قصة ايروتيكية حشاني رابح - لمة حريم القرية

* قد تخيلتني عاهرة تتعرى أمام أول زبون تحمله لها الطريق
- فضيلة الفاروق
* نحن لا نشفى من ذاكرتنا.
ولهذا نحن نكتب, ولهذا نحن نرسم, ولهذا يموت بعضنا أيضا..
- أحلام مستغانمي

قصة واقعية من زمن بعيد ،

لا أظن أني من المتعصبين لسرد حقائق اجتماعية تنصف طرفا على أخر ، فدفعني فضولي ودفعتني ذكرياتي الى كتابة هده الرواية ، قد يعتبرها البعض الخوض في الطابوهات والمحرمات .

1.الفضوليات

بدأ التفكير العميق يراود عقلي ... ولم يكن محض صدفة ... كان نتيجة حتمية لتذكر بعض الحكايات والشقاواة ، و راح يفتح ويقلب صفحات دفتري السري ... و لم اعد أفكر في الحاضر ، ولم اعد افكر حتى في المستقبل ، بل كانت مخيلتي راسخة فقط على أيام الطفولة والصغر التي عشتهما في الريف ... كانت ذكريات عن أناس عرفتهم وعشت معهم الأفراح والأحزان ، منها الحلوة والمرة ... فتوالت على ذاكرتي وجوه كبيرة وصغيرة ... واستقرت على وجوه أصحابي وأصدقائي في العالم الواسع أي عالم رائحة الطين والهواء والماء ، أو صندوق السري .
فتذكرت ماذا يكون في الصندوق ؟
لم يكن لكلمة الصغر في نظري إلا معنى واحد ... هو أني لست كبيرا حتى تحجب حينها عني النساء قبل الفتيات ... ولست مطلعا بخفايا العالم الخفي أو العالم المغلق كما يسميه أصدقائي، وكنت اسميه العالم السري .... إذا انحسر الفستان على جسد الواحدة منهن أو ارتفع بعض السنتمترات عن الفخذ والرديف ... فلا تخفي عورتها ولا تبالي بالحضور ... في سن مبكرة تسلل فضولي وزادت معرفتي وشغفي بهذا المحيط الدافئ ... وعن خيوطه الغليظة قبل الدقيقة ... كانت تشكل نسيج حكايات وسريات حمراء وسوداء ... سمعتها و عرفتها من لسان أصحابي ورفقائي ... في بيئة بعيدة عن بيئة العالم المتحضر ... و بعيدة كل البعد عن مدينة عتيقة ... تزدحم ويزدحم عبادها بعادات وتقاليد والبني التحتية ... الملتفة بديننا الحنيف والرسالة المحمدية .
كنا نلعب ... نقفز ... نتقلب فوق الرمال ... نتسلق الأشجار العالية ... نتجسس عن البعض ... كانت ذكريات جميلة تراود عقلي وتتذكر رفقائي ... فكانت وجوههم ( رغم كونهم صغار ) شقية ... و كنت أود أن اعرف كل شيء عنهم ، وكل شيء يخطر ببالهم الفتي.... باٍستطلاع الذاتي وبطبيعتي الفضولية ... كانت عيونهم دائما تبحث عن الجديد في الواقع الحريمي ... فقد أصبحت معروفا عند الجميع ... أنني ساذجا وغير مطلع بخفايا العالم المغلق ... أي عالم الأنوثة والحب والغرام ...فكانوا يندهشون اندهاشا عظيم حينما أسأل سؤالي البائخ .
ذكريات ، و ذكريات مملوءة بقصص وحواديت من نسيج الصبية ... بداية بالتشويق وينتهي بالإثارة الطفولية ... حكايات بسيطة..خفيفة.. سهلة.. مفهومة .. مؤثرة .. تخترق الجدران البالية ... بالزمان والمكان بخفة دم وبساطة وشقاوة ... وعن طريق شقاوة السرد استطعت أن أعرف كل جديد ... حينها قال لي إبراهيم بالحرف الواحد ( انتم في المدينة محرومون من التمتع ومشاهدة أجساد النساء العارية ) ... كلمة كبيرة، لا يكمن الواحد منا أن يستخدمها بينه وبين نفسه... فكان إبراهيم هو الوحيد الذي نطق بها ... صدمت و أصابني الذعر الممزوج بحب الفضول ... أحاديثي معه لم تكن محاولة لابداع قصة جديدة أو رواية محبكة ... لم يكن لدي مانع ، يجب أن أسمع وأتصنت ... فكانت حكايته سرية للغاية ... ما أعجبني به ـ كان يبحث عن نوافذ لسماعي الدائم ، وراح يسرد قصته الشيقة مع الخالة ناجية صاحبة الحمام الشعبي ، سيدة في الخمسين ، محبة لفعل الخير ، محتكة بالنساء في الفرح والقرح ، كانت أفراح القرية معروفـــة دائما بتجمع العائلـــة والجيرة ... وبسهـــرات الأفراح و الليالي المــلاح، قبل ليلــة العــــرس ... سهـــرات النساء والصبايا و الدربكة ... و سهـــرات الحرائر و الأغاني و الأهــازيــج الشعبيــة الجميلـــة ... التي تغنيهـــا اللمة لأهــل العريــس و أهل العروس ... تصــدح بها أصــوات الحريم في يــــوم العــرس ... ليلــــة الحنـــة و السهـــرات والدخلة و الصباحيــــة ... عبــــارة عن جمــــل قصيـــرة ذات نــهايــــات موسيقية ، فهن تمتلكن صبر الاستماع الطويل للاغاني الشعبية ، وخاصة الاغاني اليهودية - كصوت الشيخ ريمون والشيخ العفريت - التي كان لها تأثير على الغناء النسوي ، فكانت الحفلات والأعراس تنشطها النسوة فيما بينهن ، ويشاركهن أحيانا بعض نسوة يهودية ، فلا تجدن حرجا بالاختلاط والغناء مع النسوة المسلمة ، فولعت حينها السيدة صارة اليهودية بأغنيتها المشهورة * أنا صارة يهودية * وأحبابي العروبية * .

و منذ البداية ، يكون اللقاء بالسرد ، تتوامض الأذنين في سرد ما : ذاك اليوم ، السابع من جويلية ، كان موسم الأفراح والأعراس ، استقرت قدماي من وراء الحمام ، فوضعت عيني اليسرى على الثقب بحجم خمسة دنانير جزائري ، فرحت أشاهد أجساد عارية تتحرك هنا وهناك ، وكتل لحمية مستلقية على مصطبة اسمنت منجرة ، تدعك مناطقها الحميمية بالليف الخشنة ، وقطرات بخار تتحبب في السقف ، ثم تسقط على أعضائهن الصغيرة والكبيرة و الأثداء الممتلئة والنحيفة ، حتى الفروج الملساء والمغطى بالشعر الأسود الكثيف لم منع من تلك الحبيبات ، فكانت تتوسط القاعة صبية حلوة بحلاوة الحمام ، تجلس على البلاط الابيض و الأسود ، كان جسدها الجميل وأنوثته الضامرة تهتز من شدة الدعك ، وشفتاها غلبت أسنانها تخبط فوق بعض ، فلم يعجبها دعك المرأة الخشن ، أخذت تحوم قاعة الحمام الواسعة ، لم تكن تتصورها بهذا الذهول والشكل ، أو يمكن أن تكون بهذا القدر ، فيه عري وعري وعورات مكشوفات ، فاٍنه الحمام الوحيد في هده القرية ، حينها ارتفعت درجة الحرارة في جسدي ، وانتقلت اٍلى عضوي الذكري الصغير ، فامتد إلى الأمام بحدة الحديد الصلب ، فلم اكن اعرف هذه الحرارة من قبل ، و بعدها مباشرة عرفت باكرا ما كنت أريده من لعبة الحمام ، وقررت أن أمضي في لعبتي السرية .
هل كون المرأة مخلوق ضعيف ، كان يستغلها في خبثه ؟ .
وبشهامة فائقة ورجولة زائدة ، نظرت إليه وقلت : هذه فضيحة ؟ .
تبسم إبراهيم ابتسامة ماكرة ورد على سؤالي بسؤال أخر : ما الفضيحة ؟
في نفس الوقت تنهد وقال : لماذا ، لمادا لا يمكنني أن أتعلم من تجارب الحياة ؟ .
كأن الزائغ يريد مضاجعة نساء الحمام ... أو كأنه يريد أن يتلذذ بأجسادهن العارية ... هدا ما استنتجته من خلال عينيه الحادتين ... هذه حكايات قديمة على كل حال ... حكايات حريم القرية ... سريات خبيثة صارت موضة آنذاك ... قصة من قصص أصدقائي من يعدها تسلية ومنهم من يعدها انحراف الطفولة... فتعلم أن يكون الحارس الوحيد لإسراره... ومرجعيته السامية هي كسب الخبرة قبل الكبر والزواج .
لا اعرف كيف تولدت عنده هذه الجرأة الزائدة ... فحش القول وبذاءة الكلام وسرية الحديث ... لا أجد لهم اثر في الحياة وسط المدينة ... كأن القرية عالم منفرد عن عالمنا في مدينتنا ... فحينها لم يبقى في رأسه إلا كلمة النساء أو جسد يلزم إشباعه .
هذه نظرة جديدة، أنت تتكلم ، وأنا أستمتع بحديثك.
كان إبراهيم دائما يقولها لي : أنت نية ، لم أراك إلا مندهشا .
كنت ابتسم ولا يخطر لي أن استفسر عن ما يخفيه فكر خبثه ... الذي فاجئني بمقولة غريبة (نحن عبيد النساء ) ... اندهشت وبدا فكري يتحرك ... وراح يفسر لي مقولته الشهيرة فقال : الرجال يركعون ويحبون ليصلون إلى أجساد النساء (تعجب) ... لداك نحن عبيد النساء .

في الغد ،و بعد صلاة العشاء ، جلست بجانب إبراهيم ... رحت أعيش معه عصر النهضة الجنسية ... عصر عبيد النساء ... كانت أذني تستمع بعسل كلامه وفكري تدون فيه كلمات قصصه ... التي تلونت بألوان سرد المراهقة... تارة أسأله بخبث الذي تعلمته منه ... وأخرى يجيب بتمعن عن العالم المغلق والسري ... عالم الأنوثة والجسد المختفي ... فكنت أرى أن هذا العالم بعيدا عني ... فصغر سني كان يتركه يتسارع ويبتعد عن ذاتي ... عندما بدأ يكمل في سرد حكاية الحمام الشعبي ، موروث نسائي بحت ، رائحة الانوثة المنبثقة من الجسد و عرق الإبط الذي يفوح ، و خفة اليد التي تحسس على البطن ، وفتح الساقين للاستهواء ... كان هدا يذكره بالشهوة واللذة ، فقال : وسعت الثقب جيدا ، وكالعادة




00.jpg
 
أعلى