قصة ايروتيكية لورا فان دن بيرج - الطفل.. قصة - ت: د. محمد عبد الحليم غنيم

  • بادئ الموضوع د.محمد عبدالحليم غنيم
  • تاريخ البدء
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

فى الطابق السفلى من منزلنا الجديد سمعنا أصواتاً غريبة بدت كما لو كان ثمة شخص يجرى بانتظام فى غرفة الطعام . انصتنا – ونحن فى السرير – إلى الغرفة ، سمعنا اندفاع الخطى وصرير ألواح الأرض الخشبية . من المؤكد أن هذا صرير الألواح الخشبية .هذا البيت محاط بالأشجار الكبيرة المائلة ، لدينا أشجار مائلة ضخمة جداً . لقد تقبلنا الأمر على اعتبار أن الأمور سوف تكون مختلفة هنا .
وراء الأشجار هناك حقل ونهر . نحن الآن فى فصل الشتاء والأوراق الخضراء فى طريقها إلى الاختفاء ، أقف فى شرفة غرفة النوم وأحاول أن أكتشف بريق الماء الفضى عبر الليل .
قريباً سيتجمد النهر ، وماذا بعد ؟
ذات الليلة ، تحركت تلك الأصوات التى تشبه الخطى صاعدة فوق الدرح . انتقلت جميعاً فى طريقها إلى باب غرفة نومنا المحكمة الإغلان ، ثم اختفت .
قال زوجى :
- اللعنة على هذا .
عندما نفض عن نفسه البطانية ونهض من السرير ، شعرت أنه ليس من خيار أمامى سوى أن أتبعه . نزلنا فوق الدرج عاريى الأقدام نرتجف . كانت الأصوات قد انتقلت إلى المطبخ . أشعلنا الضوء . الثلاجة البيضاء تهتز . أحجار المغناطيس التى على شكل الكركند والفنار والبطاقات البريدية وصور العطلات تناثرت كلها فوق أرض الغرفة. فتحنا باب الثلاجة ، وجدنا طفلا فوق رف يفتش فى علبة الطماطم ، لم يكن الطفل يأكل ، لكنه كان يمسك بالكرات الصغيرة الحمراء فى الضوء ، كما لو كان جواهرجياً يفحص حجراً كريماً ، وجه الطفل واضح ، لكن حدود جسده شاحبة وغير واضحة المعالم كما لو كان مصنوعا من دخان .
قلت وأنا أقترب من الضوء :
- مرحباً يا من هناك . ألا تشعر بالبرد ؟
خبط الطفل ب قدمه درج الثلاجة الهش ، فسألت زوجى :
- هل يبدو هذا الطفل مألوفاً لك ؟
فقال وهو يغلق الباب وقد أسودت زرقة عينيه :
- لا .
لقد فهمنا الآن ما يجرى هنا ، حاولنا أن نكف عن القلق بخصوص هذه الضجة ليلاً . إنه مجرد طفل ، هكذا قلنا لأنفسنا . لكن بعد ذلك بدأ الطفل فى الحركة حولنا أثناء النهار أيضاً . من فوق الأريكة نظرنا إلى أعلى ورأينا على السقف بقعة كبيرة بيضاء ، كانت على شكل جسد بشرى غير واضح المعالم ، ومن المائدة فى غرفة الطعام لاحظنا الطفل وهو يقف فوق البوفيه أو يستلقى فى سلطانية الفاكهة ويقوم يتقشير حبات اليوسف أفندى
و ذات ليلة وأنا وزوجى نمارس الحب فى غرفة النوم ، رأيت من فوق كتفه باب الخزانة وهو يرتج مفتوحاً ، لقد كان الطفل فى داخل الخزانة وكانت أنفاسه البيضاء تحلق فى الهواء مثل سحابة تراقبنا فى حماس .
أغمضت عيني حتى انتهينا .
النهر يتجمد ، وطوال الوقت و الطفل فى كل مكان حولنا ، تذرعنا بالصبر، لكن ليس هذا ما اتفقنا عليه أنا وزوجى ، قرأنا على شبكة الأنترنت عن كيفية التخلص من الزوار غير المرغوبين فى أربع خطوات سهلة : نحرق حزمات خضراء من نبات المريمية ، نرش الملح على عتبات النوافذ ، نقرع جرساً نحاسيا فى كل غرفة من غرف المنزل ، نمسك بأيدينا ونطلب منه أن يتركنا وحدنا . وعلى الرغم من هذا ، فى ذلك اليوم ، لم نعثر على الطفل فى أى مكان,
- أرحل .
قلنا ذلك مع كل دقة جرس وأيدينا متشابكة وأضاف زوجى مع جفاف بشرته وبرودتها :
- لا نريدك أن تكون هنا بعد الآن .
فى الليل دلفنا إلى السرير وأنصتنا ، تركنا النور مفتوحا . فلم نسمع شيئاً ، و لا حتى صفير رياح الشتاء فى الخارج أو رنين الأنابيب أو حشرجة الهواء الحار الصاعد من ألواح الأرض الخشبية .
قال زوجى :
- أخيراً ، صرنا وحدنا .
و ذهب ليغلق مفتاح النور ، لكن انتابنى شعور مضحك . قلت له :
- انظر إلى .
التفت إلى، فرأيت شيئاً غريباً فى عينيه ، كانت هناك نقط ذهبية فوق بؤبؤ عينيه الزرقاوين.
قلت فى خوف :
- ماذا فعلت بزوجى
فقال :
- أنا هنا .
ومد يده إلى شعرى .

المؤلفة : لورا فان دن بيرج / Laura Van Den Berg، كاتبة قصة أمريكية ، ولدت عام 1981 فى ولاية فلوريدا، حصلت شهادة البكارليوس من كلية رولينز و على الماجستير فى الفنون الجميلة من كلية إيمرسون، وتقيم الآن فى بروكلين . لها مجموعتان من القصص القصير وراوية واحدة.وقد حصلت الكاتبة على عدة جوائز أدبية عن مجموعتيها القصصية ، وفيما يلى قائمة بأعمالها :
1- كيف سيكون العالم عندما تغادرنا كل المياه 2009
2- جزيرة الشباب 2013 .
3- اعثر على ، رواية عام 2015 .



.


صورة مفقودة
 
أعلى