محمد صبيح - صاد الصيف الذي يصهل في صحو قميصك

صاد الصيف الذي يصهل في صحو قميصك
اصطادتني صباحا واصطفتني للوصف وللقصف العنيف ِ
صارحتها بصفيح قصيدي
وبقصر أصابع صبري, وصعوبة صون صناديق الأسرار لدي
صفعت صبوتي وحكت صوف صدري
ثم قالت: حقلك صخر ٌ جبليٌّ وسأصعد ُ
سلمك َ العاري من أول صفر الصيف إلى أن تنتصف الساعة في صخب صهيلي
أو ..
ينتصب الصنم الماكر في صمت عويلي
صرخت كاملة الأوصاف اصعد
في الوصل اصعد
.. فصعدت ُ
وتنهد بعد العصر ِ
بعسل الصبح الناعس حلم ٌ ثاني
تقطّر من حلمتان ِ ..
فتمايل عنق ٌ وتنهد صدر ُ

وتسللّت كلص في العتمة حين أضاءت كاملة الأرداف صوامع قمح في تنور الرعشة و تراقص لهبٌ أزلي ٌ
فدنوت ولفح الآهة في الصلد ِ صواعق
بت في قاع حميمي صبوتها
صهرتني في فضة منفرجان التصقت ْ، فالتصقت ُ

وتداخل لمس ٌ في مس ٍ وتراقص نحلُ
تصدر قائمة اللسع زنابير الورد
و شق النرجس يمتص ويمتص
تصاعد نفث الآهات أشتد القصف ُ
تصلب في قاع صنوبرة ِ الصهد
تصلب في الموقف ِ
يقدم يحجم، يتوتر يتحجر ُ
قالت وأنا في العمق أغوصُ :
حبيبي صفني
فتصورت ُ مئات الصور ولازلت أحاول ُ
لكن مياه الصورة لا تطفو ولا تصفو ُ
صمت َ الصيف وحمل صقيع الفصل حقائبه
وأنا لا زلت صريع متاهات الوصف ِ
نصفي يتصفح في نصفي
لم يخذلني في صاد الصيف ِالماضي سوى حرفي ..
رعشتاني نبويتين يصحو الصيف على حصان صهيلهما
جاء أيلول ولازلت في صلصال الوصف ِ
لا أصحو ..ولا أغفو !


- عن موقع الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان


صورة مفقودة
 
أعلى