پول اليري - النّخلة.. ت: هنري فريد صعب

ما إن يكاد ملاكّ يحجب ألق
فتنته المريعة،
حتى يضع على مائدتي
الخبزَ الطازج، والحليب الفاتر؛
ويرسملي بجفنه
إشارة صلاةٍ
تخاطب رؤيتي:
- إهدأ، اهدأ، ابقَ هادئاً!
قدِّرْ ثقل نخلةٍ
تحمل خصبها!
بقدر ما تنحني
لوفرة غلالها،
تكتمل صورتها،
ثمارها الثقيلة قيودها،
فتأمل باعجاب كيف تهتز،
وكمثل ليفة بطيئة
تقسم اللحظة،
تفاضل بدون سر خفي
بين جاذبية الارض
وثقل الجلد!
هذا الاختيار الشائق المتحرّك
بين الظلّ والشمس
يحاكي حكمة
"سيبيل" ورقادها،
وحول البقعة ذاتها
لا تسأم النخلة الوافرة الانتاج
من النّداءات والوداعات...
كم هي نبيلة، كم هي رقيقة!
وكم هي جديرة بترقّب
يد الآلهة الوحيدة!
الذّهب الخفيف الذي تُغمغمه
يرنّ في إصبع الهواء البسيطة،
ويزود روح الصحراء
لأمة حريرية
إنّه صوت خالد تمنحه النخلة
الريح الرملية
التي ترشّه بذرّاتها؛
يخدمها كوسيط وحي خاص،
وتأمل بالاعجوبة
التي تتغنّى بها الأحزان.
غير انها تجعل نفسها
بين الرمل والسماء،
وكلّ نهار يشرق
يجني لها قليلاً من الشهد.
حلاوته تحدّدها
الديمومة الالهية
التي لا تعد الايام،
بل بالحري تخفيها
في عصارة يتجمع فيها
كل اريج الحب.
 
أعلى