وليد هرمز ـ جفلة الثالوث

ثَوْرُ الأسلاف المُجنَّح، بأقدامه الخمسِ،
ملَّ الإنتظار على باب الدير.
لمْ يُحلِّق البتَّة، منذُ تركهُ الأسلافُ،
في المنعطفِ، بين الأرض والسماء.
تُصَفِّرُ في صَفَنِه الريحُ.
.....................
.....................
العُزلةُ ملَّت من راهبةُ الدَّيرِ.
ذاتَ ليلةٍ، قبَّلتْ عيني الثور، وبكَتْ.
بصَّرتْ بالثالوثِ خيالهُ.
مسحَتْ جناحيه بنبيذ الدير المعتَّق،
والذَّرْق المُخضرَّ عن ظهره.
احتضنتْ ساقهُ الخامسة
جَفلَ فيها العضَلُ،
جفلَتْ ذاكرةُ البازلت.
دُهِشَ.
انتشى،
فطارا.
أصعدُ مراقي البرتقال
أتدبَّرُ للقَنْصِ نافذةً.
أتدبرُ لعينيَّ سياحةً قريبة المنال
من قدميكِ الشاسعتي الخطوات نحوي.
أُجاوِرُ باباً تواربَ سهواً
في نصفِ عتمةٍ.
أُجاورُ هواجسكِ الآيلة للتلصُّصِ
على جسارتي،
أُطاولُ زوغانَ غَنجِكِ الفاضِح.
أَسوسُ ذبذباتِ الشَّمِّ
نحو عطركِ
كقطيعِ عنزٍ،
أولَّ أخضر الزعفران.
وعَن كثب أرقبُ
قَدْحَةَ القميصِ الحريرِ تليقُ
بجفلةِ نسمةٍ؛
بجَفلةِ القِلادة.
أرْقبُ زيقهُ مُرتبكاً كضبابِ فجرٍ.
أرْقبُ بَللَ الكُمَّثرتين على إيقاع يتنهَّدُ. ربما، سهواً،
أصعدُ مراقي البرتقال،
المُتمرِّدِ على الحريرِ.
أستوي، أنا والحرير،
والعُروةُ العُليا ساهية،
قَنْطَرةً ساهيةٌ،
يرتجُّ بها الماء.
قنطرةٌ، تشتهي العبور،
لكن الأزرار الخمسة
جُندٌ قُساةٌ
على البلاط الحرير.
جُندُ الغيرة أغلقوا باب العروة
بوجهي فغصَّ الماء.
جُندٌ حُفاة، سأطلقهم
للريح في الغبشةِ،
التَحِفُ القنطرةَ،
وأكوِّر أصابع يديَّ المرتجفتين
لنُضج الكمثرى.
عبثاً يندبُ الحريرُ،
عبثاً يندفُ
على خزفِ القِلادة.
عبثاً يهربُ البرتقالُ
من شهوةٍ تطوِّقُ الزيقَ.
هَيِّ
لكَ أنْ تمتدحَ غرورَ الأجاصتين.
القميصُ مندهشٌ،
والعرى تتلصَّصُ على خجلكَ؛
العرى، لاتخونُ.
الأزرارُ، صدفاتٌ متحجِّرةٌ،
بخفَّةٍ تتسلَّقُ
سلالِمَ أصابعكَ.
هاتِ الأنيقَ من مسِّ الشِّفاه.
هَيِّ،
هات.
هيهاتَ،
رأفة بشقاء الفُستُقِ.


جفلة الثالوث
وليد هرمزـ السويد
.

صورة مفقودة
 
أعلى