زكية الضيفاوي - ردوها عَلَيَّ ان استطعتم

الاهداء :الى المتكاليبن على الكراسي من رفاق الامس

الآن فقط....
وبعد ثورة .. وألف انتخابْ
أدركت ان إسمي جد جميلْ
ومعدني من تبر ثمينْ
إسم على مسمى ليس له
فيكم مثيلْ
فكيف التقيت بكم في لحظة
مارقة ؟ ..
لا
انا الان لا اصدق
كيف ترافقنا سنينْ
وكنت الطفلة البدوية المتمردة
و الكهلة الاممية الثائرة
أنا الانوثة النقية امام رغباتكم
صامدة
أنا النفس الراقية عن أطماعكم
متعالية
فأنا نتاج تلاقح هذا التراب
مع فلاح أصيلْ
روى الارض بالعرق والفرح الامنيات
رغم الانينْ
فأينع حبها لي دون سواي
يمنحني الاسم والشرف الجميلْ
أنا ما خذلت شعبيَ يوما
ولا لن اخونْ
وما تصاغرت على اعتاب سفارة
ولا لعبت للحظة في حياتي
دورَ العميلْ
وما وشيْت وشاية
ولا تسلقت جراحات المساكينْ
وما تاجرت بمبادئ أو بدينْ
وما نهبت ولا سرقت
ولا رشوت ولا ارتشيت
وما تذللت قط لحاكم أو زعيمْ
سبيل العفة سبيلي ونعم السبيلْ
يصلحني دوما مع ذاتي
فأنام ملء الجفون
فلاهم ولا غم ولا أرق
ولا هم يحزنونْ
فردوها عليَّ ان استطعتم
أو كان لكم ضدي دليلْ
زكية إذًا : تعني كل شيء نادر
وثمينْ
من زكي العطر حتى عزة النفس
في أحلك ليل على درب النضال الطويلْ
بدمي نحتّ على جدار الزمان حروفي
فإنحنى لي الزمان خجلا وحنينْ
زاي الزمان والزهر والزهو والزنجبيلْ
وكاف الكرامة في العتمة تُنير السبيلْ
وياء النداء مشددة للتأكيد
تنادي الحق بصوت عنيدْ
وتاء الانوثة تنصهر في الارض أكثر
مع كل يوم جديدْ
لينحني في حضرتي قهرا
كل من رأى نفسه الوحيد الجليلْ
من منكم ينازعني هذا الشرف ؟
من منكم ينازعني رغم فقري
هذا الترف؟
ثلاث رئاسات ومئات اللجان والهيئات
وأحزاب وجمعيات
وألف وزارة وبرلمان ونصف
ومعارضة للتضليلْ
أشرفكم عندي حذائي الذي إهترأ
على عتبات السجون وما انكسر
فأنا ابنة شعب هو الماء الزلال
لكنه يغرق الطغاة اذا انهمر
فكيف إذا باسم شعبي سرقتم
ثورة الفقراء وأتلفتم كل دليلْ
اسمعوني اذا
اسمعوني جيدا فانا
لا ابالغ ، ولا اشتم اذْ أقول:
كلكم راشي وكلكم مرتشونْ
فالأجور الخيالية التي تقبضون
والهبات البالية التي توزعون
والمشاريع الوهمية التي تنجزون
والوعود الكاذبة التي تغدقون
...كلها " رشوة سياسية"
من أجلها تتناحرونْ
آلاف المرشحين وبضعة مئات فقط
من الناخبين
فعلى ما تتسابقون؟
وعدد الكراسي محدود جدا
لكن الاجر جد ثمينْ
ألا لعنة الله على الراشي
والمرتشين
ألا لعنة الله على الراشي
والمرتشين
جعلتم الوطنية مصدر ثروة
جعلتم فعل السياسة في بلدي
بلوه
فاشتد بينكم الصراع على الكراسي
واشتدت بشعبي المآسي
وما من معينٍ وما من دليلْ
ولكن تذكروا جيدا كيف فر الطغاة
لما رقص الشعب في الشوارع
على وتر الأمنيات ْ
وصدح بالصوت مناديا:
"خبز ، حرية ، كرامة وطنية"
وغير الفرار من الكرامة
هل كان للطاغية من سبيل؟
فلا ماما أمريكا نفعت
ولا خالتي فرنسا ولا الشقيقة قطر
ترد غضب الشعوب اذا قرر يوما
ان ينهمر ..لهذا ..
حتما سيكون الفرار سبيلكم
فاستعدوا إذا للسفرْ
واحزموا أمتعتكم للرحيلْ


تونس

.
 
أعلى