هاني الصلوي - جلسن وتذاكرن "دارة جلجل"

ذات رداءٍ متتابعٍ كخذروف الوليدِ جلسن وتذاكرن "دارة جلجل" بكل وضوحها
وأخذن في البكاء على تلك الأيام ... أواه من تلك الأيام..!.! إحداهن
وهي التي قيل أن عرقوبها " مثل شهر الصوم في الطولِ "
أخذت تعرِّف نفسها بالريح تارة وبالماء تارة / فيما كانت تنسى باقي
التعريفات والحدود ... لست ُ منطقياً لكني أحب القيود في معصميها أحياناً
/ أعلم أنك ستقولين بعد كل لعنة خضراء :
كل هؤلاء نساء ؟ أنتِ التي مذ عرفتِك وأنت ِ:
تدلقين بيديك اللبنيتين في وجهي أكواب اللبن
ثم تزعمين أنَّ لك علي َّ أيادي بيضاء .
تغسلين الشارع بك ِ ..
تقودينَ النبع إلى سرَّتك المثقوبة بالأسئلة /
المفتوحة على استعارات مبللة بنساء لاحصر لهن َّ ولالك .

وذات امرأة ٍ رأيتهنَّ في ملاعق صبية قريتنا البعيدة
حتى قلت ربي الله / أو حتى مطلع الَّنهد حسب بن يوسف ،
طبعا لاأقصد الأخضر /بل عبدالمحسن .
... أما تلك الخيمة فقد رأيتها تشعل نفسها في النافذة /
وتمسِّد أياما مضت بنفس الصرامة التي تمسح بها
أبناءها الممدَّين في تابوت إلكتروني ضيق ونحيل .
....................................
أما وقد بدت لأحرفي هذه المدن والسكاكين
والأضرحة والقيامات فإني أود إغماض بعض الفاضح
إنها .... تلك الإجاصة تسكر من زبيبة واحدة
... تهرق كل الطرق وتذرف أشرعة بلا مرافئ
وتركب كل القطارات .
تقول الأصدوقة : أن فتى ً غازل جمهورا من الحمائم
فلم يقطعن أيديهن لأن شراينهن سالت على المائدة
وبدا الخل خمرا والكهل رضيعا والسماوات صحناً ربيعياً
وتقول أيضاً :
كانت إمرأة واحدة ثم كانت نساء ... .



صورة مفقودة
 
أعلى