قالت ما تأمرني؟ قال آمرك بتقوى الله والصبر، لا أحب أن أفرق بينكما وجاءت امرأة أخرى إلى عمر رضي الله عنه فقالت يا أمير المؤمنين ما تقل الأرض وما تظل السماء رجلا خيرا من بعلي يصوم النهار ويقوم الليل فقال عمر رضي الله عنه لقد أحسنت الثناء فقال كعب بن سور: يا أمير المؤمنين لقد اشتكت فأعرضت الشكاية ثم قضى بينهما؛ وجاءت امرأة رفاعة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن رفاعة طلقني فبت طلاقي وإني تزوجت بعده بعبد الرحمن بن الزبير وما معه إلا مثل هدبة الثوب فتبسم رسول الله صلّى الله عليه وسلم وفي رواية ما لي إليه من ذنب إلا أن ما معه ليس بأغنى عني من هذه وأخذت هدبة من ثوبها فقال كذبت يا
رسول الله إني لأنفضها نفض الأديم ولكنها تريد رفاعة؛ وشكت امرأة من زوجها إلى عمر رضي الله عنه فقالت ما معه ما مع الرجال قال عمر اسمع ما تقول، قال يا أمير المؤمنين معي ما يمسك العائق ويحنك التائق قال ومن يعلم ذلك؟ قال عشيرتي، فسألهم فقالوا: ولد له، فقال انطلق بامرأتك قاتلك الله ما تريدين إلا أن يكون معه مثل العير.
وفي رواية: يا أمير المؤمنين أما ما يكفي العائق ويفتق التائق فمعي وأما مثل العير فليس معي، قال انطلق فإن هذا أمر أحب إلى إحداهن من الجنة (شكاية) أتت امرأة إلى عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما فقالت إن زوجي لا يدعني حائضا ولا طاهرا فقضى بينهما ابن الزبير أربعة بالليل وأربعة بالنهار فقال الرجل: تمنعني عما أحله الله لي؟ قال نعم إذا أسرفت. وفي رواية فرض عليها في كل يوم وليلة سبع مرات فلما انصرفت حاضت فلم تطهر إلا بعد سبعة أيام فأتاها في تلك تسعا وأربعين مرة فغدت على ابن الزبير فقالت أصلح الله الأمير إن زوجي جاوز فرض الأمير فأحضره، فقال استوفيت منها فرض الأمير فاستلقى ابن الزبير ضاحكا. وجاءت امرأة إلى أنس تشكو زوجها من كثرة الجماع ففرض له بستة، وفرض أبو حنيفة بأربعة في كل ليلة ويستحب أن يطأها في كل أربع ليال ومناسبة ذلك أنه يملك أربعا من الحرائر فتنتهي نوبتهن في أربع ليال والله أعلم.
(الباب السابع في الغيرة وحكم المقذوفة بالفجور)
اعلم أن الغيرة من الإيمان ومن لا غيرة له لا دين له والديوث لا يدخل الجنة. الفرس يغار على جنسه فتبا للذي لا غيرة له ونكاحه مشوب ونسبه غير طاهر نعوذ بالله، ولا يجوز لأحد أن يدخل الأجانب على نسائه وبناته فإن خلون بهم مع علمه فهو الديوث المستحق للذم وأول باب من أبواب الإباحة عدم الغيرة. وإن الجنة حرام على الديوث والبخيل. قال وهب: الرجل إذا رأى على أهله سوأ فلم يغر على ذلك بعث الله طائرا فيقف على طرف بابه الأعلى أربعين يوما فإن غار وأنكر طار وإن لم يغر جاء يضر به بجناحه على عينه فلو رأى على بطن أهله رجلا لم ينكر ولم يغر على ذلك فذلك الفندع الديوث الذي لم ينظر الله إليه (فصل) المرأة إذا زنت لا يبطل النكاح بينها وبين زوجها عند جميع الفقهاء سوى مذهب عليّ كرم الله وجهه والحسن البصري رحمه الله فإنهما قالا ينفسخ النكاح بينهما ولهما كلام لو ذكرته لطال الكتاب. فقلت أبشروا نساء الروافض (فائدة) لو وجد رجلا أجنبيا مع زوجته يفجر بها فإن قتله يقتله الشرع وإن سكت يسكت على غيظ وإن ذهب في طلب الشهود فيفرغ اللكع ويذهب. فما حيلة المسكين (وسئل) رضي الله عنه عن هذه المسألة فقال عليه البينة وإلا فليغط برمته وهذه رحمة لأمة محمد صلّى الله عليه وسلم فإنه لو جوّز قتله من غير بينة لقتل كل من شاء ما شاء من حميمه وعدوّه من الناس ويتعلل بالزنا ويجني عليه بالفجور فيؤدي إلى الهرج والفساد (سئل) الأوزاعي في رجل اطلع على امرأته بالزنا أيصلح له امساكها قال: لا يحرم امساكها. وقال أبو قلابة إذا اطلع الرجل من امرأته على الزنا أيصلح له امساكها على فاحشة؟ قال لا بأس أن يضاروها ويشق عليها حتى تختلع منه تم الكتاب بحمد الله تعالى.
كتاب في السلطان
وفيه عشرون بابا
(الباب الأول في بيان حاجة الإنسان إلى السلطان)
اعلم أن السلطنة والإمامة من مهمات الدين وقد يتعين في رجل فيتقدم على نوافل العبادات فبقاء الدنيا ونظام الدين بالسلطان فما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن ولله حارسان في الأرض وفي السماء يحرسان الخلائق فحارسه في السماء الملائكة وحارسه في الأرض الملوك وسر هذا أن الآدمي جبل مدني الطبع بلدي المأوى لا بد له من مطعم
وملبس ومسكن ولا يتأتى المطعم والمسكن إلا بالصناعات إذ الصناعات وسائل إلى الحاجات فقيل أهم الصناعات ثلاثة الحراثة والنساجة والتجارة ثم تفرعت من هذه الثلاثة عدة أشياء كحداد وغزال وحلاج واسكاف فاختلفت مقاصدهم وأغراضهم وامتدت أطماعهم إلى ما في أيدي الناس ولم يرضوا بالعدل والإنصاف فلأنفسهم كانوا ينظرون فإذا أخذوا يستوفون وإذا أعطوا يخسرون وينتصفون ولا ينصفون لأنه مطبوع على الشح والجبن والحرص والكبر، فاحتاجوا إلى واحد يدفع الظالم عن المظلوم والقوي عن الضعيف فقيل لا بد من سلطان في كل زمان ليعمل بالعدل والإحسان وينهى عن البغي والعدوان إذ العدل ميزان الله تعالى وضعه للإنسان. فقال تعالى وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ
فإذا عرفت أنه لا بد من سلطان ورئيس وأعوان فلا بد من العلماء لتقرير الحجج والبيان وقمع المبتدعة والباطنة أهل الزيغ والطغيان إذ السلطان لا يعرف مقادير الحقوق فلهم أيد باطشة ولا بد من بصيرة نافذة فاحتاجوا إلى العلماء ضرورة. فقيل العلم والسيف توأمان والملك والدين اخوان فهل من سامع لهذا الغريب والترتيب العجيب؟ فقيل الله الفرد الجواد الواحد ونظام العالم بالإزدواج ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون
 
أعلى