أسماء وهبة - جسد يموج بلذة الحب عنوانه النظرة

كثيرة هي قصص الحب التي نسجت العين خيوطها الأولى. وكم من بطولة مطلقة تحملت مسؤوليتها لتنطلق منها إلى عالم العشق وروعته. إنها ذلك الثقب الجسدي الذي يحمل عددا كبيرا من التناقضات بين الإقبال والإحجام، الفرح والحزن، القوة والوهن، النداء والجفاء..الخ من المشاعر الإنسانية.

فالعين تملك من القوة أن تظهر كمال الوجه وشفافية الروح. وتشكل جزءا أساسيا من صورة الجسد ، لأنها عضو يستقبل كل المؤثرات المحيطة به، ويدخله إلى العالم بأسره، لأنها وسيلة التعارف بيننا وبين الآخر، فتعمل على اكتشافه ومحاولة اختراق ذاته للكشف عن هويته.

ولأن العين باب إلى القلب، ومنفذ نحو النفس، ومرآتها الصافية التي تقف على باب الحقيقة مميزة بين صفات الإنسان، متفهمة أحاسيسه ومشاعره، لها وقع ساحر عند تبادل النظرات. فيخيل إلينا أننا نأخذ من الآخر ما نريده فقط. ولكن في الحقيقة يعيش الطرفان حالة من الأخذ والعطاء الحسي، والتقاط المؤثرات، والتي ربما تتطور إلى القدرة على النداء أو الإستحضار أو التهدئة.

إلا أن المرأة تتقن فن النظرات ليكون "لعبة الست" كما يقولون. وتستخدمها سلاحا ماضيا في عالم الهوى، صانعة من إشعاعاتها سحر الأنوثة الحقيقية، مما يفتح الباب لعبق الشهوة ودفء الحب . وكثيرا ما تنجح المرأة في امتلاك الرجل بواسطة نظراتها الساحرة، بعد أن تدخله في ساحة من المناورات الخفية تراوح بين رسائل التشجيع التي تفضح عن الإعجاب وبين تمنع الأنثى وأنفتها . فيشعر أنها ملك له وموجودة لأجله فقط.

ليس ذلك فقط، فهناك علاقة وطيدة بين النظرة واللذة. فكلاهما مرتبطان بخيط رفيع يتباعد بينهما مشوار طويل يسيره العاشقان وصولا إلى لحظة التلاقي. ولطالما نجح بعض الفنانين في رسم لوحات تكشف عن دور النظرة في "دغدغة" المشاعر النابعة من الإحتكاك البصري المتبادل بين الرجل والمرأة، فتصبح العين وسيطا" للذة تمهد للإحتكاك الحسي واللمسي.


.


صورة مفقودة
 
أعلى