العباسي - معاهد التنصيص على شواهد التلخيص

ومن مجونه الحسن أيضاً قوله:
قالتْ وقدْ قلتُ اعْبَثي بهِ ... يوماً وقد قامَتْ وقدْ نامَا
لوْ كان إسرافيلُ في رَاحَتي ... ينفخُ في أَيركَ ما قامَا
ومثله قوله أيضاً في المجون:
تَقولُ لي وهيَ غَضْبَى من تدلّلها ... وقد دعتني لشيءٍ ربَّما كانَا
إنْ لمْ تنكني نيكَ المرء زوجتهُ ... فلا تلمْني إِذا أَصبحْتَ قَرنانَا
كأَنَّ أَيركَ شمعٌ في رَخاوَتهِ ... فكلَّما عَرَكَتْهُ رَاحتي لانَا
وقد تبعه السراج الوراق، فقال:
طوَتِ الزِّيارَةَ إذْ رأَتْ ... عصرَ المشيبِ طَوى الزِّيارهْ
ثمَّ انثَنَتْ لمَّا انثنَى ... بعدَ الصَّلابَةِ كالحِجارهْ
وبَقيتُ أَهربُ وهيَ تَسْ ... أَلُ جارَةً من بعدِ جارَهْ
وتقولُ يا ستِّي استرَحْ ... نَا لا سراجَ ولا مَنارَهْ
وقال أيضاً:
إِذا يئسَ المرءُ من أَيرِهِ ... رأَت عِرْسُهُ اليأس من خيرهِ
ومن كانَ في سنِّهِ طاعِناً ... فقد عدمَ الطعنَ في غيرِهِ
وقال أيضاً:
يا قومِ عالَجْتُ أَيري ... بالحشوِ لمَّا تكعَّكْ
ولمْ يصحّ ودَادِي ... من غادَةٍ مُذْ تَوَعَّكْ
وقال أيضاً:
قامَ، فلمَّا دَنَوْتُ منها ... نامَ وما مثلُ ذاكَ خجلهْ
وكلَّ كفِّي لفرطِ جَذْبِي ... لهُ وما للجبانِ حملهْ
وأصبعي لا تزالُ جنباً ... لهُ ولا همَّة لسِفْلهْ
فزَحْزَحَتْ وانْثَنَتْ وقالتْ ... قومُوا انظرُوا عاشِقاً بوصلهْ
فقلتُ هذا لفرطِ حُبِّي ... قالتْ دع الترَّهاتِ باللهْ
قلتُ أُقيمُ اللَّيْلَ قالتْ ... لو قامَ ما احتجتَ للأَدلَّهْ
وقال الشهاب ابن جلنك:
وعلقٍ من بني الأَتراكِ أَلْمَى ... لهُ عينانِ وُكِّلَتَا بهَتْكِي
ظَفِرْتُ بهِ على رَغْمِ اللَّيالي ... فلمْ يَدْخُلْ وأَكثَرَ في التَّشَكِّي
يقولُ عميرة ادفعْني عليهِ ... ولا تجزَعْ وهانَ عليَّ صَكِّي
فلمْ أَدفَعْ عليهِ فظَلَّ أَيري ... يُقبِّلُ باب مفسَاهُ ويبكي
وقال آخر:
وَرُبَّ علقٍ قال لي مَرَّةً ... يريدُ توبيخي على ظنّهِ
أَيركَ هذا ماتَ قلتُ انْحَنى ... كرامَةُ الميتِ في دفنِهِ
وعكس ذلك ملغزاً فيه:
وصاحبٍ ما زلتُ دهْري لهُ ... كلّ مليحٍ أَتمنَّاهُ
يعجبني الشيءُ فأَختارُهُ ... لهُ بجهدٍ علمَ اللهُ
إن ماتَ لا يمكنني دَفنهُ ... وإنْ يعشْ يوماً دَفَنَّاهُ
وقال الصلاح الصفدي مضمناً:
ليَ أَيرٌ ينامُ لؤماً وشؤماً ... إن أَنا نلتُ من حبيبٍ وِصالاَ
وإذا ما غدوْتُ في البيتِ فرداً ... طلَبَ الطَّعْنَ وحدهُ والنِّزالاَ
وللسراج الوراق مضمناً أيضاً:
عهدي بأَيري وهو فيهِ تيقُّظٌ ... كم قام منتصباً إِذا نبَّهتهُ
والآن كالطِّفلِ الصَّغيرِ بمهدهِ ... يزدادُ نوماً كلَّما حرَّكتهُ
وقال غيره أيضاً:
تعقفَ فوقَ الخصيتينِ كأَنَّه ... رشاءٌ على رأسِ الرَّكيَّةِ ملتفُّ
كفرْخٍ لهُ يومانِ يرفعُ رأسهُ ... إلى أبويهِ ثمَّ يسقطهُ الضّعْفُ
ولنرجع إلى شعر ابن الحجَّاج، ومنه وهو من هذه المادَّة:
أَسفي عليهِ ممدَّداً فوقَ الخصي ... شبهُ العليلِ فديتُهُ من نائِمِ
طمعُ الغَوانِي في انْتِظارِ قيامِهِ ... طمعُ الرَّوافضِ في انْتِظارِ القائمِ


- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص تاليف الشيخ بدر الدين أبي الفتح عبد الرحيم بن عبد الرحمن احمد العبادي العباسي الشافعي القاهري ثم الاسلامبولي (868 - 963)
.

صورة مفقودة
 
أعلى