مروان علي - الإغراء الكردي: هوليا أوفشار.. أو "شيركو" مكان حسين فهمي

دخلت مكتبة دار "اللواء" لمساعدة خالي حواس في ترتيب حمولته من الصحف والمجلات وكتب الجيب التي كان يبيعها في مدينة الرميلان. هنا، في هذه المدينة، كان بعض الخبراء من روسيا وبلغاريا وكوريا وسوريا، وعدد كبير من العمال والموظفين وحتى الجنود الذين ظهروا فجأة بعد أحداث حماة في بداية الثمانينات، لحماية المنشآت النفطية الذاهبة مداخيلها الى القصر الجمهوري مباشرة، بحسب ما كنا نسمع من بعض المعارضين الصغار.

بين المجلات الأنيقة، "الشبكة" و"الموعد" و"سمر" و"هنا دمشق"... بنات جميلات ومثيرات في تنانير قصيرة وجينز ضيق يكشف أكثر من تفاصيل الجسد الشهي، ذلك الجسد الذي كنا نراه في أفلام نجلاء فتحي وميرفت أمين وسهير رمزي ومديحة كامل وبوسي ومعالي زايد وسعاد حسني ونبيلة عبيد وناديا الجندي.

أفلام كنا نعيد إخراجها ثانية، خلف البيوت الطينية البعيدة وتحت أشجار التوت قرب الحدود التركية. نرمي البطل بعيداً، حسين فهمي أو رشدي أباظة أو نور الشريف أو فاروق الفيشاوي أو صلاح السعدني، ليصبح الفيلم الجديد من بطولة "ميرفت أمين ومروان علي" أو "سهير رمزي وشيركو" أو "نجلاء فتحي ونص الدنيا".. أو "سميرة توفيق وعمي جميلو"..."نبيلة عبيد وحزنيكي".. لدينا أفلامنا ولدينا بطلاتنا ولدينا أبطالنا وقصص حب لن تنتهي ابداً.

كانت مكتبة أنيس حنا مديواية، نافذتنا على عوالم سرية شهية ولذيذة... وإذا كانت المجلات اللبنانية لم تشبع نهمنا بسبب الرقابة الشديدة التي كانت تفرضها وزارة الاعلام السورية، كانت الجرائد التركية الآتية من الطرف الآخر تفعل ذلك. من مدينة نصيبين التي لا تفصلها عن القامشلي سوى أسلاك شائكة، وعدد قليل من الجندرمة، الذين كانوا المصدر الرئيسي لنا من الجرائد التركية والتي سنرى في صفحاتها الاخيرة صوراً عارية تماماً لنجمة تركيا الأولى هوليا أوفشار.. وسنعرف بعد سنوات انها كردية!

قبل ذلك، كان الرجال الكرد في القامشلي يتحدثون عن المغنية الكردية عيشه شان، التي تشرب الويسكي وترقص وتغني في كازينوهات ديار بكر وماردين واسطنبول... وتحدث كثيرون عن علاقتها بالمغني الكردي المعروف محمد عارف جزراوي، الذي غنى كثيراً عن نهود الكرديات ورائحة أجسادهن وتلك السيقان البيضاء والأرداف المكتنزة.. تلك الاغنيات التي كانت تثير لعاب الرجال الكرد وهم يسهرون في ليالي الشتاء الطويلة. لاحقا انشغلت الأوساط الكردية بمغنية تدعى هيلي لوف، وإسمها الحقيقي هيلين عبد الله، وقيل انها هددت بالقتل بسبب لباسها القصير ورقصها المثير.

هكذا، فإن "الجيل الجديد، وبنات مكتبة أنيس حنا مديواية، كان يجد ضالته في شارع القوتلي.. في نهارات الصيف وبعد العودة من المدارس... مشوار يومي، لن يتأخر عنه أحد.

في هذا الشارع، سيظهر الجينز والـ"تي شيرت" التي لا تصل الى الصرّة كي تظهر بوضوح والتنانير القصيرة.. ومن ثم الجينز المشقوق الذي يظهر الركبة وأحيانا قسماً من الأرداف وفي مرحلة أخيرة الفيزون، بوصفه المرحلة النهاية من موضات الاثارة.

وسنعرف من شيركو، ابن عمي، الذي ترك كرصور بعدما اشترى عمي جميلو بيتاً طينياً في الهلالية.. الكثير عن الأرداف الصناعية المحشوة بالإسفنج والسوتيانات التي تكبر الصدر وهي محشوة ايضا بِالحَرير.. وكذلك أشكال قمصان النوم النسائية وألوانها المفضلة والمثيرة للرجال.

وسيظهر المغني الكردي الشعبي فارس بافي فراس، الذي وقع في حب معلمة من الساحل كانت تدرس في قرية كرباوي مسقط رأسه. لا أحد يعرف الكثير من تفاصيل قصة حبه، لأننا سنعرف في كل شريط كاسيت جديد له شيئاً عن هذا الحب الخرافي.. وعن تفاصيل جسد حبيبته.. وهو يغني ويتأوه ونتأوه معه بعد أن يتذكر كل واحد منا حبيبته.

.


.
* حلقة من سلسلة مقالات عن الاغراء ونجومه في العالم العربي، سواء في السينما أو في المجتمع، وحتى سنتطرق الى اللاغراء في بعض البلدان.
- عن موقع المدن
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى