جلال الدين السيوطي - شقائق الأترنج في رقائق الغنج.. تحقيق الدكتور جميل عبد الله عويضة

كتاب شقائق الأترنج في دقائق الغنج
تأليف جلال الدين أبي الفضل عبد الرحمن ابن العلامة كمال الدين أبي بكر السيوطي
تحقيق
الدكتور جميل عبد الله عويضة
1430هـ / 2009 م




بسم الله الرحمن الرحيم
وبه ثقتي
الحمد لله وكفى ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، هذا جزء يُسمّى شقائق الأترنج في دقائق الغُنج ، ألَّفتُه جواباً لسائل سألَ عن حُكمه شرعاً ، وأوردت فيه ما لا مزيد عليه جمعا ، واخترت له هذا الاسم لِما تضمَّنه مِن لطائف البديع صُنعا ، ولِما فيه مِ حُسن التشبيه المضمر لِمن تفطَّن له وقعا ، ففي اللغة له أسماء منها : الغُنْج بسكون النون ، والغُنُج بضمها ، والتَّغنُّج ، والتيغنج ، والغِناج ، قال في الصحاح :


الغُنْجُ والغُنُجُ: الشكلُ. وقد غَنِجَتِ الجاريةُ غَنَجاً وتَغَنَّجَتْ، فهي غَنِجَةٌ.

وفي الجمهرة : امرأة مِغناج مفعال من الغنج . وفي الأفعال لابن القوطية : غنجت الجارية غنجاً حَسُن شكلها ، وقد غنجت وتغنجت فهي مِغناجة . وفي المُحكم : امرأة غَنِجَة : حَسنة الدَّلّ , وغُنْجها : شكْلها، وفي القاموس : الغُنُج بالضم ، وبضمتين ، وكغُراب الشّكل ، والتيغنج أشدُّ من التَّغنج ، ومنها الشِّكل بكسر الشين المعجمة ، وسكون الكاف واللام . قال في الصحاح : الشِّكل بالكسر الدّل ، يقال : امرأة ذات شِكل ، ومنها الدل والدلال . قال ابن دريد في الجمهرة : الدلال من قولهم : امرأة ذات دلٍّ ، وأنشد غيره قول الراجز : ( الرجز )

قد قرّبوني لعجوزٍ خجحمرسْ
كأنما دلالُها على الفرسْ
من آخرِ الليلِ كلابٌ تفترِسْ


ومنها الرَّفَث ، قال ثعلب في أماليه : الرَّفَث الجِماع ، والرَّفَث الكلام عند الجِماع. وقال الجوهري في الصحاح : الرَّفَثُ: الجِماعُ. والرَّفَثُ أيضاً: الفُحْشُ من القول، وكلامُ النِّساء في الجِماع. قال العجاج: ( الرجز )

ورُبَّ أَسْرابِ حَجيجٍ كُظَّمِ = عن اللَّغا ورَفَثِ التَكَلُّمِ

وقيل لابن عباس حين أنشد : ( الرجز )

إنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لميسَا[1]

أترفث وأنت مُحرم ، فقال: إنَّما الرَّفَتُ ما وجد به[2] النساء. انتهى .

وقال الأزهري : الرَّفث كلمةٌ جامِعة لكل ما يُريدُهُ الرجل من المَرْأة .

ومنها العِرابة والعِراب ، والإعرابة والإعراب ، والاستعراب والتعريب / 2 ب والعرب . وفي الأفعال لابن قوطية عربت المرأة عربا تحببت إلى زوجها ، فهي عَرُوب . وفي الصحاح العَروبُ من النساء : المتحبِّبة إلى زوجها، والجمع عُرُبٌ. ومنه قوله تعالى: [ عُرُبًا أَتْرَابًا ][3] ، وأًعْرَب الرجل إذا تكلم بالفحش والعِرابة[4] . وقال ابن الأثير في النهاية : العِرابة التصريح بالكلام في الجماع ، ومنه حديث ابن الأثير ( لا تَحِلُّ العِرابَةُ للْمُحْرِم ) ، وحديث بعضهم : ( ما أُوتي أحدٌ من مُعارَبَة النساء ما أُوتيتُهُ ) أراد أسباب الجِماع ومُقدماته ، وحديث عطاء أنه كره الإعراب للمُحرم . وفي القاموس : الإعراب الفُحش ، وقبيح الكلام كالتعريب ، والعِرابة والاستِعْراب ، وقال ابن فارس في المجمل : امرأة هلوكٌ إذا بَكَتْ في غُنجها ، كأنها تتكسر ، ولا يقال رجل هلوك ، وقال ابن سيده في المحكم : جارية خَتِبَة غَنِجة، وفي القاموس : اللعوب الحسنة الدّل ، والحزنفرة : المرأة الحنحانة الصوت في الغُنج ، كأنه يخرج من منخرها ، واللّبِقة : الحسنة الدَّل ، وكذا الهَيْدَكور ، والدّاعنة ، والهلوك ، والمِغناج ، قال : والفطافط : الأصوات عند الرهز والجِماع ، وفي الصحاح : النحير صوت بالأنف، والشخير : رفع الصوت بالنخر ، وفي فقه اللغة للثعالبي : الشخير من الفم ، والنخير من المنخرين ، وعقد التجاني في كتاب تحفة العروس لذلك بابا ، وسماه الرهز ، فقال : الباب الثاني والعشرون في الرهز في الجِماع ، والرهز والارتهاز كناية عن حركات وأصوات وألفاظ تصدرعن المتناكحين في أثناء فِعلها ، تَعْظُم بها لذتهما ، وتقوي شهوتهما ، وورد فيه أشياء يأتي ذكرها في الآثار .

وقـال الله تعالى في صفة نساء أهل الجنة [ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً ، فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ، عُرُبًا أَتْرَابًا ][5] ، أطبق المفسرون ، وأهل اللغة على أنّ العُرُب جمع عَربة ، أو عَرُوب ، وأنها الغَنِجَة ، قال الهناد بن السري في كتاب الزهد : حدثنا اب فضل عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى : [ عُرُبًا ] قال : العَرُوب في قول أهل المدينة الشّكِلة ، وفي قول أهل العراق الغَنِجَة ، وقال ابن جرير في تفسيره : حدثنا /عليّ بن الحسن3أ الأزديّ، قال: حدثنا يحيى بن أبي كُريب ، قالا : حدثنا ابن يمان[6]، وقال ابن المنذر في تفسيره ، حدثنا موسى ، حدثنا عمرو بن محمد ، أنبأنا يحيى بن يمان عن إبراهيم التيميّ، عن صالح بن حيان، عن أبي بريدة ، عن أبيه في قوله تعالى [ عُرُبًا ] قال : هي الشَّكِلة بلُغة مكة، والغِنجة[7] بلغة المدينة.

وقال عبد بن حُميد في تفسيره : أنبأنا هاشم بن القاسم، أنبأنا شعبة عن سماك ، عن عكرمة في قوله : [ عُرُبًا ] قال : المغنوجات ، أخرجه ابن جرير ، وابن أبي حاتم في تفسيرهما ، وقال : حدثني يعقوب نبأ ابن علية ، نبأ عُمارة بن أبي حفصة عن عكرمة في قوله [ عُرُبًا ] قال : غَنِجات ، وقال عبد بن حميد : نبأ أبو نعيم ، نبأ معقل بن عبيد الله ، قال : سألت عبد الله بن عُبيد بن عُمير في قوله : [ عُرُبًا ] قال : أما سمعتَ أن المُحرِم يُقال له : لا تعربها بكلام تُلذِّذها به وهي مُحرِمَة ، وقال عبد بن حُميد : أخبرني عمرو بن عوف عن هُشيم ، عن المغيرة ، عن عثمان بن يسار، عن تميم بن حذلم ، وكان من أصحاب عبد الله ، قال : العَرِبة لحسنة التَّبعُّل. قال: وكانت العرب تقول للمرأة إذا كانت حسنة التبعل: إنها لَعَرِبة، أخرجه ابن جرير في تفسيره .

وقال ابن جرير : نبأ كُرَيب ، نبأ إسماعيل بن أبان عن أبي أويس ، حدثني أبي عن نور بن يزيد عن عكرمة ، قال : سُئل ابن عباس عن قوله: [ عُرُبًا ] قال : العَرُوب المُمْلِقَة لزوجها ، وقال سعيد بن منصور في سننه ، نبأ شيبان بن عيينة عن ابن أبي نَجيح ، عن مجاهد في قوله : [ عُرُبًا ] قال : هي الغُلْمة ، أخرجه عبدالرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر في تفاسيرهم .

وقال عبد بن حميد : ثنا يحيى بن آدم ، نبأ إسرائيل عن غالب بن الهذيل ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : : [ عُرُبًا ] قال : الناقة التي تشتهي الفحل ، يقال لها عَرِبَة , أخرجه ابن المنذر ، وأخرج ابن جرير عن[8] المنذر عن عبد الله بن عبيد عن عمير ، قال : العَرِبَة التي تشتهي زوجها ، وأخرج هناد بن السري في الزهد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير / عن سعيد بن جبير في 3 ب قوله تعالى : : [ عُرُبًا ] قال : يشتهين أزواجهن ، وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ، قال : العُرب المتحببات المتوددات لأزواجهن ، وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله : [ عُرُبًا ] قال : عواشِق لأزواجهن ، وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير في قوله : : [ عُرُبًا ] قال: العُرب المتعشقات ، وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر عن الحسن في قوله : [ عُرُبًا ] قال : المتعشقات لبعولتهن ، وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية ، قال : العُرب المتعشقات ، وأخرج هناد بن السري ، وعبد بن حميد عن الحسن في قوله : [ عُرُبًا ] قال : المتحببات إلى أزواجهن ، وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال : العُرب المتحببات إلى أزواجهن ، وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : [ عُرُبًا ] قال : متحببات إلى أزواجهن ، وأخرج ابن أبي حاتم ، عن زيد بن أسلم ، قال : العربَة : هي الحسنة الكلام ، وقال وكيع في الغُرَر : حدثني محمد بن إسماعيل بن سلام ، حدثني شعيب بن صخر ، قال : قال بلال بن أبي بردة لجُلسائه : ما العَرُوب من النساء ، فماجوا ، وأقبل إسحاق ابن عبد الله بن الحارث النوفلي ، قال : قد جاءكم مَن يُخبركم ، فسألوه ، فقال : الخَفِرة المتبذِّلة لزوجها ، وأنشد[9] : ( الكامل )

يُعربْن عِندَ بُعولِهِنَّ إِذا خلَوا = وَإِذا هُمُ خَرَجوا فَهُنَّ خِفارُ

أخرجه ابن عساكر في تاريخه ، وقال ابن المنذر: أخبرنا علي بن عبد العزيز ، أنبأنا الأثرم عن أبي عبيدة في قوله : [ عُرُبًا ] قال : واحدها عَرُوب ، وهي الحسنة التَّبعُّل ، قال لبيد[10] : ( البسيط )

وَفي الحُدوجِ[11] عَروبٌ غَيرُ فاحِشَةٍ رَيّا الرَوادِفِ يَعشى[12] دونَها البَصَرُ

قال أبو نعيم في الحِلية : أخبرنا علي بن يعقوب في كتابه ، ثنا جعفر بن أحمد ، ثنا أحمد بن أبي الحواري ، نبأ أبو عبد الله الهمداني،عن عبد الله / بن وهب 4أ

قال : إنّ في الجنة غرفة يقال لها العالية ، فيها حوراء يُقال لها الغَنِجَة ، إذا أراد وليّ الله يأتيها أتاها جبريل فناداها ، فقامت على أطراف أصابعها ، معها أربعة آلاف وصيفة ، يحملن ذيلها وذوائبها يُبخِّرنها بمجامر بلا نار ، قال عبد الله : فغشي على ابن وهب ؛ فحُمِل ؛ فأُدخِل منزله ، فلم يعودوه حتى مات .

تنبيه : قال صاحب المنفرجة فيها : ( الخبب )

مَن يخطب حور الخُلد بها = يَظْفَر بالحُور وبالغنُجِ

يحتمل أن يريد بقوله الدلّ على تقدير ، وبذوات الغُنج ، أو يظفر بالحور وبغُنُجِهن على إنابة عن الضمير ، والأظهر عندي أنه جمع غنجة ، وهي الحوراء المذكورة في هذا الأثر .

وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما في قولـه تعالى : [فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ ][13] ، قال : الرَّفَث إتيان النساء ، والتَّكلُّم بذلك للرجال والنساء ، إذا ذكروا ذلك بأفواههم .

وأخرج الطبراني في معجمه عن ابن عباس قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : [فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ ] ، قال : الرفث العِرابة، والتعرض للنساء بالجماع .

وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن ابن عباس في الآية ، قال : الرَّفث غشيان النساء ، والقُبَل والغمز ، وأن يعرض لها بالفحش من الكلام .

وأخرج سعيد بن منصور في سننه ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، عن طاووس قال : سألت ابن عباس عن قوله [فَلَا رَفَثَ ] قال : الرفث الذي ذكر هنا ليس الرفث الذي ذكر في قوله [أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ ][14] ذاك الجماع ، وهذا العروبة والتعريض بذكر النكاح .

وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والحاكم في المستدرك ، وصححه عن أبي العالية ، قال : كنت أمشي مع ابن عباس وهو مُحرم ، وهو يرتجز الإبل ، ويقول : ( الرجز )

وهُنَّ يَمشِينَ بنا هَمِيسَا إنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لميسَا

فقلت له : أترفث وأنت مُحرم ، فقال : إنما الرَّفَث ما روجع به النساء .

/ وأخرج ابن حميد عن عمرو بن دينار في قوله:[ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ4ب الرَّفَثُ ] فقال : الرفث الجِماع وما دونه من شأن النساء .

وأخرج ابن حميد عن ابن عباس قال : الرَّفث في الصيام الجماع ، وما دونه من قول الفحش .

وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، عن ابن عباس قال : الرَّفث في الصيام الجِماع ، والرفث في الحج العِرابة .

وأخرج عبد بن حميد عن عطاء[15] ، قال : لا يحل للرجل المحرم الإعراب .

وفي المجمل لابن فارس ، وكتب الغريب أنّ رجلا قال : يا رسول الله إني مُولع بالهَلوك من النساء ، قال ابن فارس : الهَلوك الغَنِجَة ، وقال ثعلب في أماليه : هي الشَّبِقة الغُلْمة ، وقال ابن الأثير في النهاية : هي التي تتمايل وتنثني عند جِماعها ، وقال في القاموس : هي الحسنة التّبعّل لزوجها ، وهذا الحديث أخرجه البيهقي في دلائل النبوة .

وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أنس مرفوعا : ( لا يَقَعَنّ أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة ؛ ليكون بينهما رسول ، قيل : وما هو ، قال : القُبلة والكلام ) .

وأخرج الديلمي عن علي بن أبي طالب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنّ الله تعالى يحبُّ المرأةَ الملقة البرعَة مع زوجها ، الحِصان عن غيره ) .

وأخرج ابن عديّ في الكامل ، والديلمي بسند ضعيف ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير نسائكم العفيفة الغُلْمة ) زاد الديلمي عفيفة في فرجها ، غُلْمة على زوجها .

وفي ربيع الأبرار للزمخشري ، عن عليّ رضي الله عنه ، قال : خير نسائكم العفيفة في فرجها ، الغُلْمة لزوجها ، وفيه أيضا عن خالد بن صفوان ، قال : خير النساء الحصان من جارِها ، الماجنة على زوجها .

وقال ابن أبي شيبة في المصنف نبأ ابن عليه عن يونس عن عمر بن سعيد ، قال : قال سعيد بن أبي وقاص رضي الله عنه : بينما أنا أطوف بالبيت إذ رأيت امرأة فأعجبني دلُّها ، فأردت أنْ أسأل عنها فوجدتها مشغولة .

وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق الهيثم بن علي بن محمد عن معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنهما أنه راود زوجته فاختة بنت قرظة فنجزت نخرة بشهوة ، ثم وضعت يدها على وجهها / فقال : لا سوأة عليك ، فوالله 5 أ لخيركنّ النَّخِرات الشخَّارات .

وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق ابن وضاح الأندلسي ، أحد أئمة المالكية ، قال : سمعت سحنون يقول : سمعت أشهب يقول : أغنج النساء المدنيات .

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جهاد المرأة حُسن التّّبعّل لزوجها ) .

وأخرج البيهقي عن أسماء بنت يزيدالأنصارية أنها قالت : يا رسول الله إنكم معاشر الرجال فُضِّلتم علينا بالجمعة والجماعات ، وعيادة المرضى ، وشهود الجنائز ، والحج بعد الحج ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حُسن تبعل إحداكنّ لزوجها ، وطلبها مرضاته ، واتّباعها موافقته ، يعدل ذلك كله ) .

قال التيفاشي في قامة الجناح : أجمع علماء الفُرس ، وحُكماء الهند العارفين بأحوال الباه على أنّ إثارة الشهوة ، واستكمال المتعة لا يكون إلاّ بالموافقة التامة من المرأة ، وتصنّعها لبعلها في وقت نشاطه ، مما تتم به شهوته ، وتكمل متعته من التودد والتملّق ، والإقبال عليه ، والمثول بين يديه من الهيئات العجيبة ، والزينة المستظرفة ، التي تُحرِّك ذوي الانكسار والفتور ، وتزيد ذوي النشاط نشاطا ، قال : فالمرأة الفَطِنة الحسنة التَّبعُّل تُراعي جميع هذه الأحوال مما تتم به شهوة الزوج ، انتهى .

وقال الغزالي في الإحياء : يُقال إنّ المرأة إذا كانت حسنة الصفات ، حسنة الأخلاق ، متسعة العين، سوداء الحلقة ، متحببة لزوجها، قاصرة الطرف عليه ، فهي على صفة الحُور العين . قال تعالى : [ عُرُبًا أَتْرَابًا ] فالعَرُوب هي المتحببة لزوجها ، المشتهية للوقاع ، قال : وبذلك تتم اللذة ، انتهى .

وفي كتاب تحفة العروس للتجاني : جلس أعرابي في حَلَقة يونس بن حبيب ، فتذاكر النساء ، فتفاوضوا في أوصافهن ، فقالوا للأعرابي : أيّ النساء أعظم عندك ، فقال : البيضاء العَطِرة ، الليّنة الخفِرَة ، العظيمة المتاع ، الشهيّة للجماع ، التي إذا ضُوجعت أنّت ، وإذا تُركتْ حنّت ، قال التجاني : يشير بقوله : إذا ضُوجعَتْ أنّت إلى رهزها .

قال: / وقيل لأعرابي : ما الحبّ ؟ قال : عِناق الحبيب ، ولثم الثغر الشنيب5 ب والأخذ من الحديث بنصيب ، قيل : ما هكذا نعدُّه فينا، قال : فما تعدونه : قال : القفش الشديد، والجمع بين الركبة والوريد ، ورهز يوقظ النُّوام ، وفعل يوجب الآثام ، فقال : ما هذا فعل ذوي الوداد ، وإنما هو فعل طالب الأولاد .

وفي ربيع الأبرار للزمخشري ، قال الحجاج لابن القرية[16] : أيّ النساء أعجب إليك ، قال : الودود الولود ، التي أعلاها عسيب ، وأسفلها كثيب ـ أخذهنّ من الأرض إذا جَلَسَتْ ، وأطولهنّ في السماء إذا قامَتْ ـ التي إنْ تكلمتْ رَوَدَتْ، وإنْ صنعت جوَّدت ، وإن مشت تأوَّدتْ ، العزيزة في قومها ، الذليلة في نفسها ، الحصان من جارها ، الهلوك إلى بعلها . رَوَدَت : أي لانت .

وفيه ، قال بعض الخلفاء : الإماء ألذّ مجامعة ، وأغلب شهوةً ، وأحسن في التبذل ، وآنق في التدلل .

وفي تذكرة ابن حمدون في وصف جارية : إن أردتها اشتهتْ، وإن تركتها انتهتْ، تُحملق[17] عيناها، وتحمر وجنتاها، وتذبذب شفتاها[18]، وتُبادرك[19] الوثبة.

وفي أمالي ثعلب : زوّجتْ امرأةٌ من العرب ابناً لها ، ثم قالتْ له : كيف وجدت أهلَك ، فقال دلّ لا يُقلى ، وعُجب لا يفنى ، ولذة لا تُقضى ، وكأنّي مُضل أصاب ضالته .

قال بعض الأطباء : الحكمة في الغُنج أنْ يأخذَ السمعُ حظَّه من الجِماع ؛ فيسهل خروج الماء من جارحة السمع ، فإنّ الماء يخرج من تحت كل جزء من البدن ، ولهذا ورد : تحت كل شَعَرَة جنابة ، وكل جزء له نصيب من اللذة ، فنصيب العينين النظر ، ونصيب المنخرين النخير ، وشم الطيب ، ولهذا شُرِع التطيّب للجِماع ، ونصيب الشفتين التقبيل ، ونصيب اللسان الرشف والمصّ ، ونصيب السِّن العَضّ ، ولهذا ورد في الحديث ( هلاّ بكراً تعضّها وتعضّك ) ، ونصيب الذَّكَر الإيلاج ، ونصيب اليدين اللمس ، ونصيب الفخذين ، وبقية أسافل البدن المماسة، ونصيب سائر أعالي البدن الضم والمُعانقة، ولم يبق إلاّ حاسة السمع ، فنصيبها سماع الغنج .

قال الوداعي في تذكرته : ومن أمثال العامة إيش ينفع الغنج في أذن الأطروش ، ومن أمثالهم : اغنجي رويدا ، زوجكي أطروش .

/ وقال صاحب مرشد اللبيب إلى مُعاشرة الحبيب : الغنج هو الترفق والتذلل 6 أ والذبول ، وتفتير العيون ، وتمريض الجفون ، وإرخاء المفاصل من غير سكون حركة ، والتململ من غير انزعاج ، والتوجع من غير ألم ، وترخيم الكلام عند مخاطبة الرجل بما يحب ، وتارة يتألّم منه ، وتارة يستلذّ به بأشجى صوتها ، ولين نغمتها ، قال الشاعر[20] : ( المتقارب )

وَيُعجِبُني مِنكِ عِندَ الجِما = عِ حياةُ الكلامِ وَموْتُ النّظرْ

ولا بدّ في أثناء ذلك من نخير دقيق ، وتنهد رقيق ، وعضة في إثر قُبلة ، أو قبلة في إثر عضّة منه أو منها ، فإن ذلك كله مما يقوي شهوة النكاح ، ويحثّه على المعاودة ، لا سيما إنْ طرحتْ الحياء ، واستعملتْ الخلاعة ، وذلك معدود من صفاتهنَّ المُستحسنة ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قـال : ( خير نسائكم التي إذا خلعت ثوبها خلعت معه الحياء ، وإذا لبسته لبست معه الحياء ) يعني مع زوجها .

قلتْ : هذا لا أعرفه حديثا مرفوعا ، ولكن في تعليق أبي عليّ الأرمدي قال : قال محمد بن علي بن الحسين لصفيّة الماشطة : اطلبي لي امرأة تعرف الوحي بالنظرة ، وتلبس الحياء من جلبابها إذا لبسته ، وتضعه معه إذا وضعته ، ثم قال صاحب مُرشد اللبيب : وحكى بعض القضاة المتقدمين أنه تزوج امرأة ، وكانت مطبوعة على الخلاعة عند الحاجة ، فلما خلا بها سمع منها ما لم يسمعه قبلها ، فنهاها عنه ، فلما عاودها المرة الثانية لم يُسمع منها شيء من ذلك ، فم يجد من نفسه نشاطا كالمرة الأولى ، ولا انبعثت له تلك اللذة ، فقال لها : ارجعي إلى ما كنتِ تقولين أولاً ، واجتنبي الحياء ما استطعت .

قال : ومن دقيق هذه الصنعة أنْ يكون غنج المرأة ، ورهز الرجل متطابقين كالإيقاع على الغناء ، لا يخرج أحدهما عن الآخر ، وقـد قيل في ذلك بيتـان : ( البسيط )[21]

ومِن حركاتِ النَّيكِ لي ولها = ما أطربتْ منه أجسامٌ وأسماعُ
لها ترنّم شخرٍ من تغنّجها = ولي على كُسِّها بالرهز إيقاعُ


قال : ومنهن النَّهاقة ، وهي التي يعلو صوتها في الغُنج بالنخير والشهيق / 6ب وقيل في ذلك : ( السريع )

تُنهِّق مثل العير في غُنجها = فما من التَّرك لها بُدُّ

قال : وكثير من النساء مَنْ تستعمل السكوت عند الجماع ، لكنْ مع رشاقة الحركة ، وإظهار القبول للوطء ، وضم الرجل إليها ، وتقبيله مرة بعد مرّة ، ومساعدته بالرهز ، وهذه صفة محمودة ، غير مكروهة .

قال : ومنهنّ مَنْ يكون غنجها كلُّه سبٌّ للرجل ، ودعاءٌ عليه ، وهذه عادة نساء صنعاء ، وما يليها .

قال : ومنهن المسبَّهة التي لا تُحسن الغُنج ، ولا التكسير ، وهذا عام في نساء الجبل ، وما والاهنّ من بلاد المشرق ، ونساء العجم .

الأخبــار :

أخرج أبو الفرج في الأغاني من طريق الميداني ، عن فلانة قالت كنت عند عائشة بنت طلحة، فقيل [ لها ][22]: قد جاء عمر بن عبيد[23] الله ، يعني زوجها قالت : فتنحيتُ، ودخل ، فلاعبها مدة ، ثم وقع عليها ، فشخرت ، ونخرت ، وأنّتْ بالعجائب من الرهز ، وأنا أسمع ، فلما خرج قلت لها: أنت في نفسك[24] وشرفك وموضعك تفعلين هذا ! قالت : إنّا نتشهى[25] لهذه الفحول بكل ما نقدر عليه ، وبكل ما يحركها ، فما الذي أنكرت من ذلك ، قلتُ : أحبّ أنْ يكون ذلك ليلا ، قالت : ذاك هكذا، وأعظم منه، ولكنه حين يراني تتحرك شهوته ، ويهيج ، فيمدّ يده إليّ ؛ فأطاوعه ، فيكون ما ترين .

وفي كتاب نثر الدرر للأبي ، قال : لمَّـا زُفّتْ عائشة بنت طلحة إلى زوجها مصعب بن الزبير ، سمعتُ امرأة بينها وبينه ، وهو يجامعها شخيرا وغطيطا في الجماع لم يُسمع مثله ، فقالت لها في ذلك ، فقالت عائشة : إنّ الخيل لا تشرب إلاّ بالصفير ، أورده صاحب تحفة العروس .

وأخرج ابن عساكر عن عبد الله بن القاسم الإيلي ، قال[26] : زوَّج معاوية بن أبي سفيان ابنته هند من عبد الله بن عامر ، فاغتاظت عليه ، فجاء معاوية ، فجلس إليها وقال : يا بُنيّة بيض عَطِرات ، أوانِس خَفِرات ، أمَّـا حرامُهن فصعب ، وأمَّـا حلالُهن فسهل به سمحات ، ثم رجع ، فسأل بعد زوجها عنها[27].

فقال لها : ما تحسنين ، فقالت : عشرين فنا / من الرهز فاشتراها[28] . 7أ

وفي شرح المقامات لابن عبد المنعم قال : أقبل رجل على علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ لي امرأة كلما غشيتها تقول : قتلتني قتلتني ، فقال له علي رضي الله عنه : اقتلها وعليّ إثمها .

وفي كتاب نسب الغريب ؛ لابن الدهان ، ومعجم الأدباء ؛ لياقوت الحموي : خاصم رجل إلى قاض أبا امرأته ، فقال : زوجتي ابنتُهُ ، وهي مجنونة ، فقال : ما بدا لك من جنونها ؟ قال : إذا جامعتها غُشي عليها ، قال : تلك الربوخ[29] ، لست لها بأهل ، طلِّقها ، فطلَّقها ، فتزوجها القاضي . قال ابن الدهان : أراد أنّ ذلك يُحمد منها ، قال الشاعر : ( مجزوء الرجز )

أطيبُ لذَّاتِ الفَتى = نيكُ ربوخٍ غُلْمة

قال : فالربوخ هي التي إذا جُومعت استرختْ ، وغُشي عليها ، وفي القاموس : امرأة مِنخار تنخرُ عند الجِماع كأنها مجنونة .

وفي جامع اللذة : تزوج قاض امرأة من أهل المدينة ، فكانت إذا غشيها أهجرت[30] في القول وأفحشت ، فاشتدّ ذلك على القاضي ، ونهاها عنه ، فلما عاد إليها صمتت عن ذلك القول ، ففتر نشاطه ، فلما رأى ذلك قال لها : عودي إلى عملك الأول .

وفيه، قيل لامرأة : أي شيء أوقع في القلب وقت النكاح ؟ قالت : موضع لا يُسمع فيه إلاّ النخير ، وشهيق يجلب الماء من غِشاء الدماغ ، ومخارج العظام . وفيه ، قال بعضهم : إنما يطيب النيك بشدة الرهز ، وكثرة الرفع والخفض ، والنصب والبسط والقبض ، والتقديم والتأخير ، والهمهمة ، والنخير والشخير ، والصهيل والحمحمة .

وفي كتاب نزهة الذاكرة عن بعضهم : سماع ما يلذ ، له تأثير في النشاط ، وقد ترى أهل الصناعات الذين يكدون برّاً وبحرا ، إذا خافوا الملالة والفتور ، ترنّموا[31] ، وشغلوا أنفسهم بذلك من ألم التعب ، وترى الشجعان ، وأبناء الحروب قد احتالوا بنفخ أصناف البوقات[32] ، وقرعوا الطبول ؛ لتهون عليهم الشدائد ، وترى الإبل يحدو بها الحادي ، فتمعن في سيرها ، وتصفر للدوابّ فتَرِد الماء وتشرب على الصفير .

الأشعــار :

قال أبو وجزة السعدي[33] ( من الخفيف )

قَتَلَتني بِغَيرِ ذَنبٍ قَتـولُ = وَحلالٌ لَها دَمي المَطلولُ
/ ما عَلى قاتِلٍ أَصابَ قَتيلاً = بِدَلالٍ وَمُقلَتَينِ سَبيــلُ 7ب


وقال ابن مطروح[34] : ( البسيط )

مَصارِعُ الأسْدِ بينَ الغُنْجِ والدَّعَجِ = وحِيلةُ الحُسنِ بينَ العاجِ والسَّبجِ

والدُّرُّ ما كان في المُرجانِ مَنبتُهُ = دعِ البحـارَ وما تُكنُّ مِن لُججِ

وفي كتاب تحفة العروس ، قال ابن ذكوان : لم أسمع في الكناية عن الرهز بأحسن من قول الشاعر[35] : ( المتقارب )

وأنتِ أمامـةُ ما تَعلمين = فَضلتِ النساءَ بضِيق وحِر
ويُعجبُني منك عند النِّكاح = حياةُ الكـلامِ وموتُ النَّظر


وقال أبو عقيبة[36] الأسدي يخاطب أسماء بنت خارجة حين زوَّج ابنته هند من عبيد[37] الله بن زياد ، شعر ( من الوافر )

جزاكِ الله يـا أسماءُ خيراً = فقــدْ أرضيتِ فَيشلةَ الأميرِ
بصدغٍ قد يفوحُ المسكُ منه = عظيمٌ مثلُ كَـرْكَـرةِ البَعيرِ


إذا دفَــعَ الأميرُ الأيْرَ فيه سمعت لهـا أزيزاً كالصرير
لقد زوجتهـا حسناء بِكرا = تجيدُ الرَّهز من فوقِ السريرِ


وأنشد البكري في اللآلي لبعضهم[38] : ( الوافر )

شفاءُ الحبّ تقبيلٌ وضمّ = وَجرٌّ بالبطونِ على البطونِ
وَرَهزٌ تهملُ العينان منهُ = وَأخـذٌ بالمناكبِ والقرونِ


وأنشد البطليوسي في شرح الكامل قول الراجز[39] : ( الرجز )

واللهِ لَلنومُ على الدِّيباجْ = على الحَشايا وسريرِ العاجْ
مَعَ الفتاةِ الطفلةِ المِغْناجْ = أهونُ يا عمرو منَ الإدْلاجْ


وزفراتِ البازِلِ العجعاجْ

وقال عبيد الله بن قيس الرقيات[40] : ( المديد )

حَبَّذا الــدَلالُ وَالغُنُـجُ = وَالَّتي في طَرفِها دَعَـجُ
الَّتي إِن حَــدَّثَت كَذَبَت = وَالَّتي في وعـدها فلجث
وَتَرى في البَيتِ صُورَتها = مِثلَ ما في البيعَةِ السُرُجُ
/ حَدِّثوني هَـل عَلى رَجُلٍ = عاشِقٍ في قُبلَةٍ حَــرَجُ 8أ


وقال درست الشاعر[41] : ( الوافر )

أَمَا والخالُ في الخدِّ الأصيلِ = وطــرفٍ فاترٍ} غنـجٍ كحيلِ
وقــدٍّ مائلٍ يحكيهِ غصنٌ = على دِعصٍ من الردفِ الثقيلِ


وقال أبو الطيب صالح بن يزيد الرندي[42] : ( البسيط )

من الظباءِ تروعُ الأسْدَ بالمُقَلِ = وما رمتْها بغيرِ الغُنجِ والكَحَلِ

وقال أبو نواس[43] : ( المضارع )

قُومُوا إلى قَصْفِ لَهْوٍ= وظلِّ بيتٍ كَنينِ
وقينـــةٍ ذاتِ غنجٍ = وذاتِ دلٍّ رَصينِ


وقال ابن الشبلي[44] : ( مجزوء الرمل )

لابنِ حمـــادٍ أيـادٍ = عندَنــا ليستْ بدون
عنـده جـاريةٌ تَشْـ = فِي من الـدَّاءِ الدَّفين
ولها في رأسِ مَـولا = هـــا أكاليلٌ قُرون
ذاتُ صدعٍ حاتِمي الـ = فعــلِ في كنٍ مَكين


وقال الجزار : ( الطويل )

وتصنّعي للغنج فهو يلذ لي = وبه يطيب النيك للنيّاك

وقال آخر : ( البسيط )

وللنكاح شروط في لذاذتــه = قد اجتمعن لنا في ست غينات
غنج وغمز وغمزات وغربلة = وغضّ طرف وغزلٌ بالعُوينات


وقال آخر : ( الرجز )

إذا علوتيه وحال منذرِ = لم تك[45] ما نخير فانخر
وهيج لذات كطعم السكر

ومن أشعار العلاّمة :


والنَّيكُ بلا غنجٍ = مثلُ خُبْزٍ بلا إيدامِ

وقال القائل غفر الله له : ( الوافر )

إذا ما نكت من أنثى فمُرها = تبالغ في الشخير وفي النخير
ولا تنكِح بلا غنـج فإني = رأيت الخيل تشرب بالصفير


وقال ابن المعتز : ( من السريع )

وَذاتِ نايٍ مُشرِقٍ وَجهُها = مَعشوقَةِ الأَلحاظِ وَالغُنجِ

وقال أعرابي [46]: ( الرجز )

جاءت عروساً تفضلُ العرائسا= شكلاً وألفاظـاً ودلاً خالسا
ومــركباً مثل الأميرِ جالساً = جهـم المُحيا ينفجُ الملابسا
يدخــلُ مبلولاً ويبدو يابساً = لا يفضلُ الأولُ منهُ السادِسا


وقال رجل من بجيلة : ( الكامل )

خير الليـالي أن تبيت بليلة = بين الخباب وبين جمّة عنبر
/ ودلال كاملة الجمال عزيزة = بيضاء واضحة كطي المئزر 8ب


وقال الشهابي البراعي : ( الرمل )

بأبي من زرتها مستفتحــا = باب بــاه أغلقته غضبا
وطوت عني وداداً لم أجــد = لي فيمــا فعلتـه سببا
لم يكن لي عندها ذنب سوى = أني فككت عنها الملعـبا
واعتنقنــا مثل غصني بانة = جمعت بينهما ريح الصبا
وصبا قلبي لهـــا وشكى = من تباريح التنائي وصَبا


وأرتني عجبا من دلّها واعجبا .

وأباحتني رضابـــاً خِلته = كلمــا قبّلت فاهـا ضَرَبا

ثم قالت قف قليلا فلقــد = سرّني أن يبلغ السيل الزبا

يا لها من لفظة هـام بها = سمعي وَجْداً وقلبي طَرَبـا

وأنشد الصولي المعتضد بالله : ( المنسرح )

يا لاحِظي بالفتــور والدعـج = وقاتلي بالـدلال والغُنــج
أشكو إليك الذي لاقيت من الوجد = فيا تُرى هل لديك من فرج
حللت بالطرف والجمـال من النا = س محــلّ العيون والمهج


وقال أبو سعد في شرف المصطفى : روي عن مصعب بن محمد بن عبد الله بن أبي أمية ، عن أمّ سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ، وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مولى لخالته فاختة بنت عمر بن عائد بن عمران بن عثمان بن مخزوم مخنث ، يقال له ماتع ، وآخر يقال له هيت ، وكان ماتع يكون في بيوته لما يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يفطن بشيء من أمر النساء ، مما يفطن له الرجال ، و يرى أنّ له في ذلك إربة ، فسمعهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لخالد بن الوليد ، أو لعبد الله بن أمية : إنْ افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف غداً ، فلا تقتلنّ بادية بنت غيْلان، فإنها تُقبل بأربعٍ وتُدبرُ بثمانٍ، فإذا جلستْ تثنَّت، وإذا قامتْ ارتجّت ، وبين رجليها مثل الإناء المكفوء،/ مع ثغر الأقحوان ، فهي كما قال قيس بن الخطيم[47] : ( المنسرح ) 9أ

رَدَّ الخَليطُ الجِمالَ فَاِنصَرَفـوا = ماذا عَلَيهِم لَو أَنَّهُم وَقَفوا

لَو وَقَفــوا ساعَةً نُسائِلُهـُم = رَيثَ يُضَحّي جِمالَهُ السَلَفُ
بَينَ شُكـولِ النِساءِ خِلقَتُهـا قَصدٌ فَلا حِيْلَةٌ وَلا قَضَفُ
فيهِم لَعوبُ النساءِ آنِسَةُ الـ = دَلِّ عَروبٌ يَسوءُها الخُلُفُ
تعقــد الطَرفَ وَهيَ لاهِيَةٌ = كَأَنَّمـا شَفَّ وَجهَها نُزُفُ
تَنامُ عَن كُبرِ شَأنِهــا فَإِذا = قامَت رُوَيداً تَكادُ تَنغَرِفُ


فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقـال : لا أرى هذا لا يفطن لما أسمع ، لا يدخلنّ على نساء بني عبد المطلب .

وقد كَثُر تشبيهُ الثَّغـر بالبحـر، قـال نصيح الدين محمـد بن منير العجلي[48] : ( المجتث )

وردٌ ومسـك ودر = خـد وخال وثغر
لحظ وجفن وغنج = سيف ونبل وسحر
غُصن وبدْر وليل = قدٌّ ووجه وشَعْـر


وقال أبو عمر محمد بن عبد ربه الكاتب[49] : ( الطويل )

عجبتُ للفظٍ منكَ ذابَ نحافةً = ومعناهُ ضخمٌ ما أَردتُ سمينُ
وأعجبُ من هذين أن بيانَـــهُ = حياةٌ لأرباب الهــوى ومنونُ
زَحمْتَ به في غُنجها مُقَلَ الدُّمى = وَعلَّمتَ سِحْرَ النَّفْثِ كيف يكونُ


وقال محمد بن عبد الغني الفهري[50] : ( الطويل )

لمَن كلمٌ كالسِّحر من غُنج أحداقِ = سقاكَ بكأسٍ لم تُدِرْها يدُ السَّاقي

وأنشد في الحماسة لرجل يهجو امرأته[51] : ( الطويل )

حديثٌ كقلع الضرس أو نتف شاربٍ = وغنجٌ كحطم الأنف عيل به صبري
وتفتر عن قلـــحٍ عدمت حديثها = وعن جبلي طيٍ وعن هرمي مصر


خــاتمــة

قال صاحب [ الكتاب ][52] المسمى بالزنجبيل القاطع في وطء ذات البراقع : ( الطويل )

وتسمع من غنجي صنوفـا = أعُدُّها على نسقٍ كالدُّر نُظِّمَ في عقـــدِ
وأُعطيكَ منه ناعمـــًا تستلذّه = رفيعاً كمرِّ الرِّيح ليلاً على الـورد
/ لطيفاً رقيقــاً حين تسمعُ حسّهُ = تكادُ به العينانِ تنعسُ مِن سُهـد
وإني لأحكي فيهِ من كــلّ صنْعَةٍ = غرائبُ لـم يظفرْ بها أحـدٌ بعدي
فمنه طويلُ العمرِ سِيـدي ومؤنِسي = مُناي الذي أفديهِ بالـروحِ والولـد
غرامي حبيب القلب روحـي دسّه = وأحشي به قلبي تعـالَ إلى عندي
حبيبي نور العين قلبي ومهــجتي = أغثني به يا حـبّ غيِّبْه في كبدي
وسَرْسبْه وادفعه وأغرقه في الحشا = وسَرِّبْه والصق وغرِّقـه للحــدّ
فرفـــعي وتحريكي وغربلتي إذا = تمكَّن منِّي واهتزازي من الوجـد
وشخري وشُهقاني وغُنجي ومنطقي = يُحل صَميم الصخر والحجر الصَّلد

وذكر في هذه القصيدة أنه يقول في الغنج :


للفراش زحقة الكسّ سعفة ، = وجوانبه ، وحيطانه، وأعتابه .

وهذا آخر الكتاب ، والحمد لله ، وسلام على عباده الذين اصطفى ، وصلى الله على سيدنا محمد ، وآله وصحبه وسلم .




[1]قبله : وهُنَّ يَمشِينَ بنا هَمِيسَا
[2]في المصادر : ما كان عند النساء ، انظر : الحيوان ، والرسائل للجاحظ ، والعقد الفريد لابن عبد ربه ، والعمدة لابن رشيق / الموسوعة الشعرية .
[3]الواقعة 37
[4]كتب : ولا العرابة .
[5]الواقهة 35 ، 36 ، 37
[6]كتب : يحيى بن دهان ، وما أثبتناه من تفسير الطبري / الموسوعة الشعرية .
[7]كتبت : المغنوجة ، وما أثبتناه من تفسير الطبري / الموسوعة الشعرية .
[8]كتب : ابن
[9]البيت للفرزدق ، ورواية الديوان :
يَأنَسنَ عِندَ بُعولِهِنَّ إِذا اِلتَقَوا = وَإِذا هُمُ بَرَزوا فَهُنَّ خِفارُ

[10]ديوانه . الموسوعة الشعرية .
[11]كتب : الخزرج ، وما أثبتناه من الديوان .
[12]كتب : يغشى ، وما أثبتناه من الديوان .
[13]البقرة 197
[14]البقرة 187
[15]الذي كتب : وأخرج عبد بن حميد عن طاء ومن قال لا يحل ......
[16]كتب : لقرينه ، وما أثبتناه من ربيع الأبرار / الموسوعة الشعرية .
[17]كتب : تمحلق ، وما أثبتناه من التذكرة الحمدونية / الموسوعة الشعرية .
[18]كتب : وتدنو بشفتاها ، وما أثبتناه من التذكرة الحمدونية / الموسوعة الشعرية .
[19]كتب : وتبادر ، وما أثبتناه من التذكرة الحمدونية / الموسوعة الشعرية .

[20]جاء في مصارع العشاق / الموسوعة الشعرية : أنّّ أعرابيا من عذرة يكنى أبا المعرج قال: نزل أعرابي من بني أسد بأعرابية من طي في يوم صائف، فأتته بقرىً حاضر وماء بارد، فنظر إليها، ففتنته بنظرها من وراء البرقع، فراودها عن نفسها، فقالت: يا هذا! أما يقذعك الإسلام والكرم؟ كل وقل، وإن أردت غير ذلك فارتحل، فأنشأ الأسدي يقول:

تَقولُ لي عمرَةُ قوْلَ المُبتَعِلْ: = للضّيفِ حَقّ يا فتَى فكُلْ وَقِلْ
فعِندنَا ما شِئتَ من بَرْدٍ وَظِلٍّ، = أمّتتتا الذي تَطلبُهُ، فَلا يَحِلْ


يَمنَعُ مِنهُ الدِّينُ وَالعِرْقُ الأصُلْ قال: وعلقها، فقال: فزوجيني نفسك. فقالت: شأنك وأوليائي فأتاهم، فخاف أن لا يزوجوه للعداوة التي بينهم، فانتسب عذرياً، فزوجوه، فأقام معها زماناً ثم علم به أهلها، فقالوا: يا هذا والله إنك لكفؤ كريم، ولكنا نكره أن تنكح منا وأنت حربنا، فخل عن صاحبتنا، وقد كان تزايد وجده بها لما رأى من موافقتها وحسنها، وكانت تهالكه عند الجماع، فطلقها وقال:

أحِبّكِ يا عمَرَ حُبّ المُسِرّ، = لِطُولِ الحَياةِ وَأمنِ الغِيَرْ
وَيُعجِبُني مِنكِ عِندَ الجِما = عِ حياةُ الكلامِ وَموْتُ النّظرْ
وَهَجرُكِ يَرْمِينَ بالمُنكرَاتِ = أغالِيظَ ذو السَّكَرِ المُبتَهِرْ
وَذو أشَرٍ بَارِدٍ طَعمُهُ، = وَرَابي المَجَسّةِ سُخنِ القَعَرْ


[21]جاء صدر البيت الأول مكسورا .

[22]زيادة من الأغاني

[23]في الأغاني عبد الله

[24]كتبت : نسبك ، وما أثبتناه من الأغاني

[25]كتب : نستَهِبَّ . وما أثبتناه من الأغاني

[26]جاء هذا الخثر في تاريخ دمشق على النحو التالي : عن عبد الله بن القاسم الأيلي قال : زوج معاوية بن أبي سفيان ابنته هندا من عبد الله بن عامر بن كريز وبنى له قصرا إلى جانب قصره وجعل بينهما بابا وأدخلت عليه وهي بنت تسع سنين قال فبينا هو في المشرقة يوما إذ مرت به حاضنتها فقال لها ما فعلت تلكم ؟ فقالت بخير يا أمير المؤمنين قال فإني أعزم عليكم بحقي عليك قالت : يا أمير المؤمنين فإنها مصعت واعتاصت عليه فقام حافيا آخذا بأزرار ثيابه ومضى حتى دخل عليها فسلم والنسوة عندها قال فكسرت له نمرقة فجلس فقال السلام عليكن يا بنية بيض عطرات أوانس خفرات أما حرامهن فصعب وأما حلالهن فسهل به سمحات ثم رجع إلى مجلسه فمر به ابن عامر فقال له النجاء إلى أهلك فرب صعب قد ذللته لكم وحزن قد سهلته لكم قال ثم مرت به الحاضنة من الغد فقال لها كيف تلكم فقالت صارت امرأة من النساء . تاريخ دمشق / المكتبة الشاملة .

[27]لعل هنا نقصا ، وتمام الخبر كما ورد أعلاه .
[28]هذا الخبر اتصل بما قبله ، ويبدو أنه ناقص من أوله .
[29]امرأة ربوخ: يغشى عليها عند الجماع وهو من الرخاوة. يقال: مشى حتى تربخ. أساس البلاغة ( ربخ )

[30] أهجر: نطق بالهُجر، بالضّم وهو الفحش. يقال: "من أكثر أهجر" ورماه بالهاجرات والمهجرات: بالفواحش، والهاجرات: الكلمات التي فيها فحش . أساس البلاغة ( هجر )

[31]كتب : ترنحوا ، وما أثبتناه من اللهو والملاهي لابن خردذابة / الموسوعة الشعرية .

[32]كتب : البراعات ، وما أثبتناه من اللهو والملاهي لابن خردذابة / الموسوعة الشعرية .

[33]كتب : قال وجزة ، والصواب أبو وجزة ، وهو : أبو وجزة السعدي ? - 130 هـ / ? - 747 م

يزيد بن أبي عبيد السُّلمي السعدي. نشأ في بني سعد، فغلب عليه نسبهم، وهو شاعر مشهور من التابعين وهو محدث مقرئ. وسكن المدينة، فانقطع إلى آل الزبير ومات بها. له شعر في قصائد نادرة من كتاب منتهى الطلب في أشعار العرب. /الموسوعة الشعرية .

[34]ابن مطروح البلنسي : 574 - 635 هـ / 1178 - 1238 م
أبو محمد عبد الله بن مطروح التجيبي القاضي. من أهل بلنسية ولد وعاش ببلنسية وولي قضاءها وكان فقيهاً وأديباً شاعراً. أورد لَه صاحب المجموع بيتين وذكره ابن الأبار في تحفة القادم. الموسوعة الشعرية .


[35]للأشهب بن رميلة : ? - 86 هـ / ? - 705 م
الأشهب بن ثور بن أبي حارثة بن عبد المدان النهشلي الدارمي التميمي .
شاعر نجدي، ولد في الجاهلية، وأسلم، ولم يجتمع بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، وعاش إلى العصر الأموي، هجا غالباً (أبا الفرزدق) فهجاه الفرزدق، وضعف الأشهب عن مجاراته، وذكره المرزباني في من وفد على الوليد بن عبد الملك. نسبته إلى أمه (رميلة) وكانت أمَة اشتراها أبوه في الجاهلية. الموسوعة الشعرية .


[36]كتب عيينة ، وقد جاء اسمه في البصائر والذخائر لأبي حيان التوحيدي عقبة ، وكذا في التذكرة الحمدونية ، وقال ابن طيفور في بلاغات النساء عقيبة ، وكذا ابن قتيبة في عيون الأخبار.

[37]كتب : عبد الله ، وهوخطأ . والصواب ما أثبتناه .

[38]لأم الضحاك المحاربية : شاعرة جاهلية من شاعرات الغزل. كانت تحب زوجها الضباب وأسرفت في حبها له وتعلقها به، خاصة بعد أن طلقها، فتراها تناجيه في كثير من المقطعات. الموسوعة الشعرية .

[39]البيتان في شرح الحماسة للمرزوقي / الموسوعة الشعرية ، بلا عزو .

[40]عُبَيد الله بن الرُقَيّات : ? - 85 هـ / ? - 704 م
عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك، من بني عامر بن لؤي، ابن قيس الرقيات.
شاعر قريش في العصر الأموي. كان مقيماً في المدينة. خرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان، ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل ابني الزبير (مصعب وعبد الله) فأقام سنة وقصد الشام فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فسأل عبد الملك في أمره، فأمّنه، فأقام إلى أن توفي. أكثر شعره الغزل والنسيب، وله مدح وفخر. ولقب بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة، اسم كل واحدة منهن رقية


[41]كتب : درستويه ، والصواب أنه : درست المعلم البغدادي. شاعر ذكره عبد الله بن المعتز في طبقات الشعراء وذكر أن الجاحظ احتج بشعر وأنه كان يرى رأي الخوارج. وكان أرقع خلق الله إلا أنه كان فصيح القول جيد النظم. انظر الوافي بالوفيات / الموسوعة الشعرية ، وطبقات ابن المعتز / الموسوعة الشعرية .

[42]أبو الطيب الرندي : صالح بن يزيد بن صالح بن علي بن موسى بن أبي القاسم بن شريف النفزي الرندي -

بالراء والنون - أبو الطيب؛ من أهل رندة من جزيرة الأندلس. قال أثير الدين أبو حيان : المذكور هو أحد الأدباء المجيدين من أهل الأندلس . الوافي بالوفيات / الموسوعة الشعرية .

[43]هذه الأبيات ليست لأبي نواس ، وإنما هي لداود بن رزين الواسطي ، وقصّتها أنه إجتمع أبو نواس وداود بن رزين الواسطي وحسين بن الضحاك وفضل الرقاشي وعمرو الوراق وحسين بن الخياط في منزل عنان جارية الناطفي، فتحدثوا وتناشدوا أشعار الماضين وأشعارهم في أنفسهم، حتى انتصف النهار، فقال بعضهم: عند من نحن اليوم؟فقال كل واحد: عندي! قالت عنان: قولوا في هذا المعنى أبياتاً وتضمنوا إجازة حكمي عليكم، بعد ذلك. فبدأ داود بن رزين الواسطي فقال:

قوموا إلى قصف لهو = وظــــــــل بيت كنين
وريــح مسك ذكــــي = بجيـــــد الزرجــون
وقينـــة ذات غنـــــج= وذات دل رصيــــــن
تشدو بكـــــل ظريف = من صنعة ابن رزين


فقال أبو نواس:

لا بل إلى ثقــــاتي = قوموا بنا يا حياتي
قوموا نلذ جميعاً = بقول هــاك وهــات
فـــإن أردتم فتــاة = أتحفتكتم بفتــــــــاة
وإن أردتم غلاماً = أتيتكــــــم بمـؤاتي
فبادروه مـجـــوناً = في وقت كل صـلاة


وقال كلٌّ من الشعراء الآخرين أبياتا . انظر الإماء الشواعر لأبي الفرج الأصفهاني / الموسوعة الشعرية .

[44]جاء في الأغاني / الموسوهة الشعرية : كان أبو الشبل يعاشر محمد بن حماد بن دلقيش، ثم تهاجرا بشيء أنكره عليه، فقال أبو الشبل فيه هذه الأبيات .


[45]ورد هذا الشطر مختل الوزن

[46]الأبيات في التذكرة الحمدونية / الموسوعة الشعرية .
[47]قَيس بن الخَطيم ? - 2 ق. هـ / ? - 620 م
قيس بن الخطيم بن عدي الأوسي، أبو يزيد. شاعر الأوس وأحد صناديدها في الجاهلية. أول ما اشتهر به تتبعه قاتلي أبيه وجده حتى قتلهما، وقال في ذلك شعراً. وله في وقعة بعاث التي كانت بين الأوس والخزرج قبل الهجرة أشعار كثيرة. أدرك الإسلام وتريث في قبوله، فقتل قبل أن يدخل فيه. الموسوعة الشعرية .


[48]هوالمعروف بابن البطريق : محمد بن منير بن البطريق نصيح الدين العجلي البغداذي الجزري الشاعر البغداذي، سمع منه الزكي المنذري شعره بالقاهرة وكناه أبا بكر، وتوفي بدمشق سنة سبع وثلاثين وستمائة. الوافي بالوفيات / الموسوعة الشعرية .

[49]ابن عبد ربه الأندلسي : 246 - 328 هـ / 860 - 939 م

أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حُدير بن سالم أبو عمر. الأديب الإمام صاحب العقد الفريد، من أهل قرطبة. كان جده الأعلى سالم مولى هشام بن عبد الرحمن بن معاوية. وكان ابن عبد ربه شاعراً مذكوراً فغلب عليه الاشتغال في أخبار الأدب وجمعها. له شعر كثير، منه ما سماه الممحصات، وهي قصائد ومقاطع في المواعظ والزهد، نقض بها كل ما قاله في صباه من الغزل والنسيب. وكانت له في عصره شهرة واسعة وهو أحد الذين أثروا بأدبهم بعد الفقر. أما كتابه (العقد الفريد -ط) فمن أشهر كتب الأدب سماه العقد وأضف النساخ المتأخرون لفظ الفريد. وله أرجوزة تاريخية ذكر فيها الخلفاء وجعل معاوية رابعهم !! ولم يذكر علياً فيهم وقد طبع من ديوانه خمس قصائد وأصيب بالفالج قبل وفاته بأيام. الموسوعة الشعرية .
[50]هو المعروف بابن الجنان : محمد بن عبد الغني الفهري المعروف بابن الجنّان من أهل جيّان، سكن مدينة فاس. تحفة القادم لابن الأبّار / الموسوعة الشعرية .
[51]البيتان في شرح الحماسة للمرزوقي/ الموسوعة الشعرية ، دون ذكر لاسم القائل .
[52]الكتاب ، غير موجود في الأصل المخطوط .


صورة مفقودة
 
شقائق الأترنج في رقائق الغنج
العلامة جلال الدين السيوطي
العلامة عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري الأسيوطي المولود بالقاهرة سنة 1445م



التراث والجنس
01- إضاءة
تشكل رسالة السيوطي هذه ، شقائق الاترنج في رقائق الغنج ، واحدا من المصنفات النادرة في موضوع لم يسبق أن افرد له كتاب بذاته ، ، بل ورد عرضا ، متناثرا في العديد من مؤلفات اللغة والأدب والحديث ، فجاء السيوطي فجمع نثارة و أبرزه على النحو الذي جعل منه موضعا مميزا لا يتسم فقط بطرافته الأدبية بل وبجديته العلمية وفائدته العملية في المقام الأول.
فهو ليس مادة للتسلية والإمتاع والإثارة الجنسية بقدر ماهو بحث ثقافي رصين ، رغم مافيه من إشارات صريحة أحيانا يعالج ، فيما يعالج من أمور، جانبا طبيعيا وسيكولوجيا من العلاقة العاطفية بين المرأة والرجل ويحاول أن يفتح أمامهما طريق الحياة المشتركة المتكافئة السعيدة القائمة على أساس فهم كل طرف منهما لحقوق وواجبات وأهمية دور الطرف الأخر في هذا المجال ، بلا تعليمية ولا تعقيد ، فكل ما هناك أن سائلا سأل عن حكمه شرعا فكان هذا جواب السيوطي عليه ، كما يقول .
وفي الوقت الذي تؤلف فيه الكتب الجنسية العربية والأجنبية على أساس المعالجة التثقيفية والطبية الحديثة لمشكلات الجنس بلغة لا تخلو في كثير من الحالات ، من الميكانيكية والتوزع والدوران ، تذهب مؤلفات الأقدمين ومصنفاتهم الى تشخيص أسباب الاقتراب والتنافر بين طرفي المعادلة الجنسية او العاطفية على الطبيعة وعبر الممارسة والخبرة المستخلصة منها على مختلف المستويات الاجتماعية والتجليات الفردية والخصوصيات القومية لمختلف الشعوب ، هذه المؤلفات والمصنفــــات الهامة التي تتميز بحيوية التجربة وصراحـــــــة العلم و متعة الأدب حبيسة في خزانات المتاحف والمكتبات العامة والخاصة لا تمتد اليها يد التحرير والنشر ، اما لأنها أصبحت كما يظن الكثيرون ، عتيقة الطراز ازاء التقدم العلمي الحديث ، او لانها صريحة لدرجة تخدش الذوق العام ، كما ترتأى الرقابة العربية الرسمية ، وهي إذا ما نشرت بطريقة ما ، فإنك تجدها مطبوعة طباعة شعبية رديئة ومليئة بأغلاط النساخ والمطابع أيضا وملقاة على الارصفة باهمال الامر الذي يجعل منها شيئا هابطا لا يرغب فيه الا باحث عن اثارة مبتذلة أو باحث عن اثر نادر.
وهذا ماحدث لي وأنا في الدار البيضاء بالمغرب حين وقع نظري بالصدفة على كتاب1 عجزت عن الحول عليه في مختلف المكتبات ، ملقى على رصيف الشارع ضمن ما يبيعه أحد الاكشاك من كتب ومجلات قديمة أو مستعملة ، وكنت قد حسبته مخطوطا محفوظا في مكان ما ، وكان الكتاب في حالة مزرية من سوء الطباعة وكثرة الأخطاء الإملائية والنحوية ورداءة الورق ، كأي واحد من ضحايا المطابع التجارية من الإصدارات التراثية المفتقرة الى التحقيق والتصحيح والإخراج الفني الجيد .
وفوجئت مرة أخرى بعد مدة من الزمن حين عرت إحدى المجلات العربية لكتاب نادر صادر بالانجليزية عن نسخة بالفرنسية ، باعتباره موسوعة عربية فريدة في الثقافة الجنسية ، فإذا به كتابنا العربي المسكين الانف الذكر وقد أصدر في اوربا بجزئين محترمين ، وإذا هناك ضجة طويلة عريضة حول موضوع الكتاب ورحلة على مدى قرن من الزمان في الابحث والمتاعب وحالات التزوير منذ أول إصدار له بالفرنسية عام 1876 أعقبت ذلك محاولات مضنية للحصول على مخطوطته
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر للشيخ محمد النفراوي
العربية إصداره مرة أخرى وأخرى بالفرنسية والانكليزية وبطبعات مختلفة منها شعبية ، وإذا بالعديد من علماء الغرب قد اعتمدوا عليه في انجاز مؤلفاتهم الجنسية ونشرت دراسات هامة عنه يقارنه بعضها بكتاب اوفيد2 فن الهوى وغيره ، وإذا أخيرا ، بصاحبنا كاتب العرض في المجلة العربية قد اعتمد في عرضه المثير هذا على النسخة الانكليزية الصادرة مؤخرا لكتابنا العربي المذكور لعدم توفره بالعربية .
أوردت هذه الحكاية للتدليل على أهمية ما لدينا من ثمار فكرية ما تزال معلبة في خزائن التراث ، وعلى المفارقة المأساوية التي تتمثل في نظرتنا اللامبالية عموما إليه وتهافت الغير عليه . هذا مع ان الكتاب المذكور ، الذي نال الحظوة في غير أهله ، لايرقى في لغته ومضمونه وأصالته الى مستوى المؤلفات والمصنفات التي كان عيالا عليها ، في الأصل، جملة وتفصيلا ، ومنها كتابنا هذا أو غيره من مصنفات السيوطي الذي اعتمد بدوره على ماهو أهم وأوسع في هذا المجال .
2- موضوع الرسالة
تتمثل أهمية الموضوع وجاذبيته، في الوقت نفسه، في تناوله على نحو مكثف ومنوع متعدد الأبعاد لحالة أنثوية محببة أودعتها الطبيعة في المرأة، وتتجلى في لطف الحركة وإيحائية النظرة وعذوبة الحديث.وإذا ما اقترن ذلك بقدرمن الثقافة والحسن والحياء ، اكتملت في المرأة سمات المثال الذي يتغنى به الشعراء والطرف الراجح في العلاقة الثنائية التي تربطها بالرجل وكان لها دورها الايجابي في مستقبل هذه العلاقة إذا ماكان الطرف الآخر أهلا لها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 يوبليوس اوفيديوس شاعر لاتيني كبير تغنى بالحب ، وشعره أنيق مجوني ، وقد ترجم كتابه الشهير فن الهوى الى العربية .ثروة عكاشة
وإذا لم يكن ذلك سلوكا عفويا من المرأة ، انحط بها الى مستوى العهر واصطياد الرجال أو الابتذال في أحسن الأحوال .
ومن هنا تأتي أهمية إدراك الرجل والمرأة للحكمة من وراء هذه الحالة الأنثوية وانعكاسها على علاقة بعضهما بالبعض الآخر ، التي كثيرا ما تأثرت سلبا ببرودة هذا الطرف أو بافتقار ذاك الى الفهم والخبرة .
فالغنج3 الذي هو الدل والدلال ، أو الترفق والتكسر وترخيم الكلام ، على حد تفسير اللغويين والفقهاء القدماء ، حالة أصيلة في طبع المرأة ، كما ذكرت ، إلا أنها تتأثر بجملة من العوامل الذاتية والموضوعية ، كدرجة الحسن ومستوى الثقافة وطبيعة التربية البيتية والوضع الاجتماعي والنفسي للمرأة فتبرزها أو تخفف منها أو تجهز عليها .
وقد تحدث حاجي خليفة عن موضوع الرسالة فقال4:
والغنج علم باحث عن كيفية صدور الأفعال التي تصدر عن العذارى والنسوان الفائقات الجمال ، والمتصفات بالظرف والكمال ، وإذا اقترن الحسن الذاتي بالغنج الطبيعي كان كاملا في الغاية ، وهذا الغنج إن وقع في أثناء المباشرة والمخالطة والتقبيل كان محركا لقوة الوقاع ، وانتفع به العاجزون كل الانتفاع .
والحقيقة ، إن الكتاب لا يقتصر على الغنج وحده ، فهناك حالات ومفاهيم أخرى تنوب عته ، مثل الشكل والدل والدلال ، أو تتصل بموقف المرأة والرجل كالعرابة والتهالك والربخ ، أو بهما معا
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 ويلفظ ايضا : الغنج ، بضمتين
4 كشف الظنون
5 زيادة من عندنا يقتضيها المقصود ب (اثناء) هنا ، وهو ( خلال)
كالرفث والجماع وما يرافقه من رهز وشخر ونخر ، الى غير ذلك من الامرو المتعلقة بذكورة الرجل و أنوثة المرأة وأسباب التوافق والتنافر بينهما .
والغاية من هذا كله ، كما يرمي اليه السيوطي في مخطوطه هذا ، تحيقي السعادة الزوجية من خلال فم المرأة لسايكولوجيا الجنس ، وبالتالي ممارستها لدورها الطبيعي على أفضل وجه لتتم المتعة الكاملة للطرفين ويتعلق احدهما بالآخر ، ومن خلال انتباه الرجل الى ضرورة الارتفاع فوق بهيميته وتجاوز ذاته واحترام انسانية زوجته وحقها الطبيعي المشروع في مشاركته المتعة نفسها ، بلا تحرج ولا شعور بالدونية أو الاستعلاء .
وقد استمد مادته من رويات ومؤلفات أو مصنفات الدين سبقوه من العلماء والأدباء والمحدثين ، كما أشار الى ذلك في النص ، وصنفها وبوبها على نحو منسق متسلسل بدءا باللغة فالأحاديث النبوية والآثار فالأخبار فالأشعار، وحافظ على تسلسل السند حسبما ورد في الموروث المنقول عنه في الغالب.
وهو أمر ربما أضجر القارئ العادي ، إلا أنه هام وضروري للباحث الذي كثيرا انتفع به خلال تقصيه لأصل خبر ما أو زمنه الو المراجع التي ربما وجد فيها ضالته ، وقد جاءت تقصيات المصنف وإيراده لمختلف الروايات والاراء المتعلقة بلفظ أو مفهوم بعينه واستشهاداته الخبرية والشعرية منسجمة مع أهمية الموضوع وطرافته في بناء جميل واحد يبعث لدى المطلع عليه المتعة والسرور ويفر له العلم والفائدة ويدفعه لطلب المزيد .
3- بين المخطوط والكتاب
لم يبق هذا البناء الجميل ، الذي أجهد السيوطي نفسه في إقامته ، سليما كما فرغ منه ، بالطبع . فللزمن آثاره السلبية المعروفة عليه ، والمتمثلة في ما تركه المتملكون لهذا الأثر ونساخه على مر السنوات والقرون من نواقص وزيادات وتعديلات ومن تحريف وتصيحف وسهو .
ويبقى على المحقق ، في الاخر ، واجب ترميم ما يجده فيه من ثلمات وابراز معالم ما اندثر أو أختلط مع غيره من مداخل وشواهد وعلامات ، وقبل هذا وذاك ، التحقق من صحة ما تحت يديه من موروث ، وحقيقة نسبته الى هذا أو ذاك من الاسلاف ، وتثبيت اسم مؤلفه أو مصنفه عليه ، إن جاء خاليا منه.
هذا إضافة الى ما يتطلبه البحث العلمي و الادبي الحديث من فهرسة متعددة الجوانب ومن إحالات وشروح وإضافات ، تغني الأثر وتسهل أمر فهمه والانتفاع به على أفضل وجه .
وقد أسعفني الحظ في العثور على نسختين من المخطوط نفسه في مكان واحد ، وهما من مخطوطات الظاهرية في مكتبة الأسد الآن ، وتشيران بوضوح الى صاحب المخطوط ، وهو ما يؤكده ايضا ، ما جاء بخصوصه في كشف الظنون وهدية العارفين ومراجع أخرى .
لكن ما وجدته في النسختين من أغلاط ونواقص وإبهام أصابني بشيء من الخيبة وكلفني الكثير من الوقت والجهد لمعالجته.فقد كان علي ، لظروف خاصة ، القناعة بالمتوفر هنا من النسخ ، والتصرف وفقا لذلك لإخراج المخطوط على أحسن وجه ممكن . فحصلت على مصورتين للنسختين ، وبدأت عملي على مهل مسترشدا بما جاء في الرسالة من استشهادات واشارات الى مصدرها التي كان أكثر
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
6 هناك نسخ أخرى من الرسالة في دار الكتب المصرية والخزانة العامة في الرباط
من نصفها ، للأسف غير مطبوع وغير متوفر كمخطوط أيضا .
وهاتان النسختان المخطوطتان هما :
1. نسخة برقم (8728) عليها مطالعتان لعثمان بن أحمد الحوراني وابن نصر الدين الطرابلسي الدمشقي ، وكلاهما في سنة 993 هـ . إلا أن تاريخ نسخها واسم ناسخها غير معروفين . وتتألف من 35 ورقة بمقدار 11 سطرا للصفحة الواحدة وبقياس 13*18 سم
ويغلب على هذه النسخة رداءة الخط وصعوبة القراءة ، واستحالتها أحيانا ، لكثرة التصحيف والتحريف والسقط والافتقار الى التنقيط والفواصل وضبط الشكل ، إضافة الى الأغلاط الإملائية النحوية ، مما يشير الى أن ناسخها إنسان جاهل باللغة والأدب وفن النسخ .
وهذا ما جعلني أصرف النظر عن اعتمادها أساسا لتثبيت النص ، وإن كانت الأقدم تأريخا ، وأشرت إليها في عملي بالحرف (ب)
2- نسخة برقم 5912 ، أحدث تأريخا من سابقتها ، وردت ضمن مجموع خطة علم الدين بن شمس الدين بن حسن الكولي الأزهري في سنة 1048 هـ ، كما جاء في الورقة 88 من المجموع . وتتألف من 18 ورقة بمقدرا 15 سطرا للصفحة الواحدة وبقياس 15*20 سم .
وتتميز هذه النسخة بوضوح خطها مع بعض التحريك والفصل بين الجمل والعبارات ، إلا أنها لم تسلم ، هي الأخرى ، من التحريف التصحيف وكذلك السقط الذي جعلني أعتمد ما جاء في النسخة ب بما في خطها من إشكالات وألجأني الى التخمين أحيانا والبحث عن نصوص مماثلة في المراجع المتوفرة ، في أحيان أخرى .
وعلى كل حال ، فقد اعتمدت هذه النسخة باعتبارها الأفضل ، وإن كانت أحدث ، ورمزت اليها بالحرف أ في اشارتي لها، مستعينا بالنسخة ب والمتوفر من المصادر الواردة في النص وغيرها من مراجع الحديث واللغة والادب في تحقيق الرسالة.
4- الخلاصــــــــة
ويمكنني إيجاز عملي هذا بما يلي :
1- حصلت على مصورتين للنسختين الموجودتين ضمن مخطوطات الظاهرية بمكتبة الأسد ، بعد اطلاعي عليهما .
2- اعتمدت النسخة أ ، باعتبارها الأفضل خطا والأقل أغلاطا ونواقص ، لتثبيت نص الرسالة بالاستعانة بالنسخة ب والمصادر والمراجع ذات العلاقة به .
3- أضفت الى أ ماهو ساقط منها وجعلته بين معقوفتين [ ]، مشيرا في الهامش الى مصدر الإضافة.
أما ما هو ساقط من ب فقد اكتفيت بالتنبيه اليه في الهامش .
4- نبهت إلى الاختلافات بين النسختين وبين النص وما ورد منه في المصادر التي نقل عنها وغيرها من المراجع.
5- أغفلت في الغالب الإشارة إلى ما صححته من الأغلاط الإملائية النحوية وحالات التحريف والتصحيف الواردة في النسختين إذا كان خطأ أكيدا ولا وجه له من التأويل والقراءة والاجتهاد ، كقوله : وقال ابن منده في المحكم ، والصحيح ، كما هو معروف ، ابن سيده ، أو : وفي ( نير الدل ) أي( نثر الدر ) ، أو : (لفضة ) ، والصواب : لفظة .. الى آخره ، لكثرة هذه الاخطاء .
6- أشرت في الهامش إلى أرقام أجزاء وصفحات المصادر والمراجع حيثما ورد شيء من نص الرسالة فيها .
7- أوردت في الهامش ما وجدته مفيدا من زيادة على ماجاء في النص من شروح لغوية وأخبار وأشعار وأبديت رأيي الخاص حيثما أقتضى الامر ذلك .
8- ضبطت حركات النص وثبت الفواصل المطلوبة وفقا لطبيعة الكلام واستعملت الهمزة التي اعتاد الاقدمون على حذفها في ألفاظ مثل ( الحيا ) ، أي الحياء ، أو (جاكم ) ، أي جاءكم ، أو التي يقلبونها ياء كما في ( سايل ) أو ( نسايكم ) أو ( شقايق ) ، على سبيل المثال وكذلك الالف في كلمات مثل : ( اسمعيل ) أي إسماعيل و ( سفين ) ، أي سفيان ، من دون الاشارة الى ذلك .
9- أبرزت أبواب النص ، الذي جاء متصلا بعضه ببعض ، وذلك وفقا للعناوين التي اختلطت في النص ببقية الالفاظ ، وهي : اللغة ، الآثار ، الاخبار ، والاشعار .
10- عرفت ببعض الاعلام وشرحت الغامض من المفردات ، متحاشيا اثقال الهامش بما لاضرورة له من توضيحات .
11- حذفت من آخر النسخة (ب) ما وجدته إضافة من الناسخ أو أحد مطالعي المخطوط الذي نقل عنه ، وأوضحت ذلك في مكانه .
12- قدمت للنص بدراسة تعريفية به وبعملي في تحقيقه وأخرى بالمصنف .
13- ألحقت بالنص فهارس للآيات والاحاديث والامثال والاماكن والاشعار والاعلام والمصادر الواردة في النص والمراجع والمحتويات .
وفي الختم ، لا يسعني إلا التقدم بالشكر لكل من ساهم بقليل أو بكثير ، بقصد أو بدونه ، في تسهيل عملية انجازي لهذه الخدمة المتواضعة التي أقدمها لحركة إحياء تراثنا العربي الاصيل وللثقافة الانسانية عموما ، معتذرا عما شابها من نقص أو قصور بما يعرفه رواد هذا المجال الشائك من العمل الفكري من صعوبات ومتاعب و إشكالات ، وقد قال الشاعر قديما:
لا يعرف الشوق إلا من يكابده
***
ولا الصبابة إلا من يعانيهـــا
وأرجو أن أكون قد وفقت في باكورة أعمالي في التحقيق هذه ، ونفعت بعد أن انتفعت طويلا ،وحسب المرء أن يكون نافعا وشاكرا لمن سبقوه الفضل وحسن الأثر .
14- اعتمدت النسخة أ ، باعتبارها الأفضل خطا والأقل أغلاطا ونواقص ، لتثبيت نص الرسالة بالاستعانة بالنسخة ب والمصادر والمراجع ذات العلاقة به .
15- أضفت إلى أ ماهو ساقط منها وجعلته بين معقوفتين [ ]، مشيرا في الهامش الى مصدر الإضافة.
أما ما هو ساقط من ب فقد اكتفيت بالتنبيه اليه في الهامش .
16- نبهت إلى الاختلافات بين النسختين وبين النص وما ورد منه في المصادر التي نقل عنها وغيرها من المراجع.
17- أغفلت في الغالب الإشارة إلى ما صححته من الأغلاط الإملائية النحوية وحالات التحريف والتصحيف الواردة في النسختين إذا كان خطأ أكيدا ولا وجه له من التأويل والقراءة والاجتهاد ، كقوله : وقال ابن منده في المحكم ، والصحيح ، كما هو معروف ، ابن سيده ، أو : وفي ( نير الدل ) أي( نثر الدر ) ، أو : (لفضة ) ، والصواب : لفظة .. الى آخره ، لكثرة هذه الاخطاء .
18- أشرت في الهامش إلى أرقام أجزاء وصفحات المصادر والمراجع حيثما ورد شيء من نص الرسالة فيها .
19- أوردت في الهامش ما وجدته مفيدا من زيادة على ماجاء في النص من شروح لغوية وأخبار وأشعار وأبديت رأيي الخاص حيثما أقتضى الامر ذلك .
20- ضبطت حركات النص وثبت الفواصل المطلوبة وفقا لطبيعة الكلام واستعملت الهمزة التي اعتاد الأقدمون على حذفها في ألفاظ مثل ( الحيا ) ، أي الحياء ، أو (جاكم ) ، أي جاءكم ، أو التي يقلبونها ياء كما في ( سايل ) أو ( نسايكم ) أو ( شقايق ) ، على سبيل المثال وكذلك الالف في كلمات مثل : ( اسمعيل ) أي إسماعيل و ( سفين ) ، أي سفيان ، من دون الاشارة الى ذلك .
21- أبرزت أبواب النص ، الذي جاء متصلا بعضه ببعض ، وذلك وفقا للعناوين التي اختلطت في النص ببقية الألفاظ ، وهي : اللغة ، الآثار ، الأخبار ، والأشعار .
22- عرفت ببعض الاعلام وشرحت الغامض من المفردات ، متحاشيا اثقال الهامش بما لاضرورة له من توضيحات .
23- حذفت من آخر النسخة (ب) ما وجدته إضافة من الناسخ أو أحد مطالعي المخطوط الذي نقل عنه ، وأوضحت ذلك في مكانه .
24- قدمت للنص بدراسة تعريفية به وبعملي في تحقيقه وأخرى بالمصنف .
25- ألحقت بالنص فهارس للآيات والاحاديث والامثال والاماكن والاشعار والاعلام والمصادر الواردة في النص والمراجع والمحتويات .
وأرجو أن أكون قد وفقت في باكورة اعمالي في التحقيق هذه ، ونفعت بعد ان انتفعت طويلا ،وحسب المرء أن يكون نافعا وشاكرا لمن سبقوه الفضل وحسن الاثر .


عادل العامـل



********************





بسم الله الرحمان الرحيم
(الحمد لله وسلم على عباده الذين اصطفى )1
هذا جزء يسمى ( شقائق الاترنج في رقائق الغنج ) ألفته جوابا لسائل2 عن حكمه شرعا ، وأوردت فيه من الفوائد مالا مزيد عليه جمعا3 ، واخترت له هذا لااسم لما تضمنه من لطائف البديع صنعا ولما فيه من حسن التشبيه المضمر لمن تفطن له وقعا 4.

اللغــــــــة

له5 أسماء منها : الغنج ، سكون النون ، والغنج ، بضمها ، والتغنج ، والتبغنج ، والغناج
قال في الصحاح 6 : الغنج والغنج الشكل ، وقد غنجت الجارية وتغنجت فهي غنجة
وفي الجمهرة 7 : امرأة مغناج ، مفعال من الغنج .
وفي الافعال 8 : لابن القوطية 9 : غنجت الجارية غنجا حسن شكلها ، وقد غنجت ، وتغنجت ، فهي مغناجة .
وفي القاموس 10 : الغنج ، بالضم وبضمتين وكغراب ، الشكل .
والتبغنج أشد من التبغنج 11
ومنها الشكل ، بكسر الشين المعجمة وسكون الكاف ولام ، قال في الصحاح 12 : الشكل ، بالكسر ، الدل، يقال : إمرأة ذات شكل 13.
ومنها الدل والدلال . قال ابن دريد في الجمهرة 14 : الدلال من قولهم : امرأة ذات دل أي شكل ، وأنشد غيره قول الراجز 15 :
قد قربوني من عجوز جمحرش
كأنما دلالها على الغرش
من آخر الليل كلاب تهترش
ومنها الرفث .قال ثعلب في (أماليه) 16 الرفث الجماع ، والرفث الكلام عند الجماع ، وقال الجوهري في (الصحاح) 17: الرفث الجماع ، والرفث أيضا الفحش من القول ، وكلام النساء في الجماع ، قال العجاج 18 :
ورب أسراب حجيج كظم = عن اللغا ورفث التكلم
وقيل لابن عباس حين أنشد :
إن تصدق الطير تـ .ك لميسا
أترفث وأنت محرم ؟ فقال : إنما الرفث ما ووجه به النساء . انتهى .

وقال الأزهري 21 : الرفث كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة 22 .
ومنها العرابة ، والاعرابة ، والاعراب ، والاستعراب والتعريب و(العراب ) 23 . وفي الافعال 24 لابن القوطية : عربت المرأة عربا تحببت الى زوجها فهي عروب . وفي ( الصحاح ) 25
العروب من النساء المتحببة الى زوجها 26 ، والجمع عرب ، ومنه قوله تعالى : عربا أترابا 27 . وأعرب الرجل إذا تكلم بالفحش ، والاسم العرابة .
وقال ابن الاثير في النهاية 28 : العرابة التصريح بالكلام ف الجماع ، ومنه حديث ابن الزبير ( رضي الله تعالى عنهما ) 29 : لا تحل العرابة للمحرم ، وحديث بعضهم : ماأوتي أحد من معربة النساء ما أوتيته ، أراد اسباب الجماع ومقدماته ، وحديث عطاء أنه كره الاعراب للمحرم ، وفي ( القاموس) 31 : الاعراب الفحش وقبح الكلام ، كالتعريب والعرابة والعرابة والاستعراب .
وقال ابن الفارس في ( المجمل ) 32 : امرأة هلوك إذا تهالكت في غنجها كأنها تتكسر . ولا يقال: رجل هلوك .
قال ابن سيدة في ( المحكم ) 33 : جارية حستة 34 غنجة . وفي ( القاموس ) 35 : اللعوب الحسنة الدل ، والخذنفرة المرأة الحفحافة ( الخفية 36)الصوت ( في الغنج ) 37 كأنه يخرج من منخرها ، واللبقة الحسنة الدل ) وكذا الهيدكور والزاغية والهلوك والمغناج .قال : والفطافط 40 الاصوات عند الرهز والجماع . وفي الصحاح 41 : النخير صوت بالانف ، والشخير رفع الصوت بالنخر . وفي فقه اللغة للثعالبي : الشخير من الفم والنخير من المنخرين 43 )
وعقد التجاني 44 في كتابه ( تحفة العروس ) لذلك بابا وسماه الرهز فقال 45 : الباب الثاني والعشرون في الرهز في الجماع ، الرهز 46 ، والارتهاز كناية عن حركات وأصوات وألفاظ تصدر عن المتناكحين في أثناء فعلهما ، تعظم بها لذتهما وتتقوى 47 شهوتهما ، وأورد فيه أشياء يأتي ذكرها ، إن شاء الله تعالى 48

الآثــــــــــار
قال الله تعالى في صفة أهل الجنة : « إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا » 1
أطبق المفسرون و أهل اللغة على أن العرب جمع عربة أو عروب و أنها الغنجة . قال هناد بن السري في كتاب الزهد : حدثنا ابن فضل عن الكلبي عن ابي صالح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه في قوله تعالى : عربا ، قال : العرب في قول اهل المدينة الشكلة ، وفي قول أهل العراق الغنجة. ( وقال ابن جرير في تفسيره 2 : حدثنا علي بن الحسن الازدي وأبو كريب ، قالا : حدثنا يحيى بن يمان و )قال ابن المنذر في تفسيره : حدثنا عمر بن محمد حدثنا يحيى بن يمان عن ابراهيم التيمي : عن صالح بن حيان عن ابيه في قوله تعالى : عربا ، قال : هي الشكلة بلغة مكة ، المغنوجة بلغة المدينة .وقال عبد بن حميد في تفسيره : حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شعبة عن سماك وعمارة بن ابي حفصة عن عكرمة في قوله تعالى : عربا اترابا ، قال : المغنوجات ، والعربة هي الغنجة ، اخرج ابن جرير 7 وابن أبي حاتم في تفسيريهما . قال ابن جرير 8 : حدثني يعقوب حدثنا ابن علية حدثنا عمارة بن أبي حفصة عن عكرمة في قوله : عربا ، قال : غنجات }9 .وقال عبد بن حميد : حدثنا أبو نعيم 10
حدثنا معقل بن عبيد الله قال: سألت عبد الله بن عبيد 11 بن عمير عن قوله تعالى : عربا ، قال : أما سمعت {أن } 12 المحرم يقال له : لا تقتربها بالكلام تلذذها وهي محرمة ؟ وقال عبد بن حميد : أخبرني عمرو بن عون عن هشيم بن مغيرة بن عثمان بن يسار عن تميم بن حذلم ، وكان من أصحاب عبد الله ، قال : العربة الحسنة التبعل ، وكانت العرب تقول للمرأة إذا كانت حسنة التبعل إنها لعربة ، أخرجه ابن جرير 13 في تفسيره .وقال 14 ابن ابي حاتم : حدثنا الحسين بن علي بن مهران حدثنا اسماعيل بن أبي أويس قال : سئل ابن عباس عن قوله تعالى : عربا ، قال : العروب الملقة لزوجها. وقال سعيد بن منصور في سننه : حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن ابي نجيح عن مجاهد في قوله تعالى: عربا ، قال : هي الغلمة 15 ، أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر في تفاسيرهم . وقال عبد بن حميد : حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن غالب بن أبي الهذيل 16 عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ، في قوله تعالى : عربا ، قال: الناقة التي تشتهي الفحل يقال لها : عربة ، أخرجه ابن المنذر .
وأخرج ابن جرير 17 وابن المنذر عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، قال : العربة التي تشتهي زوجها . وأخرج هناد بن السري في (الزهد ) وعبد بن حميد بن جبير في قوله تعالى : عربا ، قال يشتهين أزواجهن . واخرج ابن جرير 18 عن ابن عباس قال : العرب المتحببات المتوددات إلى أزواجهن . وأخرج ابن جرير 19 وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ، رضي الله تعالى عنهما ، في قوله تعالى : عربا ، قال : عواشق لأزواجهن ، وأخرج هناد بن السري وعبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله تعالى : عربا ، قال : عواشق لأزواجهن .
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : عربا ، قال : العرب المتعشقات . واخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله تعالى : عربا ، قال : عشقا لأزواجهن 20
وأخرج عبد ن حميد وابن المنذر عن الحسن ، في قوله : عربا ، قال : المتعشقات لبعولتهن 21 . وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس قال :
العرب المتعشقات . وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية قال : العرب المتعشقات ، وأخرج هناد بن السري وعبد بن حميد عن الحسن ، في قوله تعالى : عربا ، قال : المتحببات إلى أزواجهن ، وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال : العرب المتحببات إلى أزواجهن . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد: في قوله تعالى: عربا، قال: متحجبات الى أزواجهن .وأخرج {ابن جرير 22 } وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال : العاربة هي الحسنة الكلام .
وقال وكيع في { الغرر} : حدثني محمد بن إسماعيل حدثني {ابن 23} سلام حدثني شعيب بن صخر قال : قال بلال بن ابي بردة لجلسائه : ما العروب من النساء ؟ فماجوا ، وأقبل اسحاق بن عبد الله بن الحارث النوفلي ، فقال : قد جاءكم من يخبركم ، فسألوه ، فقال : الخفرة المتبذلة لزوجها ، وأنشد :
يعربن عند بعولتهن إذا خلوا و إذا هم خرجوا فهن خفار24
أخرجه ابن عساكر في تاريخه . وقال ابن المنذر : أخبرنا علي بن عبد العزيز حدثنا الاثرم عن أبي عبيدة ، في قوله تعالى : عربا ، قال : واحدها عروب ، وهي الحسنة التبعل .
قال لبيد 25 :
وفي الحدوج عروب غير فاحشة = ريا الروادف يعشى دونها البصر 26
قال ابو نعيم في ( الحلية ) 27 : أخبرنا علي بن يعقوب في كتابه : حدثنا جعفر بن أحمد حدثنا أحمد بن ابي الحواري حدثنا أبو عبد الله الحمداني عن عبد الله بن وهب قال : إن في الجنة غرفة يقال لها العالية ، فيها حوراء يقال لها الغانجة ، إذا أراد ولي الله { أن } 28 يأتيها أتاها جبرائيل فناداها فقالت على أطراف أصابعها ، معها أربعة آلاف وصيغة يحملن ذيلها ودوائبها ، يبخرنها بمجامر بلا نار ، قال أبو عبد الله : فخشي على ابن وهب فحمل فأدخل منزله فلم { يزالوا } يعودونه حتى مات ،{ رحمه الله } 29.
{تنبيه } : قال صاحب ( المنفرجة ) 30 فيها :
من يخطب حور العين بها = يظفر بالحور مع الغنج
يحتمل أنه يريد بقوله : وبالغنج ، الدل ، على تقدير وبذوات الغنج أو يظفر بالحور العين وبغنجهن ، على إنابة أل عن الضمير ، والأظهر عندي أنه جمع غنجة ، وهي الحور المذكورة في هذا الأثر .فصل }31 .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر – رضي الله تعالى عنهما – في قوله 32 تعالى : فمن فرض فيهن الحج فلا رفث، قال : الرفث إتيان النساء والتكلم بذلك للرجال والنساء إذا ذكروا ذلك بأفواههم .
وأخرج الطبراني في معجمه عن ابن عباس قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ، قال : الرفث الاعرابة للنساء بالجماع .
وأخرج ابن جرير ابن جرير 34 وابن المنذر عن ابن عباس في الآية ، قال : الرفث غشيان النساء والقبل والغمز ، وأن يتعرض لها بالفحش من الكلام .
أخرج سعيد بن منصور في سننه وابن جرير 35 وابن أبي حاتم والطبراني عن طاووس قال : سألت بن عباس عن قوله تعالى : فلا رفث ، قال : الرفث الذي ذكر هناك ليس الرفث الذي ذكر في قوله تعالى : أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى {نسائكم } 36 ، ذاك الجماع ، وهذه العرابة والتعرض بذكر النكاح .
أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير 37 وابن أبي حاتم
والحاكم في ( المستدرك ) 38، وصححه عن أبي العالية، قال:كنت امشي مع ابن عباس، وهو محرم، وهو يرتجز بالإبل ويقول:
وهن يمشين = بنا هميسا
إن صدق الطيرنـ = ك لميسا
[ فقلت له: أترفث و أنت محرم؟ فقال: إنما الرفث ما ووجهت به النساء]38
وأخرج عبد حميد في تفسيره عن عمرو بن دينار في قوله تعالى : أحل لكم ليلة الصيام الرفث ، قال : الرفث الجماع ومادونه من قول الفحش 40
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن ابن عباس قال : الرفث في الصيام الجماع والرفث في الحج الاعرابة . وأخرج عبد بن حميد عن طاووس قال: لا يحل للرجل المحرم الإعراب.
وفي المجمل 41 لابن فارس وكتب الغريب إن رجلا قال : يا رسول الله ، إني لمولع بالهلوك من النساء . قال ابن الفارس : الهلوك الغنجة .و قال
ثعلب في أماليه : هي الشيقة الغلمة . [( وقال في القاموس ) 42 : هي الحسنة التبعل لزوجها ، وهذا الحديث أخرجه البيهقي ( في الدلائل )] 43 وقال ابن الاثير في النهاية 44 : هي التي تتمايل وتتثنى عند جماعها .
وأخرج الديلمي في مسند الفردوس عن أنس 45 : لا يقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة ، وليكن بينهما رسول : قيل: وماهو ؟ قال : القبلة والكلام .
و أخرج الديلمي عن علي رضي الله تعالى عنه : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يحب المرأة الملقة البرعة مع زوجها الحصان عن غيره 46
وأخرج ابن عدي [ في الكامل) والديلمي ] بسند ضعيف عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خير نسائكم العفيفة الغلمة ، [زاد الديلمي عفيفة في فرجها غلمة على زوجها 47 ] 48 . وفي ربيع الابرار 50 للزمخشري عن علي رضي الله تعالى عنه : خير نسائكم العفيفة في فرجها الغلمسة لزوجها .
وفيه 51 أيضا عن خالد بن صفوان .قال : خيـر النساء حصان من جارها ماجنة على زوجها .
وقال ابن أبي شيبة في ( المصنف )52 : حدثنا ابن علية عن [ابن] 53 يونس عن عمرو بن سعيد قال : قال سعد بن أبي وقاص ، رضي الله تعالى عنه : بينا أنا أطوف بالبيت إذ رأيت امرأة ، فأعجبني دلها فأردت أن اسأل عنها ، فوجدتها مشغولة .
وأخرج ابن عساكر 54 من طريق الهيثم عن عبد الله بن محمد عن معاوية بنأبي سفيان أنه راود زوجته فاختة بنت قرظة، فنخرت نخرة شهوة ، ثم وضعت يدها على وجهها ، فقال : لاسوءة عليك ، فوالله لخيركن الشخارات النخارات 55
وأخرج ابن عساكر من طريق محمد بن وضاح الأندلسي ، أحد أئمة المالكية ، وقال : سمعت سحنون يقول : سمعت أشهب يقول : أغنج النساء المدنيات .
وأخرج البيهقي في ( شعب الايمان ) عن علي ، رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : جهاد المرأة حسن التبعل لزوجها .
وأخرج البيهقي عن أسماء بنت يزيد الأنصارية 56 أنها قالت : يا رسول الله ، إنكم ، معاشر الرجال ، فضلتم علينا بالجمعة والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله ، فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم : حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته [واتباعها موافقته 57 ] يعدل ذلك كله .
قال التيفاشي في( قادمة الجناح ) : أجمع علماء الفرس وحكماء الهند [من 58 ] العارفين بأحوال الباه على أن إثارة الشهوة، واستكمال المتعة 59 لا يكون إلا بالموافقة التامة60 من المرأة وتصنعها لبعلها في وقت نشاطه مما تم به شهوته ، وتكمل متعته61 من التودد ، والتملق والإقبال عليه والمثول بين يديه من 62 الهيئات العجيبة والزينة المستظرفة التي تحرك ذوي الانكسار والفتور ، وتزيد ذوي النشاط نشاطا ، قال : فالمرأة الفطنة الحسنة التبعل تراعي جميع هذه الأحوال مما تم به متعة الزوج 63 ،انتهى

وقال الغزالي في ( الإحياء 64 ) : يقال إن المرأة إذا كانت حسنة الصفات ، حسنة الاخلاق ، متسعة العين سوداء الحدقة ، متحببة لزوجها ، قاصرة الطرف عليه ، فهي على صفة الحور العين . قال 65 الله تعالى : عربا أترابا ، فالعروب هي المتحببة لزوجها ، المشتهية للوقاع ، قال : وبذلك تتم اللذة،انتهى 66 .

وفي كتاب ( تحفة العروس 67) للتجاني : جلس أعرابي في حلقة يونس بن حبيب ، فتذاكروا النساء وتفاوضوا في أوصافهن ، فقالوا للأعرابي : أي النساء أعظم عندك 68؟ قال : البيضاء العطرة ، اللينة الخفرة ، العظيمة المتاع ، الشهية للجماع ، التي إذا ضوجعت أنت ، وإذا تركت حنت . قال التيجاني : يشير بقوله : إذا ضوجعت أنت ، إلى رهزها ، قال : وقيل لأعرابي : ما الحب 69 ؟ قال : عناق الحبيب ، ولثم الثغر الشنيب ، والأخذ من الحديث بنصيب ، قيل : ما هكذا نعده فينا ، قال : فما تعدونه ؟ قال : القفص الشديد 70 ، والجمع بين الركبة والوريد ، ورهز يوقظ النوام ،ةوفعل يوجب الآثام 71 فقال : ما هذا فعل ذوي الوداد ،وإنما هو فعل طالبي الأولاد .

وفي ربيع الابرار 72 للزمخشري : قال الحجاج لابن القرية : أي النساء أحب اليك ؟ قال : الودود الولود ، التي أعلاها عسيب 73 وأسفلها كثيب ، آخذهن من الارض إذا جلست ، وأطولهن في السماء إذا قامت ، والتي إن تكلمت رودت 74 ، وإن صنعت جودت ، وإن مشت تأودت ، العزيزة في قومها ، الذليلة في نفسها ، الحصان من جارها ، الهلوك الى بعلها ، رودت أي لانت ، وفيه 75 قال بعض الخلفاء : الاماء ألذ مجامعة ، وأغلب شهوة ، وأحسن في التبذل ، وآنق في التدلل.

وفي ( تذكرة ابن حمدون 76) في وصف جارية : إن رأيتها اشتهت ، أو تركتها انتهت 77 ، تحملق عيناها ، وتحمر وجنتاها ، وتذبذب شفتاها ، وتبادر الوثبة .
وفي (امالي78) ثعلب : زوجت امرأة من العرب ابنا لها ، ثم قالت له ، كيف وجدت اهلك ؟ فقال: دل ولا يقلى 79 ، وعجب لا يغنى، ولذة لا تقضى، وكأني مضل أصاب ضالته.

فقال بعض الأطباء : الحكمة في الغنج أن يأخذ السمع حظه من الجماع فيسهل خروج الماء من جارحة السمع، فإن الماء يخرج من تحت كل جزء من البدن، [ ولهذا قيل: تحت كل شعرة جنابة ]80 ، وكل جزء له نصيب من اللذة ، فنصيب العينين النظر ، ونصيب المنخرين النخير 81 وشم الطيب، ولهذا شرع التطيب للجماع ، ونصيب الشفتين التقبيل ، ونصيب اللسان الرشف ، والمص ، ونصيب السن العض ،ولهذا ورد في الحديث الصحيح : هلا بكرا تعضها وتعضك 82 ، نصيب الذكر الايلاج ، ونصيب اليدين اللمس ونصيب الفخدين وبقية أسافل البدن المماسة ، ونصيب سائر أعالي البدن الضم والمعانقة ، فلم يبق إلا حاسة السمع ، فنصيبها سماع الغنج .
[قال 83 الوداعي في تذكرته : ومن أمثال العامة : أيش ينفع الغنج في أذن الاطروش . ومن أمثاله : إغنجي زويد زويجكي أطروش . وقال صاحب ( مرشد اللبيب الى معاشرة الحبيب ) : الغنج هو الترافق والتذلل والذبول ، وتفتير العيون ، وتمريض الجفون ، وإرخاء المفاصل من غير سكون حركة ، وتململ من غير ازعاج ، والتوجه من غير ألم ، وترخيم الكلام عند مخاطبة الرجل بما يحب .
ويعجبني منك عند الجما = ع حياة الكلام وموت النظر 83
ولابد ، في أثناء ذلك ، من شخر ونخر دقيق وتنهيد رقيق ، وعضة في إثر قبلة ، وقبلة في إثر عضة منه أو منها ، فإن ذلك كله ما يقوي شبق النكاح ويحث على المعاودة ، لا سيما إن طرحت الحياء واستقبلت الخلاعة وذلك معدود من صفاتهن المستحسنة .

وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: خير نسائكم التي إذا خلعت ثوبها خلعت معه الحياء، وإذا لبسته لبست معه الحياء، يعني مع زوجها 85
قلت : هذا لا أعرفه حديثا مرفوعا ، ولكن من تحت عن أبي علي الآمدي ، قال محمد بن علي بن الحسين لصفية الماشطة: أطلبي لي إمرأة تعرف الوحي بالنظرة ، وتلبس الحياء مع جلبابها إذالبسته ، وتضعه معه إذا وضعته .

ثم قال صاحب ( مرشد اللبيب ) : وحكي عن بعض القضاة المتقدمين أنه تزوج امرأة ، وكانت مطبوعة على الخلاعة عند الحاجة ، فلما خلا بها سمع منها ما لم يسمعه ممن قبلها ، فنهاها عنه ، فلما عاودها المرة الثانية لم يسمع منها شيئا من ذلك، فلم يجد في نفسه نشاطا كالمرة الاولى ، ولا انبعثت له تلك اللذة ، فقال لها : ارجعي الى ما كنت تقولين أولا ، واجتنبي الحياء ما استطعت 86
قال : ومن دقيق هذه الصنعة أن يكون غنج المرأة ورهز الرجل متطابقين ، كالإيقاع على الغناء ، لا يخرج أحدهما عن الاخر . وقد قيل في ذلك87 :
بتنا ومن حركات ال....ـك88 لي ولها = ما أطربت منه أجسام وأسماع
لها ترنم شخر من تغنجها = ولي على كـ.....89 بالرهز إيقاع
قال: ومنهن النهاقة ، وهي التي تعلي صوتها في الغنج بالشخر والشهيق 90. وقيل في ذلك :
تنهق مثل العير في غنجها = فما من الترك لهابد
قال : وكثير من النساء من تستعمل السكوت عند الجماع ، لكن مع رشاقة الحركة وإظهار القبول للوطء92 وضم الرجل إليها وتقبيله مرة بعد أخرى ومساعدته بالرهز . وهذه صفة محمودة غير مكروهة .
قال : وفيهن من يكون غنجها كله سبا ودعاء عليه . وهذه عادة صنعاء وما يليها .
قال : ومنهن المشتهية التي لا تحسن التغنج ولا التكسر وهذا عام في نساء الجبل وما والاها من بلاد المشرق ونساء العجم.انتهى الإخبار ].
قال أبو بكر محمد بن خلف بن حيان المعروف بوكيع في كتاب (الغرر) 93 : حدثنا علي بن حرب بن محمد بن علي بن حيان بن مازن بن الغضوبة الطائي قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن عبد الله العماني عن مازن بن الغضوبة قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله إني امرؤ مولع بالطرب وبالهلوك من النساء وبشرب
الخمر ، وألحت علي السنون فأذهبن الاموال 94 أهزلن الدراري والعيال 95 ، وليس لي ولد ، فادع الله أن يذهب عني ما أجد ويأتينا بالحياء ويهب لي ولدا .فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : اللهم أبدله بالطرب قراءة القرآن ، وبالحرام حلال ، وبالخمر ريا لا إثم فيه 96 ، وبالعهر عفة الفرج ، واتهم 97 بالحياء ، وهب له ولدا . قال: فاذهب الله عني ما كنت أجد، وأخصبت عمان، وتزوجت أربع حرائر، وحفظت شطر القرآن ووهب لي حيان بن مازن. أخرجه البيهقي في ( دلائل النبوة ) 98

أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين القطاني حدثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي : حدثنا أبو جدي علي بن حرب به.

وقال في ( القاموس ) 99 : الهلوك ، كصبور ، الفاجرة المتساقطة على الرجال ، والحسنة التبعل لزوجها ، ضد 100 .

قال أبو سعد أحمد بن محمد بن حفص الماليني في (مسند الصوفية ) : أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن بكم حدثنا أحمد بن محمد بن أبي شيخ قال : سمعت أبا الحسن محمد بن محمد الثوري يقول : حدثنا مجاهد بن موسى حدثنا سفيان عن الزهري ، في قوله تعالى : ألقيت عليك محبة101 ، فقال: غنج في عينيه.

الأخبــــــــــار

أخرج أبو الفرج ( الاغاني ) 1 من طريق المدائني عن فلانة 2 قالت : كنت عند عائشة بنت طلحة ، فقيل : قد جاء عمر بن عبيد الله يعني زوجها ، فقالت :فتنحيت ، ودخل فلاعبها مدة ، ثم وقع عليها ، فشخرت ونخرت وأتت بالعجائب من الدهز ، وانا أسمع ، فلما خرج ، قلت لها : أنت في نسبك وشرفك وموضعك تفعلين هذا؟ قالت : إنا نستهب 3 لهذه الفحول بكل ما نقدر عليه وبكل ما يحركها ، فما الذي أنكرت من ذلك؟ قلت: أحب أن يكون ذلك ليلا، قالت: ذاك هذا وأعظم منه، ولكنه يراني تتحرك شهوته وتهيج ، فيمد يده إلي ، فأطوعه فيكون مارتين4.
وفي كتاب (نثر الدر) [ للابي 5] :لما زفت عائشة بنت طلحة الى زوجها مصعب بن الزبير ،سمعت امرأة بينهما6، وهو يجامعها ، شخرا وغطيطا في الجماع لم يسمع مثله ، فقالت لها في ذلك ، فقالت لها عائشة : إن الخيل لا تشرب إلا بالصفير .أورده صاحب (تحفة العروس7).
وأخرج ابن عساكر8 عن عبد الله بن القاسم الأيلي 8 قال: زوج معاوية بن ابي سفيان إبنته هند من عبد الله بن عامر ، فاعتاصت عليه ، فجاء معاوية ، فجلس 9 اليها ، فقال : يا بنية ، بيض عطرات ، اوانس خفرات ، اما حرامهن فصعب ، وأما حلالهن فسهل به سمحات .ثم رجع فسأل بعد زوجها عنها فقال: صارت امرأة من النساء10.
وفي (نثر الدر11) ايضا ، قال: عرضت على المتوكل جارية ، فقال لها: ما تحسنين ، فقالت : عشرين فنا من الرهز .

وفي (شرح المقمات 12) لأبن عبد المؤمن ، قال : اقبل رجل على علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ، فقال: يا أمير المؤمنين ، إن لي امرأة كلما غشيتها تقول: قتلتني قتلتني ، فقال له علي رضي الله تعالى هنه اقتلها وعلي اثمها.
وفي كتاب ( نسيب الغريب ) لابن الدهان ، و(معجم الادباء13) لياقوت الحموي : خصم رجل الى قاض أبا امرأته فقال: زوجني ابنه ، وهي مجنونة .فقال : مابدا لك من جنونها ؟ قال: إذا جاء جماعتها غشية عليها : فقال: تلك الربوخ لست لها بأهل طلقها فطلقها ، فتزوجها القاض .قال ابن الدهان : أراد أن ذلك يحمد منها .

قال الشاعر :
أطيب لذات الفتـــى نـ....ك14 ربوخ غلمــــه
قال : والربوخ هي التي إذا جومعت استرخت وغشي عليها .
وفي ( القاموس 15): امرأة منخار ، تنخر عند الجماع كأنها مجنونة
وفي ( جامع اللذة ) : تزوج قاض امرأة من أهل المدينة ، فكان إذا غشيها أهجرت 16 في القول وأفحشت ، فاشتد ذلك عل القاضي ونهاها عنه ، فلما عاد إليها صمتت عن ذك القول ، ففتر نشاطه ، فلما رأى ذلك قال لها : عودي الى عملك الاول 17
[وفيه : قيل لامرأة : أي شيء أوقع في القلوب وقت النكاح ، قالت : موضع لا يسمع فيه إلا النخير والشهيق ، يجلب الماء من غشاء الدماغ ومخارج العظام .
وفيه : قال بعضهم: إنما يطيب النـ....ك 18 شدة الرهز وكثرة الرفع والخفض والنصب ، والبسط والقبض ، والتقديم والتأخير 19 ، والشخير والنخير ، والصهيل والهمهمة والحمحمة .
وفي كتاب ( نزهة المذاكرة )، عن بعضهم : سماع ما يلذ له تأثير في النشاط . ألا ترى أن أهل الصناعات الذين يكدون برا وبحرا إذا خافوا الملالة والفتور ترنموا وشغلوا أنفسهم بذلك عن ألم التعب ، وترى الشجعان و أبناء الحروب قد احتالوا بنفخ 21 أصناف اليراعات 22 وقرعوا الطبول لتهون عليهم الشدائد ، وترى الابل حين يحدو لها الحادي تمعن في سيرها ، ويصفر للدواب فترد الماء وتشرب على الصفير 23 ]

الأشعــــــــار
أنشد الجوهري في ( الصحاح ) 1 :
إني لأهــوى طفلة ذات غنج = خلخالها في ساقها غير حرج 2
وقال أبو وجزة السعدي 3
قتلتني بغير ذنب قتـول = وحلال لها دمي المـــطلول
ما على قاتل أصاب قتيلا = بـــدلال ومقلتيــن سبيل

وقال ابن مطروح 4 :
مصارع الأسد بين الغنج والدعـج = وحليــة الحسن بين العاج والسبج 5
والدر ما كان في المرجان منبـته = دع البحـــار وما يكنن في الحـج 6
وفي كتاب ( تحفة العروس ) 7 : قال ابن ذكوان 8 :لأم أسمع في الكناية عن الرهز بأحسن من قول الشاعر 9 :
و أنت أمامة ما تعلميـــن = فضلت 10 النســاء بضيق وحر
ويعجبني منك عند الجمــاع = حياة الكــلام 11 ومــوت النظر

وقال أبوعيينة الاسدي يخاطب أسماء بن خارجة حين زوج ابنته هند من عبيد [ الله 14] بن زياد :
جزاك الله ياأسماء خيرا لقد أرضيت فيشلة الأمير
بصدع 15 قد يفوح المسك منه = عظيم مثل كركرة16 البعير
إذا دفع الأمير ...ر17 فيه = سمعت له أزيزا كالصرير
لقد زوجتها حسناء بكرا = تجيد الرهز من فوق السرير

وأنشد البكري في اللآلئ 18 ) لبعضهم 19 :
شفاء الحب تقبيل وضم = وجر بالبطون على البطون
ورهز تهمل العينان منه = وأخذ بالذوائب 20 والقرون

وأنشد البطليوسي في ( شرح الكامل ) قول الراجز 21 :
والله ، للنوم على الديباج 22
على الحشايا وسرير العاج
مع الفتاة الطفلة المغناج
أهون ، يا عمرو ، من الادلاج 23
وزفرات البازل العجعاج 24

وقال عبيد الله بن قيس الرقيات 25 :
حبذا الادلال والغنج = والتي في طرفها دعج
والتي إن حدثت كذبت = والتي في وعدها خلج 26

وقال أعرابي 27 :
جاءت عروس تفضل العرائسا = شكلا وألفاظا ودلا خالسا 28
ومركبا مثل الأمير جالسا 29 = جهم المحيا ينفح الملابسا30
يدخل مبلولا ويبدو يابسا31 = لا يفضل الأول منه سادسا 32

وقال درست 33 الشاعر:
أما والخال في الخد الأسيل = وطرف فاتر غنج كحيل
وقد مائل يحكيه غصن = على دعص من الردف الثقيل

وقال أبو الطيب صالح بن يزيد الرندي : 35
من الظباء تروع 36 الأسد المقل = وما رمتها بغير الغنج والكحل
من كل رود 37 ترد السمر مسرعة = وما وهتها 38 بغير الحلي والحلل
وقضب بان على كثب لها زهر = تسقى ، ولا ظمأ، بالادمع الهمل
خفت لها وشح جالت عى هيف = فوقدتها 40 من الادراف بالثقل 41


وقال أبو نواس 42 :
قوموا الى قطف لهو= وظل بيت كنين
وقينة ذات غنج = وذات دل رصين

وقال ابو الشبل44
لابن حماد أياد = عندنا ليست بدون
عنده جارية تشفي = من الداء الدفين
ذات صدع حاتمي = الفعل من كن كنين 45

وقال الجزار 46 :
وتصنعي للغنج فهو يلد لي = وبه يطيب النـ...ك للنـ...ـاك 74
وقال الأخر:
ترشف مني ريقها قهوة = تغني عن الشهد وقطر النبات
يلفها لفا فلا تحترك = فاشكر لذي الخود 49 على ذا الثبات
تضمها تغنج ما تختلج = تنـ...ها 50 تبكي بكاء البنات

وقال آخـــر 51 :
للنكاح شروط في لذاذته = قد اجتمعن لنا في ست غينات
غنج وغمز وغمرة52 وغربلة = وغض طرف وغزل بالعوينات

وقال آخــر 53 :
إذا علوتيـه وحان منذري 54
لم يك غير الغنج فابكي وانخري
وهيجي لعاب طعم السكر

ومن امثال العامة : النـ...ك 55 بلا غنج مثل الخبز بلا إيدام56
وقال القئل غفر الله له:57
إذا ما كنت من بنت فمرها = تبالغ في الشخير والنخير
ولا تنكح بلا غنج فإني = رأيت الخيل تشرب بالصفير58

قال ابن المعتز59:
وذات نأي 60 مشرق وجهها = معشوقة الألحاظ والغنج61

وأنشد المرزوقي في ( شرح الفصيح ) قول الآخر 62 :
فهي صناع الرجل خرقاء اليد 63
وقال 64 : يصف المرأة أنها لا تحسن عملا إلا ما يتعلق بالجماع . وقد رأيت هذا في موارد ابن الاعرابي 65 وقبله :
فقاما وسنان 66 ولم يوسد = يمسح عينيه كفعل الارمادي
الى صناع الرجل خرقاء اليد = خطارات بالسبسب العمرد67

وقال رجل من بجيلة 68 :
خير الليالي أن تبيت بليلة = بين الحباب 69 وبين جبهة عنبر
ودلال كاملة الجمال غريرة = بيضاء واضحة كطيط 70 المئزر

وقال الشهاب البراعي 71 :
بأبي من زرتها مستفتحا = باب باه أغلقته غضبا 72
وطوت عني ودادا ، لم أجد = لي فيما فعلته سببا
لم يكن لي عندها ذنب سوى = أنني فككت عنها الملعبا
واعتنقنا مثل غصني بانة = جمعت بينهما ريح الصبا 73
وأرتني عجبا من دلها ، = يا ترى ، من دلها ، واعجبا
وأباحتني رضابا خلته ، = كلما قبلت فاها ، ضربا 74
ثم قالت : قف قليلا ، فقلد = سرني أن بلغ السيل الزبى 75
يا لها من لفظة هام بها = مسمعي 76 وجدا وقلبي ضربا 77

وأنشد الصولي للمعتضد بالله :
يا لاحظي بالفتور والدعج = وقاتلي بالدلال والغنج
أشكو اليك الذي لقيت من (م) = الوجد فهل لي لديك [من ] فرج
حللت بالظرف والجمال من (م) = الناس نجل العيون والمهج 80

وقال أبو سعد في( شرف المصطفى 81 ) : روي عن مصعب بن عبد الله 82 بن ابي أمية عن أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم : قالت : خرجنا مع رسول الله عليه وسلم إلى الطائف وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم – مولى لخالته ، فاختة بنت عمر بن عايد بن عمران ن عثمان بن مخزوم ، مخنث يقال له مانع [ وآخر يقال له هيت ، وكان مانع 83 ] يكون في بيوته ، لمايرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يفطن لشيء من أمر النساء مما يفطن له الرجال ولا يرى أن له في ذلك إرية84 .
فسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم – يقول لخالد بن الوليد أو لعبد الله بن ابي أمية 85 :
إن افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف غدا فلا تفلتن منك بادية 86 بنت غيلان ،
فإنها تقبل بأربع ،وتدبر بثمان 87 ، فإذا جلست تثنت ، وإذا تكلمت غنت ، وإن قامت ارتجت ، وبين رجليها مثل الإناء المكفو ، مع ثغر كأنه الأقحوان ، فهي كما قال قيس بن الخطيم 88 :
رد الخليط الجمال فانصرفوا = ماذا عليهم لو أنهم وقفوا 89
لو وقفوا ساعة أسائلهم 90 = ريث يضحي جماله السلف 91
فيهم لعوب العشاء 92 آنسة الـ = دل عروب يسوؤها الخلف 93
بين شكول النساء خلقتها = قصد، فلا جبلة ولا قضف 94
تغترق 95 الطرف وهي لاهية = كأنما شف وجهها نزف
تنام عن كبر شأنها فإذا = قامت رويدا تكاد تنغرف 96
فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم – فقال : لا ، أرى هذا يفطن لما أسمع ،لا يدخلن وعلى نساء عبد المطلب 97
وقد كثر تشبيه الشعراء الغنج بالسحر.
قال نصيح 98 الدين محمد بن منير العجلي :
ورد ومسك ودر = خد وخال وثغر
لحظ وجفن وغنج = سيف ونبل وسحر
غصن وبدر وليل = قد ووجه وشعر

وقال ابو عمر محمد 99 بن عبد ربه الكاتب :
عجبت للفظ منك ذاب مخافة = ومعناه ضم ، ماأردت سمين
وأعجب بهذين أن بيانه = حياة لأرباب الهوى ومنون
زحمت به في غنجها مقل الدمى100 = وعلمت سحر النفث كيف يكن 101

وقال محمد بن عبد الغني الفهري 102 :
لمن كلم كالسحر من غنج أحداق = سقاك بكأس لم تدرها يد الساقي

وأنشد في ( الحماسة 103 ) لرجل يهجو امرأته :
حديث كقلع الضرس أو نتف شارب = وغنج كخطم 104 الأنف عيل به صبري
وتفتر عن قلح ، علمت حديثها = وعن جبلي طي وعن هرمي مصر105

تم 106 كتاب ( شقائق الاترنج في رقائق الغنج )
بحمد الله الكريم وعونه العميم
وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه
وسلم
 
أعلى